اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2015, 08:14 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New ‫قبل أن تزول النعم‬

هل فكرت يومًا أنك تمتلك ثروات لا تقدر بثمن؟!
هل شعرت من قبل أنك ملياردير أو حتى مليونير رغم أن مرتبك لا يكفيك حتى آخر الشهر؟!
هل تخيلت أبدًا أن مال قارون بل وأضعافه ربما لا يمثل لك شيئًا لو كان في حيازتك، وأنك مستعد لو امتلكته يومًا أن تنفقه عن آخره في سبيل الإبقاء على ثرواتك التي قد لا تكون لاحظت امتلاكك لها؟!

هناك للأسف من يأتي إلى الدنيا ويرحل عنها دون أن يلاحظ وجود تلك الأشياء أو يدرك تلك الحقيقة..
حقيقة القيمة الفعلية للأشياء التي لا تشترى، حقيقة النعم التي نألفها ونتعايش معها ونغفل عن ملاحظة قيمتها الغالية، وثمنها الباهظ -لو صح أن تقدر بثمن-، لكن هناك من يلاحظ ويدرك وينتبه.

وهناك من يبتلى ليلاحظ ويدرك وينتبه، حين يشعر أن تلك الأشياء مهددة بالزوال، فإنه حينئذ يعرف قدرها وقيمتها!

كم من نعمة لا يلقي المرء لها بالاً ولا يعرف قيمتها الحقيقية حتى إذا زالت أو كادت أن تزول علم قدرها وأدرك مدى الثراء والغنى الذي طالما كان يتقلب فيه دون أن يشعر، حينئذ يدرك أن ثمة أشياء لو أنه امتلك خزائن قارون بل وملء الأرض من مثل تلك الخزائن، ثم طلب منه أن ينفقها بكاملها كي لا تنزع منه تلك الأشياء لأنفقها عن طيب خاطر.

من هنا يعي أن قيمة الأشياء ليست بثمنها المادي، ولكن بما هو على استعداد لدفعه طمعًا في استردادها أو أملاً في الإبقاء عليها ومنع زوالها، شيء أنت مستعد لإنفاق مال الدنيا وكنوزها لأجل الإبقاء عليه أو رفع البلاء عنه، أو ليست قيمته في الحقيقة تساوي هذا المال؟!

ضحكة طفلك التي تكاد تتوارى إذا داهمه المرض..
دعوة من قلب أم حانية أو نصيحة مشفقة من والد محب..
راحة بال ولحظات سعادة وصفاء مع أحباب ينعم المرء بقربهم..
عافية وستر، رضا وطمأنينة، سلام وسكينة..

أو ليست تلك أشياء لا تشترى؟!
أو ليست النتيجة معروفة، إذا تفكر من يستمتعون بتلك الثروات السالف ذكرها في الثمن الذي هم على استعداد لدفعه حتى يدوم استمتاعهم بها؟! أو ليست هذه هي القيمة الحقيقة وذاك هو الثمن؟!

لا تتسرع في الإجابة عن تلك الأسئلة قبل أن تتفكر جيدًا وترقب حالك ومآلك، وتتلمس ثروتك الحقيقية التي ستعرفها حين تتخيل القيمة التي أنت مستعد لأدائها، فقط كي تبقى ولا تزول، وأصعب شيء أن تفاجأ بزوالها قبل أن تدرك قيمتها الحقيقية، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من زوال النعمة وفجائة النقمة قائلاً: «اللهمَّ إنَّي أعوذُ بك من زوالِ نعمَتِك، وتَحَوُّلِ عافيَتِك، وفجْأةِ نقمتِك، وجميعِ سَخَطِك» (صحيح الجامع).

إن الحكيم المسدد هو من تفكر في كل ذلك مبكرًا ولم ينتظر حتى تفاجئه النقمة أو يعاجله البلاء فيما يحب، ليعرف حينئذ أنه كان ثريًا لم يرع ثروته حق رعايتها، ولم يقدرها حق قدرها، الحكيم المسدد هو من علم قيمتها قبل أن تزول.



محمد علي يوسف
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:57 PM.