|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
(الحلقة الأولى) الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فأبدع صنعه وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولفسدت السماوات والأرض أمر ألا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم إن كان لا يدعوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم مالي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم أني مسلم وأصلي وأسلم على حبيبنا وقائدنا وقدوتنا وإمامنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. يا مصطفى ولأنت ساكن مهجتي.... روحي فداك وكل ما ملكت يدي إني وهبت لنصر دينك همتي .....وسعادتي ألا بغيرك أقتدي لك معجزات ظاهرات جمة .... وأجلها القرآن خير مؤيد ما حرفت أو غيرت آياته .... شلت يد الجاني وتاه المعتدي وأنا المحب ومهجتي لا تنثني .... عن وجدها وغرامها بمحمد قد لامني فيه الكفور ولو درى ..... بنعيم إيماني لكان مؤيد يا رب صلِ على الحبيب محمد .... واجعله شافعنا بفضلك في غد ثم أما بعد... فإن موضوع حديثي اليوم سيدور حول عنوان هام يشغلنا جميعاً بل ويحتل المركز الأول في ترتيب الأفكار الهامة داخل رأس كل لبيب راشد يريد أن يحيا حياة كريمة ألا وهي (كيف أخطط لمستقبلي) إن الرؤية المستقبلية لا يرفضها الإسلام ولكنه يدعمها طالما كانت قائمة على أسس منهجية فقهية وأرجو أن تتسع الصدور لذلك الموضوع حتى نصل إلى الفائدة بإذن الله وسأحاول تبسيط اللغة قدر المستطاع وإني لأعلم أن هذا الموضوع لا يمكن إنجازه في حديث واحد ولكنني سأحاول جاهداً أن أقطع فيه شوطاً كبيراً بإذن الله تعالى .. انطلاقاً من الآية الكريمة : "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" سيكون حديثنا بإذن الله تعالى وحوله ومنته .. خلقنا الله عز وجل في هذه الدنيا لهدف واحد عام (العبادة) ومن هنا سننطلق في الحلقة الأولى من سلسلة (كيف أخطط لمستقبلي) والحلقة الأولى (مفهوم العبادة) .. هناك مفهوم قاصر للعبادة يفسره بعضنا على أن العبادة هي الصلاة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك من أركان الإسلام المفروضة على كل مسلم والعبادة بمفهومها الشامل تتسع لتشمل كل أركان حياتنا والدليل على ذلك قول الله عز وجل : "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" وبهذا يتحقق المفهوم الشامل للعبادة حتى تشمل صلاتنا وحجنا ومناسكه وحياتنا ومماتنا كل حركاتنا وسكناتنا عبادة فالدين واحد لا يتجزأ وخسر من فرقوا بين الدين والدنيا يقول أمير الشعراء (شوقي) إذا الإيمان ضاع فلا أمانا... ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دين ....فقد جعل الفناء لها قرينا وفي التوحيد للهمم اتحاد.... ولن تبنوا العلا متفرقينا فلا فرق بين الدين والدنيا .. حتى ساعة الترويح عن النفس يمكن أن تكون عبادة .. بأن نستغل تلك الساعة مثلاً في التأمل في جمال وبديع صنع الخالق فنمارس عبادة التأمل أو أن نتبسم في وجه ذوينا وأقاربنا فنكون بذلك من المتصدقين والصدقة عبادة .. أو أن نمارس رياضة بنية تقوية البدن وتطبيقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" وبهذا أخوتي يتسع مفهوم العبادة ليشمل كل حياتنا حتى كلامنا عبادة إذا حكمناه بقوله تعالى : "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" فأصبح كل لفظ يخرج من الفم عبادة طالما راعينا فيه تطبيق الآية السابقة وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فلتقل خيراً أو لتصمت" فيكون حديثنا في الخير عبادة وصمتنا عن الشر عبادة وابتعادنا عن مجتمع النميمة والغيبة عبادة ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة .. الخطوة الثانية يوم المؤمن تعالوا بنا نتابع مؤمناً من أول استيقاظه وحتى نومه ولنأخذ بذلك حياة (طالب جامعي) ونتخيل سوياً أن يومه كله عبادة هيا بنا ... 1. يستيقظ (صاحبنا) من النوم مع أول خيوط الفجر فينهض نشيطاً لا متكاسلاً لأنه يخاف أن يكون من المنافقين والذين وصفهم القرآن الكريم قائلاً "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" أعاذنا الله وإياكم أن نكون منهم أولئك الذين سيحمى عليهم في الدرك الأسفل من النار وقانا الله وإياكم 2. يتوضأ كما يجب الوضوء ثم ينزل من بيته فيذهب إلى المسجد في سكينة ووقار ويصلى الفجر وسنته ثم يعود إلى بيته وهو يشاهد نور الصباح قد شق ظلام الليل فيردد أذكار الصباح (المعروفة) ثم يصعد إلى بيته ويمكن أن يمارس عبادة قبل نزوله وهي إيقاظ أهل البيت للصلاة .. ما أجملها من عبادة (الأمر بالمعروف) قال تعالى :"فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين" 3. يستقبل يومه بوجه مشرق وثغر باسم يسلم على أهله بابتسامة فيرون أثر الإيمان على وجهه فيحبون أن يكونوا مثله وما كانت العبادة يوماً تعني عبوس الوجه أو الغلظة في معاملة الآخرين .. ونبينا صلى الله عليه وسلم كان باش الوجه وفي يوم عبس فعاتبه الله عز وجل قائلاً :"عبس وتولى أن جاءه الأعمى" ثم علمه الله قائلاً : "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" 4. احرص على مشاركة أهلك الطعام ومارس آداب الطعام والتي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذ قال "يا غلام سمِ الله وكل بيمينك وكل مما يليك" لا تسرع في الأكل ولا توتر من حولك وتبسم في وجوههم وجاذبهم أطراف الأحاديث الشيقة والتي لا تخلو من الفكاهة الطيبة التي لا تغضب الله عز وجل وخذ لقمة وضعها في فم أمك وأخرى في فم أبيك و اثني عليهما وادع لهما بالخير وقبل أيديهما ونل رضاهما وتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "هلك من أدرك أبويه أحدهما أو كلاهما ولم يدخلاه الجنة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم 5. عاون أهلك بيتك قدر المستطاع .. اقض لأمك حاجاتها بلا تذمر ولا ضيق تذكر أنها كانت تقضي حوائجك وأنت لا حول لك ولا قوة تلبي كل طلباتك وأنت تقلقها وتجعلها تسهر الليالي جاء دورك يا همام لترد الجميل ومهما فعلت فأنت مقصر في حقهما وقل دائماً "رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" وتذكر قول الحق عز وجل "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" أي عبادة تلك أعظم من عبادة هذا الصباح يا أخي تأمل معي بالله عليك دنياك عبادة ودينك عبادة وأكلك عبادة ومعاملاتك عبادة .. أخوتي .. دعيت لأكون داعية وأنا افقركم علماً وأقلكم إيماناً لكني حدثتكم حديثاً بذؤاب قلبي والله المطلع على قلبي وعلى صدق حديثه معكم أذكركم ونفسي بتقوى الله فهي وصية الأولين والآخرين إلى يوم أن يبعث الله الأرض ومن عليها .. أخوتي أحبكم كلكم في الله ولنا مع هذا الموضوع وقفات إن تثنى لي ذلك وسمح لي الإشراف في أسابيع مقبلة أترككم في رعاية الله وأمنه وأستحلفكم بالله .. أستحلف كل من قرأ أو يقرأ أو سيقرأ تلك الكلمات أن يذكرني في سجوده بالدعاء فلأشد ما أنا في حاجة لدعاء من صالحين أمثالكم بظهر الغيب وسبحان رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين الفقير إلى الله أحمد نجم آخر تعديل بواسطة أحمـدنجـم ، 05-12-2008 الساعة 09:47 PM |
العلامات المرجعية |
|
|