|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
من ربى ولده وهو يرغب ويضع نصب عينيه الحصول على نتائج سريعة ...سيحصل على نتائج سريعة خصوصا لو استخدم وسائل الضغط من ضرب وصراخ ومراقبة صارمة مستمرة! لكن صدقا إذا كان هذا هو السمت العام أو الغالب في التربية فما أن تغفلي عنه لحظة عنه فإنه سيحاول تجربة غير ما مارسه تحت الضغط! قد يعود إلى الرشد وقد لا يعود.... الله أعلم وهو لطيف بعباد فالطفل المهذب ليس هو الطفل الذي يجلس في هدوء حين تكوني ماثلة أمامه خوفا من صيحة أو ضربة؛ والطفل النظيف ليس الذي ينظف أغراضه قبل ما تأتي مباشرة مخافة العصا والصرخة القوية؛ لكنه الطفل الذي يراقب الله وينتهي عما ينبغي الانتهاء عنه ويفعل ما ينبغي فعله لأن الله يراه ويسمعه؛ هو الطفل الذي يجتهد في فعل أكثر الصواب الذي يعرفه لأنه على قناعة تامة أنه الصواب، حتى لو تأخر في التنفيذ؛ وليس هو الطفل المرتعش دائما من عقوبة عاجلة أو ضغوط عاطفية عابرة من الوالدين! إذن نعود للسؤال: كيف أربي طفلي بحيث يكون الخير نابعا منه ويراقب الله في أفعاله؟ لابد من فهم أن المثالية بدون منطق مثالية مذمومة وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن لكن أيضا لابد ان نفهم أن دور المربي تربوي وليس الردع فقط؛ نعم هناك ردع وشدة أحيانا لكن الأصل أن الدور الذي ينبغي ان يقوم به هو غرس المراقبة والديانة في المتربي. من أهم ما ينبغي معرفته أيضا؛ أن النتائج ليست بيدك؛ بل هي إلى الله؛ وأن عليك السعي لله طاعة له واستعانة به وعبادة له سبحانه. قبل وأثناء وبعد الأخذ بالأسباب: استعيني بالله وتجردي من حولك وقوتك وتضرعي إلى الله وأنت على يقين أنك على طاعة ببذلك هذا؛ وأن النتائج بيد الرحمن وليس عليك إلا السعي حبا في الله رغبة فيما عنده وخشية له سبحانه.
- أنا مش هنفعك ولا انت هتنفعني لمجرد أننا أقارب النبي قال: «يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»(رواه البخاري ومسلم). - سيدنا نوح قال لابنه يابني اركب معنا ومقدرش يعمل أكثر من كدة - سيدنا إبراهيم دعا أباه وأبوه طرده مقدرش يعمي حاجة أكثر من كدة - كل واحد لازم ينفع نفسه وينفع غيره ويبذل جهده - يوم القيامة كل واحد هيقول نفسي نفسي - نفسي كلنا ندخل الجنة سوا يارب ازقنا - كرري العبارات دي كثير وغيرها وأشباهها وبيني دائما لأولادك أن هذا نابع منهم هم وأنك تفعلي كل هذا امتثالا لرغبتهم هم في التقرب إلى الله ..فلو قال لك أحدهم فإني لا أريد ...ففكري أولا قبل الحوار معه واقناعه ...هل وفرت له وقتا ممتعا أثناء التقرب إلى الله أم وقتا مضغوطا مكروها؟!
تجاهلي هذا وكرري تأكيدك على ان ذلك محبة... اضحكي أحيانا وقولي له: لما تكبر هتعرف أن ده عشان بحبك احرصي على إغلاق باب الاستغلال العاطفي ...وبداية : انت بحاجة لعدم استغلال عاطفته مثلا: لو بتحبني افعل كذا (في مسائل يفترض أنها لا علاقة لها بالحب والكره!). قد تستخدم هذه الكلمات من باب: لو بتحبني وعاوز ربنا يرفع درجتي كن ولدا صالحا! او صل لكي أحصل على حسنات لأني علمتك أو احفظ القرآن لأرتدي تاج الكرامة وملابس طيبة يوم القيامة؛ لكن لا تجعليها هي المعيار الأصلي والوحيد ولا تسمحي له أن يعاقبك "بحرمانك" من هذا الفضل. بيني له أنك محاسبة على عملك وانه هو محاسب على عمله وأنك تعلميه ذلك لكي يأخذ هو حسنات..لأنه لو نوى بالطاعات مع كونها لله وحده أن يبر والديه فهو أجر على أجر ...فسيحرم هو من أجر البر وأجر الصلاة والقرآن إذا تركها لمعاقبتك! إذن هذه الكلمات وتعلق فعله بحبك وكرهه لابد أن تكون في إطار أنه يبر والديه أي يطيع الله عز وجل...وليس في إطار الاستغلال العاطفي والضغط على ولدك ليفعل.
كذلك لا تضغطي في أمر ليس عندك به قناعة؛ حاولي الاتفاق مع الزوج لاختيار السلوكيات التي ينبغي الضغط عليها. كذلك ليس من العقل ان تطالبي بنتائج سريعة في خصلة تحتاج وقتا طويلا لتعديلها؛ فطفل يكره المذاكرة لن يحصل على درجات نهائية في مدة قصيرة إلا لو ضغطتيه بطريقة صارمة تبغض إليه المذاكرة على المدى البعيد! فكوني واقعية وانظري ما هي السلوكيات التي يمكن تعديلها في وقت قصير؟؟ مثلا: إلقاء الورق على الأرض - ترتيب الحذاء والملابس بعد العودة من المدرسة - غسل القدمين بالصابون بعد العودة من الخارج..الخ اربطي ذلك بالبر وبحب الله قدر استطاعتك. وتذكري! العالم الرباني هو الذي يربي الناس على صغار العلم قبل كباره؛ وأنت كذلك عليك أن تغرسي السلوكيات الصغيرة السهلة كوسيلة لغرس السلوكيات الصعبة؛ فابدأي بالأمور البسيطة حتى إذا وصلتي إلى المسائل الكبار؛ كان لدى الطفل أساس متين يمكنك أن تبني عليه بإذن الله
اعلمي أن هذا يفقدك نقاطا في علاقتك بولدك؛ وفي نفس الوقت اعلمي أنه يمكن معالجته بإذن الله وبالاستعانة به أولا. - انتظري حتى تهدأي وحاوري طفلك بهدوء؛ وإذا كان الأمر يحتاج لاعتذار فافعلي بلا حرج؛ وحاولي أن تتفقي معه على وسائل تمنع وقوع هذه العقوبات الانفعالية مثلا: إذا رأيتني غاضبة فلا تصر على محاورتي بل اتركني لأهدأ؛ فإذا لم يلتزم بالاتفاق فاختاري عقوبة ملائمة لك؛ وإذا فعل فحييه على فعله بقوة؛ هذا التفاهم الثنائي بينكم سيعينك على تخفيف الضعط كثيرا وتحسين علاقتك بأولادك.
إذا كان طموحك تحفيظ أولادك القرآن...فإذا ضغطتهم لحفظ 10 صفحات؛ ستسوء العلاقة ويحصل شد وغضب وضغوط وتصلي لمرحلة تتيقني فيها أنك لو مت الآن لن يحفظ ولدك ولا آية؛ فاعلمي أن إنجازك صفحة واحدة بغير هذه السلبيات أفضل من إنجازك لل 10 مع السلبيات! وإنجازك ل10 صفحات بغير حفظ متين مع علمك أن الحفظ تراكمي وبهذا تتمكني من قضاء وقت ممتع أثناء الحفظ أهم من إنجازك ل 10 مع حفظ متين وسلبيات! ولابد عند وضع جدولك أن تتركي مساحات من الحلم لاستغلالها في استثارة نواياهم ورغباتهم ومساحات للحوار ومساحات للمفاجآت ...اهدأي فالضغط لا يساعد على الإنجاز في الغالب. فرتبي أولوياتك وتنازلي عن الثانويات أحيانا كثيرة؛ وقرري مميزاتك ومعطيات ظروفك وأولادك وابني عليها خطتك واهم شيء حققي إنجاز واسعدي به.
صورة المكافآت العفوية: فعل شيئا طيبا من نفسه - انبهرت - أعطيت من نفسك دون طلب ولا اتفاق! والمكافآت المعنوية أحسن وأرسخ وأقرب للغرس على المدى البعيد هذا ما تيسر كتابته وما تركته مخافة السآمة كثير، والله الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|