|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طفل ولكن .... من فلسطين ( قصة مؤثرة ورائعة) ... في ظلام الليل البهيم وسكونه الأليم ..نهضت من الفراش لعلّي أشرب جرعات من الماء البارد العذب .. فلم أذقه منذ أيام عديدة .. سمعت صوتاً ضئيلا ًولكن لم أبالي فهذه الأصوات أوشكت أن تكون يومية ، فقد تعودت عليها مُذ مجيئنا لهذا المخيم .. خطوت خطوات متعثرة .. فهذه حقيبتي وهذا سراج جارتنا أم هيثم .. الكل نائم .. وظلام الليل عاتم .. فلم أستطع أن أرى شيئاً .. فظللت أتخبط في هذا المخيم لعلّي أجد جرة الماء .. وبينما أنا على تلك الحال .. ازداد ذلك الصوت .. إنه أنين طفل .. ولكن هل هذا الصوت حقيقة أم أنه من نسج خيالي وتفكيري الدائم بابني وابنتي .. استمر ذلك الأنين ، فتيقنت أنني لم أكن أحلم .. أسرعت إليه ..لم استطع رؤيته من ذلك الظلام الدامس .. اقتربت منه أكثر فأكثر ..لم أعرفه .. فليس من مخيمنا ولا من المخيم المجاور .. إنه طفل في الخامسة من عمره تقريباً .. لم أشأ أن أثقل كاهله بالأسئلة .. أخذت أبحث عن مكان ألمه ..ولكنني لم أرى شيئاً .. أحسست بظمئه .. فأخذت أبحث عن جرة الماء حتى وجدتها ، فأشربته كأساً من الماء حتى ارتوى ..ثم نام على أحضاني فحملته إلى فراشي ونمت معه .. عندما استيقظت في اليوم التالي ..أخذت أبحث عنه ،إنه ليس في المخيم .. ذهبت إلى الأطفال .. سألتهم عنه ..وصفته لهم ولكن لم يعطوني إجابة .. أحسست بمدى المسئولية وعظمها .. فظللت أبحث وأبحث حتى وجدته في آخر المخيم يريد أن يخرج ، وهو يبكي ينادي أمه ..أردت أن ألحق به ولكن أخذ يصرخ : أمي .. أمي .. أريد أمي .. لا أدري لمَ انتابني شعور غريب ..أخذت عيناي تدمعان وأنا أضمه بشدة ..تذكرت ابني ..ابني أيمن ..رآني وأنا أبكي ، فتوقف عن البكاء وأخذ يمسح دموعي بدل أن أمسح دموعه .. خجلت من نفسي فتوقفت أنا الأخرى .. سألته عن اسمه ، فأجابني : سمير .. ياله من اسم جميل يا سمير .. أما أنا فاسمي ليلى .. ثم أخذت أحدثه عن أمه .. سكت برهة وهو يصارع ألماً بداخله .. ثم رد قائلاً : أمي قتلها اليهود يا خالة ليلى .. أنا لا أحبهم ... إني أحبها وأحب أختي نورا كذلك .. وأخذ يجهش بالبكاء الطويل حتى رجعنا إلى المخيم .. فهناك تعرف على الأطفال وصار يلهو معهم حتى المساء .. وعندما حلَّ موعد النوم صحبته إلى فراشه الجديد المحاذي لفراشي .. وبدأت أروي له حكايتي ومأساتي .. بدأت أحكي له عن ابني أيمن الذي يكبره بسنتين وابنتي رهف ذات الثلاث سنوات .. وكيف قتلوا أمام ناظري وعلى مرأى ومسمع مني .. هما فلذات كبدي وروحي وقلبي ..وبدأت أبكي بحرقة وأسى.. ولكن قلت في نفسي لم أعيد ذكرياتي لطفل لا يفهم مشاعري وأحاسيسي .. ولكن رأيت غير ذلك .. فذلك الطفل لم يكن طفلاً بل كان أفهم وأشد الناس علماً بالمشاعر والأحاسيس .. إنه طفل عاش المأساة الحقيقية .. عاش الظلم والهوان .. . عاشها لحظة بلحظة .. لم يتمتع كباقي الأطفال بطفولته ... ولم يشعر بطعم الحياة ، بل تجرّع كأساً مريراً من الغلطة والجفاء .. وبعد ذلك استأذنني بالرحيل .. ولكن كيف ترحل في هذا الظلام البهيم .. قال : لابد أن أرحل فأبي بانتظاري على أحر من الجمر .. فوداعاً يا خالة .. قد استأنست بصحبتك وبطيب معاملتك .. حينها استيقظت من نومي على أمل أن ألقاه ثانية .. لأنني أحبه ..أحبه جداً جداً .. هذا حال اطفالنا في فلسطين قراتها اثناء تصفحي باحدى المنتديات
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|