اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > ركن الغـذاء والـدواء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2015, 09:35 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي نظرة الإسلام إلى الغذاء والتغذية

نظرة الإسلام إلى الغذاء والتغذية
ولاء الشملول



كلنا يأكل، فلا يستطيع الإنسان أن يحيا بدون تغذية، ولكن هل فكرنا أن هذا السلوك البسيط المعتاد الذي نفعله باستمرار ثلاث مرات يومياً يمكن أن يكون عبادة لله تعالى؟
هل فكرنا أنه قد يكون وسيلة للتقرب لله - عز وجل -؟ هل فكرنا أن الله أمرنا بسلوكيات معينة فيما يتعلق بكل شئون حياتنا، حتى الغذاء؟
في هذا الموضوع نلقي الضوء على نظرة الإسلام إلى الغذاء والتغذية...
بالاستعانة بآراء وتوجيهات الدكتور محمد سعد أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة وخبير التغذية...
الزراعة ركيزة أساسية
لما كانت الزراعة ضرورية لتوفير الغذاء وتأمين احتياجات الإنسان منه، فقد حث الإسلام على الاهتمام بالزراعة باعتبارها الركيزة الأساسية في بناء الاقتصاد القوي وتأمين الحياة الكريمة، وباعتبارها المصدر الأساسي والرئيسي في توفير الغذاء، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يغرس المسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة)) رواه مسلم عن جابر بن عبد الله، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل)) رواه أنس بن مالك.
كما حث الإسلام على تنمية القطاع الزراعي وزيادة رفعته من خلال حثه على إعمار الأرض البوار واستصلاحها بالزراعة، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((من أحيا أرضاً ميتة فهي له)) رواه الترمذي عن جابر بن عبد الله، كما نهى الإسلام عن كل ما يؤدي إلى الضرر بالقطاع الزراعي ويتسبب في الإخلال بالأمن الغذائي، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((من قطع سدرة صوب الله رأسه بالنار)) رواه داود عن عبد الله بن حبشي.
وقد أشار القرآن الكريم على هذا المعنى من خلال نهيه عن الإفساد في الأرض، والذي يتضمن الإضرار بالثروة الحيوانية والنباتية، فقال- تبارك وتعالى -: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) البقرة 205.
الكسب الحلال والغذاء:
ونظراً لما يتطلبه الحصول على الغذاء من بذل للجهد والوقت، ولما يحتاجه ذلك من تطوير لأساليب العمل والإنتاج والتصنيع، ومنه الإنتاج والتصنيع الزراعي، فقد حث الإسلام على العمل والاحتراف والكسب الحلال الطيب، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير الكسب يد العامل إذا نصح)) رواه أحمد عن أبي هريرة، وقال - عليه الصلاة والسلام - حاثاً على الأكل من كسب اليد الحلال: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده)) رواه البخاري. كما دلت الآية الكريمة على ضرورة السعي في طلب الرزق والسير في الأرض وبذل الجهد في سبيل تأمين الرزق، فقال جل من قائل: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) الملك 15.
وقد حث الإسلام أتباعه على الانتفاع بما خلق الله لعباده من الطيبات بغية التعرف على نعم الله وعطاياه، والتي من أظهرها أنواع الطعام المختلفة، قال - جل وعلا -: (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش، قليلاً ما تشكرون) الأعراف 10. وقال - عز وجل -: (يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) البقرة 172.
التمتع بالطيبات
كما حرم الإسلام على أتباعه حرمان أنفسهم من التمتع بطيبات ما أحل لهم من الرزق فقال - جل وعلا -: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) وبين أن ذلك تعدياً على حدود الله وتجاوزاً لأوامر الله، فقال - جل وعلا - في آخر الآية: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) المائدة 87. وقال جل من قائل: (وكلوا مما رزقكم الله حلالًا طيباً واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) المائدة 88. وفي الربط بين التقوى والأكل من رزق الله دليل واضح وصريح على ضرورة الالتزام بمنهج الله وتطبيق أوامر واجتناب نواهيه، فيما يتعلق بالحصول على الغذاء وتناوله، والتأكيد على ضرورة الحرص على الحلال وتجنب الحرام، لما لذلك من تأثير كبير على حياة الإنسان وسلوكه ومعاشه.
ويظهر اهتمام الإسلام بالغذاء من كونه يشكل مع قضية الأجل المحورية والعمود الفقري في حياة الإنسان، وتبلور أفكاره وتبديد هواجسه، وكثيراً من الحروب الأزمات النزاعات والخلافات في العالم سببها اقتصادي أو نتيجة لأزمة غذاء.
فلسفة التغذية في الإسلام
إن الإسلام قد ربط كل عمل يقوم به في حياته بغية عظمى وهدف سامٍ يعيش له المسلم في حياته ويحيى من أجله، إلا وهو تحقيق العبودية لله - عز وجل -، فقال - تعالى -: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) الأنعام 162. وقال أيضاً - سبحانه -: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) البينة 5.
والتغذية شأنها شأن أي مفردة من مفردات حياة الإنسان المسلم غايتها التقوى على طاعة الله والاستعانة بهذا الغذاء في توفير الطاقة اللازمة للجسم وللمحافظة على صحته بما يضمن بقاءه واستمرار تأدية الواجبات والقيام بحقوق العبودية لله - عز وجل - وإعمار الأرض وفق منهج الله.
وهذا ما دل عليه أحد السلف الصالح -رضوان الله عليهم-: "إني لاحتسب لله أكلتي وشربتي كما أحتسب نومتي وقومتي" وقد كان لهذه الفلسفة الأثر الكبير في ترشيد نظرة المسلم للغذاء وترشيد التعامل معه، فهو يعتبره وسلة لا غاية يجهد من أجله وفي سبيل تحقيقها إشباعاً لرغباته وشهواته نفسه، وهو بذلك يضمن لنفسه أن يجنبها غوائل الإسراف والتبذير في طلب الطعام وتناوله ويكون بذلك أيضاً قد أعفى نفسه من الكثير من المشاكل الصحية.
وفي هذا المعنى يصدق حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، وتعس عبد القطيفة، تعس عبد الخبيصة(هي نوع من أنواع الطعام) تعس وانتكس...)) إلى آخر الحديث الشريف.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ضرر ولا ضرار)) فقد أصبح تباعاً من الواجب شرعاً على المسلم أن يعتني بغذائه وأن يحرص على تلبية احتياجات جسمه من جميع العناصر الغذائية التي يضمن توفرها الإبقاء على الجسم صحيحاً سليماً بعيداً عن الأمراض، وكذلك الحرص على تجنب الأغذية الضارة التي تسبب المشاكل الصحية والأمراض للجسم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:20 PM.