|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
عيدك يا أمي أحلى عيد
كم سنة يحتاجها الابن حتى يدرك أن أُمَّه «أفضل نساء العالمين»، و«أحسن أُم فى الدنيا»، و«الوحيدة التى تستحق التكريم»؟ متى تظهر تلك العاطفة التى تربطه بأُمه، وتربط أُمه به؟ كيف تتشكل؟ وكيف تنمو؟ ربما خلال الشهور التسعة التى يقضيها الابن نطفة صغيرة فى ذلك الظلام الدامس، حيث تتعذر الرؤية، ويظل شعوره نشطاً، يعى كل ما يجرى حوله، تحمله إليه الأوردة والشرايين التى يتغذى منها، ورغم كونه مجرد نبتة صغيرة تكبر كل يوم فإن حكاية يرويها الناس تقول إن ذاكرته حاضرة للغاية، يدرك كل شىء، اليد الحانية التى تربَّت على التجويف الكبير الذى يستقر بداخله فتمنحه السكينة والطمأنينة.. واليد الأخرى التى تتصلب على الظهر لتشد من أزره وتشعره أنها هنا. ربما تنمو العاطفة فى السنوات القليلة التى يقضيها الابن عقب خروجه من بطن أُمه. ربما فى الوقت الذى يستقل فيه بنفسه عنها فيتزوج ويكوّن أسرة ليدرك حجم الأعباء التى كانت ملقاة على عاتقها. وربما حين تكبر هى وتصبح فى حاجة إليه فيشعر تجاهها بالمسئولية، ليلعب معها لعبة تبادل الأدوار، لعبة تتحول فيها هى إلى طفل، فى حين يصبح هو المسئول الأول عنها. وربما حين يحملها بيده فيواريها التراب عندما يحين أجلها، ثم يعطيها ظهره وينصرف وفى الروح وخزة موجعة يسمونها «الحنين». أسباب كثيرة تدعو كل ابن لأن يعتبر أُمه أفضل أُم فى العالم، رغم أنها لا تفعل أكثر مما تفعله الأمهات فى كل العالم، لهذا يرشحونهن للتكريم باعتبارهن أمهات مثاليات، يكتبون عنهن وكأنهم يكتبون عن مخلوقات خارقة: «أمى ربتنى بعد وفاة والدى»، «أمى عملت فى مهن مختلفة لتوفر لى مصاريفى»، «أمى حرمت نفسها من كل المتع حتى ترانى شيئاً»، وهم محقون إلى حد كبير، فليس هناك من يستحق التقدير والتكريم سواها، وحدها من يهون كل شىء فى سبيل رضاها، وتستقر الجنة تحت قدمَيها، وينصح الرسول الكريم بحُسن صحابتها، فيما يأمر رب العزة بالإحسان إليها بعد عبادته جل شأنه وتقدست أسماؤه.
__________________
الحمد لله |
العلامات المرجعية |
|
|