|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
كثيرا ما أتعرض لسؤال مُحزن من طلابى طلاب المرحلة الثانوية ، وخاصة من ينتوون الالتحاق بالكليات العملية : ما الفائدة التى ستعود علينا من دراسة الأدب والنحو والنصوص ؟
وما دفع هؤلاء الطلاب إلى إلقاء ذلك السؤال هو شعورهم بعدم جدوى دراسة تلك الفروع ، وذلك الشعور هو نتيجة منطقية لعاملين : العامل الأول - تقصير واضح من المعلمين ، حيث لا يقوم المعلم بربط المادة العلمية بحياة الطالب .. فالطالب يكره الإعراب لأنه لا يدرك القاعدة الرئيسة فيه : " الإعراب فرع المعنى وليس فرع القاعدة " .. وهو لا يشعر بالفائدة العائدة عليه من دراسة الكلاسيكية ، رغم أهميتها فى تعميق الاهتمام بالتراث وبالتالى تشكيل الهوية .. أو الرومانسية ، رغم أهميتها فى التأكيد على قدرة الإنسان على التأثير فى الطبيعة من حوله .. أو الواقعية ، رغم دورها فى التعبير عن مشاكل الواقع ومتناقضاته .. وتقصير المعلمين واضح بشكل أكثر فى المواد العلمية ( كالعلوم فى المرحلة الأساسية ) .. أتذكر منذ عشر سنوات ، وأثناء عملى بإحدى المدارس الابتدائية ، أن أحد الطلاب جاءنى وسألنى : مدرس العلوم حفّظنا معلومة ، وهى أن الأرض تدور حول نفسها وتدور حول الشمس ، وأنا لا أشعر بذلك ، وإنما أشعر بثبات الأرض وأن الشمس هى ما تدور حولنا ، فأجبته بمثال بسيط : افترض أنك جالس فى قطار متحرك وتنظر من النافذة .. فماذا ترى ؟ قال : أرى البيوت والأشجار تتحرك من حولى ؟ ... ثم سكت قليلا ولمعت عيناه وابتسم فى سعادة لأنه فقط فهم .. العامل الثانى : أن الطالب تنقطع صلته بفروع اللغة العربية خاصة أو بالمواد الثقافية أو العلوم الإنسانية بصفة عامة بمجرد دخوله الكليات العملية كالطب أو الهندسة .. وبالتالى فهو يتساءل تساؤلا منطقيا : لِمَ قضيت الأعوام فى دراسة تلك الفروع والعلوم ؟ وما الفائدة التى ستعود على من دراستها فى كليتى العملية ؟ إذا يبدو وكأن هناك تواطؤا غير مقصود من الوزارتين [ التربية والتعليم - التعليم العالى ] على تهميش علوم العربية ... أنتظر آراءكم .. |
العلامات المرجعية |
|
|