القرآن الكريم

[ابو وليد البحيرى]

القرآن الكريم











محمد حسن نور الدين إسماعيل






هو كلامُ اللهِ تَعالَى المُعْجِز بِلَفْظِه ومَعْناه، وَصِفَة مِن صِفاته العُلَى، فهو ليس بمَخْلُوق؛ لأنَّ صِفاتِ اللهِ تعالى غير مَخْلُوقَة، تَكَلَّمَ اللهَ تعالى به بلا كيفية نعلمها قَوْلًا بالصَوْتِ والحُرُوف، باللفْظ والمَعْنَى، وأنزلَه على عبدِه ورسولِه مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِب، وَحْيًا بواسطة أمِينِ الوَحْىِ جِبْرِيلَ عليه السلام، المَكْتُوب بَيْنَ دَفَّتَي المُصْحَف، المَنْقُول إلينا بالتَّواتُر، المَبْدُوء بِسُورَة الفاتِحَة، المُخْتَتَم بِسُورَةِ النَّاس، الذي تَعَهَّد اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِحِفْظِه مِن التَّحْرِيف والتَّبْدِيل، المُهَيْمِن عَلَى جميع الكُتُب، والإيمان بكل ما جاء به واجِب، وأنْزَلَه اللهُ تعالى لِتَدَبُّرِه والعَمَلِ بما فيه، والتَّعَبُّد بتلاوته، فيه الهُدَى والرَّحْمَة والشِّفاء، وعَجَزَ الخَلْقُ جَميعًا عَنِ الإتْيانِ بِمِثْلِ أَقْصَر سُورَة مِنه، والاشْتِغال بِه مِن أفْضَل العِبادات، فالقُرْآنُ الكَرِيم كلام اللهِ تَعَاَلى وليس كُلّ كلام اللهِ تعالى قُرْآنًا.





وَرَدَ بالمُصْحَف الكُوفِي الذي نَتْبَعُه والذي كُتِبَ وضُبِطَ عَلَى ما يُوافِق رواية حَفْص بن سُلَيْمان بن المُغِيرَة الأَسدي الكُوفِي ما يصل إلى 77865 كَلِمَة وَرَدَتْ في 6236آية في 114سورة، ونزل القرآن الكريم متضمنًا موضوعات كثيرة ومتعددة، تُبين للإنسان النهج الصحيح الذي يجب اتباعه عند مزاولته لأعماله، مع معالجة سليمة للمشكلات التي قد تعترضه في حياته اليومية، وعندما تختلف الآراء في أمر من الأمور التي نعيشها، يجب الرجوع إلى القرآن الكريم، لِمَعْرِفَة ما يجب اتِّباعه إزاء هذا الأمر[1].





لَفْظ السُّوُرَة مُشْتَق؛ إمَّا مِن سُور البَلَد، أو لارْتِفاعها وعُلُوّ شأنِها، أو مِن سُور الشَّراب، وهي البَقِيَّة؛ إذ هي بَقِيَّة مِن كِتاب اللهِ تعالى؛ أي: قِطْعَة منه، وكونها مُشْتَقة مِنَ الرِّفْعَة وعلو الشأن أَوْلَى، ويشهد لذلك قول الشاعر:

أَلَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أَعْطاكَ سُوُرَةً

تَرَى كُلَّ مَلِكٍ دُونَها يَتَذَبْذَبُ

والسورة من القرآن: قطعة من كتاب الله تشتمل على ثلاث آيات فأكثر، وأطولها سورة البقرة (286) آية وأقصرها سورة الكوثر (3) آيات، والآية لُغَةً: العَلامَة وتجمع على: آيات، وآي.





وفي القرآن الكريم جملة من كلام الله تعالى تحمل الهدى للناس بدلالتها على وجود الله تعالى وقُدْرَته وعلمه، وعلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، ويسن لكل من يريد قراءة شيئًا من القرآن أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ، أَعُوُذ: أسْتَجير وأَتَحَصَّن.





بالله: بِرَبِّ كُل شيء والقادِر على كل شيء والعليم بكل شيء وإلَه الأولين والآخِرين.





الشَّيْطان: إبْليس لَعَنَه اللهَ الرَّجِيم: المَرْجُوم المُبْعَد المَطْرُود مِن كل رَحْمَة وخَيْر[2].






[1] الدليل المفهرس لألفاظ القرآن الكريم؛ د/ حسين محمد فهمي الشافعي.




[2] أيسر التفاسير؛ الشيخ / أبو بكر جابر الجزائري ج 1 ص 11.