|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صفحات مزرية من تاريخ اليهود
أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد صفحات مزرية من تاريخ اليهود "لا يوجد شعب فلسطيني ... وكأننا نحن الذين جئنا لإخراجه من دياره والاستيلاء على بلده . فهم (الفلسطينيون) لا وجود لهم.."؛ رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة جولدا مائير في تصريح لصحيفة الصنداي تايمز اللندنية بتاريخ 15/5/1969. "كانت حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حالة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار … ومن البدء حتى النهاية لم تكن مملكتهم سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسوريا وأشور وفينيقيا، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم" . المؤرخ هـ.ج ولز في كتابه "موجز التاريخ" تقديم: تطور الجدل وتعددت مظاهر الصراع التاريخي والعقائدي بين المسلمين واليهود حول أحقية كل من الطرفين في امتلاك البقعة المقدسة التي يجثم عليها المسجد الأقصى المبارك منذ حوالي أربعة آلاف عام حيث بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد بنائه للمسجد الحرام في مكة المكرمة بأربعين سنة. في إطار هذا الجدل، يثير اليهود الشكوك حول المسجد الأقصى المبارك وما حوله، وأنه بني فوق أرض يهودية وعلى أنقاض الهيكل المقدس الذي كان يشكل رمزاً للهوية اليهودية ومعلماً دينياً ووطنياً لهم في زمن من العصور الغابرة . وقد جند اليهود ومن أجل تأكيد هذه الشكوك، الكثير من الطاقات والمقدرات والإمكانات البشرية والمادية، لتصبح بعدئذٍ حقائق دينية أكيدة لدى جمهور كبير من اليهود الذين صبغت عقولهم بعنصرية دينية مارقة، وجبلت أذهانهم على حب الانتقام من الآخر، واستغلال كل فرصة وامتطاء أية وسيلة مهما كانت من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو تدمير الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، مستمدين عزيمتهم وإصرارهم من وحي عبارات تلمودية وتوراتية صاغها كبار حاخاماتهم وزعاماتهم الدينية، وغيروا وبدلوا فيها عبر كل عصر، حتى قيل أن التوراة دخلها أكثر من ثلاثمائة تحريف. تم صياغة الفكر اليهودي المشوه في صحائفهم المزورة إلى حقائق مادية على أرض الواقع، تتمثل بمجموعات كبيرة من الشبان العنصريين الذين غرسوا وتربوا وترعرعوا على فكرة واحدة، وهي "بناء الهيكل لخلاص (إسرائيل)"، فكان هؤلاء الشبان هم الحصان الذي امتطى عليه كبار الحاخامات من أجل تغيير معالم المنطقة المقدسة تمهيداً للحدث الكبير، سواء كان ذلك بوساطة الحفر لتقويض أركان المسجد الأقصى، أو بالاعتداء الوحشي والمتكرر على المصلين المسلمين الذين يؤكدون على قدسية وإسلامية هذا المكان خمس مرات في اليوم الواحد. وعلى الطرف الآخر، يقف المسلمون من أهل القدس وفلسطين، ينظرون ويتابعون بعين الريبة والخوف كل ما يجرى وهم يقدمون الروح والدم من أجل الإبقاء على المسجد الأقصى رمزاً دينياً ربط - وما زال- بين المسجــد الحـرام والسمـاء، وليس بمقدورهــم إلا الهتـــاف بالحنجـرة ( أقصانا لا هيكلهم.. أقصانا لا هيكلهم ). فلسطين أرض عربية: يرجح المؤرخون أن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيون، وهي القبائل العربية السامية التي نزحت من الجزيرة العربية (الساحل الغربي للخليج العربي)، وتمركزت في فلسطين، فدعيت هذه الأرض باسم (أرض كنعان)، ليكون بذلك أول اسم تحمله فلسطين . وبقيت للكنعانيين السيادة ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة، أي من 2500 ق.م إلى نحو 1000 ق.م، حين تمكن اليهود من إعلان مملكتهم. ولعل فلسطين أقدم بقاع الأرض التي عرفت التوحيد، عندما هاجر إليها سيدنا إبراهيم (عليه السلام ) قادما من العراق في نحو عام 1805 ق.م، ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط وغيرهم ليعمل على نشر دعوته، وهي الدعوة الحنفية السمحة، كما جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} (آل عمران: 67). ويذهب المؤرخون إلى أن اليهود كانوا أدنى حضارة ورقياً من الكنعانيين وأنهم اقتبسوا من هؤلاء الكثير من حضارتهم وثقافتهم وآدابهم وطقوسهم، وأن ما شيد في عهد اليهود من قصور وهياكل إنما تم بمساعدة الفينيقيين. ويبقى التأكيد، على أن اليهود الحاليين ليسوا عنصراً متجانساً، وبالتالي فإن الحنين الصهيوني إلى فلسطين وحق اليهود في العودة إلى صهيون (القدس) - كما سيظهر معنا لاحقاً- إنما هو خرافة ووهم، فضلاً عن أن عرب فلسطين هم السكان الشرعيين للبلاد منذ أقدم الأزمان، قبل ظهور اليهود فيها وبعد رحيلهم عنها بإذن الله. القدس التسمية والتاريخ: مع بداية تبلور معالم الحركة الصهيونية، قام اليهود باختلاس أسماء القدس العربية القديمة وصياغتها للتاريخ وترويجها على أنها أسماء عبرية خالصة، والهدف من وراء ذلك تزوير حقائق تاريخية أكيدة لصالح الفكرة الصهيونية من أجل غرس مفهوم يهودية القدس في الذهنية العالمية بشكل عام والذهنية العربية بشكل خاص، وقد نجحوا إلى حد ما، حيث تجنب الكثير من المؤرخين والمفكرين ورجال السياسة استخدام أسماء القدس القديمة معتقدين أنها أسماء يهودية تقتضي الضرورة الوطنية تجنبها.. ومن أسماء المدينة المقدسة: يبوس: وهو الاسم الذي أطلقه على القدس بُناتها الأوائل وهم العرب اليبوسيين، من بطون الكنعانيين، وكان ذلك نحو (5000) ق.م . أوروشالم: نسبة إلى الإله "شالم"، أي إله السلام لدى الكنعانيين. أورشليم وأورسالم: ذكرت في لوحات تل العمارنة الأثرية والتي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهذه الفترة تسبق العبريين، وتسبق عهد الملك سليمان بحوالي خمسمائة عام . أورسليمو: ذكرت في النقوش الأشورية الأثرية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد. هيروسوليما أو سوليما: ذكرت في النقوش اليونانية من عهد الاسكندر، أي في القرن الرابع قبل الميلاد. يروشولايام ومن ثم تحريفها إلى أورشليم: هي التسمية العبرية للقدس وأصل المعنى بالسامية "مدينة السلام". إيليا كابيتولينا: وهو الاسم الذي عرفت به القدس في العهد الروماني حيث أطلقه عليها الإمبراطور إيليوس هدريان الذي منع اليهود من دخولها نهائياً في عهده في القرن الثاني للميلاد. قديتس: وهو الاسم المحرف في اليونانية عن النطق الآرامي "قديشتا". كما وهناك أسماء أخرى للقدس عربية وعبرية ولاتينية وإسلامية، آخرها القدس أو بيت المقدس وهو الاسم الذي عرفت به هذه المدينة في صدر الدعوة الإسلامية وبعد الفتح الإسلامي لها على يد الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) عام 15هـ/ 636م. المسجد الأقصى قبل الإسلام: المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي للمعبد العتيق في أرض فلسطين، فهو مسجد قديم قدم عهود الأنبياء من عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، إلى محمد(صلى الله عليه وسلم) . إذ هو ثاني مسجد بناه سيدنا إبراهيم(عليه السلام) بعد المسجد الحرام، ففي حديث أبي ذر الغفاري(رضي الله عنه) قال: "قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام . قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة". والمسجد الأقصى عند العلماء والمؤرخين أشمل من مجرد البناء الموجود الآن بهذا الاسم، إذ كل ما هو داخل السور الكبير ذي الأبواب، يعتبر مسجداً بالمعنى الشرعي، وفي إطاره يدخل مسجد قبة الصخرة المشرفة ذو القبة الذهبية المنصوبة على المبنى المثمن . وللصخرة تاريخ عريق، ذلك أنها أول من صلى عندها سيدنا آدم(عليه السلام)، وعندها اتخذ سيدنا إبراهيم(عليه السلام) معبداً وم***اً، وعليها أقام سيدنا يعقوب(عليه السلام) مسجده بعد أن رأى عموداً من النور فوقها، حيث جدد بناء معبد سيدنا إبراهيم(عليه السلام) على مكان الصخرة نفسها بعد أن هرم، وهي التي نصب يوشع بن نون(عليه السلام) عندها قبة الزمان، أو خيمة الاجتماع التي صنعها موسى(عليه السلام) في التيه ليتلقى فيها الوحي، وهي التي بنى داود(عليه السلام) عندها محرابه، وشيد سليمان عندها المعبد العظيم المنسوب إليه، والذي أقامه لعبادة الله وتوحيده، تلك الصخرة التي عرج من فوقها النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج . وهذا وحده فقط، يدلل على أن القدس كانت بيتاً للأنبياء ومأوى لهم في كل الأزمان والعصور، وليس من قبيل المنطق، أن تنتقل وراثة من أيدي الأنبياء إلى أيدي ***تهم من اليهود. يهمنا هنا، دراسة المكان المقدس في عهدي سيدنا داود وابنه سليمان (عليهما السلام)، وما بعدهما. فقد فتح داوود مدينة القدس عام (977) ق.م، فنقل إليها التابوت الذي كان يحوي بقية آثار موسى وهارون عليهما السلام، وأعد داود(عليه السلام) بالمدينة المقدسة مساحة منبسطة فسيحة ليشيد عليها المعبد المقدس (المسجد الأقصى)، وجهز المواد اللازمة للبناء، ولكنه أحس أن أجله لم يمهله حتى يكمل البناء، فعهد بذلك إلى ابنه سليمان(عليه السلام). أما سليمان(عليه السلام) الذي ولد في القدس ونشأ بها، فقد تولى العرش بعد أبيه (963-923) ق.م، ثم شرع ببناء المعبد المقدس على هيئة ضخمة فخمة تليق بمكانة نبي أوتي ما لم يؤت أحد من العالمين، ووهب ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده. وتفيد إحدى الروايات التاريخية أن بناء هذا المسجد (المعبد) استغرق سبع سنين، عمل فيه ثلاثون ألفاً من العمال الذين كانوا ينقلون خشب الأرز من لبنان عبر البحر إلى شاطئ يافي (يافا)، وتم بمساعدة الملك الفينيقي (حيرام) ملك صور، وبهذا فقد كان المهندسون والبناءون المهرة من صور، وكان الإشراف على البناء فينيقياً، وجل العمال الثلاثون ألفاً كان من الكنعانيين، وداخل المسجد كان التصميم وكانت النقوش كنعانية . ولفخامة الهيئة التي بنى عليها سليمان المسجد الأقصى هذا – المعروف في تاريخ بني إسرائيل بالهيكل– نسب هذا المعبد إليه، كما قال ابن تيمية (رحمه الله): "المسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم(عليه السلام)، لكن سليمان(عليه السلام) بناه بناءً عظيماً". وكما روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص(رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): " إن سليمان لما بنى بيت المقدس، سأل ربه عز وجل خلالاً ثلاثاً فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة. سأله حكماً يصادف حكمه، فأعطاه الله إياه، وسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون الله قد أعطانا إياها". وهذا الحديث الشريف – الذي رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وغيرهم– لا يدع مجالاً للشك بأن هذا المكان هو مسجد أقيم لعبادة الله وحده واسمه المسجد الأقصى، والمؤمنون بالله وبشريعة الوحدانية والديانة الخاتمة المحفوظة غير المحرفة أو المزورة هم الأحق به وبملكيته. وللموضوع تتمة |
العلامات المرجعية |
|
|