|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صفات الخنزير وطباعه
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة الخنزير حيوان عشبي لاحم (omnivore) خبيث الطبع، تجتمع فيه صفات السباع اللاحمة وصفات البهائم العشبية، وهو إضافة إلى ذلك حيوان نَهم كانس، يكنس الحقل والزريبة، ويأكل كل شيء، فيأكل القمامات، ويأكل الفضلات بما في ذلك فضلاته البرازية، كما يأكل القاذورات والديدان وكل النجاسات، والخنزير حيوان نهم شَرِه، لا يمتنع عن أكل أي شيء، فيأكل الجرذان والفئران، والجِيَف المتعفنة، وحتى جيف أقرانه[1]. يروي الدكتور هانس هايترش قصة طريفة تُدلل على نهم الخنزير وشراهتة، جرت هذه الواقعة في أحد المشافي العسكرية؛ حيث كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى، لإعداد الطعام للمرضى والعاملين في المشفى، وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهياة للحرق، فالتهمتها، وتوفيرًا للعلف قررت إدارة المشفى أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح والأوساخ طعامًا للخنازير، وهكذا أصبح مرضى ذلك المشفى يغذون بلحم خنازير مفعمة بالسموم والذيفانات! تبلغ أنثى الخنـزير الأمريكي والأوروبي بعد خمسة أشهر من ولادتها، وتصبح قادرة على الحمل والإنجاب، لكن عمر البلوغ لأنثى الخنـزير الصيني أقل من ذلك؛ إذ تصبح قادرة على الحمل بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادتها، وتتكرر دورة الشبق لها مرة كل 21 يومًا، وتبلغ مدة الحمل 3 أشهر و3 أسابيع و3 أيام؛ أي: 114 بومًا[2]. وتضع الأنثى بين 3-12 خنوصًا في كل مرة، ويمكنها أن تلد ثلاث مرات في السنة[3]، ويتراوح معدل الإنجاب لأنثى الخنـزير الواحدة 15-30 خنوصًا في العام الواحد، وتحتاج الأنثى 21 يومًا لإرضاع صغارها، و5 أيام للعودة إلى دورة الشبق. والخنزير حيوان سريع النمو، فهو يزن عند الولادة حوالي 2 كلغ، لكنّ وزنه يتضاعف أكثر من 50 مرة، ليصل في غضون ستة أشهر إلى قرابة 112 كلغ، ويرجع سبب هذا النمو السريع إلى الزيادة الكبيرة في إفراز هرمون النمو عند الخنزير. الأمراض التي ينقلها الخنـزيرللإنسان: يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنـزبر 450 مرضًا، منها 57 مرضًا طفيليًّا تنتقل منه إلى الإنسان، بعضها خطير بل وقاتل، ويختص الخنزير بمفرده بنقل 27 مرضًا وبائيًّا إلى الإنسان، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض، لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض، هذا عدا الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه كتليُّف الكبد، وتصلُّب الشرايين، وضَعف الذاكرة، والعقم، والتهاب المفاصل، والسرطانات المختلفة، وغيرها مما سيأتي الحديث عنه في هذا البحث، ونحن على يقين بأن عدد الأمراض سيزداد مع مرور الأيام، وأن السنوات القادمة ستكشف أمراضًا جديدة تنتقل من الخنـزير إلى بني البشر. أولًا: البريونات (Prions): 1- مرض جنون البقر: يُسبب هذا المرض الفتَّاك أجسام بروتينية صغيرة تسمى البريونات، هذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات وللبشر أيضًا، ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة - كالدماغ مثلًا - وتحويلها إلى بريونات، مُسبِّبة تلف الدماغ، فالجنون ثم الموت، لقد أثارت هذه الأجسام موجة شديدة من الذعر للبشر، عندما أعلن الأطباء عن أول إصابة بين البشر بمرض جنون البقر الذي تُسببه البريونات، لقد أكدت التقارير العلمية أن الخنازير تصاب بهذا المرض؛ مما يجعل إمكانية انتقاله إلى آكلي لحوم الخنـزير عرضة للإصابة بالمرض[4]، [5]. ومما يبعث الهلع في النفوس أن البريونات لا يمكن القضاء عليها بالطبخ، ولا بطرق التعقيم الطبية الحديثة، وفترة كمونها في الجسم قد تمتد لسنوات طويلة (تتراوح بين 5-20 سنة)، ولا يوجد علاج لما تُسببه من أعراض مرضية في الوقت الراهن، والوسيلة الوحيدة لمنع انتقالها هي القضاء على الحيوانات المصابة يذكر أن مرض جنون البقر لم يكن معروفًا قبل عام 1982م، وأنه تسبَّب في موت عشرات الأشخاص في بريطانيا خلال العام 2000 م. لقد كشف مرض جنون البقر حقائق مريعة للمدى الذي يمكن أن يصل إليه البشر، من أجل زيادة الدخل المادي، دون اعتبار للقيم والأخلاقيات الإنسانية، ودون اكتراث بالنتائج المترتبة على هذه التصرفات اللامسؤولة، لقد تبيَّن أنّ مربي الحيوانات اللاحمة يُسمنوها على بقايا الحيوانات اللاحمة، فيطعمون الأبقار والأغنام، والدجاج والخنازير، لحوم الماشية والخنازير ومخلفات المسالخ[6]، [7]، [8]، [9]! ثانيًا: الفيروسات (Viruses): يصيب الخنزير مجموعة كبيرة من الفيروسات، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان، فيسبِّب له أمراضًا فيروسية خطيرة؛ مثل: 2- فيروس الأنفلونزا: لقد تَم عزل فيروس الإنفلونزا من عينات أُخِذت من الإنسان والخيل، والخنازير والطيور الداجنة والبرية، وحتى من بعض الثديات البحرية[10]، [11]، وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا، الوباء الذي حدث عام 1918م، وأُطلق عليه آنذاك اسم "الإنفلونزا الإسبانية"، فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة، مخلِّفًا وراءه ملايين الجثث، وناشرًا الذعر والهلع في كل مكان. يُذكر أنَّ وباء الإنفلونزا الذي لم يشهد القرن العشرين له مثيلاً في الحِدة والانتشار، أدى إلى إزهاق أكثر من 20 مليون نسمة خلال عامي 1918-1919م، وأنه حصد في الولايات المتحدة أرواح 550 ألف نسمة خلال عام واحد، أغلبهم من الشباب، وهو ما يوازي عشرة أضعاف الأمريكان الذين قُتِلوا خلال الحرب العالمية الأولى[12]،[13]، ويؤكد بعض الباحثين أن الفيروس المسبب لهذا الوباء المهلك تحوَّر عن فيروس إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة[14]،[15]، ومن ثَمَّ انتقل بواسطة الجنود الأمريكيين إلى شتى بقاع الأرض[16]، ومنذ ذلك الحين تعرض العالم لموجتين من الإنفلونزا، كانت الأولى عام 1957 ذهب ضحيتها 70 ألفًا، والثانية عام 1968 ذهب ضحيتها فرابة 47 ألفًا[17]،[18]. 3- فيروس نيبا (Nipah virus): لم يعرف العالم هذا الفيروس المميت قبل أكتوبر/ تشرين أول من عام 1998م، فقد عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الإنفلونزا، سَرعان ما توفي 117 مريضًا منهم بفيروس "نيبا" الغامض، وأُصيب العشرات منهم بتلف دماغي، ويعتفد الأطباء الماليزيون أن الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير، ومنها إلى الإنسان[19]،[20]،[21]،[22]،[23]،[24]؛ حيث أظهرت المتابعات الطبية أن جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير[25]، مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى *** مليون خنزير[26]. 4- فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس/SARS coronavirus): لا أعتقد أننا بحاجة لتوضيح خطورة هذا المرض الفيروسي القاتل، فالهلع الذي تُسبِّبه كلمة "سارس" في كافة دول العالم، يغنينا عن ذلك، لكن ما يعنينا في هذا المقام هي الحقائق المتعلقة بظهور هذا المرض الخطير، فقد ذكرت التقارير أن المرض ظهر أولاً في الصين، وأن 30% ممن أُصيب بالمرض في بداية الأمر كانوا من المتعاملين بالأطعمة، وأنه تَمَّ عزل الفيروس من الأفاعي والخنازير البرية والقردة والخفافيش[27]،[28]،[29]، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الصين هي أكبر مستهلك للخنازير على وجه الأرض؛ إذ يبلغ استهلاكها نصف استهلاك العالم[30]، ظهر لنا بوضوح علاقة الخنزير بمرض سارس. 5- فيروس الحُمَّى القلاعية (Foot & Mouth Disease): فيما يبدو ليس من سبيل إلى وضع حد لوباء الحُمَّى القلاعية التي أهلكت الثروة الحيوانية البريطانية في بداية عام 2001م، فبعد أيام قليلة على تشخيص الأطباء البيطريين 27 إصابة بين خنازير إحدى المسالخ الريفية، فرضت الحكومة حظرًا على كافة عمليات نقل الحيوانات، لكن هذا الإجراء لم يَحُل دون انتشار المرض خارج بريطانيا، فسَرعان ما انتشر الوباء في القارة الأوروبية، ولم يجد البريطانيون مناصًا من القيام بحملة واسعة النطاق للقضاء على الخنازير المصابة، ذهب ضحيتها 3.75 مليون من حيوانات المزرعة، وألحق أضرارًا بالغة بسُبل معيشة آلاف المزارعين وبالاقتصاد الريفي، وبقطاع السياحة[31]، يُذكر أن مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997 في جزيرة تايوان برُمتها في أقل من شهرين، وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة، وأسفر عن *** 3.8 مليون خنزير[32]، ومن المعروف علميًّا أن المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان[33]،[34]. 6- فيروس مرض الكلب (Rabies virus): هذا الفيروس يصيب الحيوانات آكلة اللحوم، وينتقل منها بواسطة العض إلى الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الإنسان، والخنزير من الحيوانات المفترسة التي تأكل الجِرذان والجِيَف؛ لذا فهو عُرضة لهذا المرض، والناس الذين يربون الخنازير أو يأكلون لحومها ومنتجاتها أيضًا، مُعرَّضون للإصابة بداء الكلب[35]، [36]. يتبع |
العلامات المرجعية |
|
|