|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأةٌ في نهاية العشرينيَّات مِن عُمري، تزوَّجتُ منذ ثلاثة أعوام مِنْ رجلٍ، عشتُ معه منها ثلاثةَ أشهر فقط، كان يعتَمِد على راتبي لأني مُوَظَّفَةٌ، ولم يكنْ بالشخْص المسؤول عن بيتٍ وزوجةٍ! حتى عندما كنتُ حاملًا لم يهتمَّ بحملي، وذهبتُ لأهلي حتى موعد الولادة وكأنه لا زوج لي، فطلبتُ الطلاق! بعد عامٍ مِن الطلاق دخَل حياتي أخو صديقتي، فقد كنتُ أعرفه قديمًا قبل زوجي الأول بحكم صداقتي لأختِه، وكنتُ أحمل له بعضَ المشاعر القلبية، لكن أختَه كانتْ غيرَ مُوافِقَةٍ على الزواج لأني مُطَلَّقةٌ! كان كلٌّ منا يَعْشَقُ الآخر بدرجةٍ جُنونيَّةٍ، وكان الحبُّ يمْلأ عُيوني وكياني، كنتُ أشعُر بأنه أقرب إنسانٍ لي، حتى إنه يومًا ما قبَّلني قُبلةً فلم أشعر وقتها بغُربةٍ عنه! وفجأةً انقلَب كلُّ شيءٍ، فأخذوا عنوان طليقي، وسألوه عني وعن سبب الطلاق، فاخْتَلَق طليقي وأهلُه أكاذيبَ كثيرةً عني، ثم وجدتُ اتصالًا مِن أخي صديقتي يخبرني فيه بأنه لا يوجد نصيبٌ في الزواج منك! أصابَني الانهيارُ، ودخلتُ المستشفى، وفقدتُ الأملَ بعد أنْ ظننتُ أنَّ الحياةَ قد ابتسمتْ لي، وعوَّضَني اللهُ بشخصٍ يُحبني لذاتي، وليس لأنني أعمل! وبعد مدةٍ سمعتُ أنه خطَب فتاةً أخرى. مرَّ على هذا الموضوع أكثر مِن ثمانية أشهر، ولا أستطيع أن أنسى ما حصل، فكأنه حصل بالأمس، ولا أستطيع أن أكرَهه، فما زلتُ أحبه بالرغم مما حصل منه. أخبروني كيف أتخطى هذه الصَّدْمة؟ الجواب بسم الله المُوَفِّق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: مِن الأمور التي ازددتُ بها إيمانًا مع الأيام والتجارب: أنَّ ما تتعلَّق به النفسُ وتتمسَّك به بشدة ينصرف سريعًا، ويُعيي القلبَ قربُه كلما سعى للوُصول إليه. إِنِّي لَأَعْلَمُ وَالأَقْدَارُ نافِذَةٌ ![]() أَنَّ الذي هُوَ رِزْقِي سَوْفَ يَأْتِينِي ![]() أَسْعَى إِلَيْهِ فَيُعْيِينِي تَطَلُّبُهُ ![]() وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِي لَا يُعَنِّينِي ![]() لكأن الله "يَغار على قلب عبده أن يكونَ مُعَطلًا مِن حبه وخوفه ورجائه، وأن يكونَ فيه غيره"؛ رَوْضة المحبِّين لابن القيِّم. ولذلك أحْسَنُ مِن التعلُّق بالبَشَر قَطْعُ الرجاء فيهم، ووصلُ القلب بالله وحده، ولسوف يرزقك اللهُ بمَن هو خيرٌ لك منه، ويرضيك بقَدَره، ويربط على قلبك متى استرضيتِه - عزَّ ذِكْرُه - وسألتِه أنْ يُعَوِّضك خيرًا منه، واستغفرتِه تعالى عما سَلَف منك، ولا تتوقَّفي كثيرًا عند الأشياء حين ترحل، فما يمضي عنك فلتدعيه، وامْضي في حِفْظ الله ورعايته؛ لأنه لو كان لك لتَبِعك قبل أن تتبعيه، ولكم نخسر الكثيرَ مِن الفُرَص حين نلتفت إلى الوراء، فانظُري إلى الأمام.. حيثُ السماءُ والرَّجاءُ والمستقبلُ الواعدُ بخيرٍ. واللهُ - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|