اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2014, 01:05 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
Icon14 عودة الذئب [رواية] من أروع ما قرأت


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة:
(عاصفة هوجاء تهبّ، فيخاف منها الناس والحيوانات، فتدمّر العاصفة كلّ شيء حتى لا يجد
الناس مكانًا يجتمعون فيه، فالشجر قد اقـتـلع من جذوره، والبيوت قد تهدّمت،
ويبقى ذئب وحيدا يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة، فيتشبث الذئب بمكانه دون
حراك، حتى عندما ينسلخ جلده يبقى صامدًا لا يتحرّك ، ولا يصرخ عند الموت, ويبقى
محدقًا بعدوّه إلى أن يموت.
هكذا نحن.....
سنبقى على الجبل, ننظر إلى الموت المحيط بنا دون أن نخاف منه
)

:
:
رواية من أروع الرويات التي قرأتها
بل هي أروعها على الإطلاق

[ عودة الذئب ]

من تأليف/ أ. سامية أحمد
عبارة عن مشهدين يرويان معًا في نفس الوقت
ليس لهما علاقة ببعضهما إلى أن يلتقيان

و ...
أترككم مع الحلقة الأولى







__________________

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-07-2014, 01:24 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(1)
جلس شاردا على حافة صخرة كبيرة يتأمل قطرات الماء التى تسيل ببطء وانتظام من أوراق شجرة قريبة معلنه انتهاء الشتاء القارص وبداية الربيع
كانت الشجرة الفتيه تحاول جاهدة ان تنفض عن أوراقها بياض الشتاء الباهت , وتستبدله بخضرة الربيع الزاهى , لتلون الحياة بالبهجة بعد شهور طويلة من القتامه
تتبعت عيناه قطرات الماء التى انزلقت من الجليد النائم فوق الأوراق لتهوى سريعا الى الأرض وتستقر عند الجذع الضخم .
زهرة صغيرة...
جذبت عيناه اليها ومنعتهما من الصعود مجددا الى قمة الشجرة
زهرة تسكن عند الجذع , يحيط بها بيت من ثلج زجاجى تطل منه على العالم , تترقب عودة الربيع ليذيب قضبان سجنها الزجاجى , لتخرج للحياة من جديد
تمنى لو يمد يديه اليها , يكسر السجن الجليدى من حولها , يعيد اليها الحياة .
لكنه تذكر ان الأوان لم يحن بعد.
رفع عينيه الى السماء . ومد بصره بعيدا.....
خلف قمم الجبال التى تغطيها الثلوج ...
هناك ...
حيث ترك قلبه
عاوده الحنين والشوق للعوده الى هناك...اليها...
اصطدم الهواء البارد بوجهه فاستنشقه بعمق وكأنما وبرغم البعد يجد فيه رائحتها ..تمنى لو يتشبث بأنفاسه...ببقايا عطرها الذى يدفئ قلبه
أيها القائد.....

غادر شروده وحنينه وكتم شوقه بين ضلوعه والتفت
الى محدثه الذى قال : لقد عاد الشابين من المهمه التى أرسلتهما فيها

كرر الجندى عندما لم يتلق ردا : أيها القائد .انهما بانتظارك

قال القائد ببطء وبعد صمت : أنا قادم
عادت عيناه تنجذب من جديد للزهرة الصغيرة السجينه , ثم امتدت بعيدا خلف قمم الجبال , ألقى بنظرة حانية أخيرة اليها هناك...
زفر بقوه وعزم....ولمعت عيناه ببريق قوى وهو يهمس :
سأعود............
.................................................. ..
دخل القائد الى الحجره التى ينتظره فيها الشابين وقال بجديه واقتضاب : السلام عليكم

رد الشابان الذان دخلا العشرينات منذ شهور قليلة السلام وهما يقفان أمام القائد باعتدال وعلى وجه أحدهما استقرت ابتسامة ثقة كبيرة لفتت انتباه القائد وجعلته يتأمله قليلا قبل أن يقول : اجلسا
جلس الثلاثة حول منضده صغيرة فى وسط الحجره ,

وأصغى الشابين باهتمام الى القائد الذى قال مباشرة:
كيف كانت المهمه ؟ وما آخر الأخبار؟

قال الأول بجديه : لقد جمعنا كل المعلومات اللازمه عنه ..ولكن...
يبدو أن المهمه ستكون شديدة الصعوبه

شبك القائد أصابعه فوق المنضده وقال بهدوء: لكن الأمر يستحق , فلاتنسى أنه شديد الأهميه بالنسبة لنا ..

قال الثانى وابتسامته الدائمه تضفى بريقا غريبا على وجهه مما جعل القائد ينظر فى وجهه طويلا وهو يستمع اليه :
قد يكون الأمر صعبا لكنه ليس بمستحيل , وبقليل من التفكير يمكن أن نرسم خطه محكمه للإيقاع به

تنحنح الأول وقال بتردد : ولكن المسافه طويله للغايه , والأمر شديد الخطوره وقد نتعرض للكشف فى أى وقت
لن نستطيع انجاز المهمه

رماه القائد بنظرة قوية وقال بعزم : لابد من انجاز المهمه مهما كانت التضحيات , سنحضره الى هنا مهما كان الثمن

ثم أردف بلهجة واثقه : لدى خطه محكمه
أخذ القائد يشرح خطته للشابين وبعد أن انتهى

الأول بدهشه : حقا , خطه شديدة الإحكام , ولكن؟ألن يشك فى الأمر؟

قال الثانى وابتسامته تتسع لتشمل كل وجهه وهو يقول بحماس كبير :الطعم أقوى بكثير من أن يدع له فرصه للشك...

قال القائد ونظرة شديدة الدهاء تطل من عينيه :
هذا صحيح .انه شديد الطمع , وأنا أستغل هذا جيدا , لن يفوت مثل هذه الفرصه أبدا , حتى لو كانت لديه نسبة شك بسيطه

قال الأول : ولكنه شديد الدهاء , أخشى أن يفاجئنا بحركه غادره.

القائد بثقه : لن يدرك الأمر الا بعد أن يكون بين أيدينا
وقريبا جدا , سيكون بين أيدينا
قال الجمله الأخيره وهو يطبق قبضته بقوه وعيناه تشعان ببريق شرس , يجعلهما أشبه بعينى ذئب
...............................................

أطلت شمس الصباح الدافئه تقبل وجه النهر الجميل وتنثر حبات اللؤلؤ والماس فوق مياهه الصافية لتزيده جمالا وبهاءا فى أحد أيام الربيع الدافئ الذى يلقى بثوبه الأخضر الزاهى على الأشجار لترقص فرحة على أغنيات الطيور الشجية
ملأ محمد عينيه بذلك المشهد الرائع الذى يخلب القلوب والألباب وهو يقود سيارته المستأجرة عابرا فوق كوبرى قصر النيل فى وسط القاهرة والذكريات تأتى اليه من كل مكان
ذكريات الفتوة والشباب .
أيام عديده قضاها فى أحضان ذلك البلد الدافئ الحنون, بين جامعة الأزهر العريقه , وحى الدراسه , ومدينة البعوث
قطع ذكرياته عندما وصل الى وجهته.
الى شارع محمد على الشهير.
أوقف سيارته واتجه الى شارع المغربلين الضيق سيرا على قدميه

وفى هذا الشارع الضيق العريق الذى يقبع فى آخره أحد الأبواب الأثريه للقاهرة الإسلامية , جلس على مقهى صغير ليشرب كوبا من الشاى المصرى المعطر بالنعناع الذكى الذى اشتاق اليه طويلا , أثار وجوده فضول أهل المنطقه , فهو غريب عن أهل الحى الذى يعرف بعضهم بعضا جيدا, كما ان مظهره لا يبدو كسائح أتى لرؤية المعالم الأثريه للقاهرة القديمة , أخذوا يتأملونه بوسامته الشديده ووجهه الأبيض المشرب بحمره والذى يختفى أغلبه تحت لحيته المستديره الناعمة الشديدة السواد الا من بعض شعيرات بيضاء تناثرت فوقها

قام بعض رواد المقهى باستثارة فضول صاحب المقهى (الحاج جاد الله) ليعرف من هذا الضيف الغريب وما الذى اتى به فى ذلك الشارع الشعبى الضيق
اتجه الحاج جاد الله الى الطاوله التى يجلس اليها الغريب

وخاطبه بود قائلا : السلام عليكم

التفت اليه محمد وقال بابتسامة شديدة الوقار : وعليكم السلام ورحمة الله , تفضل بالجلوس

جلس صاحب المقهى وهو يقول بابتسامة ودودة :
يا مرحب يا مرحب....حضرتك مش من هنا؟

محمد بود مماثل : أنا من بلاد بعيده

جاد الله : يا أهلا وسهلا ...حضرتك أول مره تيجى مصر؟

محمد باقتضاب : أنا أزهرى ...

جاد الله : واسم الكريم ايه؟

محمد : محمد..

جاد الله : يا مرحب يا شيخ محمد ..أى خدمه؟

محمد : أبحث عن السيده فتحيه أم سلطان

جاد الله: مراة الأسطى بسيونى؟ أهه ..بيتها فى الزقاق اللى على يمينك ده.... البيت التالت

محمد : جزاك الله كل خير..سأذهب اليهم بعد أن أنتهى من الشاى

جاد الله بفضول : انما لامؤاخذه يعنى..أنا مش حشرى ولا حاجه..
هو حضرتك تعرفها منين؟..وعاوز منها ايه؟
التفت اليه محمد ببطء ورماه بنظره قويه أخجلته بشده
فضحك بخجل : ها هأ ..لا مؤاخذه..البيت أهه ..هما ساكنين فى الأرضى

يا اسطى بسيووووووونى . يا أبو سلطان, يا اسطى بيسووو
يلتفت الجميع صوب الصوت فيقابلهم فتى وسيم يدخل الحاره بصخب غير عادى مشاكسا بيديه فى مرح كل من فى طريقه

جاد الله بتأفف : يافتاح ياعليم ..ايه اللى حدفه علينا ده؟ ما كنا مرتاحين من وشه بقالنا اسبوع
ربنا يعدى اليوم ده على خير
يتأمل محمد الفتى باهتمام شديد ويركز نظراته عليه وهو يشرب كوب الشاى ببطء

كان يبدو من هيئته أنه شاب مستهتر , طويل. يرتدى ملابس ضيقه ذات ألوان صارخه , وشعره الفاحم طويل ومصفف بعنايه ولامع بفعل مثبتات الشعر الكيميائيه
يقترب الفتى من المقهى وهو يقبل أصابع يده بصوت ملحوظ: صباح الفل يا عم جاد

جاد الله بضيق : ما كنا مرتاحين...ياترى أنهى مصيبه حدفتك علينا
استرها يارب

الفتى : الله الله ..جرى ايه ياعم جاد؟ هو أنا كنت جوز أمك؟مالك كده واخدنى عالحامى؟

جاد الله : اطّرّق يله من هنا لحسن أقوم أمسح بيك الشارع

الفتى : ليه كده بس ؟ دانا كنت جايبلك طلبيه جديده ...وبسعر مهاود

جاد الله : تغور من وشك...ربنا يكفينا شرّك
ينظر الفتى تجاه محل الميكانيكى المواجه للمقهى ويشير بيديه بالتحيه : صباحك قشطه ياعم فرغلى
يظهر على وجه فرغلى الإشمئزاز ويدير ظهره له ولا يرد

يعود الفتى لجاد الله : بالراحه شويه عليا يا عم جاد..مش كفايه أبا بسيونى ...طردنى من البيت و مش عاوز يبص فى وشى؟

جاد الله : من عمايلك السوده..كفايه البهدله اللى اتبهدلها بسببك جرجروه عالقسم وسين وجيم.....مخدرات يابن ال...ولا بلاش
انت يله مش هاتبطل شغل الشياطين ده

يلاحظ الفتى أن محمد لم يحول عينيه عنه منذ بداية الحوار فيركز نظراته عليه وهو يقول مخاطبا جاد بمسكنه :
طب والله برئ ..دول حتتين حشيش عمى الواد قطوشه هو اللى دبسنى فيهم
يا عمر ...يا عمر ..
يلتفت الجميع الى صوت الفتاه التى تطل من شرفة بيت
فتحيه وهى تقول : تعالى أمى عاوزاك

يشير الفتى بيده وهو يقول : ماشى ..جى على طول

جاد الله : يالله يله غور من هنا ...وبطل شغل اللبط بتاعك ده

الفتى : ماشى يا معلم...أنا رايح أشوف أمى
يتابعه محمد بعينيه وهو يتمايل مختالا فى مشيته حتى يغيب داخل بيت فتحيه أم سلطان ثم يلتفت الى جاد الله ويسأله باهتمام : ابنها؟

جاد الله بانفعال : ابنها مين؟ الله يحرقه...دا واد ابن حرام
يلتفت اليه محمد ويرميه بنظره قاسيه
فيرتبك جاد الله ثم يستعيد هدوءه : ولا مؤاخذه..أصله مش ابنها ....هى مربياه بس ....بيقولوا انه ابن الدكتور صابر اللى كانت بتشتغل عنده من 17 سنه

يكمل جاد الله باهتمام من وجد مستمع جيد : الدكتور ده كان بيسافر كتير ..وهو اللى اداها الواد ده ...جالها بيه فى ليله ووصاها عليه واداها فلوس ..وقالها ان اسمه عمر الديب

ضحك جاد الله بسخريه : أهه حاجه كده زى الأفلام العربى
يظهر ان الواد ده ابنه من ...أستغفر الله...أصله ماكانش متجوز...ومالوش قرايب...ولما جوزها بسيونى عرف...شال الواد وراح على بيت الدكتور علشان يرجعهوله..لكن مالقاهوش...
البواب قاله ان البوليس قبض عليه ولحد النهارده محدش يعرف راح فين
الأسطى بسيونى ومراته ما هانش عليهم يرموا الواد فى الشارع..ربوه وسط عيالهم ورضعته على بنتها زينب ...البت اللى كانت بتنادى عليه من شويه
عارف يا حضرة !
كل ما كنت بشوفه وهو صغير, كنت أقول لنفسى : الواد ده يا اما يطلع حاجه كبيرة قوى, يا اما يطلع حرامى
من صغره والذكاوة والنباهه بتنط من وشه
كان واد حلانجى كده, بس دمه خفيف, والحارة كلها تحبه
ده حتى الأسطى بسيونى كان بيحبه قوى, وكان بيفضله على عياله اللى من دمه ولحمه
لكن تقول ايه...بلوه واتحدفت عليهم

محمد بهدوء : لا يمكن أن نحاسب انسان على خطأ ارتكبه غيره

جاد الله : انت أصلك راجل طيب,ما تعرفش اللى عمله
الواد ماتمرش فيه اللقمه الحلال اللى كالها فى بيت الأسطى بسيونى. ..اتلموا عليه شوية عيال صايعه ومشى فى كل السكك البطاله, اشى سرقه على نصب على مخدرات ..عامل زى المنشار...همه يجيب فلوس وبس
دا حتى المدرسه..مافلحش فيها ...كان بيسرق العيال ..وطردوه منها بفضيحه
مش بقولك...دا واد ابن ( ... )

نهض محمد بحده ووضع بضعة ورقات نقديه على الطاوله وهو يقول متجهما باقتضاب : شكرا على الشاى ...السلام عليكم
ورحل بخطوات سريعه مودعا بنظرات العجب والدهشه من جاد الله.
..................................................
__________________

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31-07-2014, 01:27 AM
أمــلــي فــ ربنـــا كبيــــر أمــلــي فــ ربنـــا كبيــــر غير متواجد حالياً
طالبة بكلية الطب البشري جـامعـة المنصورة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 1,230
معدل تقييم المستوى: 12
أمــلــي فــ ربنـــا كبيــــر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلمة متفائلة مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(عاصفة هوجاء تهبّ، فيخاف منها الناس والحيوانات، فتدمّر العاصفة كلّ شيء حتى لا يجد
الناس مكانًا يجتمعون فيه، فالشجر قد اقـتـلع من جذوره، والبيوت قد تهدّمت،
ويبقى ذئب وحيدا يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة، فيتشبث الذئب بمكانه دون
حراك، حتى عندما ينسلخ جلده يبقى صامدًا لا يتحرّك ، ولا يصرخ عند الموت, ويبقى
محدقًا بعدوّه إلى أن يموت.
هكذا نحن.....
سنبقى على الجبل, ننظر إلى الموت المحيط بنا دون أن نخاف منه
)

:
:
رواية من أروع الرويات التي قرأتها
بل هي أروعها على الإطلاق

[ عودة الذئب ]

من تأليف/ أ. سامية أحمد
عبارة عن مشهدين يرويان معًا في نفس الوقت
ليس لهما علاقة ببعضهما إلى أن يلتقيان

و ...
أترككم مع الحلقة الأولى








مش فاهمة
يعني فين الرواية ؟؟؟؟
__________________
مليش غيـــر ربــي ~
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31-07-2014, 06:54 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمــلــي فــ ربنـــا كبيــــر مشاهدة المشاركة
مش فاهمة
يعني فين الرواية ؟؟؟؟
بنزلها على حلقات

تابعينا وإن شاء الله تعجبكم
__________________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 31-07-2014, 07:04 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(2)
دق محمد باب منزل فتحيه أم سلطان
وعندما فتح الباب فوجد عمر أمامه ينظر اليه باستغراب وعيناه تمتلئ بالريبة
عمر : مش انت اللى كنت قاعد مع جاد الله القهوجى ؟؟

قال محمد بجديه وهدوء : السلام عليكم ..أريد التحدث الى السيده فتحيه أم سلطان

عمر بريبه : نقول لها مين؟

محمد : صديق للدكتور صابر عبد التواب

جلس محمد ينتظر السيده فتحيه على الأريكه البلديه فى وسط الصاله الضيقه فى بيتها الصغير القديم الذى ينضح الفقر من جدرانه المتهالكه الممتلئه بالشقوق,
وجلس أمامه الأسطى بسيونى الذى قدم مسرعا عندما ناداه عمر من دكانه الذى يقع فى آخر الحاره

جلست السيده فتحيه بعد أن قامت بنفسها بتقديم واجب الضيافه للضيف الذى بدأ يتحدث اليهم قاطعا كل نظرات التساؤل والشك فى العيون : أنا محمد ...صديق الدكتور صابر عبد التواب
تعرفت الى الدكتور صابر عندما كان مكلفا من قبل نقابة الأطباء المصريه بمهمه انسانيه طبيه فى بلادى
وتصادقنا كأعز الأصدقاء...وقبل سفره قدم لى الدعوه لزيارته فى مصر , وغادر بلادى ولم أراه منذ سبعة عشر عاما وطوال هذه المده لم تتح لى الفرصه لزيارة مصر..وعندما تحسنت الأحوال واستطعت الحضور الى مصر , ذهبت لزيارته ولم أجده

فتحيه بأسى وهى تمصمص شفتيها: يا حول الله يارب
(لا يجوز قول يا حول الله أو لا حول الله والصحيح قول لا حول ولا قوة إلا بالله)

بسيونى : البوليس قبض عليه من 17 سنه ومحدش يعرف له طريق جره

محمد بدهشه : لماذا ؟؟

بسيونى : والله ما حد عارف, أهم بيقولوا سياسه , وناس بتقول انه كان مع الجماعات

تجهش فتحيه بالبكاء : دا كان راجل سكره, ما يستحقش اللى جراله, الله يجازى اللى كان السبب

هز محمد رأسه بأسف وتنهد بحزن
بسيونى : انما ولا مؤاخذه حضرتك بتتكلم عربى كويس؟

محمد يلتفت اليه : أنا أزهرى, تعلمت فى الأزهر, وقضيت فى مصر فترة شبابى

التفت محمد الى عمر الجالس قبالته على كرسى خشبى قديم ونظر فى عينيه وهو يقول : أنت عمر؟

عمر بريبه : ايه! انت تعرفنى؟
يظهر شبح ابتسامه على زاوية فمه وتطل من عينيه نظره غريبه

وهو يقول : أنت الذئب
ينظر اليه الجميع فى صمت والدهشة تطل من عيونهم بقوة

عــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــ ر
شق المكان صوت صراخ رهيب قادم من الحارة أفزع كل من فى البيت

جرى عمر الى النافذة : ايه ....فيه ايه يا ريس فرغلى؟

فرغلى بغضب : انزلى هنا يابن الديابه لا أطلع أشرحك

عمر بغضب : ايييييه انت هاتشتغلى؟
طب أنا نازلك....

يخرج من المنزل جريا وهو يهتف : جرى ايه؟ واقف تسيحلى فى وسط الحاره؟حصل ايه

فرغلى يمسكه من ملابسه : فين ايراد الورشه يا (...) يا حرامى؟
من ساعة ما اصطبحت بوشك وانا بقول اليوم ده مش هايعدى على خير

عمر يدفع يده بغضب : ماتشتمش....وانا مالى أنا ومال ايراد الورشه؟
هو أنا جيت جنبك؟ماتشوف مين اللى دخل الورشه النهارده
مفيش حرامى وابن (...) فى الحاره غيرك..ودينى اما قبيت بإيراد الورشه لأبيتك متفشفش فى أحمد ماهر
حووووووده...كتفه
يحيط به صبيان الورشه ويمسكوا بيديه

عمر بغضب : هى دى المرجله ؟ بتخليهم يكتفونى؟

يبدأ فرغلى بالضرب فيه بوحشيه وهو يقول : فين ايراد الورشه ..انطق يا حرامى

يتجمع كل من فى الحاره ويقفوا متفرجين الا من بعض التعليقات :
مش حرام ..كلكوا عليه؟
أحسن يستاهل...دا حرامى

يصرخ عمر من الألم ويسب فرغلى الذى رفع يده لتنزل على وجه عمر...
لكنها لم تنزل.... لأن يدا أخرى أشد قوة اعترضتها

التفت فرغلى بغيظ الى الشخص الطويل الممسك بيده ليصطدم بعينين يملؤهما غضب مخيف وصوت صارم يقول : يكفى هذا

ارتبك فرغلى بشده, لكنه قال : محدش يتدخل بينى وبين ابن ( ...) ده...دا سرق ايراد الورشه

عمر وهو يبكى : والله ما سرقت حاجه...هو انتوا ماعندوكوش حرامى غيرى؟

محمد بصرامه : كم المبلغ؟

ينظر اليه فرغلى بدهشة : 200 جنيه

يعطيه محمد المبلغ ببساطه وهو يقول محذرا: خذ المبلغ ولا تلمسه

ينتهى الموقف وينفض الجمع وهم بين مذهول ومتعجب من هذا الغريب الذى يدفع مالا لرجل لا يعرفه من أجل انقاذ لص لا يعرفه
مسح عمر دموعه فى كمه وهو ينظر بدهشة لهذا الغريب الغريب

قال محمد باقتضاب : تعالى, أريد أن أتحدث اليك

نهض عمر من الأرض, وانطلق خلفه بصمت وفضول لا مثيل له حتى وصلا الى حيث ترك السيارة

فتح محمد باب السياره وهو يشير الى الباب المقابل ويقول بلهجه آمره : اركب

تردد عمر ونظر اليه بارتياب

قال محمد منهيا تردده : هل تحب أن تكسب مالا؟

اتسعت عينا عمر بلهفة : أنا خدامك

محمد بصرامه : اذا اركب
ركب عمر بجواره, وانطلق محمد بالسياره ليدور بينهما حديث طويل
..................................................
عمر : انت مين يا عم الشيخ

محمد : أخبرتك من قبل...أناصديق للدكتور صابر عبد التواب

عمر : لكن ماقولتليش..هاتدينى فلوس ليه؟

محمد : سأعرض عليك عرض...ما رأيك أن تعمل معى ؟

عمر بتردد : ماشى ...تحت أمرك..بس.....
لامؤاخذه ازاى هاتشغلنى معاك وانت عارف انى حرامى؟

قال محمد فى هدوء : لأننى اعتدت عدم الحكم على الناس الا من خلال تصرفاتهم...وحتى الآن لم يبدر منك ما يجعلنى أرفضك

عمر : طب وكلام الناس؟

محمد : أنا أرى الأشخاص بعينى وعقلى ...لا بكلام الناس

عمر بدهشه: يااااه...انت بتفكر غير الناس كلها!!

محمد باهتمام : لماذا طردت من المدرسه؟

عمر : لا..أنا محدش يقدر يطردنى ..أنا اللى سبتها بمزاجى

محمد : لماذا؟

عمر : بصراحه زهقت منهم ..أصل المدارس مابتكسبش فلوس ..أنا كده أحسن

محمد : كان بإمكانك العمل والدراسه معا

عمر : الصراحه قرفت من المدرسه باللى فيها
كنت ماشى كويس وميت فل و14 ..لحد أولى اعدادى..لحد ما الواد شوقى ابن الأسطى فرغلى ما اتنقل الفصل بتاعى
أكمل بسخريه مريره : أبوه راح للمٌدرّسه وقال لها ..الواد ده مايقعدش جنب ابنى, أصله ابن ( ... )..ومن يومها بقى الفصل كله يبعد عنى زى ما أكون جربان, أما شوقى بقى, كان كل ماتضيع منه حاجه يلزقها فيا..ويشتكى للمٌدرّسه انى سرقته.
مع انهم كلهم عارفنى من سنين...
ومن يومها وكل حاجه اتشقلبت

هز محمد رأسه بتفهم : وكلما ضاع شئ أو سرق شئ ..
فالسارق دائما موجود

عمر بسخريه : عليك نور ...بس ...
وعنها وسبتلهم المدرسه مطربقه على دماغتهم...
وده كمان ريح عم بسيونى, ايه اللى يزنقه يصرف على عيل مش من عياله؟

محمد يهز رأسه بأسف : وأنت لم تدخر جهدا لتؤكد لهم الصوره التى فى ذهنهم عنك ....
صورة اللص

عمر بمراره : لو كنت عمالتلهم قرد, برده هافضل فى نظرهم ابن (...)
وادينى خدتها من قصيرها وبقيت حرامى ...
آل ضربوا لأعور على عينه, قال خسرانه خسرانه

محمد : ما رأيك فى من يمنحك فرصه تثبت بها عكس ما يظنونه..
تثبت جدارتك فى مكان آخر لا يعرفك فيه أحد, فى مكان لا يقيّم فيه الإنسان الا بعمله

عمر : ايدى على كتفك

محمد محذرا : ولكن احذرك فستسافر الى بلاد بعيده للغايه... والعمل هناك شاق تماما وقد لا تتحمله

عمر : ياعم خليها على الله ...أنا بعون الله أفوت فى الحديد... وبعدين مش انتوا هاتدونى أجرى؟؟ خلاص ..
قالوا ايش بلدك يا جحا؟ .قال اللى فيها الفلوس...هاهاهاها

محمد بجدية : حسنا ...فلتجهز حاجياتك, ولتعود لتودع أهلك...
فقد يطول السفر الى سنوات

عمر : يا عم قول يا باسط...أهل مين؟أنا ماليش أهل, دى حاره غجر, وكمان ماليش حاجات, أهه على فيض الكريم

عقد محمد حاجبيه وقال بدهشة : وماذا عن أمك التى أرضعتك ؟ وأباك الذى رباك؟

عمر بلا مبالاه : أبا بسيونى , ما هايصدق, دا مش عاوز يشوف وشى , وأمى مابتحبش المشاكل
دى الحاره كلها هاتفرح وتزغرد علشان ارتاحوا منى

صمت عمر قليلا, ثم قال بعد تردد : بس ..ليا سؤال....
انت بتعمل كده ليه؟

محمد : أخبرتك من قبل, من أجل صديقى الدكتور صابر..
فأنا مدين له بالكثير
كما أنى أريد أن أثبت لك أن هناك من يعاملون الناس بتعاليم الإسلام
لا بنظرتهم الضيقة للحياة
ان من ينظر للحياه من خلال الإسلام, يجدها أكبر بكثير مما يعتقد الناس

عمر بريبه : لاموآخذه الكلام ده مش داخل دماغى
يعنى ...طب مافيه ألف واحد غيرى واحسن منى كمان ومعاهم شهادات ويستحقوا المساعده أكتر منى

يصمت قليلا ثم يقول : انت كنت تعرف أبويا؟

محمد ينظر اليه باعجاب بذكاءه ويقول ببساطه : ربما
دهش محمد عندما لم يتلقى أى رد أوكلمه أو حتى انفعال من عمر

عقد حاجبيه بدهشة وسأله: ألا يهمك أن تعرف انك لست ابن زنى؟

عمر يفتعل اللامبالاه وهو ينظر بشرود الى الطريق :ماتفرقش كتير..
بالعكس ..كده أحسن, خلاص اتعودت
وبعدين مش يمكن لو عرفت مين أهلى أقع فى مصايب وقواضى؟ أمال يعنى ايه اللى يخليهم يرمونى الا اذا كانوا واقعين فى مصيبه؟
سوق يا عم سوق خلينا نشوف أكل عيشنا, بلا أهل بلا هم
خلينا فى السفر والفلوس
وسافر عمر مع محمد بعيدا...
الى أين؟
الى عالم مجهول, وحياه جديدة, لا يعرف ما ينتظره فيها
.................................................. ..

تابعونـــــــا
__________________

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-08-2014, 12:16 AM
الصورة الرمزية هاوى إبداع
هاوى إبداع هاوى إبداع غير متواجد حالياً
طـــب الأزهــــــر
العضو المميز للقسم الطبى لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 2,378
معدل تقييم المستوى: 18
هاوى إبداع has a spectacular aura about
افتراضي

انا بصراحه لقيت الموضوع طويل وعايز قاعده
وبقرأ ف الاول مفهمتش المقدمه
طيب حضرتك تقصدي ايه بـ
اقتباس:
هكذا نحن.....
سنبقى على الجبل, ننظر إلى الموت المحيط بنا دون أن نخاف منه )
وان شاء الله هنتابع مع حضرتك
__________________
تذكروني بدعوة
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-08-2014, 02:45 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاوى إبداع مشاهدة المشاركة
انا بصراحه لقيت الموضوع طويل وعايز قاعده
وبقرأ ف الاول مفهمتش المقدمه
طيب حضرتك تقصدي ايه بـ
وان شاء الله هنتابع مع حضرتك
هو طويل آه بس مشوق لدرجة إني قريت الرواية كاملة على مرتين ^^
اممم .. تابع معانا وهتفهم المقصد .. أنا مش عايزة أحرقها
وبالنسبة للمقدمة أنا مكنتش هحطها، بس حطتها في الآخر بعد ما كتبت الموضوع
بس ممكن احذفها مادام مشوشة على أفكاركم

سعيدة بمتابعتكم ومتأكدة إن الرواية هتعجبكم بإذن الله وهتفيدكم جدا جدا
__________________

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-08-2014, 03:32 AM
الصورة الرمزية (( لؤلؤة الايمان ))
(( لؤلؤة الايمان )) (( لؤلؤة الايمان )) غير متواجد حالياً
Student at Faculty of Pharmacy
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 2,463
معدل تقييم المستوى: 16
(( لؤلؤة الايمان )) has a spectacular aura about
افتراضي

مواضيعك كلها حلوة حبيبتى دايما متابعة معاكى ان شاء الله
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ على المجهود
__________________
سنغدوا رفاتا ويبقى الاثر
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-08-2014, 12:30 AM
الصورة الرمزية رآجيه رضآ الله
رآجيه رضآ الله رآجيه رضآ الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 392
معدل تقييم المستوى: 15
رآجيه رضآ الله is on a distinguished road
افتراضي

انا قريتها قبل كده

جميله جداً جداً فعلا ومشوقه

مكنتش متوقعه اللي هيحصل في الاخر !

نهايتها مش زي منا متعوده فـ الرواياات


جزيتي الجنه
__________________
فـ اختصارًا لـ الطريق... العِتاب بيكون "سُكات".
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-08-2014, 02:42 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (( لؤلؤة الايمان )) مشاهدة المشاركة
مواضيعك كلها حلوة حبيبتى دايما متابعة معاكى ان شاء الله
جزاكِ الله خيرا وبارك الله فيكِ على المجهود
شكرًا حببيتي :")
وأسعد بمتابعتك .. جزانا الله وإياكِ =)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رآجيه رضآ الله مشاهدة المشاركة
انا قريتها قبل كده

جميله جداً جداً فعلا ومشوقه

مكنتش متوقعه اللي هيحصل في الاخر !

نهايتها مش زي منا متعوده فـ الرواياات


جزيتي الجنه
قوليلهم بقى قد إيه الرواية جميلة ^^

طيب تابعي معانا تاني بقى

جزانا وإياكِ حبيبتي :")
__________________

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 02-08-2014, 03:02 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(3)
نجحت المهمه..... أحضرناه
هتف الشاب الباسم دائما بحماس شديد لكن القائد لم
يلتفت اليه فسأله بدهشه : أيها القائد....ايها
القائد......هل سمعتنى؟

نزع القائد نفسه من شروده الذى اعتاد الجميع عليه والتفت ببطء الى الشابين الذين نجحا فى انجاز المهمه

و قال بهدوء : هل آذاه أحد؟

قال الشاب الباسم وقد أطفأ رد فعل القائد حماسه : لا ..لم يمسه أحد بسوء

أكمل زميله : فقط عصبنا عينيه حتى لا يعرف الطريق

القائد : وأين هو؟

أجاب الشاب : فى الحجره التى فى نهاية الممر

القائد : حسنا ...سأراه بنفسى
هم بمغادرة المكان لكنه توقف فجأه ونظر اليهما قليلا

ثم اقترب من الشاب الباسم وسأله: ما اسمك؟

الشاب وقد عاد اليه حماسه وابتسامته : جوهر

التفت الى زميله وسأله : وانت؟

أجاب : أحمد

قال القائد بلهجه آمره : لا تغادرا المكان فسأطلب من القائد أن يضمكما الى كتيبتى

خفتت ابتسامة جوهر وظهر على وجهه خيبة الأمل , لكن القائد لم يبالى وتركهما ورحل بصمت...

التفت أحمد الى جوهر وسأله بدهشه : ماذا دهاك؟ لماذا يبدو عليك الضيق؟

جوهر : لا أريد أن أترك أصدقائى ..لقد عشت معهم أياما طويله وتشاركنا فى كل شئ ..الطعام والشراب ..حتى النوم .ولنا ذكريات جميله معا

أحمد متعجبا : عجبا لأمرك ..كنت أظنك ستفرح .فما من شاب الا ويتمنى الإنضمام لكتيبة الذئب

زفر جوهر بضيق وقال : ألم أقل لك من البدايه أن وجودنا هنا لسبب آخر غير هذه المهمه
كما أن تصرفاته غريبه للغايه , ألا ترى كيف يعاملنا؟

صمت قليلا ثم أكمل بشرود : لا أظننى سأحتمل البقاء هنا طويلا

.................................................

دخل القائد الى حجرة الأسير فوجده جالس على الكرسى قبالة الباب وهوينظر اليه بمقت شديد
سحب القائد كرسى آخر وجلس أمامه تماما

اندفع الأسير يقول بانفعال وتوتر شديد ونظرات الكراهية تطل من عينيه كسهام حاده : لن تحصلوا منى على كلمه واحدة ...لقد قمتم باستدراجى بحيلة خبيثة, لكنكم لن تستفيدوا من ذلك مهما فعلتم
فأنا أفضل الموت على أن أبوح بأى كلمه..
انزعوا أظافرى, حرقوا جسدى..لكنى لن أنطق بكلمه

كان القائد يجلس هادئا صامتا وعينيه مركزتين فى عينى الأسير الزائغتين...
كانت نظراته الثابتة تشع بالقوة على الرغم من لثامه الأسود السميك الذى يخفى رأسه ووجهه, والمغطى من أعلاه بعصابة خضراء مكتوب عليها كلمة التوحيد

قال بصوته الهادئ العميق والذى زاد من توتر الأسير :
من قال أننا سنفعل أى شئ من ذلك ؟
أعرف تماما مدى عنادك, وكم أنت صعب المراس

الأسير بتوتر منفعل : اذا ماذا تريدون منى؟

القائد بهدوء شديد يحطم الأعصاب : لا شئ....فقط سنستضيفك لدينا لبعض الوقت لنرى كم تساوى لديهم

الأسير : لا ...لن تنالوا أى مكاسب على حسابى

القائد ببرود أشد من الثلج : حقا ...أنت وحدك لا تساوى شئ,
لكنها رتبتك ..
ترى ..كم تساوى من وجهة نظرهم؟

الأسير باستفزاز : تتكلم تماما كاللصوص وقطاع الطرق

القائد بهدوء : من وجهة نظرك فقط ..لقد اختطفت شخصا, أو بضعة أشخاص
لكنكم اختطفتم بلدا بأكملها ...بكل ما فيها
وكل ما نفعله الآن هو محاولة لإسترداد ما سرقتموه منا...والعودة الى أرضنا

الأسير بانفعال شديد : واهمون..هذه الأرض لنا, وستظل لنا لأننا الأقوى

القائد بسخريه شديدة : هل تعتقد حقا أنكم الأقوى؟
ولكن نتائج المعارك التى نخوضها ضدكم تقول غير ذلك

.................................................. .

يااااااه يا مولانا ...ايه ده...دانتوا بلدكوا فى آخر بلاد المسلمين
صاح عمر وهو يركب السياره بجوار محمد

محمد بهدوء : لقد حذرتك من البدايه أنها بلاد بعيدة والحياة فيها شاقة للغاية

عمر : بس أنا كنت فاكر اننا هانركب مركب ..طيارة...
لكن داحنا ركبنا كل الركايب اللى اخترعها البنى آدمين
طيارة ومركب وقطر وعربية..........
يا خبر أبياااااض ..ايه ده؟؟
مافاضلش غير الصاروخ....
واللى مجننى ...اننا عمالين نعدى على بلد ونسيب بلد, ودنك منين يا جحا؟

ابتسم محمد ابتسامة صغيرة وقال : يبدو أنك معجب كثيرا بجحا؟
الأمر ببساطة أن هناك توتر فى العلاقات السياسية بيننا وبين الدول المجاورة, لذلك اضطررنا الى تجنب العبور خلال أراضيهم
عموما أوشكنا على الوصول.

توقفت السيارة أمام منزل كبيرمن طابقين له فناء واسع
ترجل الإثنان ودخلا الى المنزل ومعهما الأمتعه..
استقبل أهل المنزل محمد استقبالا حارا, وأدرك عمر من حرارة الإستقبال أنهم عائلته
والغريب أن الجميع كان يتكلم العربية الفصيحة
ثم, بدأوا باغداق مشاعر الود والمحبة على هذا الضيف الجديد

وسلموا عليه بحرارة ..وكانت لحظات التعارف تحمل مشاعر دافئة صادقة تعجب لها عمر كثيرا, خاصة وانه غريب عنهم ولا أحد منهم يعرفه
السيدة الكبيرة, ربة المنزل وزوجة محمد وهى أم لأربعة
مالك ...فتى يافع يماثله فى العمر ودود مرح له ابتسامة طفولية لذيذة لا تختفى ابدا
زهرة.. فتاة جميلة هادئة فى الخامسة عشر لها وجه ملائكى يشع جمالا ونورا
خالد..طفل لطيف فى السادسة, وزينب طفلة جميلة, لم تتجاوز الثالثة

ازال استقبالهم الحار وترحيبهم الودود من نفس عمر كل توتر وخوف وزاد من شعوره بالأمان
بعد أن تناول الجميع الطعام, طلب محمد من مالك أن يصطحب عمر الى غرفته ليرتاح من عناء السفر

وفى اليوم التالى......
اجتمع محمد بعمر فى حجرة المكتب وحدهما, وبدأ يتحدث معه
عمر : ها يا مولانا.. كلنا وارتحنا وكله تمام, ايه بقى الشغل اللى هاشتغله؟

نظر اليه محمد طويلا وقال بهدوء : لقد كان استنتاجك صحيحا ... أنا حقا أعرف والدك

عمر بضجر : يا عم فضنا من دى سيره, مانا قلتلك مش عاوز أعرف حاجه

محمد :ألا تريد أن تعرف أن أمك.........
كانت أختى؟

عمر بذهول : أختك ؟؟.... يعنى انت!!

محمد بتأكيد : نعم ...أنا خالك أخو أمك

عمر بتوتر محاولا التغلب عليه بضحكه ساخره : هأ هأ ...ايه؟؟ جرى ايه يا مولانا؟؟ انت هاتسوق فيها ولا ايه؟ خالى ايه وبتاع ايه؟
لا ...أنا محبش اللعبه دى...عاوز تلفنى بكلمتين وتبلعنى بلقمه واحده؟؟
لااااا دانتا ما تعرفنيش...دانا ابن سوق ومحدش يضحك عليا

يصمت محمد طويلا, ثم يخرج من درج مكتبه صورة قديمة ويعطيها لعمر وهو يقول : انظر الى هذه الصورة وتأمل وجوه من فيها

تأمل عمر الصورة مليا, ودهش تماما عندما وجد احدهم يشبهه كثيرا

رفع عينين ملؤهما التساؤل والحيرة الى محمد
محمد بهدوء : هل لاحظت الشبه الكبير؟..
انه هو

يهز عمر رأسه برفض وعناد وهو يقول : شوف ...أنا ممكن أصدق أى حاجه...ممكن حتى أصدق لو قلتلى انى ابن الدكتور صابر...انما اللى انت بتقوله ده ..مش ممكن يدخل دماغى أبدا
أنا لا ابن ده ..ولا أنا من البلد دى..
أنا عمر ..عمر الديب

اقترب محمد منه وقال بتفهم : الدكتور صابر ليس والدك لكنه أنقذ حياتك ولم يكن باستطاعته أن يقول لخادمته أن اسمك هو..
عمر ديساروف .....
لم تكن لتستوعب ذلك أو يستوعبه أى من من حولها...
لذلك أطلق عليك عمر الذئب

وضع محمد يده على كتف عمر بقوة ونظر فى عينيه مباشرة وهو يكمل : ولم يكذب الرجل, نعم ..أنت حقا ذئب ......
ذئب شيشانى

اتسعت عينا عمر بخوف, وسقط قلبه فى قدميه

.................................................. ..............
يتبع........................................
__________________

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-08-2014, 05:48 PM
الصورة الرمزية نسيــــــم الجنـــــــــة
نسيــــــم الجنـــــــــة نسيــــــم الجنـــــــــة غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
العضو المميز لقسم التنمية البشرية لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 3,504
معدل تقييم المستوى: 15
نسيــــــم الجنـــــــــة is a jewel in the rough
افتراضي


روايه جميلة تحتاج قراءة بتمعن


ان شاء الله متابعة


يسلمووو غلااتى بالتوفيق


__________________

أستغفرك ربى
حتى ترضى ....... حتى تغفر
حتى تطيب لنا الحياة



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-08-2014, 03:46 AM
الصورة الرمزية رآجيه رضآ الله
رآجيه رضآ الله رآجيه رضآ الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 392
معدل تقييم المستوى: 15
رآجيه رضآ الله is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلمة متفائلة مشاهدة المشاركة





قوليلهم بقى قد إيه الرواية جميلة ^^

طيب تابعي معانا تاني بقى

جزانا وإياكِ حبيبتي :")


معاكِ بإذن الرحمن

هتابع فـ صمت مش هحرقلك النهايه



__________________
فـ اختصارًا لـ الطريق... العِتاب بيكون "سُكات".
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-08-2014, 03:01 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيــــــم الجنـــــــــة مشاهدة المشاركة

روايه جميلة تحتاج قراءة بتمعن


ان شاء الله متابعة


يسلمووو غلااتى بالتوفيق


أسعد بمتابعتك :")
سلمك الله من كل شر ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رآجيه رضآ الله مشاهدة المشاركة


معاكِ بإذن الرحمن

هتابع فـ صمت مش هحرقلك النهايه




أهلًا بيكِ في أي وقت ..
بس احنا مابنتهددش على فكرة d:

نورتِ،
وسعيدة بمتابعتك > من غير ما تحرقي الرواية =)

__________________

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-08-2014, 03:22 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(4)
لا........لا...... مستحيل
هتف الأسير بغضب : لن تنالوا ما تريدون أبدا
لن تستطيعوا العودة أبدا, سنسحقكم سحقا
لسنا وحدنا هذه المرة...الجميع يؤيدوننا

القائد بصوت مخيف : نعم ...تحالف اللصوص الجبناء.... تغضون الطرف عما يفعلونه هناك, ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا
والمصلحه مشتركه......القضاء علينا جميعا هنا وهناك

الأسير بتكبر وغرور : هل علمتم الآن أنكم أضعف منا بكثير

القائد بسخريه لاذعه : لازلتم تكررون نفس العبارات الهزيلة المعتقة, يبدو أنكم تكذبون الكذبة ثم تصدقونها
أليس لديكم جديد تقولونه ؟
ألم تصلكم نتائج المعارك التى خضناها ضدكم حتى الآن؟ ألا تعرف أعداد القـتـلى والجرحى من جانبكم؟ أم أنكم تخدعون قادتكم كما تخدعون شعبكم ؟
أم أن قادتكم هم الذين يخدعونكم , ويوهمونكم بالنصر المنتظر ؟

صرخ الأسير بمقت شديد : أنتم شرذمة ضئيلة وسنسحقكم سحقا بأحذيتنا, تماما كالحشرات

ضحك القائد ضحكة قصيرة متهكمة شديدة السخرية : نعم كما كنا منذ سنوات ليست بعيدة, وظل الوحش المرعب يردد بصوته الجهورى الأجوف بأنه سيسحقنا
و 7000 من جنودكم محاصرين فى العاصمة , يأكلهم اليأس

ليعودوا فى النهايه الى أحضان أمهاتهم وسراويلهم مبتلة من الرعب, مخلفين وراءهم أسلحتهم وعتادهم , وحتى أحذيتهم

نهض واقفا ونظر فى عينى الجنرال الصامت يرتجف غضبا وأكمل ببرود : فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال وأنت تنتظر قادتك المغاوير ليبادلوك برجالى
وسنرى من منا يستطيع الصمود أكثر..
سنظل نقاتل ونقاتل حتى ترضخوا وتأتوا الينا صاغرين,

ثم أردف بلهجه ذات مغزى : كما حدث من قبل
رحل القائد.......
وتركه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه والأعصاب المحترقه

.................................................. .........

مضت فتره طويله من الصمت ..الى أن استطاع عمر أخيرا أن ينطق : شـ ..شـ..شيشان !!
أنا!!! من الشيشان؟؟

هز محمد رأسه ببطء وهو يقول : نعم أنت ابن خالد ديساروف أعظم مجاهد شيشانى عرفته فى حياتى
كنت وأباك أصدقاء وأخوة فى الجهاد, وأقارب أيضا ..فزوجته من أغلى انسانه على قلبى ..
أختى خديجه

تنهد محمد بعمق وهو يقول : كان والدك طبيبا, عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب الذى جاء الى هنا فى بعثة طبية تابعة للجنة الإغاثه الإنسانية المصرية...
استضافه خالد فى منزله عدة أشهر ..
كنا كأعز الأصدقاء...حتى....
قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمة ..جروزنى
استدعاه مدير البعثة الطبية وأبلغه بضرورة الرحيل الفورى عن العاصمة ..
عاد مسرعا ليودع خالد ....لكن................

اتسعت عينا عمر اثارة, وقال متعجلا محمد ليعرف ما حدث : لكن ايه؟

أكمل محمد وقد كسا صوته حزن عميق : وجد البيت محطم وجميع من فيه قـتـلى...
كان الجنود الروس يبحثون عن أباك .. وقدر الله أن يكون موجود فى البيت فى هذا الوقت
لكن ...سبحان الله ...
استطاعت أمك أن تحميك وانت رضيع..أخفتك فى مخبأ عجز الجنود عن الوصول اليه وبقيت نائما حتى رحلوا
وعندما وصل الدكتور صابر وسمع صوت بكائك لم يدرى أين يذهب بك, والبلد كلها فى حالة من الجنون والفوضى..؟
أخذك معه على متن الطائرة المغادرة, وأدخلك الى مصر بطريقة لا يعلمها أحد غيره
ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل, فتركك عند خادمته الأمينه

ضاقت عينا عمر بشك : ياسلام؟!!!!!!
وازاى عرفتوا انى سافرت على مصر؟

محمد : ترك لى الدكتور صابر رسالة مع أحد معارفى الذين كانوا
يرافقون البعثه الطبيه

عمر غير مصدق : وسبتونى 17 سنه؟


محمد بأسى : الإجتياح الروسى لم يترك أخضر ولا يابس....
لقد غادر المجاهدون جروزنى الى الجبال تاركين كل شئ
ودارت معارك طاحنة لإستردادها, ولم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنود والذهاب لأى مكان, ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعلة ...
كنت صغيرا للغاية..
وبعد أن أخرجنا الروس من جروزنى, لم يكن معنا ما يكفى من مال يغطى تكاليف الرحلة الى مصر واعادتك الى هنا
ناهيك عن الحصار الإقتصادى الذى فرض علينا, والتحرشات الروسية المستمرة, وتهديداتهم المستمرة بالإعتداء علينا
وبعد عدة سنوات حدث الإجتياح الثانى للشيشان ..وانخرطنا معهم فى حرب ضروس استنزفتنا تماما...
والآن تغيرت الظروف , أصبحت رجلا وخرج الروس من جروزنى من بضعة أشهر فقط, وعادت الحياه تسير

ابتلع عمر ريقه بصعوبه وصمت طويلا يحاول استيعاب ذلك الكم الهائل من المفاجآت , ثم نظر الى محمد وقال : وانتوا عاوزين منى ايه دلوقتى؟؟أنا مش فاهم

محمد بود هادئ : نحن أهلك ..يجب أن تعيش معنا هنا, فى وطنك

انتفض عمر من مكانه بعـنـف وقال فى ثوره : فين؟؟ هنا؟ أنا..أعيش هنا؟؟

محمد بصرامه : لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟

عمر بانفعال : لاااااا ..دا كان زمان..لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....انما انت عاوزنى أعيش هنا؟ وسط البرد والتلج والحرب !!!
وفى بلد ما اعرفهاش, وسط ناس ماعرفهمش ولا أعرف بيرطنوا بأنهى لسان !!
لا يا عم ..أنا مروح بلدنا, ومتشكرين قوى على واجب الضيافه

محمد بغضب : هؤلاء الناس هم أهلك, وأنت منهم, أنت هنا عزيز كريم بينهم

زفر بضيق وهو يكمل : أفهم تماما مشاعرك, لقد ملء الوهن قلبك, استسغت الحياة تحت الشمس الدافئه, واستطعمت الأمان والراحة وأصبحا همك الأكبر, حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا
ضغط أسنانه بقوة وهو يقول بغضب مكتوم : لن ..أسمح ..لك ..أبدا
أهل هذه البلاد لا يتنازلون عن أبناءهم مهما حدث

ينفعل عمر بشدة ويصرخ : محروقه بلدكوا عاللى فيها...فاكرنى هاقعد هنا ...لاااا فايت هالكوا مخضّره, أنا مش ابنكوا
أنا ابن ( ... )
سامع...ابن ( ... )

فجأه ....اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف
انقض محمد عليه بقبضته ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعـنـف
ويبدأ عمر بالصراخ والعويل فيزيد من غضب محمد ويسحبه من ملابسه ويلكمه بعـنـف
ويأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه من محمد
وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضرب عمر ويساعد مالك عمرعلى النهوض

محمد بغضب مخيف : اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى
اياك أن تسب أباك أو أمك والا قـتلتك

يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن وهو يقول :
لن تفهم أبدا ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية الشيشان, روسيا, شامل, عودة الذئب, إيفان الرهيب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:43 PM.