الصيام خضوع وخشوع لأولادنا

[طبيب عالمى قادم]

الصوم جوع ومشقة وتأديب للنفس وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي عن الصوم "حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع".. فكيف تستقبلي عزيزتي حواء شهر الصيام وتنعمي به مع أفراد أسرتك.
تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية: لقد فضل الله سبحانه وتعالي بعض الأمكنة علي بعض وبعض الأزمنة علي بعض فقد اختص سبحانه وتعالي شهر رمضان بالتفضيل والتعظيم فقد أنزل فيه القرآن. وقد أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن شهر رمضان هو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين وفيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر.
وصيام الشهر الكريم يوصل إلي رحمته تعالي ومغفرته وبشرنا ان للصائمين لهم باب مخصوص في الجنة يدخلون منه تميزاً وتفضيلاً عن غيرهم ولهذا عليك ايتها الأم المسلمة ان تزرعي ذلك في نفوس أطفالك لأن الصوم زكاة عن النفس. وقد ذكر الإمام الغزالي معنين لاهمية وقدسية رمضان أولهما ان الصوم كف وترك وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد وجميع أعمال الطاعات بمشهد من الخلق ومرأي من أعينهم والصوم لا يراه الا الله عز وجل وثانيها أن الصوم قهر للشيطان وهذا ما يجب ان نعليمه لاطفالك في الصغر حتي يصبحوا مؤمنين صالحين يصلح بهم حال الدنيا. بالاضافة إلي تعليم أطفالك الرحمة علي الجائعين.. فقد سئل سيدنا يوسف عليه السلام لماذا تكثر من الصيام وأنت الأمين علي خزائن الأرض فأجاب: "أخاف إذا شبعت ان أنسي جوع الجائعين" فالصيام ظاهره العذاب وباطنه الرحمة يستتير الشفقة ويحض علي الصدقة يكسر الكبر ويعلم الصبر ويوصل البر حتي إذا جاع من ألف الشبع وحرم المترف من أسباب المتع عرف الحرمان كيف يقع والجوع كيف ألمه إذا وقع.. فهل هناك مثل وأسس أفضل من ذلك لكي نعلمها لأولادنا. وتشير د. آمنة نصير إلي ان رحمة الله سبحانه وتعالي لعباده قد أعطي رخص في رمضان للافطار مثل العجائز اللذين لا يستطيعان الصوم سواء رجلاً أو امرأة وكذلك المريض مرض مزمن لا يرجي شفاؤه أباحت الشريعة لهؤلاء ان يفطروا وأن يطعموا عن كل يوم مسكيناً دون الالتزام بقضاء الصيام لأن اعذارهم لا تزول بعد رمضان ولذلك يلزمون بالفدية لا القضاء لقوله سبحانه وتعالي "وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين".
أما المرأة الحامل والمرضع في حالة خوفها من الضرر علي نفسها وولدها معا أو خوفها علي احدهما عليها الفدية ولا قضاء عليها وهذا رأياً بن عمرو بن عباس رضي الله عنهما ويري الأئمة الأربعة أنه يجوز لها الافطار وعليها قضاء الصيام عند القدرة علي ذلك. أما الحائض والنفساء فيجب عليهما الافطار وعليهما القضاء بعد زوال العرض.

[الأستاذه]

موضوع جميل
جزاك الله خيرا