|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
موضوع الكهرباء وانقطاعها هذه الأيام تحول إلى مأساة حقيقية لملايين المصريين ، وأصبح يمثل إعلانا أوضح من أي إعلان آخر على فشل الحكومة الحالية وعجزها عن حل مشكلات الدولة والمجتمع ، لأن الكهرباء مثلها مثل الوقود تمثل الآن وجه الحياة الحديثة ، فمعظم فعاليات الخلق مرتبطة بها ، سواء في الحركة أو العمل أو التجارة أو الصناعة أو الطب والصحة أو أي إجراءات حكومية أو غير حكومية يدخل فيها التكنولوجيا الحديثة أو شبكة المعلومات أو الكومبيوتر ، وعلى مدار سنة كاملة أو أكثر قليلا ومشكلة الكهرباء تتفاقم تدريجيا وتزداد سوءا ، حتى أصبح الناس يتحسرون على أيام محمد مرسي عند المقارنة ، لأن الانقطاع وقتها لم يكن يمثل ربع ما يحدث حاليا ، رغم التلاعب وقتها الذي قصد به إرباك إدارته وحشد رأي عام كاره لها وساخط عليها ، وكان الإعلام المصري وأحزاب الأمن الوطني وقتها تثير الدنيا حول فشل مرسي في توفير الكهرباء و***** الناس وتعطيل مصالحهم بذلك ، الآن لا أحد يتكلم ، بل وجدنا السلطة وبعض حوارييها يفتعلون حججا بالغة السخف والغباء ، مثل محاولة نسبة انقطاع الكهرباء إلى تخريب الإخوان أو أنصارهم لأبراج الضغط العالي ، ويبدو أن النفخ في هذه "الحدوتة" مثل النفخ في قصة الإرهاب ، لتبرير سياسات فاشلة أو التغطية على عجز الدولة عن تحقيق مصالح الناس أو توفير احتياجاتهم البديهية ، فالكهرباء كانت تقطع قبل أن نسمع عن برج واحد تم تفجيره ، فلماذا كانت تقطع وقتها ، وإذا كانت الكهرباء تنقطع بسبب تفجير أبراج الضغط العالي ، فمن الذي كان يفجرها أيام مرسي ، هل كان الإخوان أيضا . وحتى إذا صح أن تفجير بعض أبراج الضغط العالي يؤثر على انقطاع الكهرباء فهو فضيحة أخرى للحكومة ، لأنها عاجزة عن تأمين الأبراج ، وعاجزة عن بسط سيطرتها على ربوع الوطن ، وهي حالة ـ إن صحت ـ كفيلة بإسقاطها وتنحيتها وانحسار الشرعية عنها وتوسعة الطريق أمام طاقات أخرى تكون أكثر قدرة على حماية الوطن وحماية مقدراته وحماية مصالح ملايين المواطنين . الملاحظة التي أصبحت واضحة وضوح الشمس في مسألة انقطاع الكهرباء أنها أصبحت تتم عبر خريطة طبقية وسياسية وعسكرية ، فهناك أحياء لا تنقطع فيها الكهرباء نهائيا ، وأنا أعني ما أقول بكل دقة ، وهناك أحياء تنقطع فيها الكهرباء ساعة واحدة في اليوم ، وهناك أحياء تنقطع بها من أربع إلى خمس مرات ، وهناك مدن وقرى تنقطع فيها الكهرباء بالعشر ساعات أو أكثر ، وهذه القسمة تكون على أساس الوضع الطبقي للحي ، فبعض الأحياء المترفة لا تنقطع فيها الكهرباء ، والأحياء التي تجاورها أو تتوسطها نوادي لبعض الجهات السيادية لا تنقطع فيها الكهرباء أبدا ، وهكذا ، حتى تصل إلى البسطاء والغلابة في النجوع والقرى البعيدة المنسية ، فهؤلاء تنقطع عنهم الكهرباء بالعشر ساعات أو أكثر ولا يسأل عنهم أحد . ما يحدث يعطي انطباعا شديد السلبية عن المستقبل ، وعن قدرة الإدارة الحالية على تحقيق تنمية أو إصلاح أو توفير الحاجات الضرورية للمواطن ، ولا يخفى أن مسألة انقطاع الكهرباء بتلك الوتيرة يسبب خسارات فادحة للاقتصاد الوطني ، سواء لتعطل مصانع أو شركات أو مؤسسات انتاجية مختلفة ، ناهيك عن اضطراب مصالح الناس وأوقاتهم لأن الكهرباء تنقطع أحيانا من أقسام الشرطة ذاتها . لا تمسحوا سوءاتكم في الآخرين ، ولا تبحثوا عن شماعة مزورة لتبرير الفشل السياسي والاقتصادي ، ولا تحاولوا استغفال الناس ، لأنهم ـ بعد يناير 2011 ـ أذكى مما تتصورون ، حتى وإن التزم بعضهم الصمت ترقبا أو عجزا أو حيرة .
جمال سلطان اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...B1%D9%87%D8%A7
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|