في واقعة الاتحادية .. مرسي يستحق التكريم l

[seryo]

نحن نحاكم الرئيس السابق الآن الدكتور محمد مرسي بتهمة *** اثنين من المتظاهرين أمام قصر الاتحادية ، أيام كان هو ساكن القصر ، والحقيقة أن منطق العدالة إذا قسناه بما يحدث الآن ، وبما حدث قبله ، فإن محمد مرسي يستحق أعظم تكريم مصري ، يستحق وشاح النيل أو نجمة سيناء ، لأن آلاف المتظاهرين المعارضين له حاصروا قصره ورشقوه بالألعاب النارية والحجارة وأشعلوا النار في بعض جنباته وبعضهم اقتحمه ، وكل ذلك شاهدناه على الهواء مباشرة في احتفالية فضائية مثيرة ، ومع ذلك لم يأمر مرسي بإطلاق النار أو *** أي متظاهر ، فقط الشبهة ـ بعدها بيومين ـ في م*** اثنين من المتظاهرين ، ***وا في مشاحنات ومشاجرات بين المتظاهرين من أنصار مرسي والمتظاهرين المعارضين له ، ولا يوجد بينهم واحد فقط *** برصاص حي للشرطة أو الجيش ، قوات الرئيس وقتها ، آلاف المتظاهرين وحشود تقتحم قصر الحكم وتشعل فيه النيران ولا ي*** شخص واحد بالرصاص فإن هذا يستدعي تكريما للرئيس الذي أدار هذه المواجهة بهدوء أعصاب أسطوري وصبر عليها وحقن دماء أبناء وطنه ، ولو أن هذه الحشود الغاضبة من المعارضين للمشير السيسي أو الرئيس المؤقت عدلي منصور وحاصروا قصر الاتحادية هذا الأسبوع وحاولوا اقتحامه وأشعلوا النار في بعض جنباته ، فإن الأخبار ستحمل لنا صبيحة اليوم التالي حصيلة ال*** الجماعي في الم***ة وسنسمع عن مئات ال***ى إن لم يكونوا بالآلاف ، وإذا كان التحرش بنادي اجتماعي للحرس الجمهوري انتهى بم*** حوالي مائة متظاهر بالرصاص الحي ، وإذا كان اعتصام في إشارة مرور بمدينة نصر انتهى فضه إلى م*** قرابة ألف متظاهر ، وإذا كانت مظاهرة واحدة في ميدان رمسيس بقلب القاهرة انتهى التصدي لها بم*** حوالي ثمانين متظاهرا ، والعداد شغال ومستمر ، فإن المقارنة العادلة ، لو كان هناك عدل فعلا ، مع ما حدث في موقعة الاتحادية تقتضي أن نمنح الرئيس المعزول وساما وتكريما لحسه الوطني وتقديسه لدماء أبناء شعبه عندما حوصر قصره وتعرضت حياته وحياة قيادات الدولة معه ـ وقتها ـ لل*** ، أقول هذا بغض النظر عن أي خلاف سياسي أو خلفيات تتعلق بسياسات أخرى ، نختلف أو نتفق على كثير منها بدون شك ، وقد انتقدناه عليها مرارا في وقتها . في موقعة الاتحادية كان ال***ى في أسبوع الاحتقان والهياج عشرة متظاهرين ، ولكن المحاكمة تنعقد الآن على تهمة *** اثنين فقط ، وأنا أتمنى من النيابة أن تضم أسماء بقية ال***ى الثمانية ، لأنهم ـ وليست مفاجأة ـ كانوا من أنصار محمد مرسي ، أي أنه في تلك الموقعة الخطيرة التي استبيح فيها قصر الحكم وتعرض لمحاولة اقتحام ، كان ال***ى من أنصار الرئيس أكثر من ال***ى من خصومه ، رحم الله جميعهم وكتبهم في الشهداء ، من مع ومن ضد ، فكلهم ضحى من أجل ما يعتقد أنه إنقاذ للوطن ، ولم نسمع وزير الداخلية وقتها يجلجل بتهديداته بالضرب في سويداء القلب ، أو الضرب في المليان ، لم نسمع الوزير يتحدى "اللي عايز يجرب يقرب" ونحن نتسلح بالجرينوف ، بل ربما كان هتاف الداخلية ونداءاتها وقتها "قرب .. قرب" . أخطأ الرئيس السابق محمد مرسي في أمور كثيرة ، وسجلنا موقفنا ضده وضد الجماعة وهو في السلطة ، لا نجامل أحدا على حساب الوطن ، ولكن في هذه الواقعة تحديدا ، وفي التعامل الرسمي مع المظاهرات والاحتجاجات ، فلا ينكر إلا جاحد أن مرسي كان الأكثر حرصا على دماء المصريين ، والأكثر حرصا على حقن الدماء ، نحن كنا نثير الغبار الإعلامي الكثيف على صفعة تتلقاها متظاهرة معارضة لمرسي من متظاهر إخواني ، وهو عمل مشين وغير أخلاقي قطعا ، ولكن المؤسف أننا الآن لا تتحرك ضمائرنا ليس على لطمة قلم على وجه امرأة ، بل *** المتظاهرات بالجملة ، و*** النساء المعارضات حتى في أقسام الشرطة بالرصاص الحي ، وتمر مثل هذه الأخبار المفجعة مرورا عاديا وباردا جدا على قلوب كثيرة . لهذا كله ، أضحك كثيرا كلما استمعت إلى أي أخبار عن محاكمات ل***ة المتظاهرين ، نحن الآن في مصر نعيش أكثر مشاهد تاريخها الحديث عبثية وتهريجا .

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...B1%D9%8A%D9%85