كلنا داعش : محمد أبوزيد

[حمدى حسام]

كلنا داعش

http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...A7%D8%B9%D8%B4

محمد أبوزيد

اقرأ أيضا: تمثيلية حزب الله وأوهام الكاتيوشا
قواعد اللعبة بعد 25 يناير
عن الجزء الغاطس في علاقة مبارك بالسيسي
تحرير القدس يبدأ من تحرير باريس
حقيقة الشيخ ميزو


انت ضد داعش ؟ ايوه انت ،هل تكرهها ،تلعنها ،تلفظها ،تمقتها ،تراها اكبر خطر علي الإسلام،وأكبر خصم له ،واكثر من يشوه ديننا ، ،هل تتمني أن تسوى بهم الأرض ،هل حزنت وتألمت وصرخت وبكيت حينما شاهدت اوغاد ذلك التنظيم اللقيط وهم بحرقون الطيار الاردني معاذ الكساسبة ،هل اقشعر بدنك ،هل ارتجف قلبك ،هل ساورتك نفس المشاعر ونفس الرجفة ونفس الالم حينما رأيتهم وهم ي***ون الرهينة الياباني الاول ،ثم الثاني ،هل تمنيت ان يكون معك فأسا لتنزل بها فوق رؤوسهم وهم ي***ون اسراهم باريحية وهدوووء وسعادة ،طيب احلف كده ،احلف بأغلظ الايمان وارفعها ،احلف بالله ،احلف بالمصحف،احلف بالانجيل ،احلف بما تشاء ،احلف باي يمين وخليك فاكر انك حلفت وأقسمت .

أنت يا من وقفت علي يمين النظام اوخلفه او بين يديه تطالبه بال*** وال*** ،هل انت ضد داعش ،انت يا من شعرت بالحزن حينما تم فض اعتصام رابعة والنهضة ،ومبعث حزنك ان الضحايا كانوا بالمئات في حين انك كنت تتمني في قرارة نفسك ان يكونوا بمئات الالاف ،كنت تتمني لو تمت ابادتهم جميعا لكي نخلص منهم ومن شرهم ،انت يا من لم يحترق قلبك ولم يقشعر جسدك ولم تحزن نفسك وانت تري شابا اعزلا يقف امام مدرعة في مدينة الاسماعيلية بعد احداث 3 يوليو رافعا يده بعلامة الاستسلام وهو يهتف "سلمية سلمية " فاذا برصاصة غادرة تخترق صدره وتخرج من ظهره ،انت يا من تمنيت ان تكون الرصاصة في رأسه فتفجرها ودعوت ان تخرج الرصاصة منه لتفجر جماجم كل من كانوا في تلك المظاهرة او في غيرها ،هل أنت ضد داعش ؟

انت يا من لم تحرك ساكنا وانت تري جثث ***ي رابعة تملئ الشوارع والمساجد ،وسخرت من دموع ونحيب ام فقدت ثلاثة من ابنائها وتمنيت لو انها كانت قد لحقت بهم ،انت يا من لم تكترث بالاكفان الجماعية والاحزان الجماعية والصرخات الجماعية وقلت انها تمثيلية ،انت يا من لم تتأثر بالدماء التي اغرقت سجاد المسجد فلم تعد تعرف هل هذه سجادة حمراء ام بقعة دماء كبيرة ،ولم تتاثر ب وجوه الضحايا وعيونهم وهي تنظر الي السماء ومنهم من كان يرفع السبابة في دلاله على نطقه او رغبته في نطق الشهادة ،انت يا من رأيت اسماء البلتاجي وهي تحتضر ووجهها الملائكي البريء ينظر الي السماء وهي لا تتمتم غير بكلمة واحدة "يارب " ،انت يا من رأيت جسدها النحيف وهو يصارع سكرات الموت وقد تصبب وجهها عرقا ،ورغم هول الموقف وشدة السكرات تجدها كالطائر الجميل تغرد باسم ربها ،تلفظ انفاسها الاخيرة وهي تقول يارب،انت يا من سخرت من موتها وقلت انه تمثيلية وان ابوها يتاجر بها ،انت يا من لم يزلزلك وجهها البريء وروحها تصعد الي بارئها وتمنيت ودعوت ورجوت ان يكون ابوها معها بل وان يكون كل الاخوان معها وان يحفر لهم اخدود ضخم ونحرقهم جميعا فيه ،هل انت ضد داعش ؟

أنت يا من لم تكترث بالجثث التي احترقت في النهضة أو رابعة سواء كنت ضد هذا الاعتصام او معه ،يا من لم تلق بالا بالجثث التي تناثرت بمسجد الفتح في اول جمعة بعد فض رابعة وتمنيت ان يتم حرق المسجد بمن فيه من المحاصرين والموتي هل أنت ضد داعش ؟

انت يا من لم تتألم وتبكي وتنتفض لم*** شيماء الصباغ وهي تحمل الورد لتقدمه لارواح الشهداء في ميدان التحرير ،و قلت ايه اللي وداها هناك ،وانت يا من شمت في ***ها ،وانتي يا من تمنيتي *** أي حد يشارك في أي مظاهرة ،وانت يا من واصلت لعب الكوتشينه والطاولة وشيماء امامك غارقة في دمائها وزميلها يحملها بمفرده وهو يصرخ عاوزين اسعاف ،انت يا من اعتبرت زهر الطاولة وشايب الكوتشينة وانفاس الشيشة أهم وافضل من روح شيماء البريئة التي كانت تستنجدك لاغاثتها ،وهي لم تفعل أي جريمة سوي انها حملت الورد لارواح الشهداء ،هل انت ضد داعش ؟

وأنت يا من يقف ضد النظام وتسميه انقلابا غاشما ،يا من تألمت وانكسرت وانتحبت وبللت دموعك لحيتك واغرقت ملابسك حينما شاهدت ضحايا رابعة او النهضة او رمسيس مضرجون في دمائهم ،يا من انخلع قلبك حزنا حينما شاهدت لحظات احتضار الضحايا وغيرها هل حركت ساكنا حينما نصب مرتزقة بيت المقدس كمينا لمجموعة من الجنود الغلابة الذين كانوا قد أنهوا فترة خدمتهم العسكرية في سيناء ،وبينما هم يهللون ويصفقون ويحلمون بالعودة الي بيوتهم واراضيهم فاذا بيد الغدر ت***هم وتمثل بجثثهم ،هل أثر فيك هذا المشهد ،هل اوجعك ،هل ضبطت نفسك تبكي من أجلهم ،ام انك تظاهرت بالحزن في حين انك كنت تبطن الشماتة والفرح ،هل كنت تتمني في سريرتك ان لو كانوا 500 او 5000 بدلا من ال 25 فقط لترضي غريزتك في الانتقام من النظام ،هل أدنت ***هم في الظاهر امام الناس لكي لا يقولوا عليك تكفيري وارهابي متطرف ،في حين انك استحسنت هذا الفعل بينك وبين نفسك وقلت لنفسك انهم جنود فرعون ،هل فكرت للحظة فيمن نطق منهم الشهادة قبل وفاته وفيمن كان منهم يصل رجمه ويصلي فروض ربه ويقيم ليله ،هل فكرت ان من بينهم من قد يكون صلته بالله اقوي وافضل منك وطهارة قلبه ونقاء نفسك افضل منك ومن كل الذين تعرفهم .

وانت يا من استنكرت وشجبت حرق داعش للطيار الاردني واعتبرتهم تنظيما مارقا قد يكون من صناعة الغرب لتشويه صورة الاسلام ،هل احترق قلبك في حادث كرم القواديس حينما شاهدت كلاب داعش وهم ي***ون جنديا اعزلا بعد أن أجبروه علي خلع ملابسه وبعد أن اسروه ولم يعد له لا حول ولا قوة ،هل تألمت ،هل كانت الدموع التي في عينيك هي دموع حزن ام دموع فرح وسعادة لان داعش ***ت عددا اخر من جنود فرعون كما تصفهم انت وهم ؟

وانت يا لا تنام الليل حزنا وكمدا علي ضحايا يتساقطون في المظاهرات ،وعلي ضحايا المعتقلات هل حركت ساكنا او أوقفت متحركا حزنا علي ضياء فتوح ضابط الطالبية الذي استشهد اثناء تكفيكه لقنبلة كانت مزروعة بجوار بنزينة خلف نقطة شرطة الطالبية ،ماذا كان احساسك لحظة انفجار القنبلة في جسده فتسقطه صريعا علي الفور ،هل اصابك الدوار ،هل عبس وجههك ،هل كرهت نفسك في هذه اللحظة المقيتة التي ي*** فيها رجل يؤدي واجبه،هل تمنيت ان تتوقف عقارب الساعة في تلك اللحظة حتي لا تنفجر القنبلة ،ام انك كنت تتمني ان يكون بدل الضابط عشرة لكي تنفجر باقي القنابل "براحتها " دون ان تجد من يفككها ويمنع شرها وشر من زرعوها ومن صنعوها ومن يقف ورائهم .


وانت يا من تتألم لمنظر محمد سلطان المضرب عن الطعام في سجون القمع منذ ما يزيد عن عام ،يا من يقشعر بدنك حينما تراه يدخل جلسة محاكمته علي نقالة بعد ان نحل جسده وجف عوده ،هل انتفضت حينما سمعت شهداء الطائرة الهليكوبتر التي سقطت فوق سيناء بعد ضربها بصاروخ من قبل عناصر بيت المقدس وهم ينطقون الشهادتين ،هل شعرت بلحظات الرعب التي مروا بها ،هل سألت نفسك كيف هيئ لهم نطق الشهادتين في تلك اللحظات المرعبة القاتلة ،فكان اخر كلامهم من الدنيا "لا اله الا الله محمدا رسول الله " ،وهو ما يعني انهم في الجنة كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم ،هل حينما شاهدت الفيديو الخاص بلحظة اطلاق الصاروخ علي طائرتهم تمنيت الا يصل اليهم ام كنت تدعو ان يخترق الصارخ قلب الطائرة ..؟

،واخيرا هل بعد كل ما طرحته من أسئلة ما زلت تصر علي الكذب بأنك ضد داعش ،الحقيقة انك حنث بيمينك وبكل ايمانك ،فنحن جميعا نتظاهر اننا ضد داعش في العلن ولكننا جميعا دواعش في دواخلنا في نفوسنا وفي قلوبنا ،فاللهم رحمتك اللهم رحمتك

[حمدى حسام]

واخيرا هل بعد كل ما طرحته من أسئلة ما زلت تصر علي الكذب بأنك ضد داعش ،الحقيقة انك حنث بيمينك وبكل ايمانك ،فنحن جميعا نتظاهر اننا ضد داعش في العلن ولكننا جميعا دواعش في دواخلنا في نفوسنا وفي قلوبنا ،فاللهم رحمتك اللهم رحمتك