اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-06-2015, 02:18 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي المجالس والرحالة في رمضان

المجالس والرحالة في رمضان


محمد رجب السامرائي


المبحث الأول:
تطَوَّرت الأعياد في الحضارة العربية والإسلامية خلال القرون الهجرية الماضية؛ لأن من سُنة الحياة والمظاهر الاجتماعيَّة في حياة الناس - التجديد والتغيير حَسَبَ التطور الذي يَشْمَل مناحِيَ الحياة المختلفة.

وعلى هذا الأساس قد خَضَعَ شهر رمضان والعيدان (الفطر والأضحى) إلى تبدُّل مظاهر الاحتفاء والاحتفال بهما في ديار الإسلام، وسنَتَحَدَّث في هذا المبحث بلمْحَة يسيرة عن مظاهر شهر رمضان الفضيل في الحضارة الإسلامية، ثم نعَرِّج إلى عَلَمَين من أعلام الجغرافيين العرب، هما الجغرافيَّان الرحَّالان: ابن جبير، وابن بطوطة؛ لنُلقي الضوء من خلال رحلتيهما المعروفتين، على ما أفْرَدا من انطباعاتهما حول رمضان والعيد في ثنايا الرحلتين الجغرافيَّتَيْن للمدن والبلدان الإسلامية التي زاراها، ودوَّنَا تلك الانطباعات في الرحلتين.


المجالس العربية:

بقي الإنسان العربي - عبْرَ توالي الأيام - محافظًا على الإرْثِ الحضاري والعادات والتقاليد الأصيلة النابعة من أَلْقِ حضارتنا العربية، وتُعَدُّ المجالس من تلك العادات الاجتماعية التي بَقِيَت، ولم تندثر؛ وذلك على الرغم من النقْلَة الجديدة التي عصَفَت بالمجتمعات مع الثورة العلمية والعولمة، التي أرادت أن ت***ع هُويَّة الناس والإنسان العربي بالذات، وتُجرده من موروثاته المتأصلة والمستمدة من ذاكرة الآباء والأجداد.

وتعبر المجالس بصفتها العامة عن حبِّ الضيف، وتقريب الغريب عن الديار، وكانت المجالس العربية تعقد في العَراء، وتضم نُخبة من الرجال يتداولون في مسامراتهم شؤون التجارة والحياة، وكانت تَضُم الأسواقَ الأدبية التي غايتها التبادل التِّجاري أولاً، ومن ثَمَّ تناشد الأشعار؛ كما حصل في سوق عكاظ في الجزيرة، وسوق المِرْبَد بالبصرة في العراق، ولكن المجالس تلك أخذت بُعْدًا مغايرًا في ظلِّ الإسلام، وعندما بدأ المسلمون يتعلمون كتاب الله العزيز.


المجالس النبوية:

كان النبي الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم - دائمَ الصلة بالمسلمين، ووظيفتُه تبليغ الناس الرسالة؛ لهذا يكون بيته مجلسًا صغيرًا لهم، ومسجده هو مجلسه الكبير، وبين المجلسين كان - عليه الصلاة والسلام - يرافقهم ويلتقي بهم في الأسواق والمناسبات الاجتماعية، علاوة على صُحْبته لهم في أثناء الغزوات، وفي الأسفار كما حصل في حَجَّة الوداع.

ولقد أشار ابن إسحاق إلى أن المسجد النبوي قد بُنِي من حجارة منضودة، بعضها على بعض، وجُعِلَتْ عُمده من جُذُوع النخيل، وسُقِفَ بالجريد، وجعلت قبْلته من اللَّبِن، أما بيوته - عليه الصلاة والسلام - فكانت تسعة، بعضها جريد وطين وسقُفُها جريد، وبعضها من حجارة مرضومة بعضها فوق بعضها فوق بعض، ومسقَّفة بالجريد أيضًا، وقال الحسن بن أبي الحسن: كنت أدخل بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا غلام، فأنال السقفَ بيدي، وكانت حجرته - عليه الصلاة والسلام - أكْسِية من شعر مربوطة من خشب عَرْعَر، وكان بابه - صلى الله عليه وسلم - يُقرع بالأظافر، أيْ: لا حَلَقَ له، ولمَّا توفي أزواجه، خلطت البيوت والحجر بالمسجد، وذلك في زمن عبد الملك بن مروان.


واتَّسَمَت مجالس الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالبساطة والتواضع؛ فقد روى البغوي عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس)).


وهذا التواضع النبوي يجعل الأعرابي الذي يدخل مسجده حين يسأل أيُّكم محمد؟ فلم يكن النبي الكريم ليتميَّز من أصحابه بمقعد، أو ملبس معيَّن، أو زيٍّ، بل كان - عليه الصلاة والسلام - واحدًا منهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلتقي في البداية بأصحابه في مجْلِس خاصٍّ بمكة يعرف بدار الأَرْقم يعلمهم الكتاب والحكمة، ولما ازداد عدد المؤمنين به وبدعوته صار يلتقي بهم في ساحة المسجد، وفي كل مكان ومناسبة، ويتميَّز مجلسه بالجدِّ وقت الجد، فكان المجلس النبوي عند نزول القرآن المعجز خاشِعًا جادًّا، فروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه كان إذا أُنْزل عليه الوَحْي كرب لذلك، وتَرَبَّدَ وجْهُه، فلما أتلي عنه، أيْ: سُرِّي عنه وكشف، رفع رأسه، وكان رسول الله لا يسرد الحديث في مجلسه كسردنا، فهو أبعد الناس عن التطويل والإطناب الممل، تقول السيدة عائشةُ أمُّ المؤمنين - رضي الله عنه -ا -: "كان يُحدِّث حديثًا لو عدَّه العادُّ لأحصاه"، ومن ملامح المجلس الشريف أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يسْقي ضيفَه أولاً، ثم يشرب بعده، وكان يتخول أصحابه بالموعظة؛ لأن القلوب قد يصيبها الكلَلُ والملل والسآمة من كثرة المواعظ؛ فتَفْقِدُ المواعظُ قيمتَها.
يتبع



رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:51 AM.