|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
التعبير عن النص القرآني بين قواعد العربية و الإنجليزية
إعداد أ / شعبان سيد مرعي إن الله عز و جل شاءت حكمته أن ينزل هذا القرآن بلغة عربية فصيحة ممتدة منذ آلاف السنين دون تغيير يذكرفى أصولها قال تعالى : " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" [يوسف : 2] ، و ذلك لأنه بالمقارنة بين اللغة العربية و غيرها نجدها تتسم بالكمال و الجمال لأنها وعاء يضم كتاب الله عز و جل الذى يتسم بالكمال و الجلال و الجمال . و لعلنا نتساءل مثلا لماذا لم تصلح الإنجليزية لنزول القرآن الكريم ؟ نقول إن اللغة الإنجليزية - على الرغم من انتشارها الواسع و اهتمام أهلها بها - ففيها من أوجه النقص الكثير بحيث تكون عاجزة عن إبراز مرادات الله من الخلق التى أوجدها فى كتابه العزيز ، و ذلك لعدة أسباب : منها أن اللغة الإنجليزية الحالية مرت بمراحل تطور عن اللاتينية مما جعلها تتغير فى أصولها و فروعها . و إذا تركنا النظر لعدم قدرة الإنجليزية على مسايرة العربية فى إيحاءات معانيها و دلالاتها حيث تكاد العربية لا تعرف الترادف بين مفرداتها فلا يمكن لكلمة أن تنوب عن كلمة أخرى فى القرآن الكريم ، فإنه يمكننا رصد غياب بعض الظواهر اللغوية فى قواعد الإنجليزية تحول دون تقديم معنى كامل لآيات القرآن الكريم ومنها ما يلي : 1- لا يوجد فى اللغة الإنجليزية مثنى فكيف ستعبر عن قوله تعالى : " فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ " [الرحمن : 50] 2- فى العربية نجد فروقا كبيرة بين أنواع الجمع ( جمع مذكر سالم و جمع مؤنث سالم و جمع تكسير ) بينما لانجد ذلك فى الإنجليزية حيث الفرق يكون بإضافة أحرف حسب نهاية الكلمة المفردة ، فكيف ستعبر عن قوله تعالى : " بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الحديد : 12] حيث جمعت الآية الكريمة بين أنواع الجمع الثلاثة . 3- لا يوجد ضمير للمثنى ( أنتما – هما ) و لا ضمير للمفردة المؤنثة فى المخاطب ( أنتِ – ياء المخاطبة ) فكيف ستعبر عن قوله تعالى :" أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ "[القصص : 35] ، و قوله تعالى : " وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا " [الكهف : 82] و قوله تعالى : " فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً "[مريم : 26]. 4- لا يوجد ضمير الغائب لجمع المؤنث ( هن ) فكيف ستعبر عن قوله تعالى : " فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّفَآتُوهُنَّأُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً " [النساء : 24] 5- الفعل فى اللغة الإنجليزية لا يتغير بتغير نوع الفاعل مؤنث أو مذكر ، فكيف يعرف نوع الفاعل عند القراءة و بخاصة فى الأسماء المشتركة بين المذكر و المؤنث . 6- الجملة فى اللغة الإنجليزية تبدأ باسم دائما فهى تعتبر اسمية أما فى العربية فهى نوعان : اسمية و فعلية مع فارق كبير فى الدلالة بينهما بلاغيا و معنويا مثال قوله تعالى :" قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ" [هود : 69]. 7- تنوع حروف العطف فى اللغة العربية يكسبها ثراء معنويا (و ، ف ، ثم ، أو ، بل ، لا ، لكن ) حيث لكل حرف معنى جديد و دلالة دقيقة لا تتيحها الإنجليزية التى تعتمد غالبا على ( and , or ) فكيف ستعبر عن قوله تعالى : " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجمعة : 8] فقد جمعت الآية الكريمة عدة حروف عطف و يمكن استبدال مكان حرف بآخر . 8- ثراء العربية فى حروف النفى و دلالتها المتغيرة حسب الزمان ( لا ، لم ، لما، لن ، ما ) بينما فى الإنجليزية ( not ) و انظر لدلالة النفى فى قوله تعالى : " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ "[الحجرات : 14]. 9- أسماء الإشارة فى العربية ثرية فى الدلالة على المفرد و المثنى و الجمع و المذكر و المؤنث و القريب و البعيد و المتوسط و التعظيم ، بينما فى الإنجليزية نجد أنها تستخدم ( This,That,These,Those ) فنجد غياب المثنى و غياب المؤنث ، فنجد العرب يكرمون المرأة حتى فى قواعد لغتهم . 10- الأسماء الموصولة متعددة و متنوعة لتناسب كل المعاني و هذا لا نجده فى الإنجليزية فكيف ستعبر عن قوله تعالى : " وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً [النساء : 16] و قوله تعالى : " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ .... " [النساء : 23] 11- النعت فى العربية يأتى بعد المنعوت و له صور عديدة ، بينما فى الإنجليزية ياتى النعت قبل المنعوت ، فكيف ستعبرعن قوله تعالى : " وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [ 133] الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ 134] وقد جمعت كل انواع النعت ، و تخيل ماذا سيحدث لو سبق النعت المنعوت ؟ . 12- فى اللغة العربية عند البناء للمجهول يحذف الفاعل لأسباب بلاغية و نحوية و لكن فى الإنجليزية يظهر مسبوقا غالبا بكلمة ( by ) غالبا ، فكيف ستعبرعن قوله تعالى : " وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [المؤمنون : 88] 13- أسلوب الشرط فى العربية له أسماء عديدة لكل منها جماله و معناه ( إن ، من ، ما ، مهما ، متى ، أين ، كلما ، إذا .... إلخ ) بينما لا نجد فى الإنجليزية سوى ( If ) حيث تتغير الدلالة طبقا للفعل الذى بعدها . فكيف ستعبر عن قوله تعالى : " كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 20]حيث جمعت الآية الكريمة بين ثلاثة من أسماء الشرط مختلفة الدلالة و القيمة البلاغية . 14- أسلوب الأمر له ثلاث صور ( الفعل – اسم الفعل – المضارع المتصل بلام الأمر ) بينما فى الإنجليزية له صورة واحدة هى الفعل فقط ، فكيف ستعبرعن قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ " [المائدة : 105] وقوله تعالى : " لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ " [الطلاق : 7] 15- أسلوب التعجب فى العربية منه السماعى و منه القياسي الذى له صيغتان، بينما فى الإنجليزية نجده سماعى مثل ( ! Hourrh , Alse , Oh ) فكيف ستعبرعن قوله تعالى : " قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ [عبس : 17]و قوله تعالى : " أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [مريم : 38] 16- أسلوب النداء فى العربية له أدواته العديدة ( أ ، يا ، أى ، أيا ، هيا ، ) و له دلالته من حيث القريب و البعيد و التعظيم و الترخيم و التعجب ، و لا نجد مثل ذلك فى الإنجليزية . 17- ظاهرة التشكيل فى اللغة العربية حيث حروف كلمة واحدة و بالتشكيل نجد لها معانى كثيرة مما يعطيها ثراء و تنوعا فمثلا كلمة ( هدى ) لها أربع صور : ماض و اسمان و مبنى للمجهول و الفرق فى التشكيل فقط . قال تعالى :" وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ " [البقرة : 143] " ، وقال تعالى :" ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ " [البقرة : 2] ، و قال تعالى :" وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ " ، و قال تعالى : " وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [آل عمران : 101] " 18- فى اللغة العربية نجد ذلك التلاحم و الدفء و الإيجاز بين الكلمة و الضمير البارز المتصل و هو ما لا وجود له فى الإنجليزية و يكفى النظر لترجمة كلمتين فقط فى القرآن الكريم هما قوله تعالى " فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ " [البقرة : 137] و ترجمة معناها بالإنجليزية من " موقع الإسلام " على الشبكة العنكبوتية " الإنترنت" هى : ( but Allah will suffice thee as against them ) و قوله تعالى : " أَنُلْزِمُكُمُوهَا " [هود : 28] و ترجمة معناها بالإنجليزية هى : ( Shall we compel you to accept it ) ، فسبحان من هذا كتابه . و بعد هذا كله يأتى من يحارب اللغة العربية أو يقلل من شأنها و قد جعلها الله عز و جل وعاء ذهبيا لكتابه الكريم الشريف . و تبقى فى النهاية اللغة العربية لغة الكمال و الجمال و التى هى وعاء لكتاب الله – عز و جل - الذى جمع بين الكمال و الجمال و الجلال ، و تبقى اللغة الإنجليزية و الفرنسية و غيرهما من اللغات دليلا على عظمة و قدرة الله سبحانه و تعالى مصداقا لقوله تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ [الروم : 22] |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعبير ، النص ، القرآن |
|
|