عطلة منتصف العام الدارسي

[عبير2013]

عطلة منتصف العام الدارسي

د. عماد الدين خضر

مستشار وباحث في تربية الأبناء

مدير مركز ( نقطة الصفر – Zero Point) لتشخيص وتدريب الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية ومشكلات دراسية

لا شك أن العطلة الشتوية أو عطلة ما بين الفصلين الأول والثاني، هي فرصة جيدة ومناسبة ومؤاتية لإعادة ترتيب البيت الداخلي، حيث عانى من توترات خلال الفصل من أهمها :-
- توتر الاستيقاظ الصباحي.
- توتر الواجبات المدرسية والدراسة اليومية .
- توتر الامتحانات اليومية والنهائية.
والكثير الكثير من التوترات اليومية المتكررة، ولا شك أن مستوى نضج الأولاد قد اختلف خلال الأشهر الستة الماضية بسبب العلم والتعلم والتعاملات والتلفاز ومعاشرة الأصدقاء والآقران، والتعامل مع فئات مختلفة من المعلمين والاداريين. لذلك لا بد من وقفة لترتيب أمور التربية من جديد وعدم إطلاق العنان لهم بالسهر كيفما يشاؤون والخروج من البيت كما يريدون، بل لا بد من استغلال العطلة لما فيه مصلحة أبنائنا..، وأرى أن أهم ثلاث بنود لا بد من العمل عليها هي :-

1. الأدب العام والصلاة.
2. طاعة الوالدين.
3. الأعمال المنزلية ومساعدة الأم.

1- بالنسبة للأدب العام والصلاة : لا شك أن تربية الأبناء تبدأ منذ نعومة الأظفار، حيث يفترض إحاطة الأبناء بالسياج التربوي منذ ولادتهم على عدة مبادىء أهمها القدوة الحسنة، وليست العطلة الشتوية إلاّ فرصة لاهتمام الأم بتربية أبنائها وتقديم كل أسباب الراحة والسعادة لهم داخل البيت ولإعادة تذكيرهم بأمور أهمها :
- الأدب والجلوس المناسب على مائدة الطعام، وتذكيرهم بذلك أثناء الوجبات ولا مانع من الحديث معهم عن بعض الألفاظ المعيبة التي سمعت خلال النهار، وتذكيرهم بضرورة الابتعاد عنها لأنها ليست من أخلاق المسلم، وأن المسلم يُثاب إذا تركها ويعاقب إذا نطقها، وعدم إطلاق عبارات أو ألقاب بحق بعضهم.
- متابعة سلوكهم في كل كبيرة وصغيرة وإسداء النصح لهم من حيث اختيار الأصدقاء.
- اكسابهم عادات حسنة مثل الصراحة في القول وعدم الكذب، ولا مانع من أجل ذلك أخذهم في جولات إلى الأسواق، وتعليمهم ملاحظة تعامل الناس مع بعضهم ومناقشة ذلك والخروج بالسلبيات والايجابيات والوصول إلى احترام الآخرين وعدم إيذائهم، والخروج إلى الأسواق نوع من انواع الرفاهية الضرورية في هذا العصر، وخاصة في العطل.
- تربيتهم على حب الله والرسول والتمسك بالصلاة وأن تكون قدوتهم في ذلك.
- تذكيرهم بحب الناس جميعاً واحترام مشاعرهم وعدم السخرية منهم مصداقاً لقول الله عز وجل :" يا أيّها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهنّ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان " صدق الله العظيم
- تربيتهم على الالتصاق بالوطن والانتماء الصادق له ، ولا مانع في هذا الجانب القيام ببعض الرحلات إلى بعض مواقع الوطن لزرع حب الوطن داخلهم وسرد بعض القصص التي حصلت على تراب الوطن.

2- طاعة الوالدين:
إنّ اهم الآداب التي يفترض أن تصل إلى الأبناء في العطلة هو طاعة الوالدين والاستجابة لأوامرهم، ولكن علينا أيضاً كأولياء أمور عدم الاثقال على أبنائنا وعلى كاهلهم بالطلبات التي لا يستطيعون حملها.
ولا مانع من أن نسلمهم بعض المسؤوليات من قبيل تعويدهم على حملها مستقبلاً ومن قبيل المساعدة، فلا شك أن الأب يطمح بأن يكون ابنه مساعداً له وعوناً أيضاً في الحاضر والمستقبل، ومن جانب آخر لا يفترض أن تعودهم على الكسل والخمول من باب الحب ليصل الأمر إلى حد الدلال والاستيقاظ المتأخر والسهر المتأخر وفتح المحطات التي يريدونها وتعديل سلوكهم لمشاهدة القنوات الفضائية ذات الفائدة وتجنب القنوات الفضائية الضارة بالأخلاق والابتعاد عن المواقع الالكترونية السيئة والتي تعارض عاداتنا وأخلاقنا، وخروجهم إلى اي مكان يريدون دون نقاش ودون مراقبة فهذا باب من أبواب التسيّب وليس المسؤولية، فلا بد من وضع برنامج خاص محدد للمسؤوليات والواجبات ليعرف كل فرد في البيت واجباته، وضرورة الحزم في التعامل معهم حتى لا يعتقدون أن العطلة تختلف من حيث المسؤوليات عن غيرها.
3-الأعمال المنزلية :
هل الأعمال المنزلية واجبة على الأبناء والبنات؟ وهل مساعدة الأم والأب ضرورية ؟
أنا أرى أن مساعدة البنت لأمها في المنزل ضرورية جداً وكذلك الولد ولكن بنسبة أقل، لأن البنت والولد يجب أن تصلهم رسالة هامة جداً، مفادها أن هذه مؤسسة وأن جميع من بها يخدمون الأسرة بالكامل، وليست الأم هي فقط المسؤولة عن أعمال المنزل، وأن جميع أعمال المنزل توّزع على الجميع، فلا بد على الأقل أن يقوم كل فرد بهم بمسؤولياته التي تخصّه مباشرة، وعدم الاعتماد على الأم في إنجازها وأن لا نعمل كوالدين في خدمة أبنائنا خدمة مطلقة ليصلوا إلى حد الاعتقاد أن هذا حق مطلق لهم، وأفضل فرصة لذلك هي العطلة الشتوية لتصلهم هذه الرسالة.

فليس هناك مانع أن تحدد الأم جدولاً في العطلة لكل ابن أن يبدأ بترتيب خزانته على الأقل بعد بعثرتها في أيام الدوام، وأن تعلّم الأم بناتها بعض الأعمال المنزلية الخفيفة وبعض الطبخات، وكذلك الولد يجب الاعتماد عليه في بعض أعمال المنزل والحديقة وغير ذلك.

ولا يعتقد الوالدان في هذه التصرفات أنهم يبعدون أبنائهم عنهم أو يزيدون كره الأبناء للآباء،بل بالعكس هذا ليس إلاّ أسلوب لينشأ الابن والبنت نشأة صحيحة، وهذه المتابعة سيكون لها ثمارها المجديّة ومنها :
- يكسب الوالدان الابناء ليصبحوا عوناً لهم خلال فترة حياتهم من حيث الاحترام والعناية.
- شعور الأب والأم بالسعادة بسبب الراحة النفسة التي تحققت من نجاح زرعهم.
- سيشعر جميع من في المنزل بالانتماء والولاء للعائلة ويشعرون بجمع الشمل والأمان والطمأنينة والحب، خاصة عند الوجبات وعند الجلسات العائلية المسائية.
- وقوف الأبناء إلى جانب والديهم ومعالجتهم عند المرض وعدم التخلي عنهم وسيبذلون الغالي في المستقبل لإخراج والديهم من اي مأزق كان ، لأنك كأب ولأنك كأم عودتم أبنائكم على الانتماء والولاء ولم تتركوهم للصدف.

[عبير2013]

لتشخيص وتدريب الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية ومشكلات دراسية

[هند صبرى سيد]

مشكوووووور