استثمار الأمثال المعروفة في الإعلام

[ابو وليد البحيرى]

استثمار الأمثال المعروفة في الإعلام


د. نزار نبيل أبو منشار

الأمثال الشعبية المشهورة وإن كانت قصيرة المبنى إلا أنها كبيرة وفعالة الأثر والمعنى، فطبقات وشرائح المجتمع الأمية منها والمثقفة على استعداد تام لفهم معنى المثل الذي يتردد بشكل عفوي على ألسنتهم أصلاً.

وإن أنت أحسنت إدراج المثل العربي أو حتى الغربي في موقعه المناسب في حديثك، فإنه سيترك من الأثر في عقل السامع ما يجعله منسجماً معك، متماشياً مع ما تطرحه، أكثر من تماشيه مع شرح سياسي واستفاضة في المصطلحات التي قد يفهمها هذا ولا يستوعب مدلولها ذاك.

دعوني أضرب لذلك مثلاً.. أنا أريد أن أطرح في خطاب جماهيري حاشد قضية فكرية معينة، والناس أمامي منهم الصغير والكبير، والمثقف والجاهل، فما هو أفضل أسلوب للوصول لهؤلاء؟
الأسلوب ببساطة أن أطرح ما أريده هنا بشكل سلس وميسور وواضح، وأن أبين الرؤية والدافع، ثم أذكر نقطة من نقاط القوة أو أكثر.

فأنا أريد أن أوصل للناس فكرة أن تكرار الثقة بالعدو ووعوده لا طائل تحتها، ولا خير فيها، ولن تبعث الأمل إلا في نفوس المهزومين، وهنا يكفيني أن أشير إلى ما تقدم ذكره، ثم أقول للملأ: قال تعالى: ﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً ﴾ [النساء: 53]، وصدق المثل العربي: "اللي بيجرب المجرّب عقله مخرّب".. وكفى.