مشاهدة النسخة كاملة : غدير ... سقيا من خضم الحياة


الصفحات : [1] 2 3

المفكرة
21-07-2009, 06:27 PM
غدير ... سقيا من خضم الحياة
قد تكون حياتك جدولاً صغر أم كبر ، مؤكد به سقيا لغيرك من البشر . هيا اسكب شربة منه لعابر سبيل و أنا أول من تطلب السقيا .
إليكم شربة من جدولي ، بارك الله فيكم و بلغكم ليلة القدر و اعتق رقابكم و من تحبون من النار .
يحكي زمن مر منذ عشرين عاماً حكايات جميلة ، تحفظها حنايا المخ بعناية فائقة خشية أن تبددها خلايا النسيان. استدعي تلك الملفات لكم .
تبدأ الذاكرة الحكاية بمنظر أرض خلاء أمر بها حيث أسكن . تعج تلك الأرض بالقمامة ثم يسكنها ضعاف النفوس فتكون وكر مخردات و بطالة .
يشتري أحدهم الأرض من الحكومة فينظفها و يبدأ مشروعاً كبيراً ، مدرسة ترتفع أدوارها واحداً تلو الآخر . تجاورها جمعية خيرية تستقطب أهل الحي فيعمرونها بأموالهم و طاقاتهم. باقي الأرض تغمرها الخضرة متعة للناظرين.
ذاك جامع أبي زهرة و جمعيته الخيرية الشهيرة في النزهة ، ليس بعيداً عن مطار القاهرة .
يضع الشيخ قدمه في الجمعية و الجامع فيجعل لهما كياناً جباراً . الشيخ عز ، الإسم هو المسمى ، قوي في الحق، يحج كل عام و يؤم الناس في الجمع و التراويح و يعلم القرآن في الجامع على مدى الزمن رغم مناوشات الأمن و الجماعات الطافية على السطح . يقحمه الناس في خلافاتهم فيكون له سلطة و دعوة مقبولة بإذن رب العالمين . شدته في الحق تشد الناس إليه .
يحضر رمضان جود الزمان فيحث الشيخ المصلين على الصدقة . تنهال التبرعات و أموال الزكاة و الصدقات على الجمعية، فيتراكم بها مليون جنيه سنوياً كساء و طعام و تعليم و سد حاجات لها الله يرسل الخير مقنعاً في صدقات عباده.
ترسل له النساء في رمضان رسائل الهموم يوقّـعنها بحلي الذهب . أحياناً يجد الشيخ في نفسه قوة و في وقته فسحة فيقرأ الرسالة و يدعو لصاحبة الحاجة و يقيم مزاداً للحلية الذهبية بعد التراويح و يلح في الدعاء ، فيشتري أخ فاضل و يدفع الشيخ المال لمندوب الجمعية فيضعه في حاجة الفقراء.
©©©©©©©©©©©©
لي أخ وحيد (لطالما فاخر بتفرده بين النساء ، سداد حاجات) يصغرني بعامين . هو المرح والشباب و الرضا و النور و أنا ما أنا عليه ، بعض طباعنا تتحرك في أفلاك مغايرة . لكن المودة تمحو الفرقة فيحلو فعله في ناظري.
استقر أخي في كندا بعد الدراسة الجامعية و هناك أكمل درجة الماجستير في هندسة الإتصالات بجانب عمله . فضل أخي عليّ عظيم و دينه لا أوفيه و لن أحاول و هو أكرم من أن يطالبني به.
إذ أنني بعد تخرجي من الجامعة اشتاقت نفسي للحج شوقاً عظيماً و شغل الأمر فكري ، ألح طالبة من رب الكعبة أن أزورها حاجة معتمرة . يمر طيف بيت الله الحرام بليالي فأحلم بالصلاة به ، طيف الصلاة كل أحلامي ، يتكرر الحلم، أنا أمام الكعبة ، في المسجد النبوي ، تعجبني الإشارات فاشتد في طلب محبوبي.
اجمع المال من عملي فقد عزمت و الترتيب في يد القدر تدبره على أحسن حال.
اشتري بهذا المال حاسبي الوضيء ، الذي لازمني عمراً مديداً بلا شغب يذكر حتى أبطأ فأبدلته منذ أربعة أعوام .
باقي المال أضعه في مصاريف الحج .
ينوي أخي الحج فيمر بالقاهرة فنبدأ رحلتنا من هناك .
و الحج رحلة شاقة لصحيح بدن فما بالكم بمن يصبغ الوجع كل عصب فيها . لكنني ذاك النوع الكتوم ، كل شيء مدفون بإحكام خلف التصبر . و أنا الضبط طعاماً و شراباً و عادات و هذا ما حفظ علي حياتي في ذاك الوقت العصيب.
اقلب ملفات الذاكرة الخاصة بالحج ، اندثر معظمها ، عفى عليه ركام ثلاثة عشر عاماً . دروس ضاعت مني في خليط البشر و العمل .
لحظة ، ألمح منه درساً قريباً من الوجدان :
أخذني أخي كي نرمي الجمرات بعد أن أصر الشيخ الذي استفتاه أن نرمي الجمرات في موعدها . نذهب سعياً حتى نصل قرب البناء ، هناك يتزاحم المسلمون و تلتهب مشاعرهم نحو الشيطان فيرجمونه بغضب شيطاني و يرجمون من يقف في طريقهم للجمرة .
وقتها كان توازني يختل سريعاً لأقل دفعة فما بالكم بتزاحم الحجيج ، يحفظني الله بطول أخي فيدرأ عني خطر السقوط و أن أتعرض للرجم .
في اليوم التالي أتجهز للمعركة المقبلة . يصبغني اسم المولى ذكراً يلهج به قلبي طلب التيسير . هذه المرة ينزاح الناس من طريقي حتى أقف أمامها تماماً فألقيها بيسر كما هو مطلوب ثم أستن بفعل رسولي صلى الله عليه و سلم فأدعو مطولاً لنفسي و أهلي وأمتي في سكينة نواحي الجمرة بعد الرمي حتى ينغلق شق من الزمان أذن فيه المولى بالدعاء .
©©©©©©©©©©©©
يعدو الزمن أعواماً متراكبة ، أخي يتنقل بسبب عمله و دراسته بين الولايات المتحدة و كندا بينما تستقر العائلة و أنا معهم في القاهرة .
يذكرني رمضان الحالي بأخ له مضى منذ أعوام و نقص الطعام في رمضان يعطل قوتي البدنية بشكل كبير، الكلمة تعافر من دماغي لأحبالي الصوتية ، فما بالكم بنطقها . وحدها الصلاة الفعل ، حتى تلك تحفها المشقة . لا يحضر الفطر تحسناً. تضعف القوة توشك الحياة بالمغادرة فتسندني قوى لا علم لي بها، تشد أزري فأتجلد . هنا يخلص حدسي إخلاصاً بيناً فأصدقه.
الحدس هذه المرة يستشعر قلقاً بل فزعاً على أخي و رفقته في بلاد غريبة . يحلق القلق في الأفق فيلمح خطراً و أذى لا أعرف له مصدراً.
تعتريني هموم كثر اعتدت درأها بالصدقة ، قبس من حكمة حديث رسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم . فإذا نفد المال استخرجت أثمن ما في صندوق حليي ثم بعته و تصدقت . و الذهب للمرأة أخلص ألوان المال .
هذه المرة لا مال أدرأ به هذا الهم ، أطالع صندوقي فيغل التردد خطوتي . يزعم الشح أن المال أوشك على النفاد، لأن الصندوق شبه خاو . (حالياً ليس لدي خاتم أو حتى نية شراء واحد أو ارتدائه) . أقاومه بشدة و انتزع من الصندوق إسورتين ثمنهما أربعة آلاف جنيه .
إذ ننتهي من صلاة التراويح في جامع أبي زهرة خلف الشيخ عز اخلع من يدي الإسورتين و أضعهما في مغلف به رسالة و اطلب من الشيخ أن يدعو لشباب المسلمين في بلاد الغربة . ارسل الظرف بما يحويه للشيخ و أسأل الله ذو الألطاف أن لا يضعهما الشيخ مع مندوب الجمعية بزعم الإجهاد أو غياب الوقت .
يـ(ت)ـبهر فعلـ(أساور)ـي الشيخ فيعلو منه التكبير و يطيل الدعاء في جو مهيب و يزايد عليهما حتى يدفع فيهما أخ كريم ستة آلاف جنيه .
يبالغ السرور في احتوائي ، أتأمل يدين لطالما باهيت بعملهما سابقاً . أبان عزهما لم أزينهما بخاتم أو اسورة . عظام معصم ناتئة و عضلة ساعد هزيل و جلد تشوبه سمرة أهدته إياها الشمس فأنا أشمر عن معصمي كي أعمل بيدي ، أفخر بهذا أتيه به على البشر .
يباهيني أحدهم بدرجته الجامعية (و أنا لي درجة علمية جامعية) فتقول نفسي ، أنت أفضل بما حباك الله من يدين تفعلان . خير خلق الله (صلوات المولى عليهم دائماً أبداً) عملوا و أكلوا صنع أيديهم .
لكن حالهما وقت صدقتي تلك كان قد تبدل إلى العجز يطبق على فعلهما فلا يبقى منه إلا اللمم .
©©©©©©©©©©©©
يجر الزمن عدة أشهر بعدما غادرنا رمضان الذي تصدقت فيه بالإسورتين . الصورة التالية في سبتمبر 2001.
تركني سفرهم وحيدة أطالع التلفاز و برجي التجارة الأمريكيين يتهاويان محترقين . 11 سبتمبر تحضر مزيجاً من التشفي في الأمريكان يخلطه القلق على الجالية المسلمة في الولايات المتحدة . نتصل بأخي للإطمئنان على سلامته و ينصحه الناصحون بمغادرة الولايات المتحدة إلى كندا أو مصر ، بينما يصر هو أن الأمور عنده أكثر أماناً مما هي عندنا !
هذه أيضاً مرت بسلام .
©©©©©©©©©©©©

دموع السماء2
22-07-2009, 07:20 PM
الموضوع جااااااااااااااااااااااااااااااامد يسلمووووووووووووووووووووو

المفكرة
23-07-2009, 05:15 PM
الموضوع جااااااااااااااااااااااااااااااامد يسلمووووووووووووووووووووو
بارك الله فيك و أمطرنا الله غيثاً جميداً ، لازال في غديري مزيد سقيا .

I promise you
23-07-2009, 09:23 PM
جزاك ِ الله خيراً أختى الكريمة ..
جعلنا الله ممن يستمع الى القول فيتبع أحسنة ..
اللهم حفظ من فى الغربة من ابناء المسلمين
وطمئن قلوب الاهل عليهم ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
بالتوفيق دائما ..

المفكرة
24-07-2009, 08:38 PM
جزاك ِ الله خيراً أختى الكريمة ..
جعلنا الله ممن يستمع الى القول فيتبع أحسنة ..
اللهم حفظ من فى الغربة من ابناء المسلمين
وطمئن قلوب الاهل عليهم ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
بالتوفيق دائما ..

جزاكم الله خيراً و تابعونا .

المفكرة
24-07-2009, 08:42 PM
يحل بي ضيفاً ثقيلاً فيسلبني إرادة الحركة . يمتص طاقتي فتخمد حيوية الجسد. تتيقظ الروح فتحلق بالأرجاء تستطلع الحياة . أتأمل ما لدي فلا قوة لإكتساب جديد. أهم بالتخلص من كيس به بقايا أقمشة في ركن بخزانتي فيلومني الحنين لوقت كانت يداي تشكل الخيوط و الأقمشة هدية جمال و مودة لمن أعرف .
يطل في نفسي حدس يقول لها وقتها و فعلها فدعيها . أطاوع ما لا يسكن حتى ينفذ أمره.
تتحمس زميلاتي للمشاركة في سوق خيري يقام قريباً. يمر ببالي أن لو لي بعض الحيوية التي لهن لأتيت بأحسن مما يفعلن . أيمكنني المشاركة؟ أيأذن الكريم بذلك..و بما أشارك يا ترى؟
استخرج كيسي و اقلبه حتى اهتدي إلى كيف امزج الألوان و الخيوط فتتحول البقايا إلى حقائب صغيرة و كبيرة و محافظ مبهجة قدمتها في المعرض الخيري فلاقت الاستحسان . ما هو منه نكهته مختلفة.
بيعت كلها و عادت بخمسمائة جنيه. و جمع السوق في هذا اليوم أربعة عشر ألف جنيه. قسّم المبلغ في غرضين أحدهما يذهب لمؤسسة خيرية إسلامية في فلسطين و الآخر يساهم في بناء مستشفى خيري للأطفال في مصر.
لا لزوم لهذا القديم على حاله ، فقط إذ يجدده عقلي ويداي فيذهب هدية لمن أحب .
©©©©©©©©©©©©©

بعد نشر مقالتي تلك اتصلت بي غالية تذكرني بمحفظة صنعتها لها منذ سنين .

_ أجل أذكرها حقيبة صغيرة تفننت في اتقانها فجاءت كجمال من تملكتها .
_ فإنني اعتمرت فأخذتها معي ، أضع بها أشيائي و أحملها معي كلما صليت في الحرم ، حفاظاً على المال من السرقة في الزحام.
(تلك الخيوط التي هممت بالتخلص منها) اعتمرت عني!
لشد ما تمنيت زيارة بيت الله الحرام فحال بيننا ما لا أقدر على دفعه . أمر احتسبه عند الله و سد أتمنى زواله عما قريب.
©©©©©©©©©©©©©

المفكرة
25-07-2009, 03:47 PM
قال لي أحد الأصدقاء في لحظة صفا :
المفكرة:
اسمك يكفي، ويبدو أنها مفكرة كبيرة تحتوي كل ما وقعت عليه عينك من جمالوحزن!
هادئة، أشعر بمرورك كموجة خفيفة
راسخة، قوية الحجة والبرهان..عقل يحتويقلبا، وقلب يحتوي عقلا
أغناكِ الله بالرضا وأشيائك البسيطة..
ولا تنسي :
الإنسان يعيش مرة واحدة...
*******************
هذا ما فتحه الله علي رداً على مجاملته المهذبة (ما يلي وقع تماماً كما أحكي بلا زيادة أو نقصان) :
و لأن النهر يؤوي إليه ما يؤوي
و لأن الذاكرة بها مناطق لا أحب أن يمر بها السيال العصبي
و لأن النفس بها تلك الأنحاء و التعرجات
و لأن عابراً ألقى بحجر في النهر فماج بالآتي :
وحده الموت أهدأ مني و لأن صداقتي به عميقة و تجمعني به عشرة عمر (رغم أن الشيخ مهيب جليل حد الموت) فإنه لن يعترض إذ يقترن اسمانا و إذ أحكي إحدى حكاياته .
يصغي للحكاية الحساب ، عصب أساسي في بنيتي ، ليتأكد من الضبط . مرت بي المسألة التالية فوكلت أمرها لرب العالمين :
كائناً مـ(ن)ــا كان هذا الذي مر ناحيتي فسلبني جزءاً جزءاً ، أخذ ذائقتي للطعام ، فلم أبال ِ كثيراً . أما حس الإتجاه فهذا بكيته حين تاه مني ، يميني تختلط بيساري ، بعدها لن يستطيع الحيز المادي أن يخطو خطوة واحدة إلا بإذن خالقه .
الجلد الذي يغلفني صار يحتج طويلاً أن لا مبررات كافية لبقائه حياً . يرسل الألم رسائل شقاء لشبابي ثم لم يعبأ بي كثيراً وشرع في الرحيل مع من رحلوا . الشعور و الحس الرهيف يحزمان حقائبهما بينما يسكن المرض الألم المكان وحده.
الأحلام و الطموح كانا أول من اختلقا الأعذار كي يتركاني و شأني .
البشر وجدوا أعذاراً بالغة الأهمية كي يغادروا على عجل .
المال لا يعرف من لا يد لها و لا قدم .
كل ذلك لا اعتبار له عندي إذا ما قورن بتلك البئر. يدفعني إليها فأتشبث بحافتها ، انزلق فيها مرغمة .
في موضع بين الحياة و الموت . لا أعرف لأيهما أنا أقرب ، يأتيني قائلاً : أترين هذا الذي تحبين كيف يعذبك على هذا النحو، لا يدعك تصلين له . أي دين لمثلك ؟ ألا ترين أهل الكفر و النصرانية ، هم أحسن منك حالاً ، أمرهم الحق ، أمرك فناء و عدم !
أهب دفاعاً عن وجودي بجلاء لا لبس فيه : ربي الله الواحد الأحد ، مؤمنة به على شرعة نبيي محمد صلى الله عليه و سلم. اللهم زدني عقلاً حافظاً و قلباً راضياً بما أنعمت علي حتى أقيم شرعك كما أمرتني و لا تجعل ما عندي من حجة و برهان آخر حظي من تلك الكنوز.
يتداخل الموت و الحياة فلا يتمايزان . ينكشف الوجع فأتسلق البئر صعوداً إلى عالمي مرة أخرى . أتساءل طويلاً عمـّا اعتراني ! حتى شيخي لم يجد لأسئلتي إجابة ! يحسب العقل حساباته فيقول الأمر كله لله .
©©©©©©©©©©©©©©©©©

I promise you
26-07-2009, 08:13 PM
جزاك الله خيراً أختى الفاضلة ..
ومنتظر إذا ما كان فى الموضوع بقية ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..

المفكرة
27-07-2009, 11:34 AM
جزاك الله خيراً أختى الفاضلة ..
ومنتظر إذا ما كان فى الموضوع بقية ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..

بارك الله جهدك و علمك و قلمك .
لازال في البئر معين . تابعوا معي .

المفكرة
27-07-2009, 07:11 PM
علم الكيمياء الحيوية موضوع دراستي الجامعية : علم يظهر لك خلايا الجسم كائنات فاعلة ذات إرادة و وجود مستقل عن تلك الإرادة التي تأتي الخير و الشر . استوعب أن يدين اللسان صاحبه يوم القيامة و أن تنكر اليد أفعال صاحبها.
العلوم الحيوية حيث الخلية كائن أصغر منقطع النظير فقهاً و جمالاً و كمالاً بعض صنعة الخالق الباريء المصور.
منطقة تتكامل بها الصورة بحيث يذهب فصل مكوناتها بالحياة فلا جمال و لا كمال .
تمتزج دراستي بوجداني فتشكلني بشراً أكثر انضباطاً مع قوانين الدين فقوانين العلم و الدين ينبعان من رب عليم فعال لما يريد فأسجد له منبهرة بفعله الذي هو بعض كياني .
أما عملي في تدريس العلوم للصفوف الإبتدائية بعد الجامعة فنقيض ذاك الجمال و الإنضباط . و ما أدراكم ما هذا الهم و قد عملت في ثماني مدارس لها توجهات فكرية مختلفة يجمعها أن أقسام العلوم هي أضعف الأقسام و أقلها حظاً في عدد الحصص المخصصة في الجدول و عدد هيئة التدريس . المنهج نفسه هزيل، لا يبني عقل يفكر بمنهج علمي كنظيره الغربي .
أنوي التغيير . كأنه الصوديوم ألقيه في ماء العادة و التكرار: انفجار و دوي فرقعة ، يستعر اللهب . يزداد حرصي على التغيير فيتمسك من حولي بما بين أيديهم ، يزداد التفاعل قوة إلى ما يشاء الله ، تنطفىء الشرارة إذ أعلن تركي عملي !
تنطلق حكايتي التالية من تلك المسافة بين أنني أعمل وفق القوانين السائدة و أنني أتركهم لأنني لم استطع إصلاحاً. هنا حيث ابتكر طرقاً غير مألوفة كي أصل للمراد بإذن الله .
المعطيات : فصل يختنق بخمسين صبي يناهزون العاشرة ، زحام و سوء أدب و رغبة تتكرر في ترك الفصل لأجل شرب الماء فالحرارة لا تقل عن الأربعين معظم شهور السنة ، أمر يعطلنا تكراراً .
الإبتكار : قسمت أشبالي ثلاثة أقسام و أقمت بينهم مسابقة لشرب الحليب. يحضر كل منهم ما يطيب له من نكهات اللبن المعلب ثم اجمع أول كل حصة عدد العلب التي أحضرها كل قسم ، فيحظى العدد الأكبر بنقطة ثم آذن لهم بشربها و التنقل في الفصل لإلقاء الفوارغ في السلة ، مما يسعدهم أكثر .
أسجل في لوحة نتيجة كل طائفة و أعلق اللوح في الفصل . سباق يمتد شهراً بحيث يربح من يحرز عشر نقاط أولاً . يتراجع فريق ثم يسبق في جو من الإثارة و الهدوء البالغ (أساس كل الشروط) بحيث يعد الإخلال بطرفة عين من أصول الآداب خطوة للخلف .
الفريق الفائز يقف في الفصل ، يهتفون لأنفسهم في تحد واضح للباقي ، بينما قبضاتهم تشق الهواء : نحن الفائزون ، نحن الأفضل .
غاية تستحق السعي و الإنضباط لأجلها . لكنني قرنت الفوز بما يثير الشهية أكثر مما مضى.
يختار كل نفر من الفرقة الفائزة مجلة علمية مصورة (أشبالي مثلي ، شغفتهم القراءة حباً) اشتريها من مالي الخاص أو نموذج جمجمة بشرية مجسمة أصنعه لهم من الورق المقوى يعجبهم فيضبطون أنفسهم لنيله . (تصف غيري من المدرسات من أفعالهم العجب . ليس ناحيتي و للمولى الحمد .)
يطول ابتكاري عاماً، و تتوالى له أخوات عدة في أعوام متتالية مسابقات على كل شكل و لون أكرّم فيه انجاز كل منهم .
قضيت برفقة أشبالي ثلاثة أعوام حتى انتقلوا إلى المدرسة الإعدادية ، هنا يغرقنا سيل الخلاف ، أرذل فيلم لا يصف بعض ما يحصل على الأرض إذ تسوء الأمور ، أعفيكم من ذكره . يشتد المرض فيشدني لكهفي مرة أخرى تطبق على صخرته فانتقل لتدريس الفتيات في وظيفة جزئية ، اذهب فيها لعملي ساعتين ثم أعود للبيت ، أجر رجلاي كي أنهي روتين عمل بسيط ثم أترك العالم لأنام باقي اليوم لا يعنيني من أمر الدنيا شيئ . استمر مع الفتيات و أنهي عملي إذ ينهين دراستهن الإعدادية ، أترك المدرسة معهن .
ترى كيف حالهن و أشكالهن ؟ التقيت فتاة منهن منذ أعوام صدفة في معرض الكتاب . تغيرت تماماً ، تعرفت علي بينما أنكرتها . فتلك الوسيمة اللطيفة لا تشبه تلك التي حفظتها الذاكرة طفلة يتقافز في عينيها المرح و الحيوية .
خاتمة : أنهى أشبالي العام الأول من كليات الطب و الهندسة و يستعدون لبدء العام الثاني .
©©©©©©©©©©©©©©©©

I promise you
27-07-2009, 09:17 PM
هذا هو حال التعليم فى مصر ..
ونتمنى ان لا يستمر على هذا المنوال ..
أكثر الله من أمثالك ِ أختى الفاضلة
وأعانك على ماهو خير لك ِ ولمجتمعنا ..
فى متابعة مستمرة معك ِ بإذن الله ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..

المفكرة
28-07-2009, 03:51 PM
هذا هو حال التعليم فى مصر ..
ونتمنى ان لا يستمر على هذا المنوال ..
أكثر الله من أمثالك ِ أختى الفاضلة
وأعانك على ماهو خير لك ِ ولمجتمعنا ..
فى متابعة مستمرة معك ِ بإذن الله ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..

رب السماوات و الأرض ، أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، و إذا سألت به أعطيت و إذا استرحمت به رحمت ، و إذا استفرجت به فرجت : اصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم صلِ على أعلم خلقك محمد صلى الله عليه و سلم ، سيد الثقلين و آله و صحبهأجمعين و أصبرهم على أذى و أعلاهم جهاداً و جهداً في نوال مرضاتك ، عدد ما خلقته منخلق يسبح بحمدك و يرجو مرضاتك .

رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، علمنا ما جهلنا و ذكرنا ما نسينا و زدنا علما و حلماً و جملنابالستر و آتنا من حكمة رسولك و علمه عليه أفضل الصلاة و التسليم .
إلهي رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، صل قلبي بقبسمن نور نبيك محمد صلى الله عليه و سلم حتى ألقاك و أنت راض عنّـي .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على سيدنا محمد أثبت البشر فينزال و أقواهم حجة في إيمان ، عدد ما خلقت من سدم في كون لا حصر و لاعدد.
اللهم صل ِ على نبينا محمد أحلم الخلق أجمعين و أعلمهم صلاة و سلاماً أبداً دائمين عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك ، حيث لا حصر و لا أول و لاآخر.
يا رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، هب لي من علمه و حلمه مايقربني إليك و من نفاذ البصيرة ما يرشدني في دربي ، تاهت خطوتي بين الدروب و أنتواحد أحد ، نورت الوجود بسيد الثقلين ، نوّر حياتي بالصلاة عليه عدد ما في السماواتمن نجم و كوكب يدور في أفلاك . اللهم آمين .
اللهم ارحمنا بالصلاة على نبيك خير خلق الله و أعبدهم لك . اللهم انفعنا بالصلاة عليه و احفظ بتلك الصلاة صلاتنا من الضياع ، تبددها أهواء البشر . اللهم صل ِ على خير خلقك أجمعين عدد ما في السماء من ملك هو لك ساجد عابد متذلل.
***********************
يا رب الكون و الأفلاك و الزمن ، يا رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، نوّر الأرض بذكر اسمه في أرجائها مقروناً بالحق و العلم و كل خير .
اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه .

**************************
اللهم أزل الغشاوة عن بصيرتي فأدرك سبيلك و أعن نفساً الضعف ماؤها كي تسلك .
آمين عدد ما خلقت من خلق لك حامدين شاكرين بربوبيتك مقرين و بألوهيتك معترفين .
اللهم صل ِ على سيد الثقلين خير خلقك أجمعين و أعرفهملحق الأم و الإبنة و المرأة و ارفع عن اسمه و أمهات المؤمنين ما لا قبل لي برفعه
اللهم ارزقنا شفاعته يوم الهلع الأعظم و آمن به روعاتنا اليوم و كليوم.
ربالنور و الرضا و الصدقة و الإيمان صل ِ على نبي النور و الرضا و الصدقة و الإيمان وعلى آله الكرام خير بشر على وجه الأرض رغم إفتراءات المفترين , اللهم عطر سيرهم الكريمة في كل مجلس من مجالس أهل السماوات و الأرض . و عطّر بذكرهم كل مجلس عددخلقك و رضا نفسك و زنة عرشك ومداد كلماتك .

المفكرة
28-07-2009, 11:15 PM
ذات حكاية ، أتمرد على العادي و المعتاد و أقرر أن أعدل نصاب الأمور . أقول للولدين : أتريدان أن تصبحا مثل هؤلاء الأبطال الذين ترونهما في التلفاز ، يجيدون فنون القتال ، ينتصرون على الأعداء ؟
إليكم الخطة : نصلي المغرب في المصلى المجاور للبيت و ندعو لأهل غزة أن يدمر الله دبابات أعدائهم، دعوتنا تجمع قوة كافية كي تضرب الدبابة ، تتعطل أجهزتها برهة فيستغل مجاهد سريع البديهة تلك اللحظة ، ينقض على اليهودي الذي بداخلها و يقطعه إرباً .
أريهما إيصالاً دفعت فيه مبلغاً باسمهما للجنة خيرية تبعث المال لأهل فلسطين .
أقول : أنتما بطلين فعلاً ، على الأرض عند الواقع الذي يتحقق .
أتلو بصوت مرتفع ، أعطى الولدين مالاًً لإتحاد الأطباء العرب لإيصالهما لأهل غزة ، مال يضع طعاماً على موائد و كساء على أجساد ، يعين من انقطعت بهم السبل على البقاء و الصمود و المواصلة ، ربما حاسب في يد من يوجهه إلى عدو في مستقبل .
تأخذ الصغير الحماسة . أما الكبير ، لا أعرف إن كنت أقنعته أم لا .
أضع طرحتي بينما هما عند الباب بانتظار أن نذهب للمصلى نصلي المغرب و ننفذ الخطة .
يصل سمعي المرح في الحديقة . أسرع متتبعة مصدر الصوت فيفاجأني منظر البلل يغرقهما و الثياب . مشروع بدأ بنية الوضوء و انتهى بالإستحمام تحت رشاشات الحديقة !
أسأل : من الفاعل ؟
يداري كل منهما خطأه بأن يجد له شريك جرم . يتفرق الدم في القبائل ، ثم يطمس الجدل الجرم أبعد .
نغرق في جدل يبعد عنّـا صلاة الجماعة بينما يغيران ثيابهما .
لنصل ِ إذاً في البيت ، يروغ مني الكبير مرة تلو الأخرى ، عادته هذه الأيام .
إذاً أصلي مع صغيري ابتغاء رضا المولى .
يقف الكبير أمامنا (كما يفعلون في المدرسة ، لا يجدون من يردعهم) ، يهرج ، يعطلنا عن الصلاة ، يضايقني نوعاً ما ، انصرف عنه ، فقد اعتدت أن أصلي بينما يلعبون حولي على نحو مماثل و إن كانوا أكبر سناً و أثبت تكليفاً .
نجلس للدعاء فيرتفع صوت السخرية عالياً .
الآن ألقي القنبلة ، أي صغيري لك عشر نقاط في مسابقة التحدي ، ترشحك لهدية و المزيد من التقدم .
تصدر عنه أصوات الرضا ، حبيبي يستجيب للتشجيع بشكل مرضي ، يظهر الكبير عدم اكتراثه .
استعدوا : سأضرب ضربتي . أعرض عليه نماذج من خشب الأركيت المقطع لديناصور و حشرة عملاقة ، تقطع ثم تركب بحسب خارطة موجودة معها ، وحده الصغير ذو الحق في الإختيار .
بالطبع يعجبه الديناصور ، كائن مخيف .
الآن يستبد الغضب بالكبير ، ينتظر قليلاً حتى ابتعد ، يلحق بأخيه ليلحق به الأذى ، يستنجد بي الصغير ، أحمل الكبير و أثبته على الأريكة و أجلس جواره ، أصمم ان لا ينال أخاه ، يثور هيجاناً و يقاوم يداي يقول بغضب أن في صك الأخوة بند يسمح بالضرب !
أناقش هذه المسألة و سلطتي عليه بينما يداي تثبتانه في مكانه فهو لم يهدأ بعد .
ألينُ قليلاً ، أحايله حتى يصلي المغرب . يفعل فيهدأ و ينصلح حاله .
ما هذا العطب الذي ينسج حباله حولنا ؟
هذا نتاج التلفزيون : عالم أوهام نسجه كارتون الفضائيات العربية ، بينما سذاجة طفل تحسب ذلك حقيقة و يحاول تحقيقه على الأرض بينما الكبار في عوالمهم المغلقة . أظن الكبار سعداء بهذا التلفاز ، يريحهم من عبء الصحبة و رعاية الأطفال .
أفكر : تحتاج لتحدي تعمل فيه عقلك و يداك يا صغيري .
المشهد التالي : آخذ الأولاد و نزور أمي فنجد يداها غارقتين في بحور المطبخ بينما دوامة المحشي تسرق قوت يومها طاقة و وقتاً .
نشمر عن سواعدنا ، فكل أوقاتنا فداء محشي أمي !
للأولاد قدرة عالية على استخدام أيديهم . تحل بنا السعادة إذ يستفيدون من هذه الأيدي الصغيرة .
أعين الكبير قائد المهام .
الإجتماع الأول في المطبخ بينما يشرح لنا القائد أول مهامنا : مساعدة الجدة في حشي المحشي. (طبعاً تنال أيديهم الصغيرة من المهام ما يستطيعونها ، المهام الأثقل أتولاها أنا و أمي) .
قائد المهام ينجح و يصيب الفلاح كل ما يلمسه حين يجتهد .(و العكس بالعكس ، و لعلنا جميعاً على هذا النحو) .
يؤذن الآذان فنقرر أن نصلي في المصلى ، هذه المرة قائدي الملهم الجدية الفائقة . يفتح لنا بوابة العالم الإفتراضي بمفتاح فيغا و أشعة الليزر !
يلقي قنابل حارقة على كل تنانين الفضاء التي يلقاها في طريقه (بعض الصخور التي تعترض طريقنا) . و بالطبع هناك فجوة الفضاء السوداء (بالوعة مغطاة بإحكام في الطريق) هذه لها نصيبها من كروت شنايدر الخارق !
ننتهي من الصلاة و أتركهم يلعبون في حديقة البيت حتى المساء . (أفضل بكثير من الإستلقاء على الأريكة أمام التلفزيون) .

جولة رابحة ، و التالية ؟!!

قصة خطتها أنامل الحياة بخط الضنى . و قد قدمت شكوى عريضة ضد هذا الضنى فرفع عني المولى منه حملاً كاد ينقض ظهري ، فما كان إلا أن نضب معين القصص . لحظة ، الذاكرة تحوي منها حملاً ، تسكبه وقتما تشاء . لكن رمضان في الأجواء يشغلنا عن كل ما عداه .

المفكرة
29-07-2009, 06:23 PM
البارحة أضفت إلى الغدير (تمرد) و إذا بالنت تنقطع فظننت أنها ضاعت و لم تثبت . لذلك أعدت إثباتها مرة أخرى . اليوم لفت الخطأ انتباهي فأبدلت التكرار بالفقرة التالية :
ذات مجلس سامرني الإلف و المغايرة ، أما ما قاله الإلف فأثار ومضات سرت بأعصابي إلى مكتبة المعلومات المخبوءة بمخي . يفتح قيم المكتبة السجلات و يراجع ما بها ، يطابقه مع ما يخبر به الإلف . يتثاءب القيم : أجل أعرف ، ألديك جديد ؟
يحتار الإلف فيما يجيب . يغلق القيم سجلاته و يمضي .
أما المغايرة فترسل أحاديثها نبضات بأعصابي فيقوم لها القيم باهتمام و ينحني على السجلات ، يسجل ما ورده من نبضات جديدة ، يضغط كل الأزرار : شبكة السمع ، شبكة البصر و غيرها من شبكاته المتلاحمة فيسجل هذه النبضات و يحتفي بها .
تتسع ابتسامة المغايرة ، تتيه فخراً بذاتها .

احمد رضا
29-07-2009, 07:01 PM
الأخت الفاضلة < مُفكرة >
أجلسُ هُنا أُراقب أفكارك
اتأرجح معها بين المؤلم واللذيذ
نسجك للواقع نسجٌ خُرافى مُمتع
يُجسد حال بلادنا
سأكتفي بتسجيل مُتابعتي
والاستمتاع بما فيه جعبة ذاكرتك
دمتِ بمعاني الود ومرادفاته
تقبلي مرورى

I promise you
30-07-2009, 03:46 PM
مازلت أتابع سردك الشيق أختى الفاضلة ..
الذى يجسد هذا الواقع الذى نحياه ..
جزاك الله خيراً أختى الفاضلة ..
وأعانك ِ وثبتنا وإياك ِ على دينة
ومايرضاه منا ومنك ِ ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
وفى أهتمام دائما بسردك المميز ..
تقبلى مرورى المتواضع ..

المفكرة
30-07-2009, 03:51 PM
الأخت الفاضلة < مُفكرة >

أجلسُ هُنا أُراقب أفكارك
اتأرجح معها بين المؤلم واللذيذ
نسجك للواقع نسجٌ خُرافى مُمتع
يُجسد حال بلادنا
سأكتفي بتسجيل مُتابعتي
والاستمتاع بما فيه جعبة ذاكرتك
دمتِ بمعاني الود ومرادفاته

تقبلي مرورى


بروميثيوس ، للواقع حسابات شديدة الدقة و قوانين محكمة، من يستخدمها في حل المسألة التي بين يديه يحظى بالنتيجة المطلوبة .
أحد هذه القوانين المحكمة (إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء) .

المفكرة
30-07-2009, 03:58 PM
فقرة من مقالي (بدأت أكتب) أحببت أن يسيلا في غديري هذا . شكراً لمن شجعني و أقنعني أن أتذكر بعض ما مضى في حياتي فوجدت فيها ما يستحق المشاركة .
كانت أحد تلك المرات التي أمر بها بالقرب من الملعب ، طلاب فصلي على وشك بدء مباراة كرة القدم . كم يهوى الصبيان الكرة ، تبرز جانباً جيداً بهم ، قدرتهم على التصويب ، يركلونها في الهدف ، يحرزون نجاحاً ما ، يملأون فراغاً في النفوس حفرته نتائجهم الدراسية المتواضعة ، مهارة طبيعية ، تنمو بسرعة، يكتبها الزمن على أعصابهم ، في تلافيف المخ ، يبرع بعضهم بها فيجد ما يفاخر به أقرانه .
لكن المواعيد و الجداول و ضعت لنخرقها ، يستقوي بعضنا على بعض ، فيأخذ الأكبر سناً و الأقوى ذراعاً ما هو مخصص لمن هم أصغر و أضعف ، الملعب اليوم مشغول بطلاب الفصل الأول الثانوي ، لم يصعدوا إلى فصولهم ، يبدأ الخلاف بين طلاب الإعدادي و الثانوي ، يأتي الكابتن ، ها هو ذا الحكم ، من ينبغي أن يقول للكبار ، هيا إلى فصولكم ، فلا يفعل ، ينتظر الصغار برهة .... يبدد الرجل أحلامهم .
تصل بالصغار الجرأة حد مطالبة الكابتن بإخراج الكبار ، يتدخل المفكر ، فتى هادئ ، لكنه غلام، به ما بالذكور من جرأة و تقحم فيطلب من الكابتن أن يخرج الكبار فليس هذا وقتهم، يشتمه الكابتن بشكل مهين أمام الجميع .
يخترق الكلام جسدي فيذيب أعصابي ، أعرف أن لا مجال للتدخل ، أي شكوى من أي نوع لأي شخص ستزيد الأمور سوءاً ، اقبلوا كلام من جربت طرقاً شتى ، و لكن الكلام يبقى عالقاً بذهني ، ما حصل ، حصل على مقربة مني و لا يمكنني نسيانه ببساطة كأنه لم يكن .
افتح العديد من ملفات عقلي ، فأعثر عليها ، أعرف كيف أصلح الأمر ، أعارني المفكر أحد كتبه ، يرد لي بعض ما أفعل معه ، كتاب بآخر ، هذه المرة أعارني أحد كتب رجل المستحيل أدهم صبري ، رجل المخابرات المصرية الخارق الذي ألبسه أسلوب د. فاروق الشجاعه و كساه الحيوية و شكله بالعلم و الخبرة في أساليب القتال .
أحضر قلم و ورقة فأسجل الموقف الذي حصل في الملعب من وجهة نظر أولاد إعدادي ، ثم استعير مشهد القتال الذي قام به أدهم صبري إذ واجه 3 من قبضايات المخابرات الإسرائيلية فأضع المفكر مكان أدهم الخارق و أغير الكلام بحيث تنضبط الصورة ، للأسف هذه القطعة بعض مما تاه من ملفاتي ، بوسعي أن ألفق شيئاً مشابهاً فيكون على هذا النحو (مع الفارق الكبير بين اسلوب إمرأة لا تعرف ألف باء القتال و كاتب ضليع ، موهوب فيما يكتب):
"بالأمس نزل فريق وحوش إعدادي للملعب ليلعبوا أحد أحلى مبارياتهم ، فوجدوا عمالقة الثانوي يسدون عين الشمس ، و بعد مطالبتهم بما هو حق أبطال إعدادي ، لم يستجب الشباب بل تصدر ثلاثة من العمالقة للدفاع عن حقهم في الملعب ، ثلاثة شباب امتلأت عضلاتهم بفعل التمرين المستمر و بدت مهاراتهم القتالية العالية ، فتقدم منهم المفكر ، بدا التوجس على وجهه لكنه بادرهم بالهجوم ، و أطلق قبضته القوية في وجه الأول ، بينما أطاح بالثاني بمقص من رجليه ثم التف دورة كاملة ليقف قبالة الثالث حيث لكمه في صدره بينما ابتسامة النصر تضيء وجهه إذ يراهم مكومين أمامه.) أو شيء من هذا القبيل .
ابتسامة النصر تضيء وجهي ، إذ وجدت في مخيلتي هكذا كلمات ، في اليوم التالي ناولته إياها ، تركتها له ، و بينما أتحدث مع زميلة لي لاحت مني التفاته ناحيته و هو يقرأها ، تضيء عيناه ابتسامة النصر ، أظنني عدلت الميزان المقلوب و أعدت له حقه المهضوم ، كرامته المبعثرة أمام أصحابه ، رأيتهم يناولونها بعضهم البعض ، ترسم العضلات و الأعصاب و العيون ملامح الفخر و الضحك و شفاء بعض ما في الصدور .
ثم جعلتها عادة لي فيما يلي من الأيام أن أشحن بقلمي أحداث مبارياتهم الاسبوعية ، أصب بعض موهبة حبانيها المولى لصالحهم ، شيء من التوابل على مباراة عادية ، تجعلها أكثر تسلية ، أعلقها في الفصل فيقرأها الصبيان ، يقدّرون معنى الكتابة ، إذ تمس الكلمات ما يعنيهم ، ما يتباهون به في أنفسهم ، أضفي عليهم صفات البطولة و النجاح علهم يصيبون بعض ما وصفت . وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى .
©©©©©©©©©©©©©©©©©

I promise you
31-07-2009, 01:15 AM
حقاً مواقف مؤثرة ..
جزاك الله خيراً ووفقنا جميعا للخير
وما يحبة ويرضاه ..
متابع فى اهتمام أختى الفاضلة ..
منتظر البقية بإذن الله ..
دمتى بود ..

المفكرة
01-08-2009, 07:03 PM
مازلت أتابع سردك الشيق أختى الفاضلة ..
الذى يجسد هذا الواقع الذى نحياه ..
جزاك الله خيراً أختى الفاضلة ..
وأعانك ِ وثبتنا وإياك ِ على دينة
ومايرضاه منا ومنك ِ ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
وفى أهتمام دائما بسردك المميز ..
تقبلى مرورى المتواضع ..

بارك الله مرورك و زادني منه .
اللهم الواحد في علاه إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا و تجمع بها أمرنا و تلم بها شعثنا و تحفظ بها غائبنا و ترفع بها شاهدنا و تبيض بها وجوهنا و تزكي بها أعمالنا و تلهمنا بها رشدنا و ترد بها ألفتنا و تعصمنا بها من كل سوء .
اللهم آمين .

المفكرة
01-08-2009, 07:05 PM
ترأس كل مدرسة فصلاً تجهز له الشهادات و تحل مشاكله قدر الإستطاعة و قد وقع هذا الفصل في قسمتي ،و قد أعلنتها أنني سأتدخل لحل المشاكل قدر الإمكان ، معظم الوقت يعقدون الأمور بحل مشاكلهم بألسنتهم و أيديهم .
جاءني الصغير شاكياً : تلفت كرته عرضاً أثناء اللعب ، و حكم الكابتن بينهم فأخبرهم أن يعوضوه ، أمر يرفضونه ، كما يرفض والده شراء غيرها حتى تتحسن درجاته ، و الكرة و الصبيان حكاية أخرى ، مادة أحاديثهم ، محور انتصاراتهم ، أمل و حلم في المجد و الشهرة ، يلوح طيفه في الأفق ، يحوم حيناً ، حياتهم بدونها ينقصها الكثير.
فعل كثير من الآباء ، يستثمر في ابنه بالتعليم ثم لا يجد لإستثماره عائداً ، يضغط الأب كي يشكّـل ، لتتحسن الدرجات ، ضغط يحدث خللاً ، طاقة زائدة في هذه السن لا يدري الفتى ما يفعل بها سوى ركل الكرة ، يمنعهم آباؤهم عن الرياضة فيصبون الوقود فوق ألسنة اللهب فتزداد اشتعالاً ،ينصرف الأولاد عن اللعب حيث لا كرة إلى الحديث مع الفتيات ، يجد من تصغي له فيسكن لهذا الحل المعطوب ,
أربعون جنيهاً وجدتها في جيبي ، مؤكد كان لها حاجة ، لكنني استثمرتها في كرة جديدة تبقى بينهم أيام الأسبوع و آخذها في نهاية الأسبوع ، ألعب بها مع الأولاد في البيت ، راهنت على جيل يشق طريقه لا يجد من يعتني به ، ففعلت إلى حين .
تعاودني تلك الهواجس ، تقول ليس إليك بل واجب الآباء نحو أبنائهم ، بل واجب المدرسة تجاه التلاميذ ، بل واجب المجتمع تجاههم ، لا أتوانى ، تقدمت حيث تأخر غيري .
كان يغسلها بالشامبو في أول صحبتها له ، عناية لها كلما اتسخت حتى اقنعته أن الطين بعض جلدها ، فليجر ِعليها القدر بما هو حقها .
كانت لها حكايات امتدت زمناً ، قصصاً كتبها قلمي عن فريق التحدي ، عن البطل ذي الإلتزام العميق و توأمه الموهوب و الكابتن ذي التسريحة الأفضل ، و ذاك ذي القدم الذهبية و الركلة التي شقت الشبكة ، و قريبتها الصاروخية المميتة ، و غيرها من التعابير التي غابت من ذاكرتي كما غاب كل ما يتعلق بكرة القدم من ذهني ، إذ غاب عن عالمي الرجال .
ثم جاءت تلك اللحظة التي يحسب العقل فيها و يتوقف فيحاسب :
يقول احسبي معي كم من المشاكل نرى يومياً : الأولاد لا يكادون ينضبطون في الفصول ، حضوراً و درساً و قولاً و فعلاً وصلاة و أدباً ، و هذا ضغطك تشكلين به المكان على نحو ما بينما هو بكل من فيه يتحرك في اتجاه معاكس ، حتى متى تقبضين على الجمر ؟!
الحساب ، إنصاتي له يسكت كل صوت ، لقوله جاذبية تطغى . أخطط تدريجياً للإنسحاب .
المستديرة ذات البريق التي ناولتنا بهجة أشهراً عديدة ، صارت توقعنا في مشاكل مع الكابتن ، يغضب عليهم لأقل سبب و لغير ما سبب و لأسباب وجيهة فيعتقلها عنده ، احررها من سجنها لأجدها عنده بعد عدة أيام .... أنا لا أهوى المشاكل بالذات مع من هو أشد مني قوة .
احكم بيننا يا قدر ، اقبل حكمك راضية .. يسرع الزمن يطلبنا حثيثاً ، يعيبها فتفقد جاذبيتها، لم تعد تروي حكاية و لا تملأ عيناً بهجة ، تركتها بجوار صندوق القمامة ، لم أجدها في اليوم التالي ، تبدأ حكاية جديدة، تسعد أولاد أخر يقنعون بما هو أقل .

I promise you
02-08-2009, 12:21 AM
الاخت الكريمة (( المفكرة )) ..
جعلك ِ الله مما يعطون ولا ينتظرون عطاء ..
وممن كل همهم مساعدة الناس ..
واتمنى أن تكون فتيات الاسلام مثل أخلاقك ِ
الطيبة العفوية ..
فى اهتمام بما سيأتى بإذن الله ..
دمتى بأسمى معانى الود ..
حفظك ِ الله ..

احمد رضا
02-08-2009, 01:45 AM
لو هذا ما فعلتِ فعلاً فزادك الله موهبة علي موهبتك
وها أنا ذا لا زلت أتأرجح بين إشراقاتِ النصر والأمل
وعلقم اليأس والفشل
بأي حال أياً كانت نتيجة رهانك
فكفاكِ شرفاً أنك بذلتي ما استطعتِ في مساعدة جيل المستقبل
رائعة كلماتك ورصينة .. نقية ورزينة
أفكارك جذابة صافية
بعيدة عن تجارة الأفكار وحرفيتها
أدام الله عليكِ نقاءك ونُبل أخلاقك
في شوق ٍ لسنا قلمك

المفكرة
02-08-2009, 05:48 PM
لو هذا ما فعلتِ فعلاً فزادك الله موهبة علي موهبتك

وها أنا ذا لا زلت أتأرجح بين إشراقاتِ النصر والأمل
وعلقم اليأس والفشل
بأي حال أياً كانت نتيجة رهانك
فكفاكِ شرفاً أنك بذلتي ما استطعتِ في مساعدة جيل المستقبل
رائعة كلماتك ورصينة .. نقية ورزينة
أفكارك جذابة صافية
بعيدة عن تجارة الأفكار وحرفيتها
أدام الله عليكِ نقاءك ونُبل أخلاقك

في شوق ٍ لسنا قلمك



بعض الذي حصل ربما أمحوه هنا.

المفكرة
02-08-2009, 06:03 PM
الاخت الكريمة (( المفكرة )) ..
جعلك ِ الله مما يعطون ولا ينتظرون عطاء ..
وممن كل همهم مساعدة الناس ..
واتمنى أن تكون فتيات الاسلام مثل أخلاقك ِ
الطيبة العفوية ..
فى اهتمام بما سيأتى بإذن الله ..
دمتى بأسمى معانى الود ..
حفظك ِ الله ..

( هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) سورة محمد آية 38

لطالما ذكرني أخي بقول الله تعالى ( من يبخل فإنما يبخل عن نفسه . )
كلمات تجلو عن النفس صدأ البخل ذاك الذي يغبش الرؤية فأقف متحيرة أين المسلك ؟!
على فكرة ، أول فيض في هذا الغدير كان سبباً في حيازتي مالاً عظيماً ، أستثمره في يد من يضاعفه عشرة أضعاف فأكثر و نعم التجارة !

المفكرة
02-08-2009, 06:07 PM
ركود
تجر اللحظات بعضها بينما أناملي في انتظار لحظة يراها العقل مناسبة كي تسجل أمراً على لوحة المفاتيح ثم تلقيه لإنسي عابر سبيل ...
يلفت الحساب وعيي أن كل ما أحظى به له ثمن . تشاركه الحيرة السؤال : أتستحق الكتابة الوقت الذي تنفقينه فيها ؟ يأتي الحرص فيكيل الأسئلة تباعاً :
لمن ؟
ابتغاء .. ؟
ينافح عقلي عن فعله ، يزعم أنه يحب مطالعة نتاج عمله في موضع خارجه على شاشة حاسب كي يطيل النظر إليه يستخدمه لحساب موضع الخطوة التالية . يتلاشى الوقت بينما العقل مستمر ، يبني مبانيه الخاوية تلك ، يطرأ ما يفسد الحساب فيتهاوى ذاك الخيال مثيراً من الرماد ما يغبش البصر قليلاً .

********************

لكنني لا أملك سوى ذاك العقل ، ذاك الذي أخطاؤه تقتلني وأود لو يصلح حاله ، رغم أني أحياناً أعرف ما يصلحه ، أتوانى .. و إذ به ينزلق خطوتين أقرب حتى تطالعني حدود أرض النفاق . ألمح مسالكها دخولاً و خروجاً ، فأفزع منها ، أنوي أن أتغير ، لكنني حالياً لازلت ألتحف الكسل في سبات عقلي عميق و أنني أثناء هذا السبات ، أزعم أنني أحسب بدقة ، لذلك يستمر سيري في نفس الإتجاه ذاك الذي لم يصل إلى مكان ، استمر أيضاً مع أني أنوي التغيير!

********************

دعني أضع بعض الفرضيات لحل الأسئلة المعضلة :
أقول عن محور رئيسي بنيت حوله ما يقيم أوده : مرض شديد أتلف الأعصاب التي تنقل الإحساس لسيدها المخ ، هناك حيث يكمن الحساب و التنظيم و الإرادة و الوعي في انتظار زادهم من الإحساس فيصلهم منه ما يجعلهم يزهدون أعمالهم فيعرضون عنها ، بينما معظم الأعصاب تخبر عن ألم عظيم ، تنتشر الرسالة فيتأكد للجميع أن لا وجود لعالم خارجي . و أن الشلل سجن مؤكد ، لا مخرج منه .
الفرضية الثانية : حل يسير أحيا به في ظل الشلل يحوي عمري : عدة ردود أفعال تتكرر، برنامج عقلي بسيط لكائن بشري أودع فيه خالقه من البرامج العقلية ما يثير العجب . أزيحها كلها جانباً رغماً عني فألقي بها في عمق بعيد عن إدراكي كيما أستريح من عنائها فقد أضناني وجود أزرار كثيرة لاأعرف لها نفعاً. (أيرى أحدكم حل آخر ملقى بالجوار؟ ) .
سأقول أيضاً عن نعم فيضها ينادي كل لحظة : الماء هنا يكفي و يفيض ، يصنع جنة للجميع . لكن الفرضية الأولى تحول بيني و بين كل شيء . هنا حيث الفقر داخلي يصنع من العجز فقراً مدقعاً حولي .
أحد فروض مسألتي تزعم أن البشر أصناف : عدو متجهم و صديق هجر المكان و هجرني مع من هجر فأصبحت خانة الأصحاب أحد المجهولات ، غير قابلة للحساب .
أضيفُ التاريخ المخبوء لآخر فرضياتي أو لعله ما كتب الخالق في جيناتي ، رد فعلي على غيابهم ، أن أعّـد الغياب فناء لا يعيده جهد مهما علا .
أما ما يسد مسارب النفس حتى تستكثر بناء فعل خارجها ، يشعلها ثورة تأكل الإستكانة إلى لوحة المفاتيح فهو النبل يلصقونه بقلبي و نفسي تلك التي يعدونها معطاءة . أفتش في الأنحاء بحثاً عنهما فتتردد صدى ضحكات جنونية ترتعد لها نفسي . و أحياناً ما تريحني كلماتهم تلك فأذهب بحثاً عن ذاك القلب النبيل ، أنوي شراء واحد عمّـا قريب !
يمس الحساب من نفسي شعاعاً فتهدأ ، يقول صديقي الغالي : سجن نبذوك فيه ركناً قصياً كي لا يشغلوا أنفسهم بك ، برجاء لو صادفك هذا الذي تنوين شراءه بثمن غالي معروضاً للبيع ، برجاء أن لا تلقي لي دليلاً أو إشارة! فالأمر حقاً لا يشغلني.
ينصرف الخيال بينما الحساب في مهابته يتم حديثه لأعصابي عن المنفعة ابنة المصلحة فتستمع باهتمام :
تلك القوانين أودعوها الكتب ، ماذا لو أخرجتها و بدأنا نرسم بها مساراً نتبعه ، ترى كيف تسير الأشياء ؟ تعالي نخبرهم أن ذاك صلاح الأمر و أن كياني و من يضمهم جناحي صار الخير .
ثم يطربني الحساب حين يقول عن عملي ، يقول عن سداد خطوة ، عن رمية في الهدف مباشرة .
يقول عن كلمة تضبط حسابات آخرين فينتظم زرعهم ، يثمر ، فيهدونني منه . تنساب حركتي بين الخضرة ارتياح بال و رضا .
يطالعني مجدداً ، يقول أعطيك مثالاً يفصّـل الأمر :
يذكر يوماً اشتد المرضحد العجز ، ترتعد فرائصي من أن يعيد الزمن تلاوة أحزاني نسخة مجددة ، تشهق أنفاسي تاركة الحياة و شأنها مرة أخرى .
المرض لا أعرف ما يكشفه إلا دعاء من بيده ملكوت كل شيء رب العالمين . لكن دعوتي ينقصها قوة تجعلها تنفذ ، تقصر كثيراً عن أن تصل مداها . أتذكرين فعلك عند ذاك ؟ ألم ننسخ الدعاء طالبين الشفاء في عدة صفحات تركناها لمجهولين ؟
تسرع الدقائق كيما تنفرج الصخرة فيتسلل النور خيط يضيء ما بالخارج . يتلاشى شيء أثقل النفس ، تستقبل الهواء مجدداً فتقر فيها الحياة .
هناك ما يربك الحساب ، حين أضم الجميع في دعائي و عملي و قلقي و مودتي . عامل جديد أضيفه للحساب، فترجح كفة الكتابة في المعادلة.

********************

الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، خالقي ، أدعوك و أنت أعلم الناس بعوجي و قصري و ما أنا عليه ، إني ظلمت نفسي ظلماً لا أطمع معه في عفوك حتى تلقي منك خاطراً في النفس يذكرني أنك حرّمت اليأس من رحمتك . يستقر شعاع في النفس فتدعوك مجدداً :
إلهي ، رب العالمين ، رب النبي محمد صلواتك و سلامك عليه و آله الأطهار ، اللهم اجعل القرآن نور بصيرتي و ماء نفسي و حياة وجداني و منصرف أفعالي .
رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، اجعل لي من نور نبيك بصيرة و وحي يزين قولي و فعلي .
رب الصلاة و القرآن ، اجعل في نفسي فراغاً مما لا يعنيني ، أملأه قرآنا و صلاة و فهماً عنك و خفف به وزري الذي أنقض ظهري .
ألا يا رب هذا لي و لأهل بيتي و لمن سألني الدعاء من صالح المؤمنين .
********************

المفكرة
03-08-2009, 07:03 PM
سألت ابن أختي (عمره 10 سنوات) بزعم فتح موضوع للحديث معه ، متى تبدأ المدرسة ؟
طبعاً رده المعتاد : لن أذهب للمدرسة ثانية !
مدرسته تبدأ أسبوعاً قبل باقي المدارس بزعم المراجعة و المذاكرة ، مؤكد حزرتم : يذاكر كرة القدم نصف الوقت و الجري في أحواش المدرسة و ممراتها ثلثه و تذاكر المدرّسة لنفسها مع نفسها باقيه .
المهم أن أمه حفرت له خندقاً في البيت و سلسلته بالسلاسل كي يذاكر ابتداء من أول العام الدراسي . يبدو في وجهه أثر الصيام ، شيئاً من جدية طال انتظاره .
لكن انشغاله في المذاكرة يرسل لي الست لولو ، أخته الصغرى . فهي أيضاً كبرت و تجاوزت السنة بثلاثة أشهر و صارت تطالب بكامل الإنتباه و لو تواجدت حول يوسف فإن المرح سيصيب المذاكرة بعطب غير قابل للإصلاح .
©©©©©©©©©©©©©©©©©
نجلس أنا و الست لولو أمام المرآة على متكىء ، أسرح لها شعرها .
تقف متكئة على ظهري و كتفي ، هكذا فقط طول قامتها .
تثني رجلها اليمنى في وضع طفولي غريب ، بينما تثني ساقها الأخرى في الهواء في حركة من حركات الباليه ، يختل توازنها فأنقذها . تعاود الوقوف ثم تمسك الفرشاة و تسرح شعري بينما تحكي لي حكايات طويلة رداً على ما أخبرتها به من أخبار الشغل و البرامج الثقافية و حكايات المنتدى .
لكنها تمسك الفرشاة بحيث تكون الأسنان بعيداً عن رأسي و لثقل الفرشاة في يدها فهي تقريباً تخبط رأسي . لكن الخبط لا يصح من يد هي اللين و المودة و الخفة و البراءة و السذاجة كلها .
تلمح هاتفي الجوال قريباً ملقى بالجوار . تمد يدها الأخرى و تشير بسبابتها ، معلنة الحاجة لإجراء مكالمة ، تنادي : مـامـا
أغلق الهاتف و أناولها الجهاز ، تمسكه بيدها الأخرى ، بينما لازالت يمناها تطوح بفرشاة ثقيلة في الهواء تباعاً.
تقلب الجهاز و تضعه على رقبتها و تثني رأسها فتهم بتضييع توازنها ، هذا الذي يختل كثيراً . أنقذها ثانية
تتحدث : بابا .... بابا .... هههه .... بابا .... ماما .... هههه .
تلقي الفرشاة .
تضع يدها الأخرى على فيها و تضحك مجدداً . طبعاً قال لها الكثير ، فقط أنني لا أسمع .
©©©©©©©©©©©©©©©©©

I promise you
04-08-2009, 02:55 PM
لا حرمنا الله سن قلمك البليغ ..
وحكاياتة الشيقة ..
أنتى تجيد جيدا فن القصص ..
اليس كذلك ..؟
دمتى بكل مرادفات الود ..

المفكرة
04-08-2009, 08:55 PM
لا حرمنا الله سن قلمك البليغ ..
وحكاياتة الشيقة ..
أنتى تجيد جيدا فن القصص ..
اليس كذلك ..؟
دمتى بكل مرادفات الود ..

بارك الله جهدك و زادك دنيا و أخرى .
***********************
ذات مسامرة أغراني صديق باحترف الكتابة ، زاعما أن مهارتي عالية (لعله قال ذلك ليجد لي مخرجاً إذ أكثرت الشكوى من عملي في التدريس) .
ظل هذا الخاطر يحوم ببالي يؤرقني ، لا أعرف أأصرفه أم أوافقه ، أسأل المولى أن يجعل لي آية.
رأيت الكتب مكومة في معرض الكتاب بالكاد يلمحها أحد بفكرة، أكداس جثث بلا حياة ، عندها هبت الحريصة تنقذ نفسها من براثن الإهمال ، لم يعجبها أن يُـلـقى فكرها على هذا النحو .
أكتب تفاعلاً مع شيء ، شخص ، موقف ، لا أكثر . عين تراقب مجرى الأحداث حتى النهاية .
بدأ أمري و الكتابة همزة وصل بيني و بين من يعنيني أمرهم و لازالت هكذا في معظم الأحوال لا غير.
وأحياناً تطرأ أمور فيسندني أغراب ألفت الكتابة بيننا . تسندني رقة مشاعر ، فأعاود المقاومة ، يرتفع البلاء .
الكتابة نسجت تعاطفاً مع من حولي ، شبكة تتلقفني حين أهوي في تشابكات الحياة ، تتخبط الأمور ، تكاد ضربات الدنيا تخنق أنفاسي .
حيث لا رد أو تفاعل أو قارىء ، لا تعنيني الكتابة إلا قليلاً .
***********************

المفكرة
04-08-2009, 09:28 PM
كنت في ما مضى مشرفة في منتدى له نكهة أدبية يعتني أصحابه بفنون القلم إذ يرسمون ما هو يومي و مشاعرهم و طموحاتهم . يمتد عمر المنتدى ما شاء له ربه ثم يخسر كاتبيه و قارئيه في خط متهاوي. راسلني مراقبه العام يسألني كيف نحيي هذا الجفاف .
أجيبه أن السبات يمحو كيان أمة لا لغة لها و لا هدف . يومها كلمات متقطعة ، و أفكار متهالكة عفى عليها الزمن . أقترح مسابقة في كتابة القصة القصيرة بين الأعضاء كنت قد وجدتها في منتدى آخر ذي نكهة شبابية . كون اللغة العربية أملت الأفكار حدث يستحق الإحتفاء .
*************************
بالفعل تنعقد المسابقة في المقهى و يضع الكثيرين قصصاً جيدة و حين يحين دوري كي أشارك فإنني أتردد مطولاً لإنني أخذت عهداً على نفسي أن لا أسجل إلا ما يقع ، فقط يمر عبر مرآة عقلي فيكتسب لوني .
*************************
شاركت في مسابقة المقهى الأدبي بالقصة التالية :
أصفق مطولاً و أنا أقفز فرحاً ، أنحني أمام جمهور وهمي يملأ حجرتي ، برجاء تصفيق حار منكم أيضاً . شكراً لكم .
منظر لا يتناسق مع بنيتي النفسية و العقلية و الجسمانية . أليس كذلك ؟ لعلكم تتساءلون ما الذي يستدعي كل هذا الفرح ؟
أعشق المنافسة و يسرني أن أحتل المقام الأول في أي مسابقة .
يطربني التغيير و يسرني أن تصيب رميتي هدفاً طالما قيل لي أنه غاية بعيدة المدى لا يصلها إنسان
هذه المرة نجحت في كل ذلك بأقل مجهود . فقط أنسخ ثم ألصق ، هذا كل ما احتجت إليه .
لازلتم لا تفهمون ما الحكاية ، ما الذي أطربني .
حسناً ، ذاك كان الموجز ، فيما يلي تفصيل الأخبار .
************************
أكتب في منتدى للشباب ، فتجرح العامية نفسي ما وسعها ذلك . العامية هي الماء و الهواء ، في المنتديات العامة و الأقسام الأدبية و قسم اللغة العربية !
تخرج لي لسانها في تحدي سافر . و قد قبلت التحدي .
أما الشكوى من الحياة في كل صفحة فتصنع خليطاً مقرفاً مع ماء العامية فتصب في نفسي من الزهق ما يضايقني مذاقه .
و أنا لي رأي في كل تلك الشكاوي ، لن يسيغه أحد . هوة من الزمن سحيقة تفصلنا حيث الأمور تتغير ، لكن ما هو أساس و ما هو مشترك بين البشر لا يتغير .
لا ، لن أخبرهم وصفتي ، فهم أقدر مني على كل شيء بما في ذلك التفكير و الجدال .
لم أصل إليكم بعد ، أعرف .
************************
أول مرة
تقافزت الدموع من عينيها ، و هي صبرت طويلاً و قدمت استعطافات رقيقة كي أرفع عنها ما يحزنها ، فلم ألتفت إلى توسلاتها ، الآن حان موعد الفيضان ، أهاج فيّ بكاؤها حناناً ، أسرعت في خطوي و بدأت التجهيز ... واصلت الهرس بسرعة ، مر يا زمن بسرعة من هنا .... أقبلت عليها .. معي ما تطمع فيه ، أمسكت رسغي برفق و شدته نحوها ، استغرب قوتها و ضعفي ، وضعته في فمها ، قطبت جبينها ، اندهشتْ منه ، حدقت ْ في زمناً ثم لاكته و لفظته ، ابتسمتُ لها فتجاوبت مع ابتسامتي بأخرى مشعة ملأتني أملاً في الحياة ، أعطيتها المزيد ، هذه المرة أحسنتْ التصرف ، لاكته وقتاً أطول ثم لفظت بعضه ، تشاغلت عنها بالحديث مع غيرها ، حديثاً لا أذكر منه شيئاً الآن، لا شيء في الذاكرة سوى عيناها الواسعتان ، و لسانها تخرجه من فمها ، تلوك به طعاماً لا يتمثل لي ، تحتوي يدها اليمنى باليسرى ، استعطافاً ، تشغل نفسها باللعب مع ما لا أرى ،
نادتني بشوق فلبيت النداء ، عدت إليها و كلي عزم أن أنجح في مهمتي الجديدة ، ملعقة ثم أخرى...... كلتانا تحاول في أمر جديد عليها ، لولو تأكل بسكوتة مهروسة ، أول طعام لها في دنياها التي مر منها ستة أشهر ، أطعمتها إياه ، أمر لم أفعله منذ زمن بعيد .
************************
شاركت بتلك القصة في مسابقة القصة القصيرة في منتدى للشباب .
مر بها الشباب و الشابات ففضلوها على ما عداها و اختاروا لها المقام الأول ، رغم أن القصص الأخرى بها من الإجتهاد و اللغة و الحرفية في الكتابة ما هو أعلى.
هذا النجاح هو ما رأيته فأبهجني . وصل مضمون الرسالة تماماً !
حل اللغز ، أعملوا عقولكم قليلاً !
*********************




لم تفز القصة الثانية التي أنشأتها من حدث مشاركتي و فوزي في المنتدى الشبابي . في الواقع كانت إحدى القصص مكتوبة بحرفية عالية و تستحق الفوز ، لكنها لم تفز هي أيضاً في ظروف غافلة.
*********************

I promise you
05-08-2009, 07:03 PM
جعلك الله دائماً ناجحة ..
أنت ِ حقاً تجيدى فن القصص ..
لا حرمنا إبداعك ..
تحياتى و إحترامى ..

المفكرة
05-08-2009, 09:11 PM
جعلك الله دائماً ناجحة ..
أنت ِ حقاً تجيدى فن القصص ..
لا حرمنا إبداعك ..
تحياتى و إحترامى ..

يعي اللسان عن الشكر فيجد الدعاء بلسماً شافياً :
ربنا تقبل منّـا إنك أنت السميع العليم و تب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم .
الواحد الأحد ، الوهاب الرزاق ، أصلح ذات البيـ(ن)ـت و اسلل سخائم الصدور . رب اجعلنا مقيمي الصلاة و من ذرارينا ، ربنا و تقبل دعاء .
©©©©©©©©©©©©©©

المفكرة
05-08-2009, 09:18 PM
نفسي هو اسم قلمي في منتدى الأستاذ عمرو خالد ، رغم أنف نفسي .
هذا منتدى يعج بالبشر ، أحسبه كالجامعة ، نوعاً ما يذكرني بأيامي فيها .
تشتم رائحة الشباب فيه أينما يممت . كان اسمي فيه المفكرة منذ أعوام ، أظنني لم أكتب ردين بهذا الإسم . ثم عفى الزمن على تلك المفكرة . و حين عدت للمنتدى منذ عامين تقريباً تفقدت كلمة المرور فلم أجدها ، تاهت من ذاكرتي . عبثاً أحاول أن استعيد كلمة المرور فيتوقف النت عن العمل إطلاقاً .
أحاول في حساب جديد باسم يؤاخي المفكرة فأفشل المرة تلو الأخرى . تنقطع النت ... تنقطع الكهرباء ... تغلق الصفحة ... الإتصال لفرط بطئه يحرق صبراً كالهشيم ....
و فيم أنا أحاول يتسلل النوم في حنايا اليقظة ، اطبع اللفظ (نفسي) في بند اسم المستخدم و قبل أن يحاسبني وعيي هذا النبيه على ما فعلت ، كنت قد ضغطت مفتاح الإدخال :
هاهو ذا : حساب في منتدى الأستاذ عمرو خالد باسم نفسي .
تلومني نفس هي اللوم نصف الوقت و اللوم بقيته : كيف تجرأين على اتخاذ اسم عنوان أنانية و بؤس ؟ النفس شقاء ، تلك الرذيلة التي اجتهدت أمحوها سنيناً ، أتثبتينها الآن و قد قارب فعلي الإكتمال؟!!
فيم اللوم ، فيم يلتصق بي لا يتغير؟
ليكن إذا نفسي .
**********************
اكتب مقالات الكيمياء الحيوية في القسم العلمي فيكون لها مئات القراءات ، أمر أعده انجازاً حيث مقال يضاف كل عدة ثواني . يتلقاها البشر بالرضا و يطالبوني بالمزيد ، للأسف لن أستطيع فعلاً لفرط الإنشغال و هي مقالات يلزمها المطالعة من جديد و اختيار فكرة من بين السطور و موضوعاً و محوراً و ترجمة و تنسيق ، حكاية خطها الخالق العظيم في النفس ، تبرزها فتحكيها لخلقه عساهم يشكروا فضله .
**********************
يتوقف أحدهم فيلوم نفسي على اسمها ذاك . هنا أقف و نفسي نفكر ، هاجس في النفس يقول أنها ليست قبحاً خالصاً ، فهي بعض فعل خالق عظيم .
ألا نقرن النفس بكل سوء من أثرة لإنانية لرغبة في الشهوات ...؟
أم تراها متعادلة ؟ قماش قابل للتفصيل على أي نحو تشاء ، لوحة فارغة ، اغمس فرشاتك و املأها اختيارات.
قال بارئها:
"و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها. قد أفلح من زكاها و قد خاب من دسّاها" الشمس 7-10
"و كلكم آتيه يوم القيامة فرداً" مريم 95
اقبل حكم بارئي فهو خير من حكم نفسي .
**********************
اكتب مقالاتي المعتادة في الساحة العامة ، يجتذب قلمي مشرفته و أقلام نسائية لطيفة تسبح بحمد ربها و تذكر اسمه فتمتلىء صفحتي ذكر و رضا ، يعلم الله أنها لم تكتب إلا لذلك . يزين التسبيح الزمن فتنكشف عني غمم فقد طال الغرق حتى كادت الرئتين تنسيان الهواء الطلق .
**********************
أزعم أنني قارئة في ذاك المنتدى أكثر مني كاتبة , يعجبني ما يكتبه الأستاذ عمرو خالد . أراجع المقالة التي يكتبها في رمضان أو التي يكتبها سكرتير البرنامج عن قصص القرآن برنامجه رمضان هذا العام .
آخر ما قرأت له يروي أنه جاوز الأربعين بعام ( يكبرني عدة أشهر و يفوقني فعله مقامات لا أدانيه فيها ما حييت ) فأحب أن يحتفى بهكذا ذكرى بأن قص قصة أصحاب الأخدود في برنامجه .
قصة لطالما روعتني ، خبأتها عن وعيي في مكان أمين . فهي تنتهي بمقتل صاحب دعوة (غلام) باختياره كي يؤمن الناس ، ثم يُـلقى بمن آمن في اخدود به نار مستعرة ، تحتار أم تحمل وليد و تتردد في أن تسلب وليدها اختياره . يختار الوليد أن يلقى و أمه في الإخدود فينطق مخبراً إياها أن تقع فيها !
استخرجها عمرو خالد و قصها على الناس قائلاً لا تراعوا .
يحكي الأستاذ عمرو أن ابنه اتصل به مهنئاً ذكرى ميلاده و تمنى له خاتمة كخاتمة الغلام !

I promise you
06-08-2009, 07:46 PM
زادك ِ الله من العلم والدين ..
وأعانك على الخير دوماً ..
دمت بطاعة الله ورسولة ..
تحياتى واحترامى ..

المفكرة
07-08-2009, 06:04 PM
كنت في ما مضى مشرفة في منتدى له نكهة أدبية يعتني أصحابه بفنون القلم إذ يرسمون ما هو يومي و مشاعرهم و طموحاتهم . يمتد عمر المنتدى ما شاء له ربه ثم يخسر كاتبيه و قارئيه في خط متهاوي. راسلني مراقبه العام يسألني كيف نحيي هذا الجفاف .
أجيبه أن السبات يمحو كيان أمة لا لغة لها و لا هدف . يومها كلمات متقطعة ، و أفكار متهالكة عفى عليها الزمن . أقترح مسابقة في كتابة القصة القصيرة بين الأعضاء كنت قد وجدتها في منتدى آخر ذي نكهة شبابية . كون اللغة العربية أملت الأفكار حدث يستحق الإحتفاء .

*************************

بالفعل تنعقد المسابقة في المقهى و يضع الكثيرين قصصاً جيدة و حين يحين دوري كي أشارك فإنني أتردد مطولاً لإنني أخذت عهداً على نفسي أن لا أسجل إلا ما يقع ، فقط يمر عبر مرآة عقلي فيكتسب لوني .

*************************

شاركت في مسابقة المقهى الأدبي بالقصة التالية :
أصفق مطولاً و أنا أقفز فرحاً ، أنحني أمام جمهور وهمي يملأ حجرتي ، برجاء تصفيق حار منكم أيضاً . شكراً لكم .
منظر لا يتناسق مع بنيتي النفسية و العقلية و الجسمانية . أليس كذلك ؟ لعلكم تتساءلون ما الذي يستدعي كل هذا الفرح ؟
أعشق المنافسة و يسرني أن أحتل المقام الأول في أي مسابقة .
يطربني التغيير و يسرني أن تصيب رميتي هدفاً طالما قيل لي أنه غاية بعيدة المدى لا يصلها إنسان
هذه المرة نجحت في كل ذلك بأقل مجهود . فقط أنسخ ثم ألصق ، هذا كل ما احتجت إليه .
لازلتم لا تفهمون ما الحكاية ، ما الذي أطربني .
حسناً ، ذاك كان الموجز ، فيما يلي تفصيل الأخبار .

************************

أكتب في منتدى للشباب ، فتجرح العامية نفسي ما وسعها ذلك . العامية هي الماء و الهواء ، في المنتديات العامة و الأقسام الأدبية و قسم اللغة العربية !
تخرج لي لسانها في تحدي سافر . و قد قبلت التحدي .
أما الشكوى من الحياة في كل صفحة فتصنع خليطاً مقرفاً مع ماء العامية فتصب في نفسي من الزهق ما يضايقني مذاقه .
و أنا لي رأي في كل تلك الشكاوي ، لن يسيغه أحد . هوة من الزمن سحيقة تفصلنا حيث الأمور تتغير ، لكن ما هو أساس و ما هو مشترك بين البشر لا يتغير .
لا ، لن أخبرهم وصفتي ، فهم أقدر مني على كل شيء بما في ذلك التفكير و الجدال .
لم أصل إليكم بعد ، أعرف .

************************

أول مرة
تقافزت الدموع من عينيها ، و هي صبرت طويلاً و قدمت استعطافات رقيقة كي أرفع عنها ما يحزنها ، فلم ألتفت إلى توسلاتها ، الآن حان موعد الفيضان ، أهاج فيّ بكاؤها حناناً ، أسرعت في خطوي و بدأت التجهيز ... واصلت الهرس بسرعة ، مر يا زمن بسرعة من هنا .... أقبلت عليها .. معي ما تطمع فيه ، أمسكت رسغي برفق و شدته نحوها ، استغرب قوتها و ضعفي ، وضعته في فمها ، قطبت جبينها ، اندهشتْ منه ، حدقت ْ في زمناً ثم لاكته و لفظته ، ابتسمتُ لها فتجاوبت مع ابتسامتي بأخرى مشعة ملأتني أملاً في الحياة ، أعطيتها المزيد ، هذه المرة أحسنتْ التصرف ، لاكته وقتاً أطول ثم لفظت بعضه ، تشاغلت عنها بالحديث مع غيرها ، حديثاً لا أذكر منه شيئاً الآن، لا شيء في الذاكرة سوى عيناها الواسعتان ، و لسانها تخرجه من فمها ، تلوك به طعاماً لا يتمثل لي ، تحتوي يدها اليمنى باليسرى ، استعطافاً ، تشغل نفسها باللعب مع ما لا أرى ،
نادتني بشوق فلبيت النداء ، عدت إليها و كلي عزم أن أنجح في مهمتي الجديدة ، ملعقة ثم أخرى...... كلتانا تحاول في أمر جديد عليها ، لولو تأكل بسكوتة مهروسة ، أول طعام لها في دنياها التي مر منها ستة أشهر ، أطعمتها إياه ، أمر لم أفعله منذ زمن بعيد .

************************

شاركت بتلك القصة في مسابقة القصة القصيرة في منتدى للشباب .
مر بها الشباب و الشابات ففضلوها على ما عداها و اختاروا لها المقام الأول ، رغم أن القصص الأخرى بها من الإجتهاد و اللغة و الحرفية في الكتابة ما هو أعلى.
هذا النجاح هو ما رأيته فأبهجني . وصل مضمون الرسالة تماماً !
حل اللغز ، أعملوا عقولكم قليلاً !

*********************





لم تفز القصة الثانية التي أنشأتها من حدث مشاركتي و فوزي في المنتدى الشبابي . في الواقع كانت إحدى القصص مكتوبة بحرفية عالية و تستحق الفوز ، لكنها لم تفز هي أيضاً في ظروف غافلة.

*********************


خاتمة ، على نحو ما
جمعية خيرية تطوعت للعمل بها . أمد عبرها يد مساعدة لمن يحتاجها . ينظم أنشطتها شباب و شابات يفصلني عنهم عشر سنوات أو يزيد حيث الطباع مغايرة و طرق العمل لا تلتقي .
حدود قريبة تحيط قولي و فعلي و نشاطي .. لكن زوابع قلق و نفور كانت حولي . لم أعترض معظم متطوعي الجمعية و موظفيها . أم أن ذاك مشكلة ؟!!
أنتقل للقاهرة الجديدة فتتناءى المسافات منهية نشاطي التطوعي هناك . يبقى قلمي يكتب في منتدى الجمعية حتى يسقط . يصيبني التراخي بكسل عقلي لا أفيق منه بعد عودة المنتدى. تفصل مشاركاتي الأشهر و الأسابيع.
أشارك في مسابقة للقصة القصيرة في منتداهم ثم تفوز قصتي عن لولو بالمركز الأول .
ليان دائماً ما رأبت صدع علاقات طال شرخها . وصلت جسر مودة بين أبي و أهل بيته . و ها هي تصل ما قطعه النفور من ود في المنتدى .
كان لي هدف من نشر قصتي عنها أكثر من كونها مشاركة في مسابقة للقصة . هدف أحرزته بفوزي و بكثرة المهنئين و المشجعين (كتب شاب أنه قرأ القصة أربع مرات !).
اليوم أجدها مثبتة باسمي يذيله توقيع به شهادة تقدير باسمي و انجازي .
يمس التقدير عصب مودة و احترام لجهد الشباب . تمحو الشهادة خلافاً ترك أثره في النفس .
يكتمل الحساب على هذا النحو و يُـغلق الملف بقشرة المخ .

I promise you
07-08-2009, 06:53 PM
هى دى كدة الخاتمة حضرتك ..؟
ولا فية فى الموضوع بقية ..؟
جزاكِ الله خيراً ..

المفكرة
07-08-2009, 11:24 PM
هى دى كدة الخاتمة حضرتك ..؟
ولا فية فى الموضوع بقية ..؟
جزاكِ الله خيراً ..

أسعد الله مساؤك.
قصدت خاتمة حكايتي مع المنتدى الشبابي و جمعيته التطوعية .
هذا الموضوع يحتل ما يقرب من مئة صفحة في ملف في حاسبي.
بعضها صالح للنشر أو يستعد لذلك .
أما الآن فتصبحون جميعاً على خير و صدق و إيمان .

Observer
07-08-2009, 11:54 PM
أنتِ حكاءة كبيرة

شكراً على الإمتاع

إلى الأمام أيتها المفكرة

المفكرة
08-08-2009, 03:29 AM
أنتِ حكاءة كبيرة

شكراً على الإمتاع

إلى الأمام أيتها المفكرة

أكرمك الله أخي الكريم و وفقك لقيام ليلة القدر .
******************
علقت على مقالة لكاتب ، فكتب لي التالي: لردوده الأزرق غامق بينما اللون الفاتح لردي اللاحق ، و الردود سجال.
تأمّلي في كلّ الوجوه التي طالما ظننتِها مملّة جداً و عاديّة للغاية ..
تأمليها من الداخل ..
البسي أجسادها المألوفة و أسماءها العاديّة و حياتها الروتينية جداً ..
صدّقيني .. إن فعلتِ ذلك .. سيصبح كلّ شخص ترينه أمامك أسطورة حقيقية تسير على قدمين .. و ستغدو كلّ حياة باهتة أمامكِ حكاية ملوّنة تستحق أن ترسميها بفراشتك العبقريّة ...

كلّ خطوةٍ قد تكون مغامرة صغيرة إن تأملنا فقط كلّ الاحتمالات اللامتناهية لدروبنا الملتوية ..
نحن نعيش في متاهة عملاقة بحجم الكون .. و كلّ لحظةٍ من لحظات حياتنا المليئة بكلّ الإمكانات المختلفة تحمل في طيّاتها ملايين المغامرات التي تبهر الأنفاس ..

أطفئت مصباحي و آويت إلى فراشي ثم استدعيت حكايات اليوم المعتادة أراها في ضوء الفكر .
تيقظ إحساسي بعوالم و كيانات تحتويني بلا حصر . تمتزج بأطياف البشر مروا بيومي . تموجات بديعة تملأ وجداني مشاعر تدرجات طيف بلا أول أو آخر ، يلون ذلك كله أفكار وجداني .
خيط الزمان يمزج المكان و الأحداث يعقِـد نسيج حكاية الحياة الظاهر و المخبوء . يلف كياني ذاك الأبدي ، ذاك الذي قضى على هذا الكوكب زمن قصير .
أعيد ترتيب قطع الأحجية فتتداعى الصور في عقلي و يتضح بعض المعنى .
******************


تلك الأعصاب التي تحتفظ بالمشاهد التي حولها . تأخذ لها صوراً كثيرة تحتوي تفاصيلاً متباينة ثم تقطع الشريط و تكثف اللقطات ، تبقي من صوره فقط تلك التي تبهر أعصاب المتلقي و تستقر في نفسه .
لا أمتلك من تلك الموهبة الكثير ، لذلك سأكتفي حالياً بقراءة مشاهدك .
******************

المفكرة
08-08-2009, 10:17 PM
الشقاق كتب اسمه على جنبات اليوم و حين طالبته بالإنصراف لم يبال ِ بكلماتي بل مضى يهزأ بما بقي من يومي .
أنادي المولى اجمعنا في جنة ذكرك ، صلاة تؤلف بيننا لحظات تصرف عنا عفاريت الهم و غيلان الأهواء و غيلات المشاغل .
لا لم أرتب شيئاً . فقط وقفت و إذا من في المصلى ينتظمن عن يميني و يساري ، أومأن أن أمّـي ، لم أجادل ، غشيتنا سكينة تلاشى لها ضجيج اللعب يملأ الأركان ، أدهشني الأمر لحظة، ثم صرفت إدراكي تجاه مالك الملك أحمده على النعمة الوافرة بينما الوفاق يجمل اللحظة هناءة بال .
****************

I promise you
09-08-2009, 04:36 AM
أرتاح كثيراً ايتها الفاضلة الكريمة
عندما ادخل صفحاتك ِ اقلبها وتمتعنى حقاً
لا حرمنا الله ابداً سن قلمك الرائع ولا حرمنا
كتاباتك ِ الشيقة .. اسأل الله العلى الكريم
ان يحفظكِ دوماً ويعينك ِ فى كافة مجالات حياتك ِ
ويهديك ِ دائما الى الخير وانتى أهلٌ له ..
دمتى فى طاعة الرحمن ..

المفكرة
09-08-2009, 05:17 PM
أرتاح كثيراً ايتها الفاضلة الكريمة
عندما ادخل صفحاتك ِ اقلبها وتمتعنى حقاً
لا حرمنا الله ابداً سن قلمك الرائع ولا حرمنا
كتاباتك ِ الشيقة .. اسأل الله العلى الكريم
ان يحفظكِ دوماً ويعينك ِ فى كافة مجالات حياتك ِ
ويهديك ِ دائما الى الخير وانتى أهلٌ له ..
دمتى فى طاعة الرحمن ..

اللهم بلغنا رمضان و ارزقنا صيامه و قيامه و ارزقنا حسن عبادتك و شكر نعمتك في ليلة القدر و في كل ليلة .
اللهم آمين. اللهم أصلح ذات البين و اسلل سخائم الصدور.

المفكرة
09-08-2009, 05:19 PM
آذتني الصورة الفاحشة التي ترسمها وسائل الإعلام للمرأة العربية ، تلك التي لا يعنيها سوى الدجالين تأخذ عنهم . دجالي التجميل أو الدين و غيرهم ، بينما الأرض نواحي تدور في فلك مغاير :
هموم
استيقظ و الحمى تكاد تسحق وعيي ، يجب أن أسرع في تجهيز يومي كي أذهب إلى عملي، بضائع دقائق من التأخير قد تهضم أجر اليوم و تحلي بنصيب من المكافأة ... أذهب متأخرة لكن لا أحد ينتبه لدفتر الحضور و الإنصراف فيرفعه ، نتوافد عليه فنسجل أسماءنا و نحفظ حقنا في أجر اليوم.
أمر بعشرات الزميلات فألقي السلام و أنا في طريقي لإحضار أوراق الإمتحان فعلي مراجعة 87 ورقة امتحان لطلاب الصف الثاني الإعدادي ... التصحيح و وضع الدرجات و الجمع و القسمة قبل تسليمها للكنترول .
أتناول فنجان التلبينة و أنا أقرأ ما كتبه الأولاد ، يعلوني الهم يملأ مسارب النفس ، ما هذا السخف ، لا يقدر الكثير على كتابة جمل بسيطة تؤدي معنى واضح ، بعضهم يفعل ، يجلس الأولون لتسخيف الآخرين و سرقة وقتهم و تعطيل طاقاتهم ، على الآخرين أن ينتظروا حتى يفرغ الصنف الأول من سخافاته ، يعجز بعضهم أن يكتب أن النت تستخدم في تبادل المعلومات و التواصل مع الآخرين و يأخذ درجته كاملة ! يفعل ابن الغرب بتلك الشبكة الأفاعيل !
نعطيهم بأمر الوزارة درجات تحت كل أنواع البنود ، هذا لأجل أنه يشرفنا بالتواجد في المدرسة و هذا لأنه إذ كان هنا لم يسيء الأدب ! و هذا لأنه إذ لم يكن هنا ، أرسلت والدته لنجار فأحضر مشروعاً مدفوع الثمن ، يخط الفكر الهم على كل خط تخطه يدي ، يضغط الجرح فينزف ، يا رب أليس لها حل ؟ و تلك الأخطاء في المناهج عاماً بعد عام ... أذكر جملة سخيفة في الكتاب تزعم أن مفصل الركبة واسع الحركة ، كيف نمشي إذا؟ وقفت في فصلي و قلت بل هو محدود الحركة ، أترون أوضح من ذلك ؟ حسمت رئيستي مكافأتي بزعم أنني تصرفت من رأسي ، أريها مرجعاً من الجامعة ، لا يشفع لي ، لازال السؤال مطبوعاً في الكتاب بشحمه و لحمه ، يخرج لي لسانه ، يتحداني !
أنتهي من الأوراق و أعيدها للكنترول و الحمى تعصف بذهني ، تكاد تنقلني لأرض الجنون ، أهرب منها ، أقول تحملي حتى أصل الفراش ، تجلدي ، تمر القهوة بذهني ، قد تكون حلاً. ابتسم لها ، أطلب منها فنجان قهوة ، تهز رأسها بينما تنشغل في إعداده ، هادئة على غير عادتها ، دائماً ما تؤكد وجودها ، تشارك في كل ما يدور من حديث ، تقحم نفسها بين السطور.
تتلاقى الأعين ، أرى فيهما الهم ، درجة الشقاء أكثر حدة اليوم ، أقول ما بك ؟ تقول الصغير مريض ، حرارته مرتفعة ، عاملة النظافة ، لها ستة أطفال ، يعييها تدبير أمور معيشتهم فتخرج للعمل .
الهم يعلو معظم الوجوه هذه الأيام فتغيير الطقس يأتي بكل أنواع الميكروبات ، ينقشها على مناعة أطفال ضعاف ، تقضي إحداهن الليل بطوله تهدهد المريض ، تتحمل قيأه و ثقل وزنه ثم تقوم مبكراً لما هو أثقل.
لا أحد يلتفت لعاملة النظافة اليوم ، همومهن تمحو مقالتها ، اسأل المولى فيما يجب فعله فالذهاب للطبيب أمر مكلف بلا شك .
انتظر حتى تخرج من الحجرة و تتجه ناحية الحمام حيث اعتادت الجلوس ، فأدس بيدها عشرين جنيهاً ، أترك في جيبي خمسين أخرى حتى آخر الشهر ، أعلن عجزي عن مساعدتها لمولاي فأطلب منه الشفاء لكل مسلم.
أراقب من حولي بينما أرتشف فنجان القهوة ، تمر أمام مكتبي في لحظة انقطاع عن العمل فأستوقفها ، أسألها ما أخبار الدراسة ؟
_ انقطعت ، تحيرت بين المواصلة و الهجر ، لا أجد جدوى لشهادة متخصصة في الحسابات بلا خبرة حقيقية في هذا المجال ، الكتابة على الكمبيوتر هو المطلوب هنا ، لا أجد مكاناً بالمدرسة في الإدارة المالية .
تفيض : من يشاركني الدراسة يحتاجونها للحصول على وظائف مرموقة ، بشركات متعددة الجنسيات ، شركات لها أنشطة اقتصادية متداخلة مع الأجانب و بالأخص اليهود ، لا أرتضي أن أعمل بشركة كتلك فأكون ممن يساعدهم على أي نحو ، خير لي أن أبقى في وظيفة صغيرة دخلها قليل و لكنه يكفي و بركته عظيمة عن دخل كبير في وظيفة لا يرتضيها المولى .
تطيل الحديث : كشفوا عن جبل به ذهب منذ عدة أيام ... يذهب خمسون بالمائة منه لشركة أجنبية تستخرجه ثم تخرجه من البلاد ، ألا ترين أن صاحب القرار السياسي يبيع البلد برخص التراب ؟ لن أضع خنجراً في نصل بلدي ، لن أشرب من ذاك الدم النازف .
أقول ابننا سخيف ، خفضنا التحديات في حياته حتى فرغ منها و التفت للسخف الذي يراه في التلفزيون و ألعاب الكمبيوتر ، أعرف شاباً لا يغرف طعامه في طبقه حتى تدسه أمه في فمه ، منظر يضعه عقلي ضمن ملف المعتاد ، كيف يواجه أجنبي اعتاد العمل منذ الصغر ، يعمل بيديه، يستخدم عقله ، ينمي عضلاته ؟! و الحياة صراع إرادات و الإرادة الأقوى تكسب ، كيف يقهر بضع آلاف الملايين في العراق وأفغانستان ؟ الحساب به شيء مختل حد الجنون .
تتلاقى الأعين فيغمر الإحساس المعنى ذاته :
_ يضمخ القهر الإحساس ، أعني أنهم مقهورون حقاً في العراق و فلسطين ، لكن الناس هنا أيضاً يشعرون أنهم مركعون ، خانعون ، يمد الزهق ظله على كل خطوة ، يخلط القرف الطعام ، يسىء لطعمه رغم الغنى و الإقتدار؟
أجل ، أرتشف السم نفسه .
يأخذنا الآذان من هذا العالم لقطاع آخر ، فتحة في الزمن ، يأذن فيها المولى بذكره ، يفرّغنا من هموم لا علاج لها ، فيكون دواء و شفاء حتى حين ، يسألنني أن أتصدر ، و أنا عادة ما أفعل، لكن اليوم عصيب أكاد أغيب عن الوعي ، أتردد قليلاً ، فتجتاح إرادتها القوية إرادتي المهلهلة تصر أن أتصدر فأفعل .
بهارات حارقة على مشاعر متوهجة ، بالكاد أكتم عواطفي ، سلك الكهرباء اليوم مكشوف ، لو نظرت إحداهن لأزعجها وهج الكهرباء ، و أنا لا أحب كشفه ، أتوجه للذي فطرني ، أسكب ضعفي بين يديه ، أسأله كل ما أعجز عنه ، أعني كل شيء ، تكاد تفيض روحي بين يديه ، تنسكب أدمعي : إليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي و هوان أمتي على الناس ، أنت رب المستضعفين و أنت ربي ، لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ، و لا تكلنا لعدو سقيم يقتات لحومنا و دماءنا ، نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات و الأرض و صلح به أمر الدنيا و الآخرة أن تنصرنا عليهم و أن تصلح لنا شأننا كله ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك و لاحول و لا قوة إلا بك عدد خلقك و رضى نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.
أعود إلى مكتبي ، يعود لي الفكر ، تربط الوزارة يداي بحزم و تطالبني بالعمل باقتدار ، عملي كخيالات السحّـار ، المتناقضات : بسيط حد السذاجة .... خبيث حد اللؤم ، تسيل من أنيابه دماء أولادي ، أخرب مستقبلهم زعم أنني أبنيه ، ألفق لهم نجاحاً فأهدمه في الحقيقة ، الكل يقول افعلي ما تقدرين عليه فقط و لا عليك بالباقي ، الذي هو كل شيء ... أغير ما أغير فتأتي من تنقض ما أفعله .... تعيده لأصله ، شعب يعشق الأصالة ، أهدد بتركهم ، تأخذهم الحنية .... يرسم النفاق ألوانه : حبك مضمخ بالإحترام ، انظر إلى العيون فيموت الكلام .
يرسلني الزمان إلى البيت فقد أطال حصة الهم اليوم حد الإرتواء ، اخفض صوت الهم و أنا عند أختي ، طفلها الرضيع على صدر أمي ، شهرين من عمره في هذه الحياة ، لا يسكن لغير حضن أم رؤوم ، فنقتسم الأمر بيننا ، حانت حصتي ، احمله ريثما تعد الطعام ، أمشي و أنا أرقيه ، تمتزج حرارة جسمه بحرارة جسمي.
تحضر أم يوسف ، تكاد تتقطع أنفاسها فقد نزلت بحثاً عني فلم تجدني في البيت ، هداها قلبها أنني حيث أنا ، في عيناها كل ما تريد قوله ، أعرفه دون أن تنطق ، طبعاً يوسف و امتحاناته ، قبل أن تنطق أعرض أن أساعد ، بالتأكيد ، أحمل عنها هم عريض ، يوسف نبيه في اتجاه آخر ، يعييه أن يقرأ أو يكتب ، بالذات باللغات الأجنبية ، و هل صارت كل مدارسنا إلا مدارساً للغات ، لا أدري أيمهدون لإستعمار جديد أم يهيأون الأولاد لخدمة محتل موجود ، لا شهادة بغير لغته و شعره وآدابه و فلسفته .... الخ !!
تحتل مقررات اللغات القسم الأكبر من اليوم و الطاقة و المال ، يتبقى وقت قصير للعلوم تدرس بلغتهم ، فتات معلّـب، لا عصير ، جفاف حد الموت ، لا يهم ستضع المدرسة الإمتحان قرب فيّـه، تقول اشرب ، أفعلت ؟ رائع 99 % يا صغير ، أطلت الحديث مع الإداريات و المدرسات ، لم أقنع أحداً بتغيير مساره ، ربما حادثة في نهاية الطريق تزيل إحداهن من مكانها .... غالباً ما تحل مكانها توأمها ، خلعهن الله جميعاً عمّـا قريب .
حسناً سأجلس معه و هذا هم لا تعلمون مداه ، قياساً على ما مضى ، لعلها ساعة تلك التي تفلح في ترويض إرادة جامحة ، طفل قائد ، إرادة صلبة ، بلا تصور واضح للإتجاه المنشود .
أبدأ القراءة ، بينما ذهنه تحتويه الثعابين ، يقاطعني ، أيمكن أن نفتح النت فننظر إليها ، أعد جادة بذلك بعدما ننتهي من صفحة الكتاب ، تقطع كلماته ثالث كلمة أنطقها .
_ أيأذن مولاي لي بالكلام ؟
_ بل اسمعي سؤالي الخطير : أسمعت عن تلك الأفعى الخارقة التي تقتل من يقربها بسم تنفثه في وجهه ؟
_ أعيده إلى تصنيف الحيوانات إلى فقاريات و لافقاريات ، أؤكد وعدي ، أطالبه بالإلتزام بالجزء الخاص به .
أبدأ القراءة ، تمر كلمتين ثم يأمر ثانية : لنلعب كرة اليد و الفورة من 10 و أنا الحكم و الهداف و المعلّـق و أنت ما يمكن ان يجعل كل هذا ممكناً.
_ تأخذ الحازمة الزمام ، تكشر عن أنيابها ، تقسم الوقت و توزع الأنصبة بالعدل .
موقع الكرة بعد صفحتين ، يطول الزمن فيهما ساعة ، تجري فلا أشعر بها ، أطويه في حضني ، أشغل تركيزه المشعث : نصفه مهترئ ، ربعه مشغول بأمر آخر ، نخرج من متاهة الجدل حول الثعابين فندخل دهاليز الكرة ، أرتب ، أفصل ، ربع ساعة كرة ، أختها في المذاكرة ، أعد طعامه ، أدفن الحمص في زيت الزيتون و الطحينه ، يستحسن طعمه ، و هو لا يستحسن من الطعام الكثير .
يسترسل أمام التلفزيون ، فأنزعه بالقوة الجبرية من أمامه ، يستاء مني ، لا يهمني ، قلمّـا نلت الإستحسان ، فقط حين أحرز نتائجاً طيبة ، يمر ببالهم موضع الحق .
نعود لمهمتنا ، نقرأ و نكتب و نحفظ ، ننقد و نحلل و نربط المعلومات ، نناقش كل ما يخطر بباله، ننظم .. نفصل ، أسأله رأيه ، يسألني رأيي ، يعلو البشر وجهه ، إذ يسري الطعام الطيب في جوفه ، يزيد تركيزه ، نتحرك بسلاسة أكثر ، نقضي عدة ساعات على هذا النحو ، يستنفذ طاقة شبه مفقودة ، يتركني حطام ، لا أرغب في شيء ، لا بأس سيعيد النوم الحيوية لجسد مكدود، أمامها يوم آخر مغمور في هذا العته .
بعض هم نساء لا محور له سوى أبنائهن ، تغمرهن الأمومة فتتلاشى المرأة .
بعض مفردات كتاب الحياة ، أولى بالقراءة من منمقات نراها بأجهزة خلط و إعلام ، صورهم لفقها نابهون تصوروا الأمور على نحو ما ... تيار الحياة يخط مساراً مغايراً بالكلية .

**********************

إلى كل من يرسم صورة ضيقة لتلك التي هي أساس الحياة :
لا تقتطعوا ركناً من الصورة ، ثم تلصقونه تحت عنوان فضفاض ، فتتشوه الأمور.
يعزف أحدهم نغمة ، فيسارع الجميع بإكمال سيمفونية من نفس المقام ، اللحن ذاته يتردد صداه فيغلق العقل مساراته حتى ينتبه على صوت جديد .

**********************

الكلام عن العادي و المعتاد ، أراه يلمس الجميع ، نتناساه في خضم بحثنا عن الغريب و المميز ، لعله عند أطراف أصابعنا .

المفكرة
10-08-2009, 08:14 PM
يهولني الفساد ،
يعلو ذكره كل الألوان .
ذكر يلوث كل الأنوار،
يرتفع آذان :
الخير أينما يممت ،
هو الغالب هو الأكثر .
ألا ترين إلى قطرات الماء ؟
نمنمات بلا عد
بحمد الرب ترد
البحر تسابيح بحمد الخالق ،
تسابيح ، لا أول .. لا آخر

المفكرة
11-08-2009, 09:46 PM
يأتي وقت ما ،
انبش ركاماً يدفنني ،
يغسلني ماء الطهر فأتوضأ ،
و أصلي في محراب الحياة .
يقف العابرون ببابي ،
ينظرون فعلي في دهشة ،
بل لهفة و اشتياق .
أكانوا في انتظاري ؟
أم أحضر فعلي نظراتهم ؟

المفكرة
12-08-2009, 02:41 PM
أولاد يتشاجرون ، و أخر يهزلون بضرب بعضهم البعض ، الهرج و المرج المعتاد في طريقي إلى بوابة المدرسة . أمنّى نفسي اليوم أن أسبق أتوبيسات المدرسة في الخروج من ساحة السيارات . تلك التي أحجامها و قوة سائقيها تفرض وجودهم على حق الطريق .
أحياناً ما يعتريني حب السبق و منافسة من يفوقني قوة حد أن المنافسة المادية لا تجدي شروى نقير. و حين أسبق ، أؤمن بتلك الحيوية التي تحويها النفس تظهر في السباق .
أقترب من سيارتي مسرعة فألمح أحد باصات المدرسة يصنع زاوية قائمة مع سيارتي ، يبدد الإنزعاج حلم السبق . أفتح باب السيارة بينما السائق لا زال يغسل كوباً من حنفية ماء بجوار سيارتي . أضع حقيبتي و هو لا يتحرك لإبعاد الباص !
_ لو سمحت هلا حركت الأوتوبيس ؟
_ لماذا ؟
ضروري ... ضروري (يرفع صوته مجدداً ) .
لا تعجبني الإجابة فأتركه و اتجه للسيارة بينما سحب الغضب تملأ أفق الفكر.
لا لن يأتي يوم أقبل فيه استخفاف رجل بي حين يفوقني في أمر ، ليكن أن زهو أحدهم لا يأكل حقي فيما صغر أو كبُـر .
كانت إحدى تلك اللحظات التي تشع عيناي بما يمر بفكري .
يقبل علي : بحاجة لماء ؟
_ لا أفهم ؟
_ ماء لأجل محرك السيارة .
تصلني رسالة الرعاية و الإهتمام يملأن عينيه مع قدر من الشقاء تفرضه شوارع القاهرة هم ثقيل المدى .
_ لا أفقه في هذه السيارة الجديدة شيئاً (مضت تلك الأيام التي كنت أعرف كل قطعة تحت غطاء المحرك ، اسماً و عملاً كجزء من حكاية آلة عظيمة الأثر في حياتي) . سأدع عامل محطة البنزين يتصرف حين أصل إليها قرب البيت .
_ أي خدمة ؟ حقاً .
_ بارك الله فيك .
_ إعتني بنفسك ، بالسلامة . ثم يحرك الأوتوبيس .
لا لم أخطط لسلامة الطريق تلك . ينساب الغضب بعيداً ، أقود بوضوح عقلي ، أركز على سلامة الوصول كثيراً فطريقي يتقاطع مع من لا يهمه سلامة الطريق له أو لغيره .
**************

I promise you
13-08-2009, 04:40 AM
آذتني الصورة الفاحشة التي ترسمها وسائل الإعلام للمرأة العربية ، تلك التي لا يعنيها سوى الدجالين تأخذ عنهم . دجالي التجميل أو الدين و غيرهم ، لعلك ِ بإذن الله بخير ..
** المفكرة **
إن أشد خطر على شبابنا وفتياتنا
هى هذة وسائل الاعلانات وما تفعلة
فى المرأه العربية من إهانة
أين هم من الدين ؟! هذا أمراً بات بالمعتاد
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

استيقظ و الحمى تكاد تسحق وعييشافاك ِ الله وعافاك ِ ..



أتمنى أن يتغير حال التعليم فى بلدى
وايضاً طلبة العلم يوجد منهم من لا يهتم
ولا يبالى .. هداهم الله جميعاً ..

اللهم كن بجانب المحتاج وساعدة
جلعلك الله **المفكرة ** ممن خصهم الله
بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة البقرة الآية 274
صدق الله العظيم ..

سأكمل بإذن الله تعالى باقى ما أضفتى قريباً
تحياتى و تقديرى
فى رعاية الله وحفظة ..

المفكرة
14-08-2009, 08:55 PM
لعلك ِ بإذن الله بخير ..



أتمنى أن يتغير حال التعليم فى بلدى
وايضاً طلبة العلم يوجد منهم من لا يهتم
ولا يبالى .. هداهم الله جميعاً ..




الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد ، اللهم إنا نعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل و الجبن و البخل .
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و إذا استرحمت به رحمت و إذا استفرجت به فرجت أصلح حال شبابنا و أصلح حال التعليم و المدارس و الطلاب و المدرسين .
اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك و ارزقنا ذكرك و اجعلنا مقيمي الصلاة و من ذريتنا ، ربنا و تقبل دعاء.
اللهم آمين، آمين، آمين عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.

المفكرة
14-08-2009, 09:09 PM
تسعى على رزق أيتام ، ناولتها ما يسد الرمق .
عاتبتُ نفسي : لا يكفي ، يشتد العتاب ..
أقف كاسفة البال حائرة ، يناولني وحياً :
ما أسد به الخلل : ابتسامة من قبس رسولي (صلى الله عليه و سلم) ، علمني
أن لا قبل لي بسد حاجات الناس لكني أسعهم بطلاقة وجهي .

المفكرة
16-08-2009, 07:43 PM
زارنا أصدقاء فقدمني ابن أختي مصطفى (كان وقتها في الخامسة) لهم على هذا النحو:"صاحبتي ... بنت ... بتلعب معاي... و هي رقيقة...تحبني."
فضحك الجميع لتلك البراءة و سذاجة التفكير بينما رأيته مسلي و عرفت أن تأثيري عليه لا يأتي من كوني خالته بقدر ما يأتي من كوني صاحبته ... بنت ... رقيقة... تلعب معاه ... و تحبه. مصطفى حتى الآن يناديني باسمي مجرداً من لقب خالة ، يسبغه علي يوسف .
©©©©©©©©©©©©©©©©

صوت الامة
16-08-2009, 08:07 PM
ما شاء الله عليكى اختى المفكرة
دا ئما كدا بتهدينا كلام جميل
ودا ئما بتمتازى بمواضيعك
موضوع جميل جداااااااااااا
وكلام راائع جداااااااااااا
ربنا يبارك فيكى يا رب
واسف لو كنت اتاخرت على الموضوع
متاااااااابع معاكم ان شاء الله
وفى انتظار البقية

I promise you
17-08-2009, 05:10 AM
كل التقدير على روحك العطرة
وكلمتاتك العابرة
ما أجمل تلك لحظاتك الرقيقة
و التى لم تخلو من اللحظات المؤلمة
ولكنها تأخد الفؤاد الى عالم ثانى
عندما يسمع صمتك وكلامك
جزاك ِ الله خيراً >> المفكرة >>
وبلغنا وإياك ِ وكل المسلمين شهر رمضان
اللهم آمين
دمتى فى طاعة الرحمن ..

المفكرة
17-08-2009, 09:25 PM
الزمن : نهار 29رمضان من العام الماضي :
يدق هاتفي بينما أنا نائمة ، أجيبه ذات وعي .
يصلني صوت إحدى مدرسات طاقمي تعلمني أنها تغيب عن عملها اليوم لظروف عائلية ، و أن لديها الحصة الأولى في الصف الأول الإعدادي .
_ لا عليك ، أين توقفت في المنهج .
_ أبدأ اليوم الدرس الخاص بالتغير الكيميائي .
_ أعتذر بشدة ، لكن حقاً الأمر طاريء .
_ لا تشغلي بالك بأمر العمل ، أراك على خير بعد الإجازة .
أقوم مسرعة ، فالطابور على وشك أن يبدأ و هو لن يتأخر قبل أن تلحق به الحصة الأولى .
كنت أنوي المزيد من النوم ، حقاً جسدي تبخر في حنايا رمضان . لا بأس . هي لا تتغيب عن العمل ، أثق في حكمها .
أسد مكانها فأشرح الدروس في فصولها و أصحح الكراسات و الكتب و أعيدها للطالبات .
تمر بنا موظفة الإستقبال فتتمنى للجميع عيداً سعيداً فغداً إجازة سواء انتهى رمضان بثلاثين يوم أو أعقب اليوم التاسع و العشرين عيداً .
ثم تهمس في أذني ، تخبرني أن أحد المدرسات تعرضت لحادث سيارة شديدة تسبب في كسر عظامها و احتياجها لعملية جراحية مكلفة .
_ ترى من تلك ؟
_ لا أرغب في إحراجها بكشف اسمها . هل بالإمكان أن تساعديها و أن تنشري الخبر في القسم ؟ لا أعرف باقي المدرسات بالتحديد . سيكون للجنيه أثر وجداني .
أقطع ما بيدي وأخبر سكرتيرة القسم بما هو مطلوب ، تحضر ورقة فارغة و تغلق أطرافها بالدبابيس فتصبح ظرفاً ثم تمر بهن واحدة واحدة تخبرهن بما حدث و ترجوهن إضافة أي مبلغ للظرف (لاحظوا أننا نتبرع لمن لا نعرف مطلقاً) .
ألاحظ الظرف و هو يمتلىء بالخمسينات (هذه قطعة لا بأس بها من الراتب و نحن آخر الشهر).
أترك الظرف مع سكرتيرة القسم فالظرف ينقصه أموال من هن في حصص . تجلس السكرتيرة إلى الحاسب تنهي ملزمة الكيمياء . يتوافدن على الحجرة بعد الإنتهاء من أشغالهن . يسلّـمن فتخبرهن الخبر و تطلب منهن التبرع . ينتهي نصف اليوم مع اكتظاظ الظرف .
تشكو زميلة أن لديها إشراف على الطالبات أثناء الفسحة ، تعقبه حصتان , تعرض السكرتيرة أن تحل محل الزميلة المثقلة في إشراف الفسحة فتنزل الدور الأرضي الذي به الملعب ثم تسلم الظرف لموظفة الإستقبال .
يطول الجدل زمناً ، ترفض المدرسة أن تثقل أحداً بأعبائها بينما تلح السكرتيرة فهي على وشك إنهاء الملزمة . أفصل الخلاف : دعيها تحل محلك فدورها في إشراف الغد قد محته الإجازة .
ينتهي اليوم و الكل يتمنى لبعض أبهج الأعياد .
بالفعل كان عيداً منيراً ككل أعياد القاهرة المجيدة .
********************

احمد رضا
18-08-2009, 01:35 PM
ما أجمل المشاركة
غالباً ما تظهر الأزمات الجانب المُنير من الإنسان
خصوصاً عندما يرتبط الأمر بحدث قد يحدث لأىٍّ منا
مثل الموت - الحوادث - الحزن - المرض
وما إلي ذلك ..
أو قد نري انفسنا في الجانب الآخر ..
الخُلاصة
الحقيقة أنني أشعر أننا لم نساعد احد يوماً ما
بل نُساعد أنفسنا
:)
كلماتك نقية رقيقة
لا حرمنا الله إبداعك

المفكرة
19-08-2009, 07:46 PM
ما شاء الله عليكى اختى المفكرة
دا ئما كدا بتهدينا كلام جميل
ودا ئما بتمتازى بمواضيعك
موضوع جميل جداااااااااااا
وكلام راائع جداااااااااااا
ربنا يبارك فيكى يا رب
واسف لو كنت اتاخرت على الموضوع
متاااااااابع معاكم ان شاء الله
وفى انتظار البقية

السلام عليكم
ألاحظتَ نسائم رمضان العطرة تهب منذ يومين تقريباً ؟
لي يومين ، أمر بالحياة عابرة بينما رمضان ينادي حي على القرآن ، حي على الصدقات و الإطعام.

المفكرة
19-08-2009, 08:02 PM
كل التقدير على روحك العطرة
وكلمتاتك العابرة
ما أجمل تلك لحظاتك الرقيقة
و التى لم تخلو من اللحظات المؤلمة
ولكنها تأخد الفؤاد الى عالم ثانى
عندما يسمع صمتك وكلامك
جزاك ِ الله خيراً >> المفكرة >>
وبلغنا وإياك ِ وكل المسلمين شهر رمضان
اللهم آمين
دمتى فى طاعة الرحمن ..

أشياء صغيرة ..
هذه فكرة الحصة التي ابتكرتها كي أنصت لطالباتي بعيداً عن الدروس .
لكل منكن دقيقة كي تتحدث فيها عن شيء صغير يزين يومها و لن تحس إلا عند فقده .
لأبدأ أنا :
ساعة أقضيها على النت ، قررت أن لا أكتب فيها ما يتكرر نعرفه بداهة بل أفكر أعمق و أنشر ما مر بهذا الضمير على الملأ .
ثم خطر ببالي أن أكتسب منه رزقاً واسعاً فاتجهت لمالك الملك الرزاق الواسع العليم . قلت أكتب ما يرضيه عسى أن يرزقني رزقاً عميماً . تعود علي مقالة بخير واسع دون وساطة بشر ، أستثمره في يد من يضاعفه عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف .

المفكرة
19-08-2009, 08:08 PM
ما أجمل المشاركة
غالباً ما تظهر الأزمات الجانب المُنير من الإنسان
خصوصاً عندما يرتبط الأمر بحدث قد يحدث لأىٍّ منا
مثل الموت - الحوادث - الحزن - المرض
وما إلي ذلك ..
أو قد نري انفسنا في الجانب الآخر ..
الخُلاصة
الحقيقة أنني أشعر أننا لم نساعد احد يوماً ما
بل نُساعد أنفسنا

من يبخل فإنما يبخل عن نفسه .
رمضان في الأجواء ينادي حي على الصدقات ، حي على العطاء .
ربنا يسر لنا الصيام و القيام و بارك بهما الأنفس .

المفكرة
19-08-2009, 10:32 PM
- بارك الله في ولديْك - ولديْ أختك - وسلّمِي لي عليهما - خصوصاً يوسف سميّ ولدي الحبيب

_ غالباً ، ستحضر نهاية الإسبوع لي الولدين و عندها يصلهم سلامك ، و بخاصة يوسف .
مشروع قصة طويلة ربما أكتبها ، ربما أرويها لنفسي سراً بعيداً عن الجموع .
*******
حوار طيب دار بيني و بين زميل لي في موضوع بمنتدى كنت أشارك به .

إليكم ثمرة ذاك الكلام الطيب ، غضة هنيئة .
****************
يدق جرس الإنصراف فأهم بالخروج من مدرستي . يستوقفني رنين هاتفي الجوال . هذه أم يوسف تطلب مني إحضار الأولاد من المدرسة . ليان حرارتها مرتفعة ، لذلك لن تترك المنزل .
_ بالطبع .
يعتريني القلق و أنا في الطريق إليهم ، الولدان يكبران و المدارس تمتلىء بالغث و السمين . و الردع قليل و الطبطبة كثير . كثيراً ما يقلدان ما يدور حولهما بلا تفكير .
يوسف بالذات له عدة مفاتيح ، بعضها يفتح أبواب السفه ، بعضها يفتح أبواب انضباط و رعاية . لكن المفاتيح تختلط علي كثيراً ، فلا أعرف كيف استخدمها !
أصل إليهما و أنا أتذكر السلام الذي طلب أبو يوسف إيصاله للأولاد ، أتساءل بم يرد يوسف على سلام غريب لا يعرفه ؟
في طريقنا إلى المنزل، أبلغ يوسف سلام أبي يوسف فيسألني مزيد تفاصيل فأخبره عن المنتدى على النت .
كلمة سلام يتفاعل معها ، يشعر معها أنه مهم ، تكسوه الجدية أدباً . يخبرني عن برنامج لمماثلة الطيران يلعب به على النت . يتخذ وضع الطيار فيناور بطائرته عبر السحب و المطبات الهوائية ثم يخفض السرعة و ينقص الإرتفاع ليهبط على الممر ، يغلق المحرك ثم يوقف طائرته . يحكي لي بفخر و ثقة أنه سيصنع محركات الطائرات و يختبر عملها في المستقبل . استمع إليه بانتباه .
_ عليك أولاً أن تتعلم القراءة و الكتابة . أقولها بلا اكتراث كأن الأمر لا يعنيني .
يوسف بلغ العاشرة و الصف الخامس و لا يحسن القراءة و تركه لها قليلاً يجعل الحروف لغزاً مبهماً .
****************
رنين هاتف آخر في الأمسية :
_ ما رأيك لو أذاكر معك ؟
يوسف يقفز من كرسي لآخر ثم إلى الطاولة البعيدة ثم يمر على كل الحوائط فيمسحها بيديه الملوثتين ، فتستدعي زيارته ضيق نفسي و زهقها . لا يحضر الزمن الحالي أي تفاهم .
أما الكتب المدرسية فهي لا تلفت إنتباهه و لو لبضعة أسطر .
علي أن أسمعه أكثر مما يسمعني . الصفحة نقضيها في ساعة .
فكر الوزارة الرسمي في التعليم لا يوافق ذوقي ، سيبهج يومي أن يخسف زلزال به الأرض . اللهم آمين .
أنسى ذلك كله في لحظة نور و أمل من المولى .
_ موافقة .
نذاكر يومياً على مدى إسبوعين في وئام ، كنز لا يقدر بثمن .
بعد أن فقد أهل البيت أمل صلاحه و أصابت سود فعاله أعصابهم برهق (سواد رماد ورق محترق كي يحترق المكان مثل أفلام الكارتون !)
أخي الكريم ، جزاك الله عن أهل البيت كل خير .
ربحت الجولة الأولى بمساعدتك .
*******************
(سلمي لي على يوسف .)
كلمـ(سلام)ـة تهدي البيت السلام و تلقي ابني في حجري بعدما أصابني العجز عن تأديبه بشلل عقلي بغيض .
كلمة بسيطة ! هذا ليس أقل و لا آخر فعالها .
أكشف لكم عمّـا قريب بعض أبعاد حكاية بدأتها كلمـ(سلام)ـة . حكاية عند ربي منتهاها .
*******************

المفكرة
20-08-2009, 09:15 PM
انقض ملفاتي هذه الأيام بحثاً عن حل فلا أجده ، أعيث بملفاتي حذفاً . فيستوقفني ما يوحي عن أحدهم يقف عند هذا الموضع تلزمه خريطة ليمضي أبعد. أنشرها لأجل أمثاله

المفكرة
20-08-2009, 09:25 PM
نكتة
_ تستوقفني ..... أين تذهبين ؟ المرور من هنا ممنوع .
تلمح في عيناي سحابة غضب تتجمع ، من تلك التي تجرؤ تحدثني بهذه اللهجة ؟
_( سأصلي ثم أعود لتصحيح الإمتحانات . )

_تمعن النظر في وجهي ، فتكتشف الحقيقة .
تعتذر لهجتها : ( حسبتك طالبة ، ممنوع عليهن المرور هنا . )

تنفرج أساريري : أخاطبها و أنا اتحرك مبتعدة : (تخطو إلىّ الأربعين على عجل .)
تضع أصبعها على فيها ، تطالبني بالصمت . لكأنما هي فضيحة علىّ أن أداريها .
_ أكمل : ( تلحقني بعد شهر و نصف . )

لي فترة لم أتعرض لهذا الموقف ، تذكرت الأعداد من المرات يقال لي فيها في أي عام دراسي يا حلوة فأقول أبلغ من العمر الثلاثين! و أعمل منذ عدة سنين ، نضارة وجه لا يضع الماكياج ، حيوية جسم يكثر الصلاة ، يسرع للمساعدة حيثما استطاع .
الآن الأربعين على المشارف ،حين تأتي سأخبركم ، أخبرنني عنها الكثير ، أظنهن على حق ، لكنني فقط أقول ما أعرف ، ما لامس جلدي و ثنى عظمي ، أعرفه التصق بي لم ينفصل عني .
ظننتم أنكم ستضحكون ، مؤكد ما مضى أخبركم ماذا أكون .
********************

المفكرة
23-08-2009, 10:50 PM
كاتب و أديب و قارىء مميز ، يطلب من الشباب في منتدى آخر أن يصفوا تأثير كتاب عليهم و وقعه في النفس .
التالي كان إضافتي :
كنت في السابعة حين وقعت في يدي بعض ألغاز المغامرين الخمسة (تختخ و عاطف و محب و نوسة و لوزة ) تلك التي تحولت إلى مسلسل كارتوني منذ عدة سنوات . قرأت معظم حلقاتها في العامين التاليين من عمري .
بعدها صار كل مكان مسرح جريمة ، و كل البشر مشتبه بهم . صرت أخبىء أفعالي بحرص شديد و أعيد الأشياء لأمكانها بعد الإنتهاء منها حتى لا تنكشف الجريمة الكاملة .
خفاء لازال يلازمني هو أوضح خصائصي . و حين يصطدم البشر بي (و أنا الصدام جزء من خريطة يومي) يدهشهم أن هذه النمنمة لها تلك القوة و الحيوية (يهملون من يحسبونها خاملة بلا طموح ، لكنهم لا يدركون أن رفعة الدنيا فراغ و هناك طرق علوية تفضي لأبواب خير لا علم لهم بها ).
في الثانية عشر من عمري أجد في مكتبة أمي كتاب عبقرية عمر (رضي الله عنه) لعباس محمود العقاد . يستعصي علي ما خطته يد العقاد ، يبدو مبهماً ، لكن فعل سيدنا عمر الجلاء كله . أتخذ منه قدوة فتعرضني تلك الصلابة للمشاكل فأتحملها لأن قدوتي كان صلباً فلا أبالي بالأذى .
تحضر الرابعة عشر فهم العقاد فأقرأ عبقرياته إلا كتاب عبقرية سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) . يكون العقاد رفيق أيامي و يكون لي بعض تراص منطقه العقلي القويم .
عند الخامسة عشر أقرأ كتابه عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه و أقرأ كتاب أهل بيت النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه الكرام) لجودة السحار فينقلب مزاجي كئيباً بدرجة سوداوي و أعتزل البشر مطولاً وقت ارتديت فيه طرحة و ثوباً طويلاً فأكون كمن أتت أهلها بالعار . ذلك أول الثمانينات حيث النساء يرتدين الحجاب يكتشفنه مجدداً فتعاني البيوت و يدخلها جدل عنيف حوله .
السادسة عشر تشتري لي كتاب (المرأة في القرآن) للعقاد ، فتحسم علاقتي به مطلقاً . كتاب خطه هوى العقاد و علاقته الشخصية بالمرأة من وجهة نظري . تزعجني أفكار الكتاب و لا اتفق معها مطلقاً (ابنة السادسة عشر ليست إمرأة بعد و لا تعرف عن عالم الرجال إلا القليل . لكن الزمن لن يصالح بيني و بين العقاد مجدداً و لن أحفظ له جميله فيما أهداني من أسلوب فكر صبغني حينها . )
تقع بين يداي روايات أجاثا كريستي مترجمة فتأسرني و يعود لي مزاجي الحريص على التفاصيل (أمر لا يفارقني ) .
تحضر الجامعة أفضل ما قرأت (عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للعقاد) ، يعتريني الخشوع زمناً طويلاً ، أحبه حقاً و أحس بقربه و أناجيه و أغض بصري ، يحفظني قربه في الجامعة و الإختلاط حولي و التيارات السياسية و الصوفية المتلاطمة فيمر ذلك إلى جواري يكاد يكتسحني ، لا يجرؤ لهيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الجامعة تحضر لي كتب الكيمياء الحيوية الأمريكية . حيث العلم يكشف ما يجري في الخلايا البشرية . يصفون وجود الكائن الحي على مستوى أقل من الميللمتر (ألفي خلية حية تستغرق حجماً كحجم النقطة . أما قطرة الماء فتحتوي 30 مليون مليون ذرة!) . أقابل صفات خالقي كما أثنى على ذاته العلية يصفه بها أهل الشرك كما خلق بني البشر.
يتملكني الوجد لربي مالك الملك ذي الجلال و الإكرام ، يحجب عني السوء ، يشغلني ربي عن البشر حولي و من وجد الله ماذا فقد ؟ لا شيء .

المفكرة
24-08-2009, 09:01 PM
مناجاة (كتبتها ليلة عرفة)
أحني جبهتي لخالقي ، يتبادر التسبيح لذهني فأسجد ليلاً طويلاً ، اسأله باسمه الأعلى الواحد الأحد الفرد الصمد الكريم الحليم مالك الملك ، ذي الجلال و الإكرام الحي القيوم المتفرد بالعزة و الجبروت ... أسأله باسمه الأعظم الذي هو أعلم به مني ، لا ترد منكسرة عنك .
ادعوك باسمك الأعظم الذي تجيب به دعوة مضطرة و تعطي محتاجة ، اسم رحمتني بذكره أن تفرج الضيق الذي يشملني .
اكسر سجن عقلي ، لا أبالي بتلك الحلة خرقها البلى ، لكن الروح يا واحد أرهقها هذا العور ، و النقص بتلك الحلة أحالها سجناً يعصر لا فكاك منه إلا بك ، أنت أدرى بي مني ، أسألك ما تعرفه و لا أعرفه .
أحدهم دس اسمه بين طيات الذكر ، علم أن طيفه سيلفت انتباهها ، أصلحه و لا تكله إلى نفسه طرفة عين .
ننام و عينك تكلأنا ....... سأصحو على اسمك يشكل وعيي ، صلاة تلو أخرى ، تتبدل بها كل ذرة تشملني . (نفحات ألقاها لنفس معذبة قالت له ائذن لي بذكرك)
****************

المفكرة
27-08-2009, 04:30 PM
اعتدت إلقاء السلام على العم الطيب كلما عبرت بوابة المدرسة . أراه يحنو على طفل صغير يساعده على حمل حقيبته . معالم وجهه بها وداعة محببة . يذكر الله ما استطاع . يرفع صوته : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله . يذكرني برب أحبه ، أتمنى لو أكثرت من ذكره مثل الطيب ، أصاب ما أطمع فيه .
نفتقده فنسأل عنه .... أصابه السرطان في مقتل ، نزوره .
تقف بجوار فراشه و هو يتمتم : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله .... تأخذه الغيبوبة لعالمه ثم تعيده اليقظة لعالم الأحياء : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله ، يسترد المولى الحياة منه بينما يفيض لسانه بها : لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت و عليها نلقى الله ، تقف جوار فراشه تراقبه .
تتعلم الدرس ، تصاحبها لا إله إلا الله عليها نحيا و عليها نموت من الزمان شهراً ترددها بإخلاص تستوعب لها معنى لم يرد ببالها من قبل . فقه من طبّـق فأصاب المراد .
**********************

المفكرة
29-08-2009, 11:57 PM
صباح العمل .. صباح الجمال و الأناقة

أعمل بمدرسة يمتلكها رجل دؤوب ، سواه الدأب صاحب مدرسة و أخرى . ينمو ماله و عمله و رعيته فيربو موظفوه على الألف .
و الآن يزيد الإتساع سعة فنضيف طاقماً جديداً للتدريس . يتعين علي أن اختار مدرسة جديدة تعمل في قسمي . تتقدم للوظيفة المتاحة شابة في أواخر العشرينات بلا خبرة في التدريس لكن شهادتها العلمية تؤهلها للوظيفة .
تثبت جدارة على من تقدمن فتستحق الوظيفة .
تلفت انتباهي بأناقتها ، بدلة سوداء تبرز جمال قوامها و طرحة جميلة تخفي شعرها.
الفت انتباهها على أننا لا نرتدي بنطلونا في العمل فتأتيني تالياً بجيبة متسعة و بلوزة.
كان ذاك قبل بداية يوليو أي نهاية العام الماضي .
********************

يمنحنا أغسطس بداية عام جديد فأجدها معنا .
تأتيني مرتبكة ، تحكي لي عن مشكلة ، تقول برجاء لا يضايقك كلامي .
تخبرني أنها علمت بوجوب ارتداء ثوب في العمل مع طرحة غير مزخرفة. أمر لا يقبله والدها الذي قبل الطرحة بصعوبة . تحكي عنه أنه رجل مسن في الثمانين و أنها لا تحب أن تغضبه لأنه مريض .
أترفق بها فانصت و افكر باحثة عن حل ، مؤكد أفهم ما تمر به فقد أحضر الحجاب زوبعة خلاف مع والدي . خلاف طال بيننا زمناً خلته الأبد حتى رحمني الله من ذلك كله .
فأبناء زمن زعموا له الجمال جملوا حياتنا بمبادىء لا تعرف للحرية هامشاً ، قلق يجر خلاف ، يحضر معه القذى فيملأ العيون عمى و يثقل الأنفس حزناً .
جذر شيطاني ، أحسبني خلعته فأجده يتجدد حتى تجتثه يد المولى فنرتاح جميعاً .

افكر في حل عملي حتى لا يعصرنا عناد الرجال : أب كبير لا يعجبه الحجاب و صاحب عمل لا يعجبه ارتداء البنطلون و الجيبة في العمل .
أقول ما عليك لو وضعت ثوبك في حقيبة و ارتديته في المدرسة ، ثم خلعته بعد يوم العمل حتى يأذن الله بتغيير ذلك كله .
تقول لي إنها ستفكر في الأمر و ستخاطب والدها بشأنه.
يربك هذا الأمر كلتانا .
تتردد في الإستمرار في عملها حتى تأخذ رأي أبيها .

أقول سأصلي و اسأل ربنا كيف نتصرف فالأمر حقاً عصيب بالنسبة لكلتانا .
لعل الطرف ناحيتي أيسر حالاً . اعلم أن أمامي خيارات أخرى غيرها إن هي قررت عدم الحضور غداً . عليها أن تحسم موقفها حتى اتصرف في ضوئه.

*************************

أصلي بعد العشاء فأطيل . استخير مولى بنا رؤوف رحيم . دينه اليسر ، لكن أخلاق عباده العسر . و إذ اسأله و أكل الأمر إليه وحده ، يفك كربنا .
يخطر ببالي أنني سأدبر أموري بغيرها .
بل أريدها معي طبعاً . مهنتي يرتبط فيها العمل بالشخصي رباطاً وثيقاً . ثم لماذا يحرموني من كل ما أحب؟ من حقي التشبث بما أريدهــ(ا) .
أحب لها ما تحبه لنفسها أن يكون لها شيء من اختيار بشأن وظيفتها .

أثناء الصلاة ، يلحقني ألم شديد لا أعرف مصدره.كأنما قيد يطوق رقبتي يكاد يسحقها ، انزعج منه فألجأ لربي لفكه عني .
تنتهي الصلاة فأتحسس رقبتي بيدي . لا ألم مطلقاً . ما هذا الذي أحسسته ؟
تنتهي الصلاة و أنا أدرك شيئاً ما .
*************************

أدخل فصل القرآن في اليوم التالي فابحث عنها .. لا أجدها . ينتابني القلق .
ينتهي الدرس فاتصل بها على عجل ، اطمأن عليها .
_ تعتذر أنها لم تخبرني أنها ذهبت تجهز الأوراق المطلوبة للتعيين.
_ لا عليك ، أقلقني غيابك . لذلك أطمأن عليك .
_ متفائلة خيراً بشأن موافقة أبي على ارتدائي ثوباً .
***********************

يحضرها اليوم الثالث بثوب أزرق ذو نقوش و حافة مزخرفة أنيقة يزينها فيزيدها بهاء .
تبهر الجميع بأناقتها و ذوقها اللطيف فيقبلن عليها مهنآت .
لكل من يحبون النهايات السعيدة : تالياً ، تتبوأ مكانها في العمل تكلؤها عين الرضا .
***********************

المفكرة
01-09-2009, 10:20 PM
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، صيحة ملهوفة من قلب العتمة .
ترى كم من المرات قالها حتى لفظه الحوت على أرض ؟ و كم مرة شهق بها و خرجت في زفيره قبل أن ترسله إلى مئة ألف أو يزيدون؟
_ ليس كثيراً ...... يوماً أو بعض يوم منذ أن كتبتها .... انفكت أمور من تلقاء ذاتها .
_ و لكن العتمة لم تزل بعد ، بالكاد أبصر ما حولي .
_ لا بأس ، الصبر ... لا يتعلق الأمر بك وحدك لو تعلمين .

المفكرة
05-09-2009, 07:22 PM
كاتب و أديب و قارىء مميز ، يطلب من الشباب في منتدى آخر أن يصفوا تأثير كتاب عليهم و وقعه في النفس .
التالي كان إضافتي :
كنت في السابعة حين وقعت في يدي بعض ألغاز المغامرين الخمسة (تختخ و عاطف و محب و نوسة و لوزة ) تلك التي تحولت إلى مسلسل كارتوني منذ عدة سنوات . قرأت معظم حلقاتها في العامين التاليين من عمري .
بعدها صار كل مكان مسرح جريمة ، و كل البشر مشتبه بهم . صرت أخبىء أفعالي بحرص شديد و أعيد الأشياء لأمكانها بعد الإنتهاء منها حتى لا تنكشف الجريمة الكاملة .
خفاء لازال يلازمني هو أوضح خصائصي . و حين يصطدم البشر بي (و أنا الصدام جزء من خريطة يومي) يدهشهم أن هذه النمنمة لها تلك القوة و الحيوية (يهملون من يحسبونها خاملة بلا طموح ، لكنهم لا يدركون أن رفعة الدنيا فراغ و هناك طرق علوية تفضي لأبواب خير لا علم لهم بها ).
في الثانية عشر من عمري أجد في مكتبة أمي كتاب عبقرية عمر (رضي الله عنه) لعباس محمود العقاد . يستعصي علي ما خطته يد العقاد ، يبدو مبهماً ، لكن فعل سيدنا عمر الجلاء كله . أتخذ منه قدوة فتعرضني تلك الصلابة للمشاكل فأتحملها لأن قدوتي كان صلباً فلا أبالي بالأذى .
تحضر الرابعة عشر فهم العقاد فأقرأ عبقرياته إلا كتاب عبقرية سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) . يكون العقاد رفيق أيامي و يكون لي بعض تراص منطقه العقلي القويم .
عند الخامسة عشر أقرأ كتابه عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه و أقرأ كتاب أهل بيت النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه الكرام) لجودة السحار فينقلب مزاجي كئيباً بدرجة سوداوي و أعتزل البشر مطولاً وقت ارتديت فيه طرحة و ثوباً طويلاً فأكون كمن أتت أهلها بالعار . ذلك أول الثمانينات حيث النساء يرتدين الحجاب يكتشفنه مجدداً فتعاني البيوت و يدخلها جدل عنيف حوله .
السادسة عشر تشتري لي كتاب (المرأة في القرآن) للعقاد ، فتحسم علاقتي به مطلقاً . كتاب خطه هوى العقاد و علاقته الشخصية بالمرأة من وجهة نظري . تزعجني أفكار الكتاب و لا اتفق معها مطلقاً (ابنة السادسة عشر ليست إمرأة بعد و لا تعرف عن عالم الرجال إلا القليل . لكن الزمن لن يصالح بيني و بين العقاد مجدداً و لن أحفظ له جميله فيما أهداني من أسلوب فكر صبغني حينها . )
تقع بين يداي روايات أجاثا كريستي مترجمة فتأسرني و يعود لي مزاجي الحريص على التفاصيل (أمر لا يفارقني ) .
تحضر الجامعة أفضل ما قرأت (عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للعقاد) ، يعتريني الخشوع زمناً طويلاً ، أحبه حقاً و أحس بقربه و أناجيه و أغض بصري ، يحفظني قربه في الجامعة و الإختلاط حولي و التيارات السياسية و الصوفية المتلاطمة فيمر ذلك إلى جواري يكاد يكتسحني ، لا يجرؤ لهيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الجامعة تحضر لي كتب الكيمياء الحيوية الأمريكية . حيث العلم يكشف ما يجري في الخلايا البشرية . يصفون وجود الكائن الحي على مستوى أقل من الميللمتر (ألفي خلية حية تستغرق حجماً كحجم النقطة . أما قطرة الماء فتحتوي 30 مليون مليون ذرة!) . أقابل صفات خالقي كما أثنى على ذاته العلية يصفه بها أهل الشرك كما خلق بني البشر.
يتملكني الوجد لربي مالك الملك ذي الجلال و الإكرام ، يحجب عني السوء ، يشغلني ربي عن البشر حولي و من وجد الله ماذا فقد ؟ لا شيء .


في الجامعة أتواجد في مكتبة كلية الشريعة في الكويت يومين أطالع كتباً لا تنتهي على كل شكل و لون ، شعر و أدب و سياسة ، لغة و فقه و يكون لي من قوة التذكر ما يجعلني احتفظ بخلاصة وافية مما قرأت .
ما بعد الجامعة أقرأ الأدب الإنجليزي بجوه القديم فيتحفني أدباؤه بجو رمادي يفوح منه المرض و الإكتئاب في وقت كان المرض حياتي و وجودي. أنام ساعتين بعد الفجر كي أصحو أكثر ألماً . يزيد ما أقرؤه النفس سواداً.
ماذا أضافت إلي روايات كتلك ؟ أحمد الله على نعمة الإسلام فمولاي رؤوف رحيم . فأنا أرفق منهم حالاً و أقل بؤساً . الأدب الإنجليزي يبدد الصور المثالية التي يرسمها من حولي للغرب ، يستقر في خلدي أن القوم في شقاء رغم كل ما هم فيه من نعيم مادي . يشتد التصاقي بديني . حكايات النعيم و العز الذي يحياهما الأجنبي لا تخدعني فهم أولى من يتحدث عن شقائهم .
الثلاثين تحضر لي تنتوفة صحة و قدرة على القراءة مرة أخرى و مجلة المختار الأمريكية (Reader's digest) بلغتها الإنجليزية الأمريكية .
أقرأها بنهم من الغلاف إلى الغلاف . أنتظرها شهرياً و أشتري أعدادها القديمة .
تبحث هيئة تحرير تلك المجلة في مقالات الصحف و المجلات الأخرى و الكتب و تنتقي منها وجبة رائقة تختصرها و تكثفها و تعرضها في مجلة من أكثر من مائتي صفحة بقليل يستمتع بها مئات ملايين القراء.
يدهشني حب البشر هناك و ولعهم بالحياة على أصلها ، أمر يعيد لي بعض الشغف بحياتي على علاتها .
السياسة بها قطرة (معظمه ترديد للدعايات اليهودية المشهورة) . باقي المجلة ينشغل بكيف يحيا انسان ما حياته و يتقدم فيها و يحدد مكانه و علاقاته بمن حوله فيجد سلامه الخاص الذي يقنعه بالإستمرار في الحياة.
تجيب المجلة سؤالاً هاماً : لماذا الأمة الأمريكية في قيادة العالم و مقدمته ؟
تبدو لي بعض أسباب ذلك في دأب البشر و شغفهم بحياتهم و عنايتهم بما حولهم . يذكر أحدهم بفخر كيف يحضر إفطاره و يخرج كيس القمامة فيضعه في المكان المخصص فيكتشف وردة جديدة تنمو في وسط الثلج ! مقالة هذا فحواها تطول صفحتين وسط إعجابي .
مقالة أخرى بسيطة تشكلني مجدداً .
الكاتبة محررة ناجحة في مجلة مرموقة ، و أم لصغيرين . تذهب في إجازة فتتسلق مع الأطفال جبلاً . يقنعها الجبل بترك وظيفتها و مدينتها المزدحمة لتصبح كاتبة في بلدة صغيرة حيث الطبيعة تطل على كل شباك مفتوح و الأولاد يكبرون تحت سمعها و بصرها .
بعدها صرت أهتم بكل ابتسامة و نظرة عين و نبضة قلب أرسمها بعناية قبل أن أعرضها لمن أحب.
أحد كتب هذه المجلة ذو فضل علي . الكتاب يدعى (أقسى مدرسة على الأرض) و كاتبه ضابط عسكري أمريكي يطمح في الإنضمام لفريق القوات الخاصة التي تنفذ عمليات الإغتيالات و العمليات السرية في مجموعات صغيرة تحت ظروف لا يطيقها الجسم البشري.
امتحان القبول في هذا التنظيم به مجموعة من التحديات الجسمانية و النفسية و العقلية و يشمل الإنضباط ضمن فريق .
تحدي يترك له الطعام و النوم و يواصل جهده مهما بلغ من الإجهاد على مدى أسبوع .
أشعر بالتحدي و النقص أن أكون أقل ممن لا قضية له سوى علو بلده على العالمين .
أضع صورته العقلية إزائي طوال العام وأقبل تحديات بالغة في عملي فتكون سنة عسيرة ، يصل فيها الجهد مداه ، فأعمل من ستة إلى سبع ساعات يومياً ضمن إجهاد عقلي و نفسي و مرض و حمى تأخذ الحياة من الحياة كل بضعة أيام . أوفر كل جنيه من عملي و أرسله لحساب للأهل في فلسطين يدعم صمودهم . و أفخر بنفسي إذ صمدت في هكذا تحدي عاماً لا أسبوع ، بالكاد يقر في جوفي طعام ، لا أنام حيث الجهد يبلغ مني مبلغه) ، أبقى طوال الليل أدعو المولى فلا قبل لي إلا بطرف من صلاة .
ينتهي العام كاشفاً لي مخالفات كثيرة في عملي . و يبدو لي بجلاء تعارض أهدافي مع من حولي . و لن يشاء المولى أن يكتمل عملي في المكان فانتقل لعمل جديد أيسر ، و يطبق علي المرض فلا أتيقظ أكثر من ست ساعات و أنام جزء كبير من الإجازة .
أود لو أحسد كل قارىء يقضي وقته مراوحاً بين الكتب لكنني أشكر لكاتب المقال تذكيري بأيام شغلتني فيها القراءة عن كثير . لازال عقلي يذكر هكذا متعة .
أما الآن فالرضا بعض نسيج أعصابي . و قد بلغت أشدي بفضل خالقي العظيم و و استخلفني مولاي في الأرض . و بوسع أفعالي أن تملأ كتاب الحياة أسطراً عوضاً أن أكون ضيفة على فعل غيري ، لذلك أترك لكل قارىء عتيد عالمه تثريه القراءة و أنسحب إلى عالمي أدبر ما يجعلني أحوز القلوب .
ماذا نضيف للكيك هذه المرة كي نغيّـر المكان و البشر غداً ً؟

بندق__2007
05-09-2009, 09:08 PM
موضوعك انا من متابعيه و لي الشرف

حقا و صدقا ما تكتبه أتعلم منه

فأنت اسطورة فى الأخيلة وا لتصويرات و الألفاظ

أدام الله لك قلمك مبدعا ممتعا

المفكرة
06-09-2009, 08:16 PM
موضوعك انا من متابعيه و لي الشرف

حقا و صدقا ما تكتبه أتعلم منه

فأنت اسطورة فى الأخيلة وا لتصويرات و الألفاظ

أدام الله لك قلمك مبدعا ممتعا



أكرمكم الله و رزقكم قيام ليلة القدر

المفكرة
06-09-2009, 08:19 PM
اجتماع
عصف ذهني (الياء نسبة للذهن) ، هذا ما أخذ المحاضر يتحدث عنه مع مفاهيم و نظريات الإدارة و التعليم .
عصف ذهني (الياء ضمير المتكلم) : لماذا لا يحبون أولادهم على هذا النحو ؟!
_ لأنهم لا يحبون أنفسهم !
_ و لماذا لا يطيقون ذواتهم يا مفكرة؟
_ لأنهم يجلسون في اجتماعات يتحدثون عمّـا حقه الفعل .. يتعارك الفعل و القول و لا ينسجمان !
***********

أواني الطعام فارغة و الصغار يتضاغون جوعاً ... رب البيت يقلب تيجان القش و أساور كهشيم المحتظر: أيها أقيم و أصلح للزينة ؟!!
***********

يعصف الموت بأيام العمر فيقتلع ما بقي من حياة من الجسد و يحيل قدرته هباء منثوراً.
***********

هذه بعض عواصف فكري أثناء اجتماعات الإدارة التعليمية.
***********

المفكرة
07-09-2009, 10:43 PM
تلك حكاية عمري ،

ساخطة ما ملكني من أمر النفس ،

مقطوعة ، ممنوعة ، هنا سد و هناك عجز و وهن

و القدر يسبح بحمد الرب .

يخبرها أن العجز أداة و أن له استخدام ، لاحقاً ،

_ لا يهمنى إلا صورة كاملة ، غيرها لا أقبل ،

لسواها لن أنظر .

الزمن مدى يكمل فصول الحكاية و يزيدها فصل .

الآن تقف على أعتاب الحمد

لكنها

تسأل مجدداً و فيم ذاك القطع ؟

كما سأل موسى من قبل ،

يرتد إليّ البصر خاسئاً و هو حسير ،

_ آمني أن له الحمد .

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .
******************

المفكرة
11-09-2009, 09:25 PM
أقف خارج سور منزلي في القاهرة الجديدة ، أناوله فاتورة الحساب و النقود .
أجادل : حسابك خطأ .
يعتري صوته ضيق ، بينما يخفي الليل ملامحه .
تعلو نبرة صوته سخرية : لماذا كلفت نفسك المشقة ؟ بوسعي الحضور إليك .
_ لا عليك ، الجو يدعو للمشي .
_ في مكان مهجور كهذا .
التفت بحثاً عن آدمي ، فلا أجد . اعتدت أن أخشى المكان في الليل ...
يستوقفني الحساب مرة أخرى : لا .
تبدد خوف و قلق عششا بالمكان طويلاً ، نور آلاف التسبيحات و الصلوات و الصدقات .
****************

المفكرة
03-10-2009, 10:23 PM
سوا أحلى
الشخصيات الرئيسية مدرسة و كاتبة و حاسبان ، الخلفية ملبدة بالبشر .
محور الحكاية كتاب للأحياء للصف الأول الثانوي أعده لصالح تلميذات مدرستي ، غايته النبيلة أن تستوعب الطالبات مادة الأحياء ، بعيداً عن تزاحم المعلومات في كتاب الوزارة الرسمي الذي يملأه غياب التنظيم فراغاً.
الحكاية :
طالما تمنيت أن أعيد صياغة كتاب الأول الثانوي لأعطي المعلومات نسقاً يظهر عظمة الخالق و جمال الخلق و بهاء العلم . فرصة تقاصرت يداي أن تطولها قبلاً حيث إمرأة أقوى تستنسخ كتاب الوزارة ، تضيف له بعض العناوين ، تنقط فقراته و تضيف له بعض الأسئلة (و ذاك جهد بالغ لو تعلمون) .
يتزاحم البشر على المنهل يسقون ثم يقدم الزمن و يؤخر الأمنيات إلى أن يأتي دوري فأجده رائقاً صافياً فأنهل و أسقي . و الصبر حليف و رفيق عرفته على مدى الزمن . لكن أمر ذاك الكتاب أصابه بيأس فأستصدر جواز سفر راحلاً بلا تذكرة عودة و أنا أيضاً لم أعد أبالي و لا أنوي شيئاً ، وقفت صامتة على حافة الإستسلام .
********************
ثم تصر ناظرتي ذات الإرادة القويمة واضحة المعالم أن نضع للطالبات هذا الكتاب ، تلقي تلك الفرصة في طريقي ، أقضي وقتاً طويلاً أماطل حتى أدرك أنه حقاً على أن أبدأ في الفعل .
********************
للقسم كاتبة تكتب كل ما يخط لها مسودة بخط اليد على حاسب القسم . و قد اعتدت أن أثبت أفكاري في ذاكرة حاسبي الإلكترونية دون المرور بوسيط من الورق و القلم .
لكن 110 صفحة و الكثير من الجداول و المعلومات و الصور مهمة تثقل علي ، و كتابته معضلة و الوقت يسرع نحو الفصل الدراسي الثاني قريباً . علينا أن نتقاسم المهمة كي لا ينتقض ظهرينا ، أنا و الكاتبة ، حاسبي و حاسب المدرسة .
لقطة :
كاتبة القسم ينتهي بها الزمن قرب الثلاثين من عمرها ، خريجة كلية التجارة . جاءت تبحث عن وظيفة تتعلق بالحسابات فوجدوا لها وظيفة في الكتابة على حاسب (حسب مبدأ : كله شغّـال) . مقومات الشخصية: هدوء ، و نباهة و إخلاص لرب العباد و ابتغاء مرضاته .
العيوب الشخصية : مهارات إجتماعية محدودة و تهيب من البشر .
مشاكل العمل : لا مهمة محددة المعالم ، لا حساب للزمن ضمن خطة العمل ، لا موهبة إدارية تقسم المهام على الأفراد فيقطع شعاع الليزر معدن الواقع تماماً كما هو مرسوم على لوحة التصميم .
يزيد السوء حملاً أن حاسباً واحداً يطعم رغائب 12 مدرّسة ، حيث الخطوات تلغي ما قبلها و تتخبط مع من بعدها ، المحصلة تقترب من الصفر !
يعترض عمل حاسب المدرسة سوء تنظيم ملفاته فيعترض على العمل دون سابق إنذار ، تحذير لبني البشر أنهم لن يتجاوزوا قوانين البرمجة الإلكترونية كأنها علاقات بين البشر . لكن كاتبتي النبيهة طوعت نشوزه فاستجابت مفاتيحه للمسات أصابعها طوعاً ، تنساب الكلمات المطلوبة على شاشته .
********************
تجربة 1
سأستخدم الكتاب الذي أعدته مدرسة الصف الأول الثانوي للأولاد و أريح نفسي من عناء كتابة كتاب بأكمله. أحصل على نسخة ورقية منها .. أقلبه طويلاً فلا تعجبني أخطاء الإملاء و أنه لا يختلف عن أخيه ابن الوزارة إلا قليلاً .
أعاود الكر و أطلب منها نسخة الكترونية من كتابها لأضبط بعض الأخطاء ثم أطبعه بعد التعديل .
تختلط ملفات الحاسب لديها ، بعد عناء تناولني ملفات مختلطة كي أفرزها فيضيع وقتاً ثميناً كنت أنوي توفيره ليوم حاجة .
أعدل النسخة الورقية فأزداد يقيناً أن صياغة المعلومات بوضوح أيسر طريق للفهم ، و أن أخطاء اللغة عبوات ناسفة تهدم سكنى المعاني . يمنع الردم المتبقي وصول الأفراد لبعضهم ، يتوهون بين الركام. أتساءل أيمكن أن تهدمَ الجسدَ ، تسكنه الروح فيبقى لأيهما وجود ؟
يرفض حاسبنا التعامل مع جزء كبير من ملفات زميلتي و يتعين علينا الكتابة مجدداً .

تجربة 2
أفتش النفس بحثاً : لم التلكؤ ؟ أمنيتك القديمة أن يصمم عقلك الكتاب توشك أن تتحقق ، لمَ تدفعينها بعيداً ؟ يعود بحثي بغبار أمنيات طال اشتياقي لها انتظاراً . فقط أن ما يتأخر لا يأتي لوقته ، يحل محله فراغات في النفـس و جروح تلتهب ثم تتعافى على نحو ما دونما حاجة لما سبق أن ظننته ماء الحياة .
تساءلني الحقيقة مجدداً : لماذا يتعين على الحياة أن تستجيب لهواك ؟ أي شيء أنت في مجرة فسيحة تسبح في فضاء كون لا متناهي بإحكام لا يختل ، بينما الخلل كل ما تصدره إرادتك . أتـظنين القدر أخطأ إذ حرمك فرصة كتلك قبلاً , يصر أن تمتلكيها الآن ؟
أراجع الحساب مرة أخرى (هذا ما توحي به نفسي لا غير) :
+ المعلومة لدي أكثر انتظاماً مما هو في الكتاب
+ حقي على تلميذاتي الإنصات إلي و العمل معي .
- الواقع ، تسحب كل طالبة عقلها بعيداً عني ، تعطي أذنها لغيري يكرر لها الكتاب و تلك التي يعلمها الكتاب العصري و الكتاب المتوج .
أيكون للقدر حكمة و حكم لو رفض البشر ما بين أيديهم ففرضه عليهم ؟!
حكم القدر أن يختار البشر ما هم عليه فيؤاخذهم به عدلاً .
حتى متى أحفظ و أحافظ على ملفات في عمق النفس ؟ أداريها بإحكام . تحول بين فعلي وبين البشر.
********************
الخلفية :
يتعين على كلا منا ، تلك التي تآخي الهدوء كل نسائم الحياة ، أن تعمل بين الضجة و خلالها تجاه الكتاب . تقطع نبضات الأعصاب كل صغائر البشر و خلافات أنانيتهم و تجاوزاتهم لمن حولهم ، يفتح مخي ملفات عديدة ليثبت بعض ما يقال و يمحو بعضه و يرد على ما بقي قبل أن يستكمل تلك النبضات التي تحوّل الأفكار حروفاً في حاسب . لا لم يكن سهلاً التركيز بينما أتنفس هواء مثقل بموجات الصوت و الإنفعال حيث الشخصية ذات المقومات الأعلى تجر الوقت و الأدوات و الأشخاص تجاه مهمتها.
اتركي لي الحاسب فأنا أبحث عن صورة .. لا تعالي ساعديني في ايجادها .. لا اذهبي فلم أعد بحاجة إليك .. لا ارجعي فالحاسب متوقف عن العمل (ربما احتجاجاً على عبثية الخبطات على مفاتيحه) .. نطبع ،
لا حبر .. إذاً اذهبي لمسؤل الحاسب بحثاً عن حبر .. لا يوجد .. إذاً اسمعي شكواي بشأن الحبر و الحاسبات و الطابعات ... الخ ، تغفو مسودة الكتاب مؤقتاً ريثما تستفيق ، عليه أن يثبت عمق وجود و صلابة عود و قابلية للحياة قبل أن يظهر للوجود.
********************
تمر الأشهر و أنا أعيد البحث عن معلومات الكتاب ، أوثقها و أستوثق منها و أعيد ترتيها بشكل أيسر قبل كتابتها . أحياناً ما يطوي الجهد سبع ساعات يومياً أمام الحاسب بينما عظام الظهر تحتج طويلاً .
بين الأسطر تخبرني ..
_ تقدم لي خاطب ..
_ هل قبلتِ ؟
_ لا أعرف ، لكن أمي و خالي يلحان علي كي أقبل .
_ خذي وقتك .
_ الكل متعجل لإتمام الأمر .
_ دعيه يأتي زائراً , اجلسي ، تحدثي معه في وجود العائلة .
_ جاء عدة مرات فدار الحديث بينه و بين خالي عن السفرة و الأنتريه و أثاث باقي الحجرات . في الواقع ، الأمر ينوي أن ينتقض قبل أن ينعقد بسبب تأثيث منزل الزوجية !!!
.....
_ لا يأتي الله إلا بخير و ما يريده الله يكون .
تعانق نهاية الفصل الدراسي الأول نهاية الكتاب و موعد خطبتها . أراجعه بينما تكتمل طباعته بعد إضافة الصور آخر أيام الفصل الدراسي الأول .
أيمم تجاه بيتي ، الإنهاك يصيب أعصابي بخدر عقلي فأقود السيارة بلا وعي واضح الإتجاه . بينما سيارة نقل ضخمة تعترض الطريق و يرفض قائدها أن يمنحني حق الطريق مهما جرى . يلوح رجل بيديه منبهاً إحساسي المخدر ، فأتوقف قبل لحظات من مروره عبري !
********************
هدنة في معركة أو إستراحة في مسرحية : (اسمها المتداول إجازة منتصف العام الدراسي):
* تتم خطبتها على خير .
* نفتح بابنا للقبول بعد طول تردد فتنساب الألفة بيني و بين كتابي و بينها و بين خطيبها .
********************
الفصل الدراسي الثاني (الهرج يزيد مناوشاته)
المعطيات :
الكتاب حقيقة بين يدي أستخدمه للتدريس و تذاكر منه الطالبات .
+
تزاحم مواد الدراسة بعضها ، تتوه بينها مادة الأحياء ، و تنحو حصصها ناحية نهاية النهار بعد فسحة طويلة.
+
تحتج الطالبات على تلك الأوضاع بالبقاء في منازلهن وقتاً طويلاً .
=
يثير الكتاب قلقاً و إشكالات و تتم مقارنته دوماً بكتاب الوزارة و الكتاب الخارجي . و اللغة الركيكة تفسد قضية المعنى . كيف تلوي الصواب ليتوافق مع الخطأ ؟ أين شريط القياس الذي يحتكم إليه إثنين فيعيد لصاحب الحق حقه ؟
_ ضاع في تيه الخلاف .
يرتحل الزمن إلى ما هو أكثر انضباط و أعلى قيمة معطياً الكتاب قبولاً و مكانة . أطالع إجاباتهن عن الإمتحان فيسرني أن أصبن هذا العلم بفهم .
********************
خاتمة :
* يمتد الزمن تجاه التغيير طويلاً فيثمر ظلالاً وارفة و ثماراً شهية .
* تترك عملها ، لأن بيت الزوجية في حي نائي عن المدرسة ، و لأن زوجها لا يتفق و مبدأ العمل .
********************
هذا ما كان فقط .
من عقلي لعقل يسأل تعمل أم لا تعمل .

احمد رضا
06-10-2009, 12:26 PM
اجتماع
عصف ذهني (الياء نسبة للذهن) ، هذا ما أخذ المحاضر يتحدث عنه مع مفاهيم و نظريات الإدارة و التعليم .
عصف ذهني (الياء ضمير المتكلم) : لماذا لا يحبون أولادهم على هذا النحو ؟!
_ لأنهم لا يحبون أنفسهم !
_ و لماذا لا يطيقون ذواتهم يا مفكرة؟
_ لأنهم يجلسون في اجتماعات يتحدثون عمّـا حقه الفعل .. يتعارك الفعل و القول و لا ينسجمان !


***********




أواني الطعام فارغة و الصغار يتضاغون جوعاً ... رب البيت يقلب تيجان القش و أساور كهشيم المحتظر: أيها أقيم و أصلح للزينة ؟!!


***********




يعصف الموت بأيام العمر فيقتلع ما بقي من حياة من الجسد و يحيل قدرته هباء منثوراً.


***********




هذه بعض عواصف فكري أثناء اجتماعات الإدارة التعليمية.
***********


عندما يكبر الإنسان يعتقد أنه ينظر للأمور نظرة أعمق
وهذا صحيح ولكن مع النظرة العميقة
يُغفل بعض الأشياء البسيطة والمهمة بالفعلْ !

طرحك مُميز مُميز
أحمدُ اللهَ أنني أمتلك حد أدني من العقل
لاتذوقه واستمتع به
تقبلي مروري يا مُفكِرتنا
أضاءَ اللهُ بصيرتك
دمتِ بودْ

احمد رضا
06-10-2009, 12:33 PM
تلك حكاية عمري ،



ساخطة ما ملكني من أمر النفس ،



مقطوعة ، ممنوعة ، هنا سد و هناك عجز و وهن



و القدر يسبح بحمد الرب .



يخبرها أن العجز أداة و أن له استخدام ، لاحقاً ،



_ لا يهمنى إلا صورة كاملة ، غيرها لا أقبل ،



لسواها لن أنظر .



الزمن مدى يكمل فصول الحكاية و يزيدها فصل .



الآن تقف على أعتاب الحمد



لكنها



تسأل مجدداً و فيم ذاك القطع ؟



كما سأل موسى من قبل ،



يرتد إليّ البصر خاسئاً و هو حسير ،



_ آمني أن له الحمد .



يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .


******************



لم أدركها جيداً ولكني قدرتها وأ ُعجبت بها
هذا حالنا فغالباً يُقدر الإنسان ما لا يفهمه
كتقديرنا البالغ لفكرة الموت وإعطائه أهمية بالغة
فلم يسبق مثلاً لأحدنا أن ماتّ موتاً كاملاً ليُجزم
بسخافة الأمر او جديته كل ما نعتمد عليه هو مثولوجيا الله أعلم
ايدلوجية وأخلاقيات ناقليها

ولكن بشكل عام استنتج انهما خطي الشك واليقين عندما يتقاطعان
وكثيراً ما يحدث مع العقلاء أمثالك
أدام الله عليكِ نعمه الإيمان وهدانا إياه دائماً
شكراً لساحة حوارك

احمد رضا
06-10-2009, 12:37 PM
لي عودة إذا سمحتِ بذلك

المفكرة
09-10-2009, 07:05 PM
لي عودة إذا سمحتِ بذلك


تنازل
أيها العابرين بهذه الحواشي ، لسبب أو لإنتفاء سبب ، لخطأ أو لملل ، يا من تقرأون سطراً فلا يعنيكم أن تقرأوا التالي : لا جناح عليكم إن قررتم أنه سقط المتاع . ثم لتكملوا يومكم على ما هداكم . و إن أعدتم النظر ثم لزمكم منه شيء فكلوه هنيئاً مريئاً .
لكنكم بالطبع تعرفون ذلك!
كنت أعبر طريقي و إذا ببصري ينطفىء لحظة على حين غرة ، فإذا بيدها تقبض على ذراعي تعيدني إلى الرصيف بعيداً عن طريق سيارة مسرعة . انتظرتْ ريثما سألتْ إن كنت على مايرام ، و بينما أهز رأسي مؤكدة سلامتي كانت قد تبخرت في زحام الطريق . غريبة تدخلت فأزالت عني الغفلة ، حفظت حياتي على ما هي عليه.
لكل من قد يفوتهم بعض ما ذكرت ، فتحجب عنهم كلماتي ما قد يغير حياتهم ، إليكم سقيا من موردي عسى أن يلائم الذايقة.
أخي الكريم أحمد مساؤك خير و نور و قرآن بإذن الذي خلق.

المفكرة
09-10-2009, 10:50 PM
رسالة من حائرة:
أشعر اليوم بهم كبير و ضيق فى صدرى لم أشعر به من قبل ، لا أعلم لماذا تراءت صورتك أمامى فبعثت لك بتلك الرسالة
لم أشعر فى حياتى بالفشل مثلما أشعر فى هذه اللحظة ، بل أعترف أننى كنت دائما إنسانة فاشلة و لكن لم يكن لدى الشجاعة للإعتراف بذلك حتى أمام نفسى ، دائما أجد مبررات و أعذار لفشلى .
لم أدخل فى مشروع يوما أو شئ أتعلمه و أتممته فدائما أشبط بالأشياء فى أولها و بعد ذلك لا أعلم ما يعترينى من فتور تجاه هذا اللذى بدأته
كل حياتى على هذا المنوال .
****************************
كان ردي عليها تفنيد تلك الهموم :
أود لو أقول كلاماً جميلاً كما يقولون ، عن دنيا تصير رائعة عما قريب ، و لا عليك و ما إلى ذلك ، لكن أناملي تعرض عن ذاك و تخط التالي ، تشعر به تجاهك ، عقل المفكرة يقول أنه شفاء سؤالك ، هنيئاً مريئاً و لا ترديه ، بضاعتي لا تعرض في مكان آخر .
(اللهم يا فارج الهم و كاشف الغم ، مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما ، أنت ترحمنا رحمة تغنينا بها عمن سواك . ) ما علمنا للهم إلا الدعاء .
تلك التي تظن أنها عاشت عمرها كله ، دعني أذكرها أن عمرها الأبد ، أقرب شيء أفهمه متعلق بالأبدية هو المليار . عمرك مليار سنة بقدر زمن الأرض تقريباً . أي شيء من عمرك عشت يا حلوتي ، أنت لازلت جنيناً في علم الغيب ، لم يتشكل كيانك بعد ، و المولى يعطي ابن آدم أربعين عاماً أرضياً يحياها يرتكب فيها الأخطاء ألواناً شتى ، فإذا بلغ أشده ببلوغه الأربعين استخلفه في الأرض و أعطاه مهمة واضحة المعالم و ناوله ما يلائم تلك الوظيفة من ملكات كي ينفذها لا غيرها . مهمة يعلم قدر الله الحكيم العليم أنها تتكامل و مهام إخوانه كي يمكـّن لهم جميعاً في الأرض يعبدونه لا يشركون به شيئاً . و ستنفعه الأخطاء التي ارتكبها مسبقاً فيدرك الزلات قبل أن يقع و سوف لن يكرر الكثير منها ثانية . أما أنك قد عرفت نفسك الآن فحكمت عليها بالفشل فإنه علم مبني على جهل و حكم مبني على أنقاض الوهم زائلان ، أعفو عنهما حالياً حالما ننتهي من ترميم الفكر و نبني له أساساً جديداً دعائمه : (الأمر كله بيد الله ) و (أن الله يفعل ما يشاء) و (أن الله يخلق ما يشاء و يختار) و ( ما كان لهم الخيرة من أمرهم ) .

المفكرة
15-10-2009, 08:06 PM
في حجرة الحاسب أقف مع مدرس الحاسب أطلب منه أن يترك لي عدة حواسب تعمل مع وصلة لشبكة المعلومات . يؤدي المهمة على عجل فقد قطعت مهمتي الطريق على ما لديه من أشغال . تمضي الدقائق على عجل تجاه آذان الظهر . آذان لا يسمع في هذه البقعة المنقطعة من الصحراء بعيداً عن عمران المدينة بجوامعها المتعددة.
يسألني و هو خارج : أمر آخر
_ هل أذن المؤذن لصلاة الظهر ؟
_ لا ، الساعة الثانية عشر إلا ربع ، يؤذن لها بعد عدة دقائق .
تصيبني إجابته بتوتر ، فالثانية عشر ستحضر لي من الشغل ما يملأ الوقت حتى صلاة العصر تقريباً ، ساعات تموج ببشر يتحركون في اتجاهات مغايرة ينحرون وقتي على أعتاب إراداتهم . لو أفلتت مني الصلاة في تلك الدقائق التي تسبق الثانية عشر فلن ألحقها بيسر .
يحدثني قلبي أنهم أذنوا لها . يتعارك ذلك مع ما لقنوه عقلي أن الرجال أكثر دقة بالنسبة للأرقام و الحساب و المواعيد .
يا الله
تقود قدماي خطاها تجاه المصلى بلا وعي مني و تضعني هناك : صلي .
أجد به مدرسة طالما رأيتها تمر عابرة بطرقات المدرسة فتلفت انتباهي رغم أن ما بيننا لا يعدو ضباب معرفة يمتد ثوان و ينقشع على عجل .
أسألها هل أذّن الظهر ؟
_ أجل ، الساعة الآن الحادية عشر و خمسون دقيقة و الظهر يؤذن في الحادية عشر و واحد و أربعين دقيقة . أتحرى وقته تماماً كي لا يضيع مني في زحمة المناوبات و الإشراف على الطلاب (عمل إضافي على أعمالنا كمدرسات) .
أقول ألك في صلاة الجماعة فتقول أجل فقط لنصلي سنته أولاً . نصلي السنة و الظهر و سنة أخرى بعد الظهر ثم أجلس هنيهة أذكر ربي حتى ترتوي النفس .
يسأل عقلي : لماذا أخطأ ذو العقل الألمع و أصابت إمرأة حظها مطولاً انتقاص عقلها ؟
_ حرصها على الصلاة رفعها ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .

المفكرة
24-10-2009, 09:21 PM
تلد الأمة ربتها :
أصل البيت عائدة من عملي فيفاجأني جلوس ليان ذات السنتين فوق كرسي صغير وضعته فوق كنبة . يقف إلى جوارها على الكنبة عبد الرحمن الذي تجاوز العام بسبعة أشهر فقط . تقول له : بودي اركب الحصان إلى جواري ، و هذا يرفع رجله في مشهد يستعد تجاه كارثة بوقوع كليهما.
احملها و أضعها على الأرض ثم أتناول بودي و أضعه جوارها على أرض ثابتة المعالم و معهما الكرسي الصغير .
أعظ بوضوح : ليان لا تفعلي ، فبودي صغير و الكرسي غير ثابت فوق الكنبة ( ليان تفهم كل ذلك بوضوح لذلك يخبرني عقلي أنني لم أصل لها )
تقول و ذلك البريق في عينيها : خالتو ، روحي (اذهبي) غرفتك .
تلمع عيناها ببريق خطتها الماكرة ، سبق أن رأيت نظائرها في عيني يوسف أخيها الأكبر و ليان تلميذته المثالية ، هو عين الزوغان تنبض به أعصابهما .
أفعل فأنا متجهة هناك فعلاً لكن أصوات اللعب أحضرتني إلى حجرة الجلوس .
أدير لهما ظهري ... على بعد عدة خطوات يصلني صوت المشهد يتكرر ، ليان فوق الحصان تدعو بودي للمشاركة في الركب .
أعاود أدراجي . أفتت المشهد تماماً لمنع الكارثة ، أبعد الكرسي أبعد موضع و آخذ بودي لحضانة أمه .
تترك تلك اللعبة و تتجه لأخرى .
****************************

المفكرة
31-10-2009, 04:25 PM
بودي حجمه مماثل لليان ، و عادة ما يعاملان على أنهما من سن واحدة بينما البون العقلي الذي صنعه فرق تسعة أشهر بين ميلادهما ليس بهين . بودي لازال طفلا رضيعا لا يحسن الكلام بينما تلك الأريبة تعبر عن نفسها بوضوح تام .
دوماً ما تضربه و لا يدافع عن نفسه فهو صغير لكنه هذه المرة من يضربها و يتسبب في بكائها و خروجها من الحلبة مهزومة .
_ صرت مؤذياً يا صغير ، كبرت و ما عاد بوسع أحد أن يستقوي عليك . هكذا تقول جدتهما .
حين يغير ثيابه في الحمام ، تكتشف الجدة آثار أسنان ليان القوية في جسده فهي عضاضة ماهرة . هذه اللحظة يتضح معنى إشاراته لساقه و ذراعه و محاولته لتبرير ضرباته لليان التي لم نفهمها لإنها قيلت بلغة الإشارة !

احمد رضا
01-11-2009, 09:07 AM
عُمقٌ فنضج فحكمة
ماهرةٌ أنتِ يامُفكرتنا
نقرأ بعين العقل
فيتروي إحساسنا
دُمتِ ذواقة حكيمة
تقبلي حروفي

المفكرة
03-11-2009, 05:43 PM
في حجرة الحاسب أقف مع مدرس الحاسب أطلب منه أن يترك لي عدة حواسب تعمل مع وصلة لشبكة المعلومات . يؤدي المهمة على عجل فقد قطعت مهمتي الطريق على ما لديه من أشغال . تمضي الدقائق على عجل تجاه آذان الظهر . آذان لا يسمع في هذه البقعة المنقطعة من الصحراء بعيداً عن عمران المدينة بجوامعها المتعددة.
يسألني و هو خارج : أمر آخر
_ هل أذن المؤذن لصلاة الظهر ؟
_ لا ، الساعة الثانية عشر إلا ربع ، يؤذن لها بعد عدة دقائق .
تصيبني إجابته بتوتر ، فالثانية عشر ستحضر لي من الشغل ما يملأ الوقت حتى صلاة العصر تقريباً ، ساعات تموج ببشر يتحركون في اتجاهات مغايرة ينحرون وقتي على أعتاب إراداتهم . لو أفلتت مني الصلاة في تلك الدقائق التي تسبق الثانية عشر فلن ألحقها بيسر .
يحدثني قلبي أنهم أذنوا لها . يتعارك ذلك مع ما لقنوه عقلي أن الرجال أكثر دقة بالنسبة للأرقام و الحساب و المواعيد .
يا الله
تقود قدماي خطاها تجاه المصلى بلا وعي مني و تضعني هناك : صلي .
أجد به مدرسة طالما رأيتها تمر عابرة بطرقات المدرسة فتلفت انتباهي رغم أن ما بيننا لا يعدو ضباب معرفة يمتد ثوان و ينقشع على عجل .
أسألها هل أذّن الظهر ؟
_ أجل ، الساعة الآن الحادية عشر و خمسون دقيقة و الظهر يؤذن في الحادية عشر و واحد و أربعين دقيقة . أتحرى وقته تماماً كي لا يضيع مني في زحمة المناوبات و الإشراف على الطلاب (عمل إضافي على أعمالنا كمدرسات) .
أقول ألك في صلاة الجماعة فتقول أجل فقط لنصلي سنته أولاً . نصلي السنة و الظهر و سنة أخرى بعد الظهر ثم أجلس هنيهة أذكر ربي حتى ترتوي النفس .
يسأل عقلي : لماذا أخطأ ذو العقل الألمع و أصابت إمرأة حظها مطولاً انتقاص عقلها ؟
_ حرصها على الصلاة رفعها ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .

اللاحق

هكذا كتبت عن آذان تتلاشى موجاته عبر صحراء نائية قبل أن يدعوني للصلاة .
أزيل من أوراق الروزنامة عدة أوراق فيحل اليوم ، تمر عبر ذراته نغمة مؤذن ينغم صوته كما إمام الحرم المكي ، زاده الله تكريماً و تعظيماً .

المفكرة
03-11-2009, 06:03 PM
عُمقٌ فنضج فحكمة
ماهرةٌ أنتِ يامُفكرتنا
نقرأ بعين العقل
فيتروي إحساسنا
دُمتِ ذواقة حكيمة
تقبلي حروفي


تالياً :
في استراحة من عناء البشر ، أعود لمقالي هذا ، أغترف منه شربة فألمح تلك الكلمات الطيبة ، يرتطم بسمعي صوت ارتطام كوب بعنف بأرضية الحجرة المجاورة حيث يلعب بودي و ليان مع أمي .
أجري تجاه الحادثة في حجرة أمي حيث يغطي الزجاج المتكسر الأرض بينما أمي تحتضن ليان . أما بودي فيقف على الأرض ، تتجمد حركته بسبب صوت أمي الناهر ، و إذ يراني يرفع ذراعيه و يحرك شفتيه بهمهمات و إشارات محاولاً تبرير فعله ، تكمل أمي ما لم أفهمه . الحكاية المعتادة ، طلبت ليان منه الكوب فلم يعجبه الطلب فألقاه على الأرض غاضباً فلم يحظ َ به أيهما .
أقسم ساعتي التالية شطرين أولهما لجمع الزجاج المتكسر و الآخر أريح فيه ظهري من ألم جمعه.

أحمـدنجـم
03-11-2009, 09:44 PM
لطالما وقفت أمام أسلوبك مشدوهاً .. مأخوذاً بعصاتك السحرية التي تلمسين بها القلوب .. وقد لا يصل الحد إلى اللمس وحسبي إشارة من سحريتك تصيبني فلا أستطيع إلا التردد في الرد والرد في تردد .. وكيف لي برد يضاهي بلاغتك .. وأنى لي بمحسن بديعي .. يعادل إبداعاتك الرائعة .. فأين ولا أين الفكر المتدفقة التي تجاري فكرك الفياضة ..
أختي المفكرة .. شرف لي إن ناديتك بأختي .. وشرف لنا أن ناديناك بالمفكرة .. أختي المفكرة ..
إن ما بين جنبات سطور أفكارك .. عبقريات .. وخبرات .. يا الله .. يا سعادة من أدركها .. ووعاها ..
بالفعل رائعة .. رائعة .. رائعة .. رائعة .. رائعة ....................................بعد عشرة أعوام ..
رائعة .. رائعة .. رائعة ..

المفكرة
04-11-2009, 11:20 PM
لو علمت أي شيء على أن أسحر تالياً ، لرثيت لحالي .
فصل في حكاية القدر يمر عبري يبدأه موت والدي بالفشل الكلوي و الغسيل الكلوي فالموت لا يدق أبواب الأسباب مستئذناًَ .
يخلف لي الموت أمانة إخراج مال الزكاة . يقرر أخي شراء وحدة للغسيل الكلوي به و تركه لمنفعة ذوي الحاجة من مرضى الفشل الكلوي ، حفظكم الله و أولادكم و عافاكم من هذا البلاء العظيم.
الشهر الأول :
لأخي صديق أمين يود لو يساهم في شراء الوحدة . أيام الشهر تمر عبر الإستفسار عن المستشفى الذي يوضع فيه الجهاز و الرخصة و الأطباء فيصلان للمبلغ المطلوب و المكان الذي يوضع فيه . يستعد المال للتوجه لقصده : شركة مصرية يمر عبرها الجهاز الألماني لمستشفى تسخره في خدمة المرضى الفقراء بالمجان .
الشهر الثاني و الثالث :
تنقضي في مفاوضات مع الشركة تنتهي باسم الجهاز و الموديل و السعر و عقد يلزم الشركة بشرائه قرب نهاية الشهر بعد أن اكتمل عدد الطلبات المدفوعة المقدم من الأطباء و غيرهم .
الشهر الرابع و الخامس و السادس:
اتصل بصديق أخي للإطمئنان على صحة مشروعنا المشترك فأجده غاضباً يشكو تقاعس الشركة عن وضع طلب التوريد حتى ارتفعت الأسعار ، الآن يزيد السعر خمسة و أربعين ألفاً أخرى فيعرض أصحاب الطلبات عن الشراء و تبور التجارة و الصفقة ! أبلغ أخي الخبر فهو في بلاد الغربة بعيداً فيحزن لخسارتنا ثواباً عظيماً و منفعة للبشر وددنا لو أنها مرت عبرنا .
الشهر الحالي:
يعود تدبير الأمور إلي مرة أخرى . أفتش النفس عن أسباب الفشل ، فألمح أولها : أتساءل من أين أتى ذاك الهاجس الغريب أنني أفعل و أنني أقدر و أن علاج الناس إليّ و منفعتهم بيدي ! كيف أزاح ذاك الهاجس تجارب لا تعد و لا تحصى ، محصلتها أن الأمر كله بيد الله !
أزيح ركام المعرفة و ما لقنوه عقلي سابقاً سموه علماً وسموه بالثبات ، يتراءى الآن في ضوء المتغيرات الجديدة ، يتماوج و يتغير و يتلاشى في حضورما هو خير منه ، مؤقتاً ، ريثما تستقبل النفس ما هو أفضل .
أصلي مطولاً في سكينة ، فتتلاشى نبضات تمر بأعصابي : بقايا أفكار و فتات أوهام و ضباب يعمي عين العقل فلا تبصر . يفرغ ذهني مما ليس شغله فيستقبل رسالة :
الأمر لله من قبل و من بعد .
*******************
وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفاً مسلماً و ما أنا من المشركين . ربنا الله النافع الضار الشافي ، العفو الغفور ، يا علام الغيوب ، اقضِ عني الدين و أغننا من الفقر و اشفنا من المرض .
اللهم آمين عدد خلقك و رضى نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك .
صلاة و سلاماً على رسولك و أهله الكرام دائمين ملىء السماوات و الأرض و مابينهما .
*******************

المفكرة
06-11-2009, 09:02 PM
أختي المفكرة .. شرف لي إن ناديتك بأختي .. وشرف لنا أن ناديناك بالمفكرة .. أختي المفكرة ..


جزاك الله خيراً ، أدخلت على قلبي السرور . يسرني مرورك و دعائك لي بأختك .

المفكرة
06-11-2009, 09:37 PM
استغرب أنك مدرسة للعلوم ، يصدر عن مخك العلمي تلك التعابير القوية!
***********************************

هكذا أخبرتني قارئة ، فكرة ترددت من غيرها قبلاً .
المادة التي بني بها العلم صرحه هي دقة الملاحظة و الإستنتاج العقلي السليم ، نفس الملكات التي أراقب بها الحياة التي تجري حولي .
يصور عقلي الحياة : تسبيح بحمد رب خلق فسوى و قدر فهدى. دمتم بود .

المفكرة
08-11-2009, 11:02 PM
خلال يوم العمل ، تدعوني وكيلة المدرسة لإستقبال موجهة الوزارة التي قدمت تتأكد من مطابقة العمل لمواصفات الوزارة.
أحضر لها كراسات تحضير المدرسات و كراسات المعامل و كراسات الطالبات و أوراق الإمتحانات ، فيسرها كل ما ترى و تكيل المديح لإنضباط العمل بالمدرسة . تنتهي الزيارة بكل ود .
تسألني و أنا أودعها : لم تركت المدرسة السابقة ؟
_ المشاكل بها كثيرة .
_ أجل الخطأ هناك كثير .
كانت تلك الموجهة تزورنا في المدرسة السابقة ، فيبقيها صاحب العمل في مكتبه و يقدم لها الشاي و أشياء أخرى و لا يسمح لها بالإطلاع على سير المدرسة .
أما مدير مدرستي الحالية فيشتهر بالنزاهة ، يصرف المال على المدرسة ثم يترك التوجيه يتأكد من مطابقة معايير الوزارة .
نجاح حققه حسن السياسة مع لون من الفهم و التقوى حيث طاعة المولى عز و جل أفضل استثمار .
النتيجة :
المدرسة التي أعمل بها حالياً بها آلاف طالب بينما سابقتها ينفرط عقد ثلاثمئة طالب فيحتاجون لجمعهم طوال الوقت ، عناء لا قبل لأحد به !

I promise you
09-11-2009, 12:26 AM
كم كنت اسافر فى صفحاتك ِ الرقيقة
لارى جمال اسلوبك ِ الخلاب ومواقفك ِ
التى نتعلم من كلٍ منها شئ جديد
وحقاً لم افكر فى كيف سأرد على كتاباتك ِ
فالصمت فى حرم الجمال جمال
يكفينى شرفاً انى اقرأ لعبقرية ٌ مثلك ِ
حقاً انت ِ مفكرة بمعنى الكلمة
تقبلى كلماتى المتواضعة يا مفكرة العصر
دائماً وابداً فى رعاية الله وحفظة ..

المفكرة
09-11-2009, 05:06 PM
تئز مفاصلي بألم يشوش صوت عقلي . يؤذن المؤذن فيصب العجز في شعوري حزناً على حالة مفاصل لا تأذن بالثني الذي يلزم للصلاة . تشتاق النفس سنناً أربع أصليها قبل الظهر و اثنتين عقبه . يبعثر الألم النية فتكتفي بالفرض .
أكّـبر للظهر فتنساب شرارة تنبض بالألم من عضلاتي فتسترخي و تنصاع للسكينة يظللها ذكر الله . رويداً ، رويداً ، تنسل آلاما مبرحة من نفسي بينما تكتمل الركعات الأربع . يأذن الفرض بسنن تتعاقب ستاً و تمنح تلك الجسم قوة تتراءى في خطوه السريع نحو الحصص . (لك الحمد يا نور الكون ، يا ذا الجلال و الإكرام كما ينبغي لجلال وجهك الجميل )

المفكرة
09-11-2009, 05:41 PM
كم كنت اسافر فى صفحاتك ِ الرقيقة
لارى جمال اسلوبك ِ الخلاب ومواقفك ِ
التى نتعلم من كلٍ منها شئ جديد
وحقاً لم افكر فى كيف سأرد على كتاباتك ِ
فالصمت فى حرم الجمال جمال
يكفينى شرفاً انى اقرأ لعبقرية ٌ مثلك ِ
حقاً انت ِ مفكرة بمعنى الكلمة
تقبلى كلماتى المتواضعة يا مفكرة العصر
دائماً وابداً فى رعاية الله وحفظة ..

السلام عليكم
لعلك بخير ، أفتقدت ردودك فترة ثم توقعت أن الدراسة تملأ الوقت ، كانت تفعل أيام الجامعة ، بارك الله علمك و فهمك و عقلك .

المفكرة
09-11-2009, 08:53 PM
ينفصل النت عن حاسبي أوائل رمضان فلا أشغل نفسي بتجديده ، فمقر الشركة بعيد و جسمي يكاد يتلاشى بين جنبات الصيام ثم أنني نويت أن أصلح شأني حقاً في رمضان . أزلت فتات البشر و بقايا المشاغل و تفرغت لقرآن ربي أنصت كي أعيي ، أزعم أنني سأفهم فأعمل !
يتلاشى الإلف و المعتاد و يشتد عودي طوال رمضان و إسبوعاً بعده أقضيه صائمة ، في عقلي قرآن ربي ، أحاول.
ثم تتسلل الحياة عائدة إلى نفسي بكل مغرياتها و منها هذه الشبكة الواسعة ، متنفس من التكرار اليومي المقيت . في بريدي أجد رسالة منه تهنئة بالعيد ، يعلن فيها نفسه أخاً دائماً لي ، رسالة جددت تاريخا مشتركاً كان بيننا يوماً ما .
كان كلانا مشرفاً في منتدى ذي نكهة أدبية ، دينية ، شبابية ، قرّب بيننا المهنة و حب اللغة العربية و القراءة و الثقافة بشكل عام و العمر ، في الواقع كانت تلك إحدى صدف النت النادرة في حياة البشر ، إثنان من أبناء آدم لهما من الصفات المشتركة ما يسخرانه لمنفعتهما و مصلحة و متعة قراء متعددين !
ثم يعتريني الغضب و قلة الصبر و أشياء أخرى و تنفصم عرى المنتدى و تلك العلاقة و المراسلة . و أنا عاداتي متأصلة بين جنبات عقلي و أحدها تنقية أعصابي مما لا يلزم ، ذكريات و أفكار و أشخاص ، اندثروا ، حتى لا ينبض عصب بأي من ذلك مجدداً ، أنا أحوج البشر لذلك و إلا هلكت من كثرة التفكير و الأسى على ما مضى .
ثم تلك الأخوة التي يطوق البشر بها عنقي ، ما لا أمنحه إلا قليلاً ، فأخي على الأرض واحد ، طالما أعجبه تفرده بين ثلاث أخوات .
من أخبرهم أنني أنوي الإلتزام تجاه آدمي في الأرض أو على نت بشيء ؟! أين لمح أحدهم في كلامي أن أحداً يجر قيادي حيثما ولى ؟!
فقط أن الجسور بيننا كانت كثيرة و أن مودته كانت تبدو رائقة ، أحياناً كانت ترقى إلى الحقيقة ، و أياديه عندي بيضاء .
أتجاهل قوانين الغياب التي ألزمت بها نفسي ، حيث الغياب يحرق كل أثر .
أبحث عنه على النت فأجده مستقراً في منتدى ، يكتب شعراً عن الحب و الهوى ، كل من تستهويهم اللغة سيعجبهم ما يقول ، فالنسق أكثر من جيد . قلما تطاوع اللغة أحداً كما تأذن له (ليتها تناولني حجرة ، لا بيتاً)
فقط أن عقل المفكرة يسلم قياد ملكاته لشق المخ الأيمن ، ذاك الذي ينظر بعين البصيرة ، فيتراءى له من المستقبل صوراً ، يستبقيها بينما ينسق الخطو وفقها . وفق هذا العقل و النبض ، يمسني حزن و قلق .
تنبض أعصابي بكل أنواع الهواجس ، تقول أن ما مضى لا يحق له أن يتجدد و يقول أن الأمور تمزقت و ليس بالإمكان رتقها ثم يدوي مردداً : ما شأنك ؟
أركن الأمر بين ثنايا قشرة المخ بعيداً عن الإدراك الذي يتناول ما هو عاجل ، متكرر و واضح المعالم .
تأتي تلك اللحظة التي أصلي فيها و أستخير فيما أقول و أفعل فتأذن الإستخارة بفكرة . ينتهي الدعاء ، فيمتد اللاوعي تجاه كتاب رياض الصالحين ، هجره زمان عملي ، فارتكن على رف قريب . أفتح صفحة فتتلو حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : الدين النصيحة .
أغلقه و أنا أعي شيئاً ، فقط أنني لا أدري ماذا أقول ، تردد نفسي : ما أنا بكاتبة !
*********************

أحمـدنجـم
09-11-2009, 10:49 PM
أختي الكريمة المفكرة قمت بتثبيت الموضوع لما رأيته مرجعاً فكرياً يحمل رؤىً ويحمل بين طياته أغادير سقيت من خضم الحياة .. بارك الله فيكِ وجزيت الخير كله

المفكرة
12-11-2009, 11:04 PM
اللهم ربنا زدنا علما نافعاً ، أعنا به في كسب الرزق .

المفكرة
12-11-2009, 11:07 PM
تناديني ليان : نعالي نلعب جري.
تسبقني و هي تردد في بهجة ، أمسكتك ، أمسكتك ..(اختلط عليها الكلام تقصد سبقتك) تنهي السباق و في عينيها زهو الإنتصار على من يفوقها ، طبيعة ورثتها عن أبيها آدم . عزف الشيطان ذاك الوتر مصدراً لحناً يروق لغطرسة الشيطان .

المفكرة
13-11-2009, 10:55 AM
أتيقظ و قد مضى من النهار الكثير : ضاعت مني صلاة الفجر ، خطفها النوم رغم حرصي عليها ، بعض ما أكره في جسد مرهق أنه لا يناولني الفجر حاضرة هذه الأيام ، يطيل النوم رغماً عني . ترتسم في النفس علامات لطريق جديد : (و هو الذي جعل الليل و النهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ) الفرقان 62

المفكرة
13-11-2009, 10:40 PM
يصر رنين الجوال أن أنظر إلى شاشته ، أجل الرسالة منه ، في الشاشة الإلكترونية أقرأ كلمة : أجل.
أستبشر خيراً ، أخيراً فعل ، أرهقني هذه المرة ، مثل كل مرة . بقيت له عندي رسالة واحدة أذكره بها أن يصلي العشاء و أنتظر رده الأخير لليوم .

المفكرة
14-11-2009, 07:27 AM
ليان الآن كبيرة و جميلة و قد تجاوزت العامين بأربعة أشهر . تأتيني في المطبخ ، تطالبني بتمرة ، أقطع شق تمرة و أضعها في فمها الصغير . أدندن : ليان أغنيتي الجميلة .
تكافئني الصغيرة بلحن مماثل : و أنتِ أغنيتي الجميلة .

I promise you
15-11-2009, 02:56 PM
السلام عليكم
لعلك بخير ، أفتقدت ردودك فترة ثم توقعت أن الدراسة تملأ الوقت ، كانت تفعل أيام الجامعة ، بارك الله علمك و فهمك و عقلك .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
أنا فى تمام الصحة والعافية الحمد لله
أتنمى أن تكونى بخير
نعم كما توقعتى يا مفكرة إنها الدراسة
ولكن لا أرضى ابداً أن تأخذنى الدراسة
من قراءة كلماتك ِ الجميلة والعابرة
لى عودة بإذن الله
تحياتى وإحترامى
فى رعاية الله ..

المفكرة
15-11-2009, 06:27 PM
الله الواحد في علاك ، نرجو رحمتك و نخشى عذابك .
_ من تحدثين يا أمي ؟
يشوب صوت أمي التوتر ، تغطي سماعة الهاتف بيدها ثم تضيف : تلك زوجة عم أبيك ؟ انتشر سرطان العظام في جسده .
_ أ لأبي عم ؟
أجل تذكرته ، كان والدي يزوره وحده على فترات متباعدة فعمه هذا يسكن في الجيزة بعيداً عن بيتنا ، في الحقيقة لو حاولت الذهاب إليه فسأضل الطريق إلى بيته و أسرته !
تواصل أمي الحديث في الهاتف مع زوجته .
يستحضر عقلي ما يعرفه عن هذا المرض ، سرعة انتشاره و تغلغله . تكلف علاج والد صديقتي آلاف الجنيهات شهرياً ، بينما جسده يفقد الحيوية جراء علاج مكلف و مبالغ فيه و لا يفرق بين الخلايا السرطانية و الخلايا السليمة . علاج بسوء المرض .
أتوقف عن التفكير ...
يتساءل عقلي مجدداً : ما المطلوب عمله في حالته ؟
........
تتولى أمي إبلاغ أهل البيت .
تحمل الهواتف رسائل القلق و المواساة للرجل و لأهله و يحاولون معرفة ما يحتاجه . أما هو فيؤكد للجميع أنه بخير حال ، و أنه لا يحتاج شيئاً أكثر مما عنده .
تجتمع أخواتي فتقرر كل واحدة منهن أن تدفع مبلغاً من المال يساعده على تجاوز تلك الأزمة .
يمتلىء الظرف و تُـدفع إلى مهمة إيصال الظرف له . و لأنني لا أقدر على ذلك فإنني أستعين بواسطة عمي ليقوم بالمهمة عني .
أزور عمي ، أدفع إليه حملي و أطلب منه إيصال المبلغ للمريض ، يأخذنا الحديث إلى بعد آخر فنتفق أن أمر به بعد صلاة الجمعة و نذهب للمريض زائرين . أتولى القيادة وصولاً إلى المستشفى .
هناك أقابل قريبي البعيد يبتسم مطمئناً على فراش المرض ، ينتظر دوره لإجراء أشعة تلزم الطبيب كي يقرر إن يجرى له عملية تعين كليته على العمل ، أم أن السرطان أثقلها و من الأفضل تركه و شأنه .
يلقي القلق في مسمعي سؤالاً فأنصت : لم لا يصيب السرطان رضا قريبي بعطب ؟
يؤذن لصلاة العصر فيتلفت حوله إلى من يعينه على الوضوء و الصلاة يدعو من حوله لإقامتها و لطالما أمّ المصلين تطوعاً عمراً مديداً في الجامع .
ملاحظة : تقرر الأشعة أن المرض انتشر في جسده و أن الجراحة لن تصلح مرضاً فيعود إلى بيته، يتلقى علاجه هناك و يقيم الصلاة في الجامع المجاور كما اعتاد .

المفكرة
16-11-2009, 05:58 PM
يسألني بينما يستكمل بيانات الإيصال :
باسم من أكتب تلك الصدقة ؟
يعرفني هذا الموظف و يعرف اسمي فحضوري عنده متكرر و ثابت قدر الإمكان .
أهم بذكر اسمي ثم تعتريني فكرة :
أصاب تضخم القلب والدي بألم يعصر صدره كل ليلة ، يكاد يخطف أنفاسه و يعصر قلبه . يأخذه المساء لحافة الموت ثم يفتح له كوة ..
أنصت جيداً حتى اسمع اسمي بين شفتيه :
أركض مسرعة ، فأتناول قرص الضغط من على طاولة بجوار فراشه و أدسها بين شفتيه و أتبعها قطرات الماء . يهبط ضغط الدم لطبيعته و ينساب الدم في الأوردة و الشرايين و تعود الحياة مسارها في جسمه .
و والدي شخصية كبيرة بحجم الحياة حين تمتلىء بكل الألوان و المتع و النجاح . لكن غضبه الشديد كلما أراد شيئاً في بيته طالما عصر الحياة في البيت ، قتل أوقاتاً جميلة كان فيها الأب الحاني . أما مرضه فنبـّه أعصاب من حوله ، يكاد يتوقف الهواء عن المرورعبر رئاتهم حتى يمنح والدي الحياة أولاً ، حفاظاً منهم على حياة تذوي قرب المرض .
لم ينجح الدواء في أكثر من تنظيم الضغط ريثما يرتفع في الليلة التالية يزحف تجاه حياته . ينادي والدي مجدداً ، فأسرع و أناوله الدواء ، أقف جواره ريثما تنساب الحياة في جسده ، ثم أسأله : حاجة أخرى؟
_ لا . إذهبي للنوم .
لا أدري أيهما أخذ مني أكثر من الآخر ، عصبيته أم شقاؤه في جوار المرض ؟
أجيب سؤاله : باسم والدي و أسرته . و المال و الفكر والفعل لي بإذن الذي خلق .
يوقف الزحام مسار الشارع ، يأخذه تجاه الفوضى فيعطل مساري ، يلحقني التأخير و أنا عائدة للبيت و معه قلق شديد أن أغضب والدي فيزيده المرض حملاً .
أصل البيت و أنا أتردد في دخوله ، أنوي التسلل للداخل بعيداً عن نقده . يصمم القدر أن نتواجه .
تنير ابتسامة وجهه : أ كان الطريق مزدحماً ؟
كيف أحس بي؟
_ أجل .
تبدد ابتسامته سحب غضب لوّث سماء عمرنا .
*****************

المفكرة
19-11-2009, 06:39 PM
ثمانية عشر نسخة
لابد من تصوير هذه الورقة ثمانية عشر نسخة للصف الأول الثانوي ، أجل طالبات الفصل سبعة عشر قتاة و نسخة للمدرسة ، هكذا أفكر بينما تمر خطوات طريقي لحجرة تصوير الأوراق بفصول البنين حيث بعض المدرسات يعانين من الخلاف مع الطلاب ، يهرب من إحداهن النظام فتعصره كي يبقى .
أجل ، خطأهن ، المدير أخبرنا أن لا نتصرف على هذا النحو و الإداريات أخبرن المدرسات و لكنهن لم يلتزمن بتعليمات المدير .
أجل ، وصفاته منطقية و ثابتة المعالم ، خطة من نقاط لكل المشاكل . له حق ، فعلا التقصير من عندي ، ينبغي أن أترك ذلك العمل فأنا الفشل ينبض به كل عصب .
يعصف بالذهن شهد مصفى :
وصفته محددة المعالم ، خطة ذات نقاط . هكذا كي يتعامل عقله مع عجماوات ردود أفعالها ثابتة بنصف المخ الأيسر حيث الوصلات العصبية أكثر استقراراً ، المساحات في الإدراك مناظرة لما هو على الأرض و الأطوال لا تتغير كل بضع ثواني .
هي : لديها وصلة متسعة من الجانب الأيسر في المخ للجانب الأيمن . تنقل المعلومات من الثوابت إلى الجانب الإبداعي لتبتكر حلولاً للمستجدات تلقى في وجهها كلما تعاملت مع البشر أطفالاً شيوخاً رجالاً و نساءاً.
مؤكد لا يقال لرجل : لدينا عزومة لعشرة أنفار حالاً ، دع كل ما في يديك و لا تنشغل عن ذلك و لو بالتنفس و جهز من الطعام ما يناسب أذواقهم المتنافرة ، مهمة يعهد بها عادة للنساء فتتولاها إحداهن على أحسن حال .
أيظن حقاً أن بوسعي أن أجبر طالب يميل مؤشر مزاجه إلى حال القرف على عمل ؟ الأسباب متنوعة و العلاجات فريدة لكل حالة ، حشرهم جميعاً تحت سقف واحد و محاولة ضغط عصب واحد طوال الوقت لا يحرز نتيجة ، لم يفعل أبداً !
استوعبت الآن لماذا تتركني إجتماعات الإدارة في تيه مطبق ، الخروج منه منهك . إذاً ليس خطأي ، أفكر مجدداً في البقاء في عملي حتى آخر اليوم .. ريثما أصل حجرة المدرسات فأجد مشكلة جديدة .. ثم ..

المفكرة
19-11-2009, 09:33 PM
تهاجمني الغلظة مرددة : كفى ، لا ينبغي أن تستمري في مزاولة حالة ممسحة الأرجل تلك ، كفى جداً ، الحل معي، تحاول أن تزاول كيانها في كياني .
أصدها بقوة تتصدع لها أرجاء نفسي . لو قاومتها الأزل ، لن تمر عبري ، ليس أنا . فقط أن تلك المقاومة تتغير لها النفس ، لا تصير هادئة كما كانت ، بل تموج بالمقاومة . أحرزت البغيضة هدفها ، أليس كذلك ؟
..
لا ، اللطف في غير موضعه لا أساس له من الصحة أيضاً .

المفكرة
20-11-2009, 06:10 PM
*(و ليال عشر)
تنسلخ غلالة الضوء عن ليلة من ذي الحجة . يسري الليل في النفس في يسر ، يسري اليسر في
ذات حجر فتنهل من خير تلك الليالي بإذن الذي خلق تلك الليال و أجزل فيها العطايا لطالب قرب .
* سورة الفجر ، الآية 2

MOHAMED SAMIR1
20-11-2009, 09:40 PM
تجولت بين الصفحات .... وفجأة شعرت بنسمات .... تنبعث من صفحاتك الذهبية

التي هي بالفعل ارق الصفحات ...

تنقلت من كلمة لاخري و عقلي يريد المزيد ... وقلبي شعر بفرق ليس بالطفيف

فهناك بالفعل فرق بين ذلك القلم وباقي الاقلام ....

هناك بالفعل فرق .......

فرق .... أذاب كل الحواجز و العقبات

بين ذلك الكاتب وكل قاريء...



تعجبت سيدتي كثيرا من تأثير الكلمات ..... تعجبت من غيابي عن تلك الصفحات

وتأخر ثنائي علي صاحبة اجمل الاقلام





فتحية كبيرة مني اليك سيدتي ... علي هذا الفكر وتلك الكلمات

وتقبليني زائر قارئ بل مشاركا بأذن الرحمن

المفكرة
21-11-2009, 12:19 AM
السلام عليكم
بارك الله كلمة طيبة قيلت في ذاك المتصفح فأثمرت أخوة طيبة بإذن الذي خلق و جمع البشر على محبته و في طاعته في خير ليال .

المفكرة
21-11-2009, 12:20 AM
قلت سابقاً عن جهاز للغسيل الكلوي يعجز عن الوصول إلى الفقراء . دعني أرسم صورة لآخر يتوجه لمقصده ، أمره اليسر تماماً و أنه على وشك البدء في الخدمة في مستشفى عام بالمجان .
أتوجس مجدداً بقدر ما أود الخير لكل الناس فإنني أعلم أن الأسباب مخادعة لأقصى حد .
و لأنني حقا أود لو ينفع الجهاز أصحاب الحاجة فإنني أبحث عما أثار في نفسي القلق . أكتب التحذيرات التالية على الجهاز :
يجب مراعاة التحذيرات التالية عند استخدام جهاز الغسيل الكلوي من قبل المريض و الطبيب :
1. على الطبيب الإستعانة ببصيرته و علمه فمن لا يأذن الله له بشفاء على هذا النحو ، ليتركه الطبيب في مرضه في سكينة.
2. لا ينبغي لأحد أن يتكل على سبب أعوج فينهار به في هوة ضياع ، فالتوعية بأسباب المرض و توقيه هو الأساس و لا ينبغي أن يتوقف البشر عند ما بين أيديهم بل لابد من التحسين دوماً .
3. الدعاء و التوكل على الله ساري المفعول خلال و قبل و بعد العلاج .
**********************************


أترى أحداً ينصت لكلماتك ؟ أم يشغلهم المرض و العلاج ؟!


إذاً أعلق يافطتي على أبواب السماء :
الله الواحد الأحد في علاك ، أصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا و لا إلى طبيب أو علاج طرفة عين .

المفكرة
21-11-2009, 08:31 PM
هنيئاً لأمة الإسلام حضور بعض أعظم مناسبات الكون .
تنبض أعصابي لصوت يردد : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعني أيام العشر .
قالوا : و لا الجهاد في سبيل الله .
قال صلوات الله عليه ، و لا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه و ماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء .) رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما .
أتشعرون بالتغيير الذي يملأ النفس استقبالاً لهذا الحدث الكوني العظيم ؟
تعرض نفسي عن اللغو أياً من كان قائله . زيادات تلتهم الوقت . أجد في النفس فراغاً أحتفي به بذكر المولى العظيم .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ما من أيام أعظم و لا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير و التحميد .) رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما .

المفكرة
22-11-2009, 08:34 PM
مناجاة
أحني جبهتي لخالقي ، يتبادر التسبيح لذهني فأسجد ليلاً طويلاً ، تردد أنفاسي : ربي الواحد الأحد الفرد الصمد الكريم الحليم مالك الملك ، يا ذا الجلال و الإكرام الحي القيوم المتفرد بالعزة و الجبروت ... أسألك باسمك الأعظم الذي أنت أعلم به مني ، لا ترد منكسرة عن بابك .
أدعوك باسمك الأعظم الذي تجيب به دعوة مضطرة و تعطي محتاجة ، اسم رحمتني بذكره : فرّج الضيق الذي يشملني .
اكسر سجن عقلي ، لا أبالي بتلك الحلة خرقها البلى ، لكن الروح يا واحد أرهقها هذا العور ، و النقص بتلك الحلة أحالها سجناً يعصر لا فكاك منه إلا بك ، أنت أدرى بي مني ، أسألك ما تعرفه و لا أعرفه .
أحدهم دس رسمه بين طيات الذكر ، علم أن طيفه سيلفت انتباهها ، أصلحه و لا تكله إلى نفسه طرفة عين .
ننام و عينك تكلأنا ....... سأصحو على اسمك يشكل وعيي ، صلاة تلو أخرى ، تتبدل بها كل ذرة تشملني . (نفحات ألقاها لنفس معذبة قالت له ائذن لي بذكرك)
****************
هكذا شعرت يوم عرفة من العام الماضي ، هكذا كتبت ، تغير الكثير ، لكنني لازلت هناك ، إذاً أعيد نشرها ..

المفكرة
25-11-2009, 10:35 PM
Fun Day


يتردد هذا اللفظ الفظ طوال اليوم ، و المقصود به احتفال الطلاب بالعيد بالموسيقى و الألعاب و الفوضى و الصراخ حتى نهاية أعصابهم . (لمن لم ينتبه ، نحن في أيام فضيلة حقها العبادة و ذكر الله ، أمر لا يتحقق إلا بالسكينة ، يهرب من العويل المتواصل) .
تردد مدرسة ، يا عيني على البنات إللي انقهورا لأنهن ذاكرن جزءاً من النهار قبل الفن داي!!! يستمعن إليها و يرددن مقالتها ثم يتبعنها بممارسة عملية للفنفنة المتواصلة .
يعلو صوت اللعب صوتي الذي رفعته بذكر الله فأصمت .
حسناً ، ارموا الوقت و بعثروه كما يحلو لكم ! تحضر الأصوات غول التفاهات يبتلع طاقات الشباب .
و لأنني حدثتكم ، فأزعجتكم ، دعني أعدل دفة الحديث و أنا في طريقي إلى البيت تجاه إمرأة انقطعت بها سبل المواصلات في هذه الصحراء فأصحبها و أوصلها إلى بيتها في مسار مغاير لمسار بيتي.
ينتهي المسلك الجديد عند مسجد غير مألوف لي ، الأناقة و الجمال و الحديقة التي تحتضنه تصب في أعصابي شيئاَ من روقان البال . تنزع عني بعض شعث يومي .
يضايقني أنني أستقبل صلاتي في ثياب النكد تلك ، في ركعة ما يتلاشى معظم ذلك من شبكة أعصابي .
أسأل عن طريقي فيدلني مبنى يشير إلى شارع البيت ، لا لم يطـُل الطريق ، في الواقع أظنه قصر ، حسناً فيم بعد سأتأكد من طوله.

المفكرة
27-11-2009, 10:30 AM
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه.
كل عام و أنتم إلى ذكر الله أقرب و على طاعته أدوم.



http://www.gazagallery.com/pal/paldf/rose_6.jpg

المفكرة
28-11-2009, 09:13 PM
يلي يوم النحر ، أيام التشريق الثلاثة . أمر رب العالمين بذكره فيها ، مر منها اليوم و بقي الغد و ما يليه.
( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) [البقرة: 203]
وهي أيام عيد للمسلمين؛ لحديث: ( يوم عرفة، ويوم النحر، و أيام منى: عيدنا أهل الإسلام ).
قال فيها النبي (صلى الله عليه وسلم): ( أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله ).
***************************
الله أكبر ، الله أكبر الله ، الله أكبر كبيراً .
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .
سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته .
رب لك الحمد على نعمة الإسلام ، اهدنا لنعمة الحج فإنه لا يهدي لأحسن الأعمال إلا أنت .

المفكرة
29-11-2009, 09:50 PM
بينما أراجع بعض ما كتبت ، أشارت إلي تلك القطعة ، تليق بيوم من أيام التشريق :
****************
يتعجلن إغلاق الكراسات و ترك الكتب استعداداً للإجتماع السنوي . يفيض الجميع باتجاه صالة الإجتماعات . يتوقف زمن عقلي و انساق مع من يتحرك . فيم يستعجلون زمناً هو رخاء في هذه الأنحاء ؟ يعمل ذهني ثانية ، تجد يدي مسبحتي ، أفتح كنزي و أستخرج منه بعض الجواهر.
عثرت عليه في الجامعة ، في مسابقة لحفظ أحاديث رسولنا الكريم (صلوات ربي وسلامه على النور البشير الهادي) ، بأحدها عبارة : لا إله إلا الله ، وحده ، لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير .
جملة ترديدها مفتاح كنوز . هذا ما فزت به من هذه المسابقة .
اليوم تستدعي الذاكرة الكنز مجدداً ، ترديد أنفاسي :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير . عدد ما خلق في السماوات و الأرض و عدد ما خلق بين ذلك و عدد ما هو خالق .
سبحان الله و بحمده .... مائة أخرى ....
أنظم منها زينة نفسي نوراً ، يرسم الرضا انعكاس مزاجي في صفحة وجهي .
الحي القيوم ، مالك الملك ، ذا الجلال و الإكرام .... أنادي اسمه تكرار ما وسعني إدراك.
تنسل الأفكار و الرؤى خارجي بينما أعيد تنظيم زوايا النفس . حساب المصالح و الأشخاص و الأماكن يتبدد . تحضر السكينة قائلة : قدره واقع ارضي به .
استقبلها بالترحاب .
تستشعر النفس ما لا تعبر عنه الأسماء من كيانات لا تنتمي لعالم المادة . يستقبلها مخي ، يدركها و ينصاع لها .
تختلف مواضعنا في هذا العالم ، لكن الطريق مأمور أن يجمعنا دوماً . أتحير أين أجلس بين البشر . تتقاطع خطواتنا مجدداً فأجلس خلفها . تناولني قطعة من الحلوى .
تشتاقها النفس و تهم بإحتوائها ، يهمس كنزي : ناوليها غيرك ، أشتري لك حسنة ، ربما يضاعفها لك عشرة أضعاف فأكثر.
تشرق نفسي فأسأله حسنة بعشر أمثالها ، أدفع قطعة حلوى فيأتيني عشرة ؟!
يمر بي ما ليس مني ، أدركه على نحو خاطف فيوحي : بل عشر حسنات على قدر المعطي . كل حسنة منهن كون أعظم من هذا الذي تعلمين اتساعه . أما ما هو مخبوء للآخرة فنظرة لنور وجهه الكريم تمحو كل شقاء ، نحيا قربه ، يفيض علينا من جماله .
أصدّقه ، و يملأ جوانحي الطمع .
***************************
أجلس في شرفة منزلي المطلة على الحديقة بينما أمي جواري تتحدث مع الجناينية . أردد طمعاً في بعض حسنات من كنزي .
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير .
أدرك أن قدراً يقع ، يحضر في ركاب السكينة . أنشغل بذكر رب العالمين عمّـن حولي .
يذهب الرجلان لحال سبيلهما .
... دقائق ثم تسقط قطعة حجرية ضخمة (لم أستطع حملها) من ارتفاع ثلاثة طوابق و تستقر في الموضع الذي احتله الرجلان منذ لحظات !
****************

المفكرة
03-12-2009, 12:06 AM
اقترح علي صديق أن أشغل وقتاً أطول بالكتابة ، أينما كان النشر . كما أن الكتابة تلح علي و تتهمني بالتقصير في حقها . حقاً أحب الكتابة إذ تكون تفاعلاً مع آدمي ، نوعي المفضل من التفاعل ، ما أجيده ، تبدو لي كلماتي إذ أنطقها مبعثرة ، غير منمقة بما يكفي بالنسبة لي ، الكتابة تحسن حبك كلماتي قبل أن أستقبل بها البشر .
الأرض حولي من وجهة نظري بحاجة لتغيير جذري ، فقط لا قوة لي لإحداث إلا القليل من هذا الذي تشتاقه النفس . أما النفس فسارحة في ملكوت مولى جميل ، عيناها على ما لا يغري آدمي إلا قليل . أستفيق على أحدهم ينقر أحد شبابيكي تركته موارباً يطلب مصلحة عندي ، أناولها له كي أستردها مضاعفة كثيراً جداً عما قريب.
و هناك وظيفتي النمطية التي أود لو أشكلها و لو قليلاً وفق رؤيتي و كلما أزلت بعض الركام أجد من يجتهد أن يعيده سيرته الأولى ! (فقط إلى حين ريثما يتم حفر الأرض و إعادة بناء أساس قويم) .
عملي يستلزم جلوساً طويلاً و تركيزاً مريراً ، كلاهما عصي على النفس يمحوان من الجسد العظام إلا قليلاً . إعداد الإمتحانات و الملازم و التصحيح و مراجعة كل الأوراق ....
ثم ذاك الباب الصلاة ، موارب قليلاً ، أدفعه فيتسع الفتح يفضي لممر أوسع به دعاء و ذكر للمولى و تأمل للأحوال أما التسبيح فيطوي باقي اليوم ، يلقي في روعي الكثير إذ أنتهي .
ينفد مني الوقت و مطالبة بتسليم ورقة إجاباتي الخاصة عن امتحان عام من عمري ملكني الكثير فلم أحسن استخدامه ، لا أجد إجابة صحيحة أكتبها ، لا أحسن التلفيق و لا الغش ثم أنهما لا يصلحان ....
أكتب ثانية ؟!
...
تخط يد القدر على يدي ما يشاء خالقي .

المفكرة
04-12-2009, 12:09 AM
استوقفني محل صغير للعطور في مركز تجاري ، ذكرني بولع قديم برائحة الورد . فقد كنت أحتفظ بزيت عطري برائحة الورد في اسطوانة صغيرة أتعطر بها لصلاة الفجر و صلاة الجمعة حين أصليه في خلوة مع ربي . تدوم الرائحة عاماً و أكثر تملأ الحجرة بهجة .
أقف على ناصية المحل الصغير و أهم بالدخول فيصدني عائلة داخل المحل الضيق يعرض عليها صاحب المحل عطوره و يساومهم على الثمن ، فأخرج . تلمحني بائعة شابة كانت تجلس بركن بالمحل فتأتي خلفي ، تقول تفضلي أخبريني بحاجتك و سأحضرها لك . يعتريني تردد و يغيب عني الإختيار قليلاً فأجدني عائدة للمحل ، بينما ينشغل صاحب المحل بالبيع لرب العائلة تقوم تلك الشابة اللطيفة بعرض بضاعتها الزكية علي .
_ أريد عطراً برائحة الورد في عبوة صغيرة ، ثمنها قليل .
_ تفتح زجاجة الزيت فتنساب الورود منها ، تعدل مزاجي تلقائياً ، فأجدني أشتري .
في هذه اللحظة تخبرني أن العبوة يزيد ثمنها قليلاً لو هي أضافت إليها إضافة تجعلها أكثر ديمومة ، يصدح الشيخ مشاري الراشد من قلب المحل الصغير بقرآن رب العالمين فأنصت له أكثر مما أنصت للبائعة . بينما يعرض محل كاسيت مجاور بضاعته بصوت عالي يخرق الأعصاب لولا أن صوت القرآن يعادله ارتفاعاً .
لا أتنبه تماماً لما فعلت و قبل أن أعي آخر كلمات لها أجد البارفان في حقيبة في يدي و النقود في حوزة البائعة و أجدني في البيت مجدداً حين يعاودني الفكر والإنتباه .
البائعة مزجت زيت العطر بمادة بخاخة و وضعته في زجاجة ذات رشاش كي أتمكن من رشه .
في البيت أرشه على و أشمه طالما أنا في صلاتي مطولاً ثم تعتريني الذاكرة مجدداً .
المعتاد أن المادة البخاخة مادة كحولية و بالتالي فإن عطري ممزوج بالكحول ، المادة المسكرة في الخمر . و الخمر حرام و هي نجس .
أترى استخدامي للعطر حلال أم حرام و صلاتي به صواب أم خطأ ؟
أتذكر كلاماً طويلاً درسته في مقررات الشريعة في الجامعة و آخر قرأته منذ زمن ، أجعله في خلفية تفكيري و أذهب أبحث على النت فأقرأ طويلاً و كثيراً بينما تستوقفني محطات ، أستعرضها معكم :
بعض علماء الشريعة المشهورين من السعودية يفتون أن الكحول هو المادة المسكرة في الخمر لذلك فإن وجود هذه المادة مع العطر حرام و الخمر نجس و بالتالي لا يجوز التعطر بهذا الشيء و لا ملامسته الثياب أو الصلاة به . لقوله تعالى (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
سورة المائدة، الآية 90
يقول آخرون أن الكحول نسبة بسيطة من العطر و بالتالي فلا ضرر منه لأنه قليل .
آخرون يقولون أن نجاسة الخمر و الميسر (القمار) نجاسة معنوية (نفسية) و ليست حسية لذلك فإن الثوب الذي يصيبه الخمر لا ينجس .
ننتقل إلى علماء مصر ممن لهم فقه قريب من فقه أهل المملكة ، يقول أحدهم أن الكحول نوعان إيثيلي و ميثيلي.
الإثيلي ينشأ من تخمر الحبوب و هو مسكر و حرام أما المثيلي فصناعي و سم و ليس بمادة شرب و سكر لذلك فهو ليس بحرام فيتركني في حيرة أبعد .
الآن أذهب للأجنبي أفتش عن نوع الكحول الذي يمزجون به العطور أ إيثيلي أم ميثيلي ؟
أجد موقعاً مصرياً للزيوت العطرية يخبرني أن الزيت العطري يدوم طويلاً لكن ما ندعوه بارفان أو كولونيا هو زيت عطري ممزوج بالكحول الإيثيلي (المسكر المستخلص من الحبوب) لزيادة حجمه و لأن الكحول يتبخر حاملاً معه العطر فيعطيه قوة تفوق قوته لو كان وحده ، لكنه في النهاية يتبخر سريعاً مضيعاً معه العطر سريعاً أيضاً . يقول الموقع أيضاً أن الكحول كمية كبيرة و ملموسة في جانب العطر ! في الواقع يخبرني الموقع الذي يسوق للزيوت العطرية أنه من الأفضل لي أن أشتري زيتاً غير مخففاً لتجنب الحساسية التي يسببها الكحول للجهاز التنفسي و الجفاف الذي يصيب الجلد من تبخره السريع .
الآن إلى الأجنبي الذي يؤكد لي أن تداول الكحول في العطور ممنوع قانوناً في الولايات المتحدة و أن هيئة الأغذية و الأدوية الأمريكية تنظم استخدام الكحول و لا تسمح بتعاطيه إلا بإذن خاص و بالتالي فإن الكحول الذي يستخدمونه في بعض العطور لا يأتي من تخمر الحبوب بل ينشأ من أعشاب أخرى و بالتالي فله أنواع متعددة منها الكحول البروبيلي و الجليكول و غيرها .
مواقع أخرى تزعم أن هناك من يمزج الخمر بالعطر و لكن بصورة غير شرعية فهو أمر يحظره قانون البلاد و المتاجرة في عطور كتلك جريمة يعاقب عليها القانون!
تكتمل دورة عقلي فأجدني حيث بدأت بلا فتوى معلومة بعد ! تفتيني أنفي التي بدأت تؤلمني بعد زوال الرائحة الطيبة أنه لا ضرر و لا ضرار و ما كان كثيره سم فقليله سم أيضاً . حقاً لماذا نهوى تعذيب النفس بهذا التسميم البطىء؟!

المفكرة
04-12-2009, 08:13 PM
يتخفى سم صناعي يدعى كحول البروبايلين بين مكونات الكولونيا و المناديل المعطرة و مطهرات الأيدي المنتشرة هذه الأيام .
أما الكحول المستخدم في المعامل و المستشفيات و لأغراض التعقيم فهو كحول مسمم بالميثانول ، لا يصلح للإستهلاك كمشروب .
و قد وجدت الأمر يشغل الكثيرين و منهم من يتاجر في تلك العطور و لا يود أن يفارق التقوى أو الربح .
و قد وجدت الحيرة مكاناً ملائماً بيننا لأننا تجنبنا العلوم التقنية القائمة على العمل في المختبرات حيث العلم يكتسب من التجارب .
أما الأجنبي فقد وجد حالياً تقنية جديدة تمكنه من تذويب الزيت العطري في الماء حفاظاً على البيئة من خطر الكحول المتطاير .
و أما أنا فقد منحت العطر لطالبة صغيرة أحسنت في درس القرآن ، رششناه في الهواء بعيداً عنا و استنشقنا رائحته الطيبة .
******************
أهديت إلي باقة من الورد الجميل ، أضعها في مزهرية على مكتبي بينما أكتب ، سبحان الذي خلق فسوى .

المفكرة
05-12-2009, 08:40 PM
إجازة طويلة و جميلة ، فرصة للكسل أو لشغل من نوع آخر ، بالنسبة لي وجدتها فرصة كي أتمم ختم القرآن . لكل يوم من الإجازة جزء معلوم . قارب كلاهما خط النهاية .

المفكرة
05-12-2009, 09:33 PM
مشهورة بالإنفعالات الحادة و الحلول القطعية ، تلقيها في وجه صاحب الشكوى فيجد نفسه مذهولاً لأنه اشتكى لمديرة المدرسة من مشكلة ما .
هذه المرة الشكوى من طالب في الصف الرابع الإبتدائي بأنه فقد جاكت المدرسة خلال اليوم الدراسي .
فصول الرابع الإبتدائي تقطن الدور الثالث .
تتناقل الهمسات الخبر التالي : حلت المديرة الشكوى بحرمان عاملة نظافة الدور الثاني من أجر شهر كامل لإهمالها.
ما المنطق في هذا العقاب ؟
تخبرني الهمسات أن الولد لم يكن متأكداً أين أضاع الجاكت ، ربما في معمل العلوم الواقع في الدور الثاني . نظافة المعمل مسؤلية عاملة النظافة تلك و بالتالي جاكت الولد مشكلتها و الخصم يطال مرتبها . إمرأة نقول لها حالة و نقصد أن لديها ظروف اجتماعية تستوجب الشفقة و العطف والتصدق عليها كلما أمكن ذلك لأنها من تعول أسرتها .
انتفض عجباً فهذا الولد في فصلي و أنا لم أحضر التلاميذ للمعمل في هذا اليوم . لا يمكن أن تكون العاملة هي سبب ضياع الجاكت ، في الحقيقة الأولاد ينسون كثيراً و تختلط عليهم الأمور أكثر .
لكن الهمسات و نظرات العيون تحمل من القلق ما يقول لا دخل لنا .
فقط على أحد أن يخبرها ، مؤكد لو علمت المديرة الوقائع المحددة ، مؤكد سيتغير حكمها .. يتجاهل البشر حماسي بنظرات غريبة ..
اليوم التالي تعلمني مدرسة ذات خبرة بالأمور أن مسؤول المعمل أخبر المديرة بنفسه بأن الطالب لم يدخل المعمل في اليوم المذكور و أنه لم ينس الجاكت هناك بأي حال من الأحوال . ثم إن ذلك لم يغير شيئاً .
أود لو أنصف مظلومة و لا أعرف كيف ، حتى الهواء يخبرني أنه لن يحمل صوتي للمديرة لو تحدثت في هذا الشأن !
حسناً إلى عاملة النظافة إذاً . إمرأة هادئة تنهي عملها كي تشغل باقي وقتها بقرآن ربها ، يؤذن للصلاة فتقوم لها ثم تستكمل عملها ، هكذا يومها فقط .
أجدها تنظف أحد الفصول فأمد يدي بظرف فيه مبلغ مساوٍ لمرتبها الضائع ، استقطعته من مرتبي . أناولها المال فتشكرني .
...
تخبرني همسات أخرى أنني لست أول من قام بتسليم ظرف المرتب لعاملة النظافة . الظلم الذي وقع عليها ضاعف مرتبها مرتين !
***************************
المديرة ، حسناً أنقش خبرها في صفحة أخرى . فهذه الصفحة للعاملة ابتداء .

المفكرة
07-12-2009, 09:37 PM
ذات صباح عمل
الخمول يرسم لوجهي صورة مرهقة في المرآة هذا الصباح ، طيف الكآبة يرسم بالحزن وجهاً أضناه الألم، يعلن ما بنفس يرهقها فكر لا يهدأ . أود لو تزين بالحيوية . يناولني ثقة تمسح عنه القلق . لو تعوض ابتسامة طيف الهم لازددت فاعلية .
وضعت غطاء رأسي فالوقت يؤذن بانعدام التلكؤ و التفكير.
أنظر لوجهي في المرآة فألمح نوراً يشع بعيناي ، و ابتسامة تمس وجهي بلا تكلف .. أحسست بقربه فارتجفت ، سألتُ : من تكون ؟
....
لمَ أتيت ، فأيامي اعتياد المألوف ؟
....
أواصل الإستعداد و أتناساه ...
_ لا تخافي .
ارتجف ثانية ، أذكر ربي ، سترك يا حليم .
يستعرض ذهني شريط الخلاف مع عمالقة في العمل ، لو داستني إحداهن لأهلكتني . استغفر الله ، أعطيهم حجماً يفوق آدميتهم . حاولت أن أحس بحجمهم الحقيقي فلم أستطع تجاهل القوة و الثراء و السلطة . ما يهولني حد الفزع . أف لك متى تعقلين ؟!
أحضرتنا المديرة جميعاً في مكتبها لأجل شكوى ولد صغير من فصل أدرسه ، أنه لا يفهم دروساً لم يحضرها .. انشغل عنها باللعب في فناء المدرسة تحت بصرها ، و أخذت تصرخ و تسب نظام التعليم و الدرجات و الإمتحانات ، و لم يعرف أحد كيف يهدئ من روعها .
الحاكم بأمرها تزيل بكلمة أي موظف من مكانه تصرفه إلى الشارع في لحظة أو تستقطع راتب الشهر كله بدون تحقيق رسمي و لا من يحزنون !
روعتهم جميعاً .
تركتها تغضب و أكملت ورد تسبيحي ما كنت أهم به قبل الدخول عليها . لم يصلني صوتها إلا قليلاً .
عرفت حجمها الحقيقي ، العالمانية المبجلة مفتونة بالديمقراطية الغربية و التطبيق صفر !
خفضت راتبي و أخذت مني الفصل ..
لا لم ينته الأمر بعد ... أريد حقي .. من ينصفني ؟
تعاقب على ذاك الفصل أربع مدرسات ، لم تتحمله إحداهن . نحس أصاب الوظيفة ، بقي عالقاً بها .. البقية تأتي ، يأتيني خبرها عما قريب !
الفقرة الأخيرة كتبتها قبل عام ، و أكثر . زمن لزم لإعداد المسرح للمشهد التالي : نطالع خروج مديرة المدرسة منها على رؤوس الأشهاد و وسائل الإعلام تسجل ما يحصل . كما تدين تدان .

المفكرة
08-12-2009, 04:48 PM
اليوم لفرط طوله يمتد حد الأبد ، هكذا أشعر و أنا أعد طبق الغذاء في الثالثة و النصف مساء . أتوجه لحجرة الجلوس و أدير التلفزيون على برنامج أمريكي تطهو فيه المضيفة طعام العشاء و تمزج برنامجها ببعض نصائح عن البيت و الثياب و ما يخص المرأة . برنامج خفيف يدوم نصف ساعة ، تتخلى فيها أعصابي عن بعض الذكريات العالقة بها من يوم العمل و الشارع و كل مصلحة أقضيها .
تجري المذيعة اليوم لقاء مع مطرب أمريكي تطرب له و تطير فرحاً لأنه سيغني في برنامجها ، يا للحدث العجيب . في الحقيقة تصر أنه لروعته تصطك ركبتيها عند سماعه . يصيبني حماسها بالعدوى فتغريني بسماعه .
الدقيقة الأولى : يقيّـم فيها عقلي المطرب : صوت جميل و حساس و كلمات عن حب عميق فياض ، يحجبني عنه حاجزاً لا أفهمه يحول بينه و بين التأثير علي .
الدقيقة الثانية : ينتابني ضجر من تكرار الكلمات و الحركات و النغم ، كما يصيبني كل ما هو آلي مبرمج بلا تفكير.
الدقيقة التالية : يعتري عقلي غضب إذ تجلده سياط الصوت ، ينتفض ألماً : كفى .
تمتد يدي إلى زر آلة التحكم عن بعد فتطفىء الجهاز . الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به .
و لأن الأناقة في وضع الأبيض مع الأسود فتكتمل الصورة بنقيضها ، أكتب التالي :
الملل يخنق أمسيتي تجاه الموت ، بقايا قوة تقاوم فأدير الحاسب و أنصت لقرآن رب العالمين .
_ سبحان الذي أنزله ، هذا ما فاضت به نفسي و أنا أنصت لسورة البقرة تتدفق إلى نفسي عبر صوت الشيخ الجليل .
*********************

(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&ID=4798#docu) وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.( (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&ID=4798#docu) الآية 21 من سورة الحشر

المفكرة
10-12-2009, 08:51 PM
الألم يعتري عضلاتي يعصرها ، بذلت اليوم جهداً مضاعفاً لتنظيم الفتيات في صلاة الجماعة . بينما نفسي توسوس : يكفي ، مرالزمن مطولاً و نحن في هذا الجهد .
(لا يَستوِي القاعدونَ منَ المؤمنينَ غيرُ أولي الضررِ و المجاهدونَ في سبيلِ اللهِ بأموالهمْ و أنفُسهمْ، فضّلَ اللهُ المجاهدينَ بأموالهمْ و أنفسهمْ على القاعدينَ درجةً و كلاً وعدَ اللهُ الحُسنىَ و فضَّلَ اللهُ المجاهدينَ على القاعدينَ أجْراً عظيمـاً . درجاتٍ منهُ و مغفرةً و رحمةً و كانَ اللهُ غَفُوراً رحيمـاً .) هكذا أومأت إلي الآيتان 95 و 96 من سورة النساء بينما أصلي المغرب .
أبذل جهداً آخر كي أثبتهما في صفحة كشكول راجية المولى أن ينتفع بهما عابر سبيل .

الشاعر محمد على
12-12-2009, 10:06 AM
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
===
سبحان الله
دمتِ ودام غبداعك
وربنا يجعله فى ميزان حسناتك

المفكرة
12-12-2009, 07:43 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(فلمَّا ألقوْا قالَ مُوسى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدينَ . وَ ُيحِقُ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَ لوْ كَرِهَ المُجْرِمونَ .) *
هذا ما قرأت في صلاة المغرب . الحجة القاطعة على بطلان مذهب فرعون في الدين و الدنيا . يمر ببالي أنني لو حضرت يوم الزينة لهيمنت علي الرهبة من منطق موسى القويم و برهانه سيف يقطع كل شك و يفني كل حجة . مؤكد سيؤمن الجميع تبعاً لذلك !
(فَمَا آمَنَ لِموسى إلّا ذُرّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلإيْهِمْ أن يَفْتِنَهُمْ وَ إنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ في الأَرْضِ وَ إنَّهُ لَمِنَ المُسْرِفِينَ .) **
داوى الحق وجعاً في النفس يؤججه عوالم الكفر تحتوي بشراً كثيرين هذه الأيام ، كنت أظنهم تائهون لنقص براهين الدعاة !
*الآيات 81 – 82 من سورة يونس
**الآية 83 من سورة يونس

المفكرة
12-12-2009, 07:53 PM
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
===
سبحان الله
ربنا يجعله فى ميزان حسناتك

إلى كل من مر بصفحاتي قارئاً فأنصت إلي لحظة من عمره ، فقبله مني أو رده علي . جزاكم الله خيراً ، نوّر الله حياتكم بذكره .

المفكرة
19-12-2009, 07:52 PM
أسأل أحدهم ، أتوجد فتحة في هذا الشارع تعينني على الإستدارة في الإتجاه المعاكس ؟
يؤكد أحدهم أنها موجودة و قريبة.
تحدثني بعض أعصابي أنه لا يوجد ! فألغي ما قالته أعصابي و أعطي زمامي لأحدهم ، انطلق في هذا الشارع الجديد بالنسبة لي فيحملني الشارع بعيداً عن مقصدي . شوارع حي مصر الجديدة تلتوي و تتفرع و تتداخل بحيث يكون دليلي فيها هي معرفتي المطولة بها ، تحفظ أعصابي كل الشوارع التي لا توصلني حيث أقصد !
ألمح فاكهاني يرص الفاكهة في أقفاص على ناصية قريبة فأوقف السيارة قربه ، تدعوني الفاكهة للشراء. يبتهج الأصفر جوار الأخضر و الأحمر ، و رائحة الجوافة عبير أنفاسي بينما يستقبلني بائع ذو جلباب فلاحي أبيض ناصع و هذا حدث غريب يلامس عينيي قليلاً حيث السحابة السوداء تقيم في سماء القاهرة طويلاً ، تصيب البياض بالعتمة لا تأذن له بالوجود في الثياب و المباني .
يعرض الرجل الأنيق (على طريقته) بضاعته الشهية بابتسامة صافية فيزيدها جمالاً . و أنا و الفاكهة أعداء لا نلتقي أسابيعاً إلا لقطمة ريثما يفرقنا آلم سوء الهضم .
توقفت لشراء التفاح هدية لقريب في طريقي لزيارته ، لكنني أجبت دعوة الجوافة و التفاح و الموز و الرمان بالشراء و أعتذرت عن شراء المزيد لأنني قد اشتريت البارحة ، فأنا عابرة سبيل في طريقي لزيارة قريب مريض حاد بها الطريق إلى هنا .
يأتيه زبون آخر بينما يحاسبني فيتركه كي يضع الفاكهة في سيارتي و لكنني أصر على حملها و أتركه لزبونه .
يقول مودعاً : معرفة خير
هذه المرة يقودني الطريق إلى وجهتي ، يضعها قبالتي ، أجل معرفة خير.

المفكرة
20-12-2009, 07:03 PM
أتوقف أمام إعلان كبير عن ساندوتش لذيذ في مطعم للوجبات السريعة ، يغريني الجوع بالشراء ثم يلح ثانية ، يحاول تمرير الفكرة إلى نفسي فتحول بينهما مصفاة عقلي . يعظني تدريبي ، هذا الذي وقف جواري منذ أن وضعت النقود في يداي وقت المراهقة فعودت نفسي أن لا تشتري الطعام جاهزا مهما اشتد الجوع . الجوع أهون شراً من جراثيم يعج بها الطعام و مكونات تفسد كل توازن إذ تحل في ضيافة جهازي الهضمي.
اليوم تأخذ الشهية الزمام تقودني تجاه الساندوتش الجاهز . الجو البارد و الحركة الدؤوبة على مدى ساعات تركاني أشتهي .
يعدل عقلي مسار قدماي عدة أمتار إلى محل الجزار فيستقبلني بالترحاب ، أنا من زبائنه . يعرض علي مقاطع اللحم البلدي الشهية فأختار نصف كيلو من الكبد الضاني الطازج .
أخرج منه فتستوقفني رائحة الخبز في المخبز ، لا يسعني العبور دون شراء أرغفة الخبز البلدي من الدقيق الأسمر الطيب.
ثم شيئ من الخضرة ثم يقودني طريقي إلى البيت .
في المطبخ ، يصدح الشيخ الجليل بقرآن رب العالمين بينما ينضج الكبد على نار متوسطة تقوم بعملها بدقة و احتراف ، أجل الملح فقط ذلك لا أكثر و كذلك الدهن .
يمزج عصير الليمون البقدونس و الجزر المبشور فتختلط الجزئيات بزيت الزيتون و تستقبلني رائحة فواحة نضرة تزيد الشهية مراراً.
أملأ الأرغفة بالكبد المطهو و السلطة الشهية في أربع ساندوتشات لأهل البيت .
يجلسون أمام التلفاز ، يأكلون ، يحسّن الطعام الطيب المزاج فنغلق التلفاز و نتحدث ..
_ سلمت يداك
هو من فضل الله .
يغمرني الدفء فيتركني على حافة الرضا .
دفعت من المال لذلك كله ما يعادل ثمن ساندوتش واحد جاهز لا يحوي بين جنباته ما يشبع النفس أو يصلح المزاج !

المفكرة
21-12-2009, 10:32 PM
دعني أرسم عاطفة قوية جدا رغم أنها شفافة جداً لا يكاد يلمسها أحد . أقول الليلة عن معاناة و ألم يصيبني لا أفهمه يود لو يلقي بي على حافة أخسر فيها توازني على شفا حفرة من نار في الدنيا ثم الآخرة.
أتذكر كيف كان يخبط رأسه في الحائط كلما عاندته الحياة و كثيراً ما عاندته و أود لو أذنت قوتي بفعل مماثل ، أخبط رأسي في حائط حتى ينبعث منه الدم لعله يتطهر من غبائه و لكنني الآن صرت محسوبة فقط لا غير . حساب لدقته يعدم معظم أفعالي و ينوم الإحساس بأي تقصير تجاهي . ألم استعن بالحساب لذلك أساساً ؟
رنة على جوالي أدركها إحساسي إذ هم الجهاز أن يدق ، أجيب رجل يسأل التالي :
وجدت اسمك في قائمة على النت سجلت فيها فصيلة دمك أو السالبة ، أهو كذلك ؟
_ أجل ، ما الأمر ؟
هناك طفلة على وشك أن تجري عملية و بحاجة للدم حالاً.
أين المستشفى ؟
القصر العيني
أستغرق جزءا من الثانية ليستعرض عقلي لماذا يؤرقني هذا الطلب حالياًً : نقص هيموجلوبين الدم الدائم (الأنيميا) * يتركني ضعيفة مطولاً ، أمر لا يشغل بالي للحظة بقدر ما يغلقني أن أستنزف الطاقة في الوصول لصاحب حاجة كي يحول بيننا أحدهم ، يعترض ما لا يعنيه ، يتدخل باسم علم أقرب للجهل و مهنة أقرب لصناعة المال منها لرعاية البشر . يخطر ببالي أن أطيح به إلى هدفي ثم يتذكر عقلي أنه خطوة في الطريق .
ثم القيادة إلى هناك ، حقاً لم يستغرق قطع 30 كيلو متر أكثر من ساعة حتى في غياب الزحام ؟ دع عنك محاولات الإغتيال المتكررة التي تعترض طريقي كلما حاولت عبور الطريق !
أتردد عدة ثواني ريثما أسأله ، ألا تجد غيري ، ابحث نصف ساعة أخرى ثم عاود الإتصال بي فوصولي يستغرق ساعة على الأقل .
حقاً هذا معظم ما أعرفه الآن ، التسويف و التأجيل و الإستهتار بمصالح البشر ، نفس أخرى تسكنني ، اكتوت كثيراً ، يعلمها كل يوم يمر أن الزمن يزيد الأمور تعقيداً و أن التأجيل يبني فوق الأساس المعوج طوابق أكثر خطورة ! لكنها تلتحف الحرص في كسل عميق ، لا أدري حتى متي ، ندعو لها الله بالخلاص!
_ حسناً .
أغلق الخط ثم أستخير المولى فيصر البكاء أن يملأ النفس ألماً ، لا أدري ما تأويله .
أعاود الإتصال به بعد نصف ساعة ، تتزاحم الأسئلة في عقل يزعم أنه يحتاج معلومات كي يصدر أحكاماً و حينها سأتخذ إجراء حاسماً .
يسأله تفاؤلي : أوجدت بديلاً ؟
_ الطفلة توفاها الله .
تحذف المصيبة باقي أسئلتي بشأنها . رحمها الله رحمة واسعة و ألهم أهلها الصبر و السلوى .

* عادة ما يكشف التحليل أن دمي لا يحوي أكثر من 9 ميلليجرام من هيموجلوبين الدم في كل ديسليتر ، أمر لا يقبل معه الطبيب أن أتبرع بالدم فيقلقني أن أفوت على المريض فرصة أن يأخذ دماً أفضل من غيري ، فقط أن فصيلتي التبرع منها محدود و الحاجة إليها واردة !

المفكرة
25-12-2009, 12:11 AM
التالي تمخض عسيراً و أصابني بوجع كثير . الأمر كله لله دوماً و أبداُ .
يلي اليوم الذي ترددت فيه بالموافقة على التبرع بالدم للطفلة يوم آخر ألغي فيه البصيرة و أترك للشهامة الزمام. يتصل بي من يطلب كيس دم أو سالب لمن يوشك أن يجري عملية للكبد مساء غد في مستشفى جامعي .
لا أعترض فقد نويت التبرع عما قريب في أقرب بنك دم على أي حال ، يتركني الدم لجهة مجهولة تتراوح بين الهدر و السرقة أو السوء يصيب المتبرع من جراء الطب إذ لا يستعين بالبصيرة بين أدواته المختلفة . حقاً لا أعلم أشر تبرعي أم خير ، أنجدة لمصاب أم أي أمر آخر .
ما أفعله هو الإستخارة سؤالاً طويلاً لمولى عليم ثم رمية أرميها لا أعلم ماذا أصابت . يتجدد الوقت الذي أرمي فيه مجدداً ، فأفعل .
أطلت عليكم ، أعلم ، ليس يسيراً أن أعرض ما أصابني ذلك اليوم ، حتى الآن لا أفهمه .
أجيب دعوة الداع و اتفق معه أن ينتظرني على باب المستشفى .
منذ اللحظة التي أقرر فيها التبرع ، يعتريني الضياع يرسم معالم عقلي ، أشيائي الأليفة جداً تضيع مني و هي معي! ثم يضيع مني طريق واضح المعالم بالنسبة لي يختفي ريثما يضعني في شارع لا أعرفه يمر عليه قدر مهول من سيارات الشحن تجاري المركبات الصغيرة سرعة ثم يتركني المساء أتساءل أين أنا . خطأ بسيط يقود أخاه ، قطرة من عناد تقنعني أن لا أتراجع ، حتماً سيحملني الطريق الجديد لغايتي فلا يفعل لأكثر من ساعة ، بينما تكتسب أعصابي نفس مزاج السائقين حولي إذ يعتريهم اليأس من الوصول بأي أمان فيتخذون خطوات غير محسوبة تعطل الجميع في النهاية .
أجد طريقي ثانية مع حلول المساء ثم أجد رجلاً أمام المستشفى ، يعرفني بنفسه أنه قريب الحالة التي ستجرى لها العملية ، لكن حبات السبحة في يدي لازالت تذكر الله معي تردد سبحان الله و بحمده يصدني الذكر عن رؤية وجهه، يرسم صوته صورة رجل قرابة الخمسين .
عند البوابة يقف له حارسها بالرفض . يحاول الرجل إقناع الحارس أن يأذن له بالدخول فيجادل ذلك مطولاً حتى يقر الرجل أنه الحالة التي ستجرى لها العملية و أنه بحاجة لتبرعي من الدم .
تعتريني الدهشة فقد بدا لي سليماً قبل تلك اللحظة ، لم يبد مصاباً بمرض خطير كما ظننت .
يدخل كلانا للمستشفى فيسبقني الرجل بعدة خطوات ، أسرع حتى أجاوره ثم أسأله ، حقاً ستجرى العملية لك ؟
_ أجل ، سأجري عملية زراعة كبد .
هنا يلقي المفاجأة الثانية في وجهي :
دفعت للطبيب ربع مليون دولار ، كل ما جمعت من مال كي يجري لي هذه العملية !
لا يبدو ثرياً على الإطلاق ، مظهره عادي جداً .
يغلق التعب مداخل الفكر و مخارجه ، حقاً ، ابتداء من لحظة وصولي للمستشفى ، كنت أحث خطاي تجاه التبرع كي أسرع في العودة للمنزل ، فالمساء أرخى سدوله و الليل لم يكن لي صاحباً قبلاً . لذلك أترك كلمات الرجل في أحد ملفات العقل للمراجعة لاحقاً حين يحين وقت ذلك .
تستقبلني ممرضة تتحدث مطولاً في التليفون تخبر من يتصل بها عن طريق مزدحم هذه الأمسية ثم تخبرهم مجددا ثم تكرر الخبر لمن تلتقي ... الخ
أنصرف عنها فأستكمل السبحة مئة أخرى ذكر ربي القادر المقتدر ، فتقاطعني متسائلة بصوت مضطرب :
_ خائفة أنت ، لم تتبرعي قبلاً ، أليس كذلك ؟ فيما ارتباكك ؟
ثم تنصرف مجدداً إلى هاتفها تخبر شخصاً آخر كم أزعجتها المواصلات و تسببت في تأخرها !
تعاود الحديث معي ، من سيجرى العملية ، قريب لك ؟
أمر هذا الرجل لم يعنيني البتة قبل أن يرسم معالمه بشكل إنساني كي يحتل مساحة في الذاكرة . يا الله الواحد الأحد في علاك ، أسبّـح مجدداً بينما تنشغل مجدداً بهاتفها .
تلتفت إلي ، فلا أنظر إليها ، في الحقيقة انزعاجها مزعج لا يفتح باب الحوار معها .
أرفع صوتي قليلاً بذكر ربي ، فيهدأ الزمن في تلك النواحي . يخرج الدم إلى كيس بلاستيكي ، تضع عليه بياناته . تخفض صوتها إلى درجة الطبيعي ، تحدثني حديث إمرأة تعرف تفاصيل عملها :
انتظري ، لا تجلسي الآن بل استلقي قليلاً و اشربي العصير و لا تكثري الحركة بعد التبرع . ثم تعطيني رقم الكيس و رقم هاتف بنك الدم ، تقول ، يتم تحليل الدم للتأكد من خلوه من فيروسات الكبد بي و سي قبل إعطاؤه للمريض و أن بوسعي التأكد من سلامة دمي من تلك الفيروسات إن أنا اتصلت بها على هذا الرقم .
يستقبلني الرجل بعد التبرع و هو أكثر انشراحاً ، يسألني إن كنت أريد شيئاً ، في الحقيقة لا حاجة له مطلقاً ، الحاجة دوماً لرب العالمين ، يلح الرجل فلا يجد إجابة مختلفة .
تصيب السكينة الشارع مقارنة بما كان عليه قبل نصف ساعة ، و يتخلى معظم السائقين عن عجلتهم بينما جسمي يشعر بالغرابة تجاه فقدان كمية الدم تلك كلها دفعة واحدة ، لكنه يقوم بمهمة إيصالي للبيت .
في البيت ، يطالبني جسمي بقسط من الراحة لكن العقل يلح على التفكير ، أجيب مطلب العقل ، أشغل الحاسب و أبدأ لعبة سودوكو ، تلك التي أرتب فيها الأرقام في جدول كي أحظى بالفوز ، يرتب عقلي الأرقام على هذا النحو:
1. زراعة كبد
2. يعني متبرع بفص كبد
3. ربع مليون دولار ، يعني احتمال وارد بشراء الكبد من متبرع
4. ساهمت في ذلك بكيس دم من 23 كيس يحتاجها الطبيب كي يأخذ الفص من صاحبه فيضعه في جسد صاحب المال !
5. إثم كبير هذا الذي فعلته أم خير عميم ؟
يبقى السؤال عالقاً هناك يحرق جدار معدتي مولداً من الكهرباء ما يحرمني الراحة العقلية .
أتيقظ اليوم التالي على نفس السؤال أتنفسه بين جزيئات الهواء يصنع الكهرباء التي تنبض بها أعصابي . أود لو أذكر ربي مطولاً فقط أن الجسم و النفس في حالة انطواء . لا أدرك كثيراً ، يود الوهن لو يحتويني طول الأبد يلقيني عند العطب الكلي و الإطفاء و عدم الإشتغال .
لحظة قوة تعيد لي رشدي ، لا لم ينته الأمر بعد ، لهم مني نفحة ، هؤلاء الذين لا أعرفهم شغلوني بهم بغير حق . ربنا الله الواحد الأحد ، أصب اولئك الذين تسول لهم أنفسهم إذ علمتهم شيئاً فنصبوا أنفسهم آلهة تحيي و تميت ، أصبهم بعطب دائم حد إغلاق أعمالهم .

المفكرة
25-12-2009, 09:18 PM
تصلني الحقيقة كشف نوراني : أترى تلك الأم التي أغضبها أنني أنقصت درجة ابنها ، طالب الرابع الإبتدائي لأنه أفسد الإجابة السليمة ، أتراها رأتني حجرة عثرة بين ابنها و الربع مليون دولار ؟!

المفكرة
26-12-2009, 10:58 PM
لدي اقتراح رائع لكل من يتحدث عن السياسة . املأ جردل (آنية) بالماء و امسح به السلم . ثم أبدأ بالتفكير في واقعك من جديد ، كيف ستتخلص من الماء القذر ، من المخطىء حين تعجز الحكومة عن التخلص من مياه المجاري المتدفقة ، إذا كان جردل ماء يسبب لك كل تلك المعضلة !
ثم فكر ثانية في تدبير وجبة زائدة لك على نشاطك العضلي الزائد و بالتالي المال اللازم لإطعام الشهية المفتوحة و أظن أنك لم تعد بحاجة للبواب الآن ، مشكلة العمالة الزائدة ألقها في حضن الحكومة التي لا ينقصها بوابين متعطلين عن العمل و هلم جرا..
التوقيع : إمرأة انتهت من تنظيف السلم ليقوم بتوسيخه كل رجال البيت باتقان شديد كعادتهم . اللهم احفظ السلم نظيفاً فقد أشقاني تنظيفه .
هذا ما كتبته رداً على مقال سياسي في منتدى ينتقد عجز الحكومة عن توفير احتياجات البشر .
مؤكد لم تسمعوا تحليلاً سياسياً مماثلاً من قبل ! نشرته في ذاك المنتدى على وجل ، ارتجف قلبي من الردود التي قد تطالني ، تخيل عقلي ردوداً مثل ، لمَ تتدخل فيما لا يعنيها فالسياسة أمر الرجال ، مؤكد أنها لا تفهم عما تتكلم .
في الحقيقة لقد أصبتُ الهدف بجردل ماء و ممسحة .

المفكرة
08-01-2010, 12:01 AM
لمن يصيبه الأمريكي بالزغللة ، إليه الهدية التالية من أمريكي يرى الأمور بوضوح أكثر:
(إنرون : أدهى من في الحجرة ) كتاب أمريكي حفر مكانه في قائمة أفضل المبيعات .
يروي الكتاب حكاية شركة لإنتاج و نقل الغاز الطبيعي بدأت عملها في عام 1985 تدعى إنرون ، أسسها رجل أعمال له من الدهاء أكثر مما له من العمل و التفاني في خدمة بلده .
رجل داهية يدخل عالم الأعمال بينما تناقش الحكومة الأمريكية رفع يدها عن قطاع إنتاج الطاقة من الغاز الطبيعي . يتزعم هذا الرجل هذا الإتجاه و يسعى بقوة كي تترك الحكومة الأمور تنتظم حسب قوانين السوق . أسعار يحكمها العرض و الطلب ، يزعمون أن ذلك هو السحر الذي يرفع الإقتصاد عالياًَ .
تتاجر إنرون في الغاز و الماء و الفحم و إنتاج الكهرباء . يجمع الرجل الرئيسي من يناظره دهاء و يتحرك معه في نفس الإتجاه .
و لن يهم أن تربح الصفقة وفق القانون الذي ارتضوا حكمه : العرض و الطلب . ليسوا بهذه الكفاءة أو الإجتهاد . هم فقط نفعيون في كل نفس يمر عبرهم . ترتفع أسهم الشركة رغم أنها خاسرة فقط أنه لا يمكن أن يتحقق أي محلل اقتصادي من واقع الشركة و يقيم خسائرها و يوقف نموها السرطاني . تشجع الشركة موظفيها على شراء أسهمهما و ادخار مستحقات معاشاتهم فيها .
تنمو أعمال الشركة على مدى 15 عاماً فتتاجر في نقل الغاز الطبيعي و الماء و الفحم و إنتاج الكهرباء . و بينما تخسر الشركة عشرات الملايين في مشروع تلو الآخر تحلق أسعار أسهم الشركة في السماء . يخدع رجال حجرة الإجتماعات الجميع بالظن أنهم رجال أعمال ناجحون و تستمر الخدعة مشروعاً تلو الآخر . مهما تكن حجم الخسائر ، لدى الأدهياء فكرة موفقة للتغطية على خسائرهم و إقناع من حولهم بضخ المال في الشركة .
يصبح مواطنو كاليفورنيا ضحايا لجشع المتاجرين بالكهرباء الذين يقطعون الكهرباء عن الولاية و يرفعون أسعارها .
تخسر إنرون مليار دولار في مشروع لا يحقق أرباحاً فتخترع عدة شركات أخرى وهمية توزع فيها الخسائر و تبتكر حسابات معقدة تبدو من خلالها رابحة .
كل من ينبغي له أن يدقق في أعمال تلك الشركة و يوقف هذا السرطان يرتضي أن يقبض عدة ملايين و ينافح عن نجاح الشكرة المزعوم : شركات المحاسبة ، البنوك ، المحاميين ، أفراد يقبضون الملايين كي يستروا السوء و يبدلوه حسناً .
خمسة عشر عاماً ثم يدفع الله هذا الفساد و يفضح تلك الجريمة .
بدهائهم المعهود يدرك المدراء أن تلاعبهم في سوق إنتاج الطاقة في كالفورنيا بدأ يتضح للأعين فيحلبون ملياراً آخر في جيوبهم ثم يندفعون على عجل بعيداً عن الركام المتهدم .
ينقشع الضباب عن 200 مليار دولار من الخسائر و الديون . تخر الشركة هددا و تخر معها مدخرات 20 ألفاً من موظفيها و تأخذ في طريقها للأفول شركة المحاسبة التي اضطلعت بأعمالها و بعض البنوك التي كانت تمول خرائبها !
يأتي مخرج أمريكي فيحول الكتاب إلى فيلم وثائقي حيث يعيد الأبطال الفعليين رواية أحداث تبخر 30 ألف وظيفة و 200 مليار دولار و اختفاؤها بين ذرات الهواء !
مخرج الفيلم لا يرى في قصة إنرون مجرد فضيحة تسبب بها المدراء الذين أولوا مصالحهم كل الأهمية بقدر ما منحته صناعة الفيلم فرصة تفحص الثقافة الأمريكية و التنبه لقسوة النظام الإقتصادي الأمريكي و تعهده بالربح بسهولة لأصحاب النفوذ .
ما رأيكم ؟ ألازال الأجنبي ، تبهركم دنياه أكثر مم يؤذيكم فساده؟! لهؤلاء برجاء مشاهدة الفيلم على يوتيوب .http://www.youtube.com/watch?v=0zMakN-EMLg (http://www.thanwya.com/vb/.http://www.youtube.com/watch?v=0zMakN-EMLg)

المفكرة
08-01-2010, 03:34 PM
لمن يصيبه الأمريكي بالزغللة ، إليه الهدية التالية من أمريكي يرى الأمور بوضوح أكثر :
(إنرون : أدهى من في الحجرة ) كتاب أمريكي حفر مكانه في قائمة أفضل المبيعات .
يروي الكتاب حكاية شركة تدعى إنرون لإنتاج و نقل الغاز الطبيعي بدأت عملها في عام 1985 ، أسسها رجل أعمال له من الدهاء أكثر مما له من العمل و التفاني في خدمة بلده .
يدخل عالم الأعمال بينما تناقش الحكومة الأمريكية رفع يدها عن قطاع إنتاج الطاقة من الغاز الطبيعي. يتزعم هذا الرجل هذا الإتجاه و يسعى بقوة كي تترك الحكومة الأمور تنتظم حسب قوانين السوق . أسعار يحكمها العرض و الطلب ، يزعمون أن ذلك هو السحر الذي يرفع الإقتصاد عالياًَ .
تنمو أعمال الشركة على مدى 15 عاماً فتتاجر في نقل الغاز الطبيعي و الماء و الفحم و إنتاج الكهرباء . يجمع الرجل الرئيسي من يناظره دهاء و يتحرك معه في نفس الإتجاه .
رجال لا يهمهم أن تربح الصفقة وفق القانون الذي ارتضوا حكمه : العرض و الطلب . ليسوا بهذه الكفاءة أو الإجتهاد . هم فقط نفعيون في كل نفس يمر عبرهم . شركة كمثل الصندوق الأسود ، لا يعرف ما بداخله و لا يسمح للمحللين الإقتصاديين بالإطلاع على بيانات أرباح الشكرة و تدفق المال عبرها .
يرتفع ثمن أسهم الشركة رغم أنها خاسرة و تشجع الشركة موظفيها على شراء أسهمهما و ادخار مستحقات معاشاتهم فيها بينما تستمر في خسارة الملايين مشروعاً تلو الآخر ثم تحلق أسعار أسهم الشركة في السماء فتخلق مالاً زائفاً ليس له أصل من عمل أو تجارة !
يوهم رجال حجرة الإجتماعات الجميع أنهم رجال أعمال ناجحون و تستمر الخدعة مشروعاً تلو الآخر و مهما تكن حجم الخسائر ، لدى الدهاة فكرة تلو الأخرى للتغطية على خسائرهم و إقناع من حولهم بضخ المال في الشركة .
أحد مصادر المال الذي يغذي هذه النار التي تحرق المال تدريجياً يأتي من إنتاج الكهرباء و توزيعها على ولاية كاليفورنيا أكبر الولايات الأمريكية فيقع مواطنو كاليفورنيا ضحايا لجشع المتاجرين بالكهرباء الذين يقطعون الكهرباء عن الولاية و يرفعون أسعارها .
تخسر إنرون مليار دولار في مشروع لا يحقق أرباحاً فتخترع عدة شركات أخرى وهمية توزع فيها الخسائر و الديون و تبتكر حسابات معقدة تبدو من خلالها الشركة الأم رابحة .
كل من ينبغي له أن يدقق في أعمال تلك الشركة و يوقف هذا السرطان يرتضي أن يقبض عدة ملايين و ينافح عن نجاح الشركة المزعوم : شركات المحاسبة ، البنوك ، المحامون ، أفراد يقبضون الملايين كي يستروا السوء و يبدلوه حسناً .
خمسة عشر عاماً ثم يدفع الله هذا الفساد و يفضح تلك الجريمة .
بدهائهم المعهود يدرك المدراء أن تلاعبهم في سوق إنتاج الطاقة في كالفورنيا بدأ يتضح للأعين فيحلبون ملياراً آخر في جيوبهم ثم يندفعون على عجل بعيداً عن الركام المتهدم .
ينقشع الضباب عن مليارات الدولارات من الخسائر و الديون . تخر الشركة هددا و تخر معها مدخرات 20 ألفاً من موظفيها و تأخذ في طريقها للأفول شركة المحاسبة التي اضطلعت بأعمالها و بعض البنوك التي كانت تمول خرائبها !
يأتي مخرج أمريكي فيحول الكتاب إلى فيلم وثائقي و يعيد الأبطال الفعليون رواية أحداث تبخر 29 ألف وظيفة و مئات مليارات الدولارات بين ذرات الهواء !
مخرج الفيلم لا يرى إنرون مجرد فضيحة تسبب بها المدراء الذين أولوا مصالحهم كل الأهمية بقدر ما منحته صناعة الفيلم فرصة تفحص الثقافة الأمريكية و التنبه لقسوة النظام الإقتصادي الأمريكي و تعهده بالربح بسهولة لأصحاب النفوذ .
ما رأيكم ؟ ألازال الأجنبي ، تبهركم دنياه أكثر مم يؤذيكم فساده؟! لهؤلاء برجاء مشاهدة الفيلم على يوتيوب

.http://www.youtube.com/watch?v=0zmakn-emlg (http://www.thanwya.com/vb/.http://www.youtube.com/watch?v=0zmakn-emlg)

تعقيب:
ينتحر أحد الدهاة بسبب الضغط الإعلامي .
تسفر محاكمة مدراء الشركة عن إدانة 15 منهم و استعادة مئات ملايين الدولارات منهم .
أما رأس الفتنة فيتوفاه ملك الموت فتسقط القضية التي أقيمت ضده و تنتقل محاكمته إلى رحاب رب العباد يوم الدين !

المفكرة
08-01-2010, 11:22 PM
هدية من شابة تسكن أقصى نطاق الأمة العربية. صورة لزهرة يظهر عليها قول الله تعالى : (ما يفتح اللهُ للناسِ من رحمةٍ فلا ممسكُ لها . ) فاطر ، الآية 2
أود لو أرد الهدية بمثلها أو أحسن منها . أتفقد بضاعتي ، أنتقي ما أرد به الهدية ، كلمات أحسن تنميقها فتتناغم ، تصطف لآلىء الكلمات عقداً بهي الطلعة يعجب الناظرين. أجل سأهديها حكاية جميلة.
لا يناولني الزمن بعض وقت أنهي فيه صياغة الكلمات ، أتـعثر طويلاً ، تنفرط مني حبات الزينة فلا أفعل .
أركن الحلية بعض الوقت بين أعصاب الرضا ريثما أجد ما أقول بسلاسة أكثر .
يشغل تطاول الزمن الأعصاب برؤى و مسامع و أفكار ، تضيع بينها حليتي . و حين تحاول أناملي الصياغة أجدها تسأل بعضها :
ألا يصح أن يؤجل أو يلغى ككل ما مر عليه الزمن فصيـّره غير مهم ؟
ألقي التردد خلفي و أكتب عن نساء لا يعرفن بعضهن و لا يجمعهن في العالم المادي شيء . حين يشاء الخالق ، تجلس إحداهن إلى حاسبها ، تعقد نية خير فتصل نبضات إلكترونية تكتب لوناً جميلاً و نغماً صافياً يمر بوجدان صاحبتها فتجلس تقرأه في صفحة في هذا المنتدى .
أقول أيضاً عن مرض استولى على أعصابي صوب الإجهاد المطلق يقطع عن صدري النفس . تحس بي طبيبة منهن ، ترسل لي دواء مركباً من الرعاية و الإهتمام و الدعاء تبثه في هذا المنتدى و تضعه في بريدي الإلكتروني . تتناوله نفسي فيغمرني الشفاء ! يحوطني الأمل في عودة الحياة .

المفكرة
16-01-2010, 08:28 PM
انتهيت . إسبوعاً من العمل ، تمسح الكاتبة الصفحة بالماسحة الضوئية ثم تحول الصفحة إلى ملف وورد صالح للتغيير عليه . أحضر فلاشتي و أضعه في حاسبها فتنقل الملف إليها .
أسرع إلى الحاسب الآخر فأضع عليه الملف و أبدأ الشغل . بينما تكمل مسح الدرس التالي .
أصلح ما أفسده سوء الترجمة من العربية للإنجليزية ، هدم الجسر الذي يصل عليه المعنى للطالب فأفسد تعليم العلوم . يتوقف القارىء على جرف هارٍ يخشى أن يتقدم خطوة فيهوي ! ثم ذاك التكرار ، لا يضيف جديداً !
أعيد الدرس المعدل إليها ، فيدخل في إطار يضمه إلى باقي دروس كتاب الصف الأول الإعدادي للعلوم تم بناؤه على أساس كتاب الوزارة .
أقف بجوار الحاسب أسألها كم صفحة في الكتاب ؟
_ ثمانون صفحة .
أفتح كتاب الوزارة فأجده ينتهي عند الصفحة المائة و العشرين.
ثمانون صفحة أعادت صياغة كتاب الوزارة .
_ لو كلفت طباعة ورقة جنيهاً واحداً فإن الأربعين الزائدة كلفت الدولة 10 ملايين على فرض طباعة ربع مليون كتاب للعلوم للصف الأول الإعدادي !
عشرة ملايين كي يكرر أحدهم كما يحلو له !

المفكرة
17-01-2010, 07:33 PM
انقطعت النت عني زمناً ثم اتصلت كي تفتح صندوق بريدي ، يعج بالرسائل ، تلك التي يرسلها مجهولون لمجهولين عن لا أضرار لا تحصى و منافع لا تعد و مجهولات لا يفيد العلم بها شيئاً . و لأن الوقت لا يعانق يومي و لا يمنحني بركاته فإنني اعتمد البصيرة كي أفرز من ذلك ما يعنيني أعصر منه بعض الفائدة . و إذ يعتريني الملل أحذف ما لا أقدر على تتبعه .
تصل إلي الرسالة العشرون و أنا على شفا الملل فأهم بحذفها ، بها دعاء لكشف الهموم . و الهم ملاصق لجلدي ينازعني صوابي و ينجح في انتزاعه رهينة لديه ريثما أسترده . أحوج الناس لدواء الهم أنا و أقوى عناصر الدواء الفعالة الدعاء . لكن الخط صغير و أنا بالكاد أرى ...
أين زر الحذف ؟
_ أجل
_ لا ، لحظة ، ألمح اسم علي ابن أبي طالب رضى الله عنه يذيل الدعاء و الرجل ماركة مسجلة بالنسبة لي منذ سني المراهقة ، صحبتني أقواله عبر مفازات المصائب و متاهات الأنواء .
أنسخ الدعاء أولاً قبل الحذف و أنقله لملف في حاسبي ، أغير اللون و الخط شكلاً و حجماً لما يناسب عيني و عقلي و أقرأ :
هذا دعاء مروي عن على بن أبي طالب ذكره القاضي التنوخي بسنده من كتاب الفرج بعد الشدة والضيقة الجزء الثاني
يا من تُحل به عُقد المكاره، ويفل حد الشدائد، ويا من يُلتمس به المخرج، ويُطلب منه روح الفرج،
أنت المدعو في المهمات، والمفزع في الملمات، لايندفع منها إلا ما دفعت، ولا ينكشف منها إلا ماكشفت، قد نزل بي ما قد علمت، وقد كادني ثقله، وألم بي ما بهظني حمله، وبقدرتك أوردته علي، وبسلطانك وجهته إلي، ولا مصدرلما أوردت، ولا كاشف لما وجهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا ميسر لما عسر، ولا معسر لما يسرت، فصل اللهم على محمد، وعلى آل محمد، وافتح لي باب الفرج بطولك، واحبس عني سلطان الهم بحولك،وأنلني حسن النظر فيما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك فرجا هنيا عاجلا، وصلاحاً في جميع أمري سنياً شاملا، واجعل لي من عندك فرجاً قريباً، ومخرجاً رحباً، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك، واستعمال سنتك، فقد ضقتُ ذرعاً بما عراني، وتحيرت فيما نزل بي ودهاني، وضعفتُ عن حمل ما قد أثقلني هماً ، وتبدلتُ بما أنا فيه قلقاً وغماً ، وأنت القادرعلى كشف ما قد وقعت فيه، ودفع ما منيت به، فافعل بي ذلك يا سيدي ومولاي، وإن لم أستحقه، أجبني إليه وإن لم أستوجبه ، يا ذا العرش العظيم ، يا ذا العرش العظيم ،يا ذا العرش العظيم.

ويضاف إليه هذا الدعاء:
اللهم خذ بيدي في المضائق واكشف لي وجوه الحقائق ووفقني لما تحب واعصمني من الزلل ولا تسلب عني إحسانك وقني مصارع السوء واكفني كيد الحساد وشماتة الأضداد وألطف بي في سائر
تصرفاتي واكفني من جميع جهاتي يا أرحم الراحمين .
آميـن يا رب العالمين

***************
أقرأه و أنا طامعة في فرج رب العالمين ثم أنساه و أمضي في وجعي في قلب المتاهة اقتراباً من حافة غياب الوعي .
يدق البواب الجرس يستأذن في الخروج .
_ السلم لم يتم تنظيفه لعشرة أيام خلت ، جمع من التراب ما صيّره أذى لجهاز التنفس و للنفس معاً . هجرك لأعمال النظافة و خروجك الدائم يخل بمصالحنا ، عمال التوصيل لا يفتح لهم أحد بوابة عليها أن تظل مغلقة في صحراء خالية من البشر إلا قليلاً .
_ سأنظفه مساء
_ هكذا تزعم ، مرور الأيام الطوال تشهد بخطأ قولك .
تاريخه معي سجل من اللامبالاة و رفض النصح ، عمل لا أنتظره منه . يخرج كما يحلو له و يعود وقتما يشاء .
تمر ساعة أخرى ثم أسمع دق الجرس يريني السلم نظيف انتهى من مسحه ، يستأذن مجدداً . يفاجأني فعله ، قياساً على أفعاله السابقة ، توقعت أن يخرج دون تنظيف السلم .
هذه المرة يلقى طلبه القبول .
*********************
في حجرتي ، أدير الحاسب مجدداً . يستقبلني الدعاء تمر بنفسي قوة فعله .
لي حاجة أخرى ، الصوت في حجرة المدرسات مزعج حد البؤس ، يطغى على وجودي ، ينزع صوت العلوم من عقلي ، ، يتلف البركة في يومي ، يذهب بركة القرآن في قلبي ، ما أحتاج سماعه بوضوح.
تلاشت نصيحتي بين أصوات السخف . ضبط الأمر يلزمه أداة ذات طاقة عالية . ربما يناسب الدعاء تلك المهمة ، أخبركم بإذن الذي وضعه أمانة عندي كي أضعه بين أيديكم .

MOHAMED SAMIR1
24-01-2010, 04:36 PM
لا اعلم سيدتي ماذا اقدم في ظل تلك السقيا المليئه بالاسرار ...

تعودت والله من حين الي آخر ان اتوجه الي صفحاتك تلك ...

فأستمتع بالمغزي وباسلوب العرض الانيق ..



اتعلمي سيدتي انا اعشق القرآءه منذ الضغر

.... ولا اعلم ان كنتي محترفة في فن الكتابه او الروايه .. او مجرد هوايه ...

وان كنت لومتني في وقت سابق علي عالم الخيال ..

ولكنك بمنتهي الصراحه انتي من تملكين الخيال الاوسع ...

بيننا جميعا ... خيال من خضم الحياه ...


......

ربما يهب الله كل منا ما يعينه علي تلك الحياه

.... وعليكي ان تقدمي شكرا كبيرا لله ...

لان القليل فقط من نال تلك المكانه عند ربه وعند الناس ..



تمنياتي لكي سيدتي بكل الخير وباسعد حياه ...

كل عام وانتي الي الله اقرب ..

المفكرة
26-01-2010, 09:20 PM
وان كنت لومتني في وقت سابق علي عالم الخيال ..

ولكنك بمنتهي الصراحه انتي من تملكين الخيال الاوسع ...

بيننا جميعا ... خيال من خضم الحياه ...

ربما يهب الله كل منا ما يعينه علي تلك الحياه

.... وعليكي ان تقدمي شكرا كبيرا لله ...

لان القليل فقط من نال تلك المكانه عند ربه وعند الناس ..

تمنياتي لكي سيدتي بكل الخير وباسعد حياه ...

كل عام وانتي الي الله اقرب ..



الفكر هو المنظار الذي تمر عبره الأشياء من النفس و إليها.
غيـّروا أفكاركم تتغير أفعالكم و من ثم الأشياء حولكم ، أمر شهدته كثيراً طويلاً .
غيروا أفكاركم و انظروا كيف يتحول ما كنتم ترونه خيالاً قبلاً إلى أشياء تلمسها اليد.
كل عام و كلنا لله أقرب ، إذاً جددوا النية و اشحذوا العزيمة .

المفكرة
26-01-2010, 09:25 PM
اللهم خذ بيدي في المضائق واكشف لي وجوه الحقائق ووفقني لما تحب واعصمني من الزلل ولا تسلب عني إحسانك وقني مصارع السوء واكفني كيد الحساد وشماتة الأضداد وألطف بي في سائر
تصرفاتي واكفني من جميع جهاتي يا أرحم الراحمين .
آميـن يا رب العالمين

***************
أقرأه و أنا طامعة في فرج رب العالمين ثم أنساه و أمضي في وجعي في قلب المتاهة اقتراباً من حافة غياب الوعي .
يدق البواب الجرس يستأذن في الخروج .
_ السلم لم يتم تنظيفه لعشرة أيام خلت ، جمع من التراب ما صيّره أذى لجهاز التنفس و للنفس معاً . هجرك لأعمال النظافة و خروجك الدائم يخل بمصالحنا ، عمال التوصيل لا يفتح لهم أحد بوابة عليها أن تظل مغلقة في صحراء خالية من البشر إلا قليلاً .
_ سأنظفه مساء
_ هكذا تزعم ، مرور الأيام الطوال تشهد بخطأ قولك .
تاريخه معي سجل من اللامبالاة و رفض النصح ، عمل لا أنتظره منه . يخرج كما يحلو له و يعود وقتما يشاء .
*********************
في حجرتي ، أدير الحاسب مجدداً . يستقبلني الدعاء تمر بنفسي قوة فعله .
لي حاجة أخرى ، الصوت في حجرة المدرسات مزعج حد البؤس ، يطغى على وجودي ، ينزع صوت العلوم من عقلي ، ، يتلف البركة في يومي ، يذهب بركة القرآن في قلبي ، ما أحتاج سماعه بوضوح.
تلاشت نصيحتي بين أصوات السخف . ضبط الأمر يلزمه أداة ذات طاقة عالية . ربما يناسب الدعاء تلك المهمة ، أخبركم بإذن الذي وضعه أمانة عندي كي أضعه بين أيديكم .


أعيد قراءة الفقرة السابقة أود لو تكتب لوحة المفاتيح ما أستكمل به أحداث الحياة ، فيفاجأني غياب معظم أبطالها لسبب أو آخر ، يعتذرون جميعاً عن استكمال القصة !

المفكرة
26-01-2010, 09:30 PM
الله أكبر ، هكذا دعا آذان الظهر قاطعاً إنشغالي بتركيب الصور في كتاب لشرح العلوم للصف الثاني الإعدادي . أنوي إنهاء تلك الصفحة أولاً قبل إجابة الداعي.
يلح الداعي مجدداً : الله أكبر
حسناً سأجيب ، لكن حين تختم إحداهن القصة الفظيعة تنثر عليها توابل الحكي ، أتمسك بمعرفة النهاية ...
حي على الصلاة ... تبلغ الدعوة مداها .
_ حسناً ، لابد من إجابة حاسمة .
أقطع حبل الحكاية و أنسل من دنيا يتقاسمها الجدال و الخلاف لا يهدآن ، كلاهما يثبت لأخيه أنه أشد!
أتجه للمصلى بينما يحلق من النفس شيء حول حجرة المدرسات يمارس التفكير و الكتابة و ينصت للحكايات طمعاً في نهاية ما . أجيب داعي الصلاة بشيء من قلب و وعي قليل.
لا دواء عندي لأي من هذا سوى الصلاة ذاتها !
يفتح تكبيري باب الصلاة و النفس مازالت تمانع في الولوج ، عينها على بعض ما حدث في حجرة المدرسات ...
أكبـّر قياماً لثالث ركعة فينساب ذكر المولى في الحنايا ، تهنأ النفس ، تستقبل مراد الله منها ، فتذعن لأمر الله . يستقر في النفس ذكر الله فيثقل في الميزان.
التكبير استقبال الركعة الرابعة ، عندها يصيبني الإيمان بنصيب .
رجوعاً إلى الحجرة ، تغيب كيانات كثيرة ، تذوي بين جنبات رحمة الصلاة .

المفكرة
07-02-2010, 10:28 PM
أراد أن يعرف منبع غديري
هذا ما استدعاه ذهني رداً على تساؤلاته هو و غيره :
دعنا نضع لحديثنا أساساً حتى لا يضطرب الكلـِم . الثانية و الأربعون تداهمنى عما قريب و المال يمر عبري عمراً زهاء الربع قرن لكل مصلحة ، استلم حقوقاً ، و ادفعها لأصحابها . حالياً أرأس قسم العلوم في مدرستي فأقوم على كتابة ملخص لكتب الوزارة ينير للطلاب الفهم فيمضون في فهم المقررات و أختار طاقم التدريس و أراجع أعمالهن ، حقيقة عملي هو وصل و فصل الأمور بين الإدارة و المدرسات و أولياء الأمور و المدرسات و بين الطالبات و المدرسات.
ينتهي يوم عملي بكشف حساب دقيق لكل ما قلت و فعلت ، هل وضع خطوة أقرب للخير و العدل و شرع الله يحكم الأرض ؟ ما لم يفعل يصيبني بداء الإكتئاب يعرقل خطوتي فترة ريثما ألملم شملي و أتحرك مجدداً ، مثلاً عشرة أيام من المرض أوقفتني أتساءل لماذا يقبل جسمي التلف و العلة بكل يسر ، ما لا يفعله من حولي ، سؤال أحتفظ بإجابته لي فما هو شخصي ملكي وحدي يمتعني أن أستقل بأسراري و ما هو بيني و بين خالقي ، لا يطلع عليه البشر.
و لن أزعم أنني النقاء فأنا ابنة آدم ، تغريني اللقمة مثله و تضعف بي الإرادة و لن أزعم أن ما حولي جنة الله في الأرض . فقط أن التغيير يعرف إلينا طريقاً و أنه يقطع هذا السبيل على عجل أحياناً فيصلنا منه ما يصلح الحال . حالياً أكتفي بذلك ، فهذا فقط قدر همتي .
و هي حياة دهس نسيجها آلاف البشر ، أفسد بعضهم منها ما أفسد ......
و قد اطلع عمري على حكايات تملأ أعماراً ، جعلتها خيوطاً نسجت بها أفكاراً و صوراً و أمزجة عرضت بعضها للناس و احتفظت بمعظمها داخلي .
خمس سنوات مضت افتتحت في عقلي تلك التي تسجل بعض ما يمر بها و لذلك حكاية ربما أقصها فيما يلي من الزمن .
مر بعمري من ناولني طرف حكاية تاركاً للزمن وضع النهاية المناسبة ، لكن قوتي دفعت ثمن إتمام الحكاية كي يفرغ منها ذهني فيلتفت لما هو أهم . تكمل الحكاية الحساب فيرتفع الشأن لرب العالمين ، لا جنازة و لا ذكرى و لا مشيعيين .
و إذ وجدت أناساً يقفون عند بداية الحكاية يعجزون عن فهم منطقها و أين تمضي و إلى ماذا تصير ، قلت أطلعهم على حكايتي لعلها تشبه ما بين أيديهم ، لو أن ذلك أعان أحدهم فنعم به و إلا فإنني على النت مجهولة بين مجهولين و العلم الذي دربت على استخدامه يخبرني أن لا أقف ما ليس لي به علم .
أبدأ يومي بتصور لما أريد فعله ، يؤمىء شيء في النفس أنها جهل و أن معرفتها قصور و فعلها نقص و تقصير و أنها تستشرف لما هو أعلى . أنفض غبار خطتي و أقوم أصلي لله ، ركعتين ثم أسأل : خطي واضح ؟ ترغب النفس في مزيد صلاة .... تنتهي الصلاة و النفس تفقه شيئاً ، خطة جديدة للأمور ، تبدأ التنفيذ فيمتزج الفكر بعناصر الكون السليمة ، تضيف ألوانها و تمنح فعلي لون النجاح ، أحمد المولى الكريم على عطائه . جربوها أحياناً عوضاً عن التخبط في الحياة تجربون الكثير قبل أن تصيبوا ما هو فعال و يصل إلى غاية .
*****************************************
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه.
*****************************************
مدح و ذم (من هؤلاء) ؟
إلى سكان كوكب النت الذين مروا عابرين بكلماتي فسجلوا إعجابهم أو انتقصوه و أولئك الذين قبلوه أو رفضوه فلم يشغلوا بالهم بتوضيح رأيهم فيه ، إلى كل أولئك أقول :
أيمكن أن يستبدلوا ذلك كله بدعاء مسلم لأخت له يعلم الله أن الكرب حولها يكاد يخنقها ؟
أما الأرض التي نمشي عليها فيؤذيني الذم إذ يكون تجريحاً بلا مناسبة ، يختل توازني لحظات ثم أستعيده و أمضي مجدداً ، أما المديح فأنا لا أحفظ ما لا منفعة منه .
أوقفتني أسألني لماذا إذ يمر الكلام عبري يتشكل على هذا النحو ؟
_ قرآن ربي حب نفسي إذ كانت بريئة قبل أن يصيبها كل عوج باعوجاج ، ربما شكّل بعض نواحي الكلام . كل ما مر بي و كل من عبروا إليهم عبري و من مروا بي فلم يتوقفوا عندي . المرض المقعـِد و المعقد الذي ابتليت به كان أداة مهمة ، أود لو استخدمه عذراً لكل ما أفعل لكن نفسي لا تقبل هذا التزييف ، لا فقط كان له دور ما . ثم التحدي ، التحدي أحد أدوات كل صاحب إعاقة ، لا أفهم كيف يدفعه لبذل أضعاف ما يبذله من حوله فتأتي الثمرة على قدر الجهد مباركة طيبة.
كائناً ما كانت مواصفات الخلطة فإنني أخلطها بتوازن حتى لا يضيع مكون في جنبات الآخر فتتعادل النكهات و ينتج عنها العادي ، هذا ممل لا أحبه .
يا من يقول أن الكلام سهل ، صدقني لا شيء نحوي سهل . النفس تحسب ثم تحسب حتى يفوتها قطار الفعل (الكلام لون من ألوان الفعل) ، الكلام عقد التزام ، أمر تصدره النفس و توثقه أمام طرف آخر ، تلتزم فيه أعضاء الجسد كلها بعمل دؤوب حتى يتم تسليمه للطرف الآخر . أما ما تزعم أنه مثل عليا و أعمال جليلة فقد أخبرتك قبلاً أن العقل لا يستقبل المديح أو يسجله أو يلتزم تجاه قائله بأي اتفاق .
القدر صنع المفكرة ، أخذ منها قوة الجسم و عوضها بقوة الفكر . يمر فعلها عبر مصفاة فكر بذرته لا إله إلا الله و محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم . و الثمرة طيبة حتى الآن ، حتى ينقض الفكر ما كان و يستشرف لما هو أعلى .
مساؤكم خير و نور و وجدان . تصبحون على قرآن الفجر بإذن الذي خلق .

المفكرة
11-02-2010, 10:26 PM
كتاب
تذهب العائلة هذا العام إلى معرض الكتاب بينما يعتريني السقم مطولاً ، الغبار يملأ صدري بلغماً و الضعف يحتل قوتي البدنية معلناً الإضراب عن الخروج مطولاً .
يحضرهم وقت العصر إلى البيت ، كل منهم يعرض عليّ كتبه على حدة .
اشترت أختي لزوجها كتاباً يدعى (25 قصة نجاح) يحكي عن أشخاص مروا بظروف معاكسة لمجرى أعمالهم لكنهم لم يبالوا فأوصلتهم قوة دفعهم الهائلة لـِقمة العالم . غنيٌ عن الذكر أن النجاح جار قريب لمواطني الولايات المتحدة و المهاجرين إليها و القصص الأربعة التي شملت عرب و مسلمين كانت على غرار الأجنبي و حركة في اتجاهه .
تحكي أختي بإثارة عن مايكل دل الذي اشترى أجزاء الحاسوب و جمعها في أجهزة ثم باعها لزملائه طلاب الجامعة ، مشروعاً بدأه قرض و انتهى بشركته بين مصاف أكبر 500 شركة بالعالم .
يصيبني حماسها بالعدوى ، أطلب منها الكتاب و أعكف على قراءته ، يستغرق ساعة من مساء وأخرى من نهار . من قصة نجاح لأخرى ألمح الإصرار لإدخال خدمات جديدة لسوق التجارة أمراً يفني صاحبه عمراً مديداً و طاقة بينة في تحويل فكرته إلى حقيقة تتحرك بين الناس في شركة أو مشروع يخدم الناس وفق احتياجاتهم . كلهم عصاميون قوة دفعهم الذاتي تجبر الغير على تمويل أفكارهم و مساندتها حتى تصبح شركة أو مشروعاً بين الناس يخدمهم و يتفاعل معهم . يمثل الفشل فصلاً طويلاً من حكاية النجاح لكن الحكاية تختتم بنجاح أكبر من سابقه .
إحدى الحكايات عن شاب مصري يدعى أيمن راشد استشهد والده في حرب الإستنزاف فاشتد عوده معتمداً على ذاته محققاً النجاح في كل ما أصابه : الدراسة الجامعية ، التدريب بعد الجامعي على برمجة الحاسب ، و إدارته لشركات لتطبيقات البرمجيات و إنشاء و إدارة موقع اطلب . كوم .
الكاتب يخبرنا أن الخبرة ليست ما يعلـّمه لنا مر السنين بل تكمن الخبرة في كيف تستخدم ما علمتك إياه السنون (له حق)
قصتي المفضلة عن إمرأة (طبعاً لن تكون عن رجل) إنجليزية لم تعصرها العولمة أو النموذج الأمريكي الذي يروج لمنتج ما برسم صورة كاملة لمن يستعمل المنتج .
أنيتا روديك ارتحلت في شبابها و ساحت في القارات ، ترحالاً صبغ فكرها بلون عالمي . تقول أنيتا: "عندما تقضي 6 أشهر مع أناس يفركون جلودهم بزبدة الكاكاو كل يوم و يغسلون شعورهم بالطين ثم تجد أن هذه الأمور تجدي و تأتي بنتائج طيبة ، تتغير معتقداتك و تنمي حباً جارفاً لعادات البشر في المواطن المختلفة."
تعود الشابة إلى وطنها انجلترا فتتزوج و تستقر و تفتح معه فندقاً صغيراً و تنجب طفلتين . في عام 1976 تفتتح أنيتا محلا لبيع مواد التجميل الطبيعية من مواد جمعتها أثناء ترحالها و تنتفع باطلاعها على عادات نساء العالم في التزين و الحفاظ على الصحة .
ينجح محلها المسمى The body shop محل الجسم . و يتفاعل الجميع مع سمت العودة للطبيعة و الحفاظ على البيئة الذي تتبناه أنيتا و تروج له . نجاحها يؤسس لمحل تلو الآخر . لم تجمـّل أنيتا منتجاتها بمزاعم إطالة الشباب أو إعادته و لم تنفق على الدعاية و الصور الجذابة التي تستغل أجساد النساء لتبيع لأخريات الحلم / الوهم ذاته. تدعو أنيتا لمؤسسة السلام الأخضر و تساهم في الحملات الداعية للحفاظ على البيئة و تؤسس مؤسسة خيرية لمساعدة الفقراء من أطفال العالم .
تنتقي أنيتا العاملات في المحل بعناية قبل توظيف إحداهن و حين تقبل بالموظفة ، تشترط عليها أن تخدم الأطفال المعوقين لمدة شهر ثم تدربهن على حسن التعامل مع النساء اللاتي يأتين للفرجة على المنتجات بحيث تترك البائعة المنتج يعبر عن نفسه بكلمات تقرأها الزبونة مثبتة على كل منتج .
المدى الذي وصلته أنيتا : ألفي محل و ثمانون مليون زبون في خمسين بلد و ثروة تقدر بمائتي مليون دولار.
يحضر العام 2002 قرار استقالة أنيتا و بيعها لشركتها ب652 مليون جنيه استرليني أما عام 2005 فيشعرها بالرغبة في التبرع بثروتها تدريجياً للمنظمات التي تقاوم الظلم الواقع على البشرية .
ينتهي الكتاب و نفسي مفعمة بالإثارة ، في 136 صفحة عشت مع الأبطال أعماراً لا تحصى و جمعت معهم المليارات و حصدت الجوائز و أثـّرت في أعداد لا تحصى من البشر !
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) ) من سورة الإسراء
تمتص الآيات الكريمة الإثارة من أعصابي و تعيدني للواقع من جديد .
أكوام الصحون في المطبخ تستنجد بي من الجراثيم تغمرها بالسموم ، من غيري ينجدها ؟!
(عادة تنتهي أشغال المطبخ قرابة العاشرة مساء)
****************************
قبل أن أنسى ، نزيف دموي في المخ ينقل أنيتا لعالم الأموات ، يحتويها قبر ، لا يفرق بينها و بين المعدمين و الفاشلين .

المفكرة
14-02-2010, 10:52 AM
كالبنيان المرصوص
أسلّم على زميلة فيضنيني التوتر في عينيها ، تسألها عيناي في رعاية : ما الأمر؟
_ والي ابنتي بالدعاء ، برجاء تذكريها و اطلبي لها التوفيق ، فهي في الإعدادية الإنجليزية (pre IG) .
_ بالتوفيق و في حفظ الله .
الناس على استعداد لدفع أضعاف المال و الجهد الذي يدفعونه و يبذلونه في التعليم القومي (national schools) ليحصلوا على بنيان مرصوص من المنهج و المدرسين و الإداريين و امتحان قوي و شهادة ذات قيمة وفق النظام الإنجليزي عوضاً عن الفتات المتراكم في التعليم حالياً !

نور الدين.
15-02-2010, 02:30 PM
كلامك جميل اوي ...

بس بلاقي بعض الصعوبه انا وبقراه ..

مستوي عالي في الكتابه ....


الي الامام ..


في رعاية الله

المفكرة
16-02-2010, 01:39 PM
كلامك جميل اوي ...

بس بلاقي بعض الصعوبه انا وبقراه ..

مستوي عالي في الكتابه ....



السلام عليكم
جزاكم الله خيراً و بارك الله الجهد .
يمر بي موقف فأجرد منه عصارة تفيد كثيرين ثم أعرضها للبشر ، فيقبلها مني بعضهم . وفقنا الله جميعاً لما فيه الفائدة.

المفكرة
16-02-2010, 01:44 PM
العربية تجمعنا في اتجاه حلم أعظم من ذواتنا ، العامية أرض الشتات و التيه حول احتياجات اليوم المباشرة لا أبعد من ذلك ، لنبقَ في نطاق العربية إذاً .
العربية لغة الفكر إذ يكون له عمق و بعد و تأثير . أي بعد للعامية و أي مدى أبعد من الحاجات اليومية المباشرة ؟
العامية تشتت أبناء العرب في بلدان مختلفة ، العربية تجمعنا خطوة في اتجاه حلم أكبر ، نكون فيه خير أمة أخرجت للناس ، يرضى عنا خالقنا ، دنيا و أخرى فيزين بالنور أمرنا ، ينزاح هذا التخبط ، تنتظم الأمور بإذن الذي خلق .
أيهما أيسر :
لا تطاوعهم أم ومش مطاوعاهم
بالعامية تقول معاك حق .
لم التطويل ؟ معاك بدلاً من معك ؟ لو أنك تؤمن أن معه حقه أما كنت تقول :
معك حق ، أبسط و أسرع .
و أفصح منها : لك حق .
و عندها تعطيه حقه و تحسم الأمر ؟
العامية زوغان من الحقوق ، شريط قياس طول معطوب (مازورة مضروبة) .
الفصحى مقياس فكر منظم و سليم ، يلزمنا في عصر العولمة حيث الإنضباط حاجة ملحة كالهواء و الماء!
***********************
أدرس أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 7 و 10 سنوات لا يحسنون النطق لا نباهة تناولنا حواراً مريحاً ، أزيح ال****يب ، نتناول المصاحف و أبدأ في نطق الألفاظ بتجويدها و يبدأ الأمر صعوبة علي مثلما هو صعب عليهم . تنحل عقدة الألسنة ، يستوي الفكر ، تمتد العلاقات .
اللغة العربية رقرقة ماء و انسياب فكر و علو نفس ما له مثيل بين لغات العالم .
لا ينصلح حال العرب حتى يعودوا إليها ، للمنتديات دورها بلا شك في إحياء اللغة باستخدامها .
***********************
أما الواقع فأنني أسحبه إلى بعد جديد ، أنظر إليه من زاوية جديدة .
***********************
لماذا لا نحب أن نستغرق وقتاً في أي شيء ؟ كل جمال شارك الزمن في بنائه مطولاً ، كل عجل أسرع إتلاف الكثير .
أبناؤنا وجدوا طريقاً أقصر و أكثر اختصاراً منـّا ، تلاميذي (11 _ 13عاماَ) يكتبون لي العامية بالأحرف الإنجليزية ممزوجة ببعض الأرقام ، هنا يضيع بيننا الكلام ، جسور الفهم تتقطع ، يفصلنا الخلاف هوة سحيقة حتى حكم الله بين العباد .
***********************

المفكرة
16-02-2010, 06:27 PM
أتيقظ و قد لاح الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ، يملأني الإنزعاج و أفشل في إزاحته بعيداً . ماذا دهاني ؟ صلاة الفجر حاضرة تناءت عن متناول نفسي لأشهر .
أقضي الصلاة فلا يفارقني الهم .
أطالع السماء ترتدي حلة رمادية اليوم ، أتراها تمطر ؟
يحملني الطريق إلى المدرسة بينما زخات المطر تغسل السماء و الشجر و الإسفلت عن الطريق!
أدخل المدرسة بخطوات متعجلة فقد تأخرت على الإمضاء ، ينفتح إبزيم حقيبتي ، يفك حمالة الحقيبة فتتتهاوى على الأرض . حقيبة تحوي حاسبي المحمول و جهاز الجوال و كتاب و حافظة نقودي مع قلم و مفكرة لأخذ الملاحظات .
في حجرة المدرسات أشغل الحاسب فيعمل فأحمد الله على سلامته بينما تطالعني شاشة المحمول المكسورة، تتجاهل لوحة مفاتيحه لمسات أزراري ، تبدو لي حالة عطب بلا إصلاح .
في البيت أناوله لأخي - ذاك الذي حضر في إجازة من عمله بالخارج - يفحصه ثم يخبرني أن عمره انتهى.
جهاز قضى معي خمسة أعوام فأكثر ، لم أعرف غيره و هو أيضاً لم يخذل حاجتي و لم يشغلني بعطل أو مشكلة . حتى شراؤه لم يكن اختياري ، فقد ناولت أمي مبلغاً دفعته لزوج أختي فاشترى واحداً في حدود المبلغ باختياره و ذوقه .
يصيبني الإنزعاج ، فالإسبوع الذي سبق تلك الحادثة راودتني النفس أن أستبدله بشيء أحدث و أقيم ، تعاودني الفكرة كلما اشترت زميلة واحداً و أخذت تستعرضه أمام الجميع في فخر و مباهاة .
لكنني أحب صحبة أشيائي الأليفة ، وحده التلف ما يبيح الفرقة في نظري . و هو جهاز مهذب وفـّر علي طاقة الخروج لمشاوير عديدة ، قضاها عني . ساعدني في شراء جهاز الغسيل الكلوي حتى وصل مبتغاه ، رفع عن بشر كثيرين هم لا يطاق . فضل الله يؤتيه من يشاء .
يقف أخي و هو شاب طويل و في عينيه تصميم : في المساء نذهب إلى السوق لشراء غيره . لا لم أنوِ شراء واحد حالياً ، كنت سأنتظر بضعة (أيام - أشهر - أعوام ....) فقط لاغير.
في سوق ضخم على الطراز الأمريكي ، يبهرني المكان و البضاعة ، يا له من مستوى ذلك الذي يصله العربي حين تحل العقلية الغربية في ضيافته !
تنوع يعقـِد عقلي عن التفكير ، ينتقي أخي واحداً مشابهاً لما يملكه ، هاتف حديث ، يتصل بالنت و به كاميرا و إمكانات عديدة . يشتريه و يدفع ثمنه و يصر أنه هدية منه . ثم يحسم البائع ثلث الثمن في خصم مهول من تكلفته . صار لدي جوال جديد !
في البيت ، أضع البطاقة و البطارية في أحشائه و أتركه يشحن قوته بالكهرباء ثم أتركه و شأنه و أقوم لشأني أصلي مطولاً ، يغيب عني الوقت حتى تنبهني الساعة أنها تجاوزت الواحدة صباحاً . أضبط المنبه الموجود في الجوال الجديد لصلاة الفجر .
يوقظني صوت المنبه اللحوح لا يتوقف حتى أقوم فأوقفه ، لا لم يتوانَ عن إيقاظي بعد ذلك ، تمتلىء شرايين يومي بالعافية إذ تصيبني بركة الرحمن بنور في صلاة الفجر. لله الفضل و المنة .
طبعاً لكم أن تتصوروا أنه كسابقه مغلق معظم الوقت ، لأجل الصلاة .

المفكرة
23-02-2010, 04:36 PM
قلب ، أقوى عضلة في الجسم ، أربع حجرات ، صمامات ، أوردة .. شرايين ، ينقبض ، ينبسط كي يتدفق الدم فتمر الحياة عبري ، هكذا يقول علمنا هذه الأيام .
و يوم يأتي فيه الظالمون أفئدتهم هواء ، هكذا أخبرنا المولى في قرآنه .
و مضغة في الجسم فيها صلاحي ، هكذا أخبرني رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الذي في صدري الآن يعتصر ألماً ، كذلك يوحي لي الإعياء ، يؤلف رواية مصطنعة عن نفس لا أفهم أي من محتوياتها و كلما ذهبت أحللها وفق معطيات علم ما ، عدت خاوية الوفاض ، و لازال ذاك الذي في صدري يلح ألماً أنه موجود و أنه مستاء مني جداً ..
هذا ما حاول عقلي الذي ينبع من مخي أن ينسبه لقلبي . و لازلت أضطرب بين إدراك قالوا لي منبعه المخ و علم جديد / قديم ينسب العقل و الفهم للقلوب التي في الصدور . على أي و أياً ما كان منبع ذلك الألم : قلبي أم مخي المادي أو المعنوي ، فإنه استلقى معي في المصلى قبيل صلاة الظهر و أخذ يؤلف من الأوجاع ملاحم ، يدون أشعاراً و يعزف لها موسيقى مؤذية ، الموت أهون من الإنصات لهـ(ـما) .
يكبر المؤذن ، أنهرُ الأفكار ، أزيحها و أردد كلمات الآذان عوضاً عن الإسترسال في ألم يود لو يصنع في نفسي سيمفونية ثم يلقيها على مسامع من ينصت من البشر ، حسناً ، بعد الصلاة
في الصلاة ، أسأله عن ساعتي و منيتي و أخبره أنني لم أرتب أمراً من أمور دنياي أو آخرتي أو أمور أهلي أو ... ثم أخبره أن ذلك يذبحني ذبحاً و أخبره عن ألم يقصف عمري قصفاً ، يؤذيني الهواء يتعالى على لا يود أن يحل في ضيافة نفسي ، لا أعرف كيف أحايله !
ثم أود أن أخبره كثيراً و طويلاً عن ملحمتي ، ثم أنني في لحظة ما أدرك أنه يخبرني و أنه أخبرني كثيراً فأدركته على نحو ما ، إدراكاً ملأني عقلاً و حلماً .
أختم الصلاة و أود لو أكسب مزيد وقت بعيداً عن الناس فأسبح و أحمد خالقي و أكبـّره. و أدير شريط ملحمة الأوجاع و الشكاوي أنوي إضافة فصل جديد فيها ، يبهرني أنها تلاشت من النفس فأبكي ...
أؤمن أن الواحد الأحد في علاه محى ذلك كله ، فقط أن جزء النفس الذي من هواء و طعام و ماء لازال يسأل (بلا إلحاح هذه المرة) ، أرني كيف تحيي موات نفسي !

المفكرة
23-02-2010, 10:49 PM
( ما حدث جعلنى أعتقد أن بعض العلاقات الإنسانية جمالها حين تسير بخط متوازى ، ربما يقل هذا الجمال حينما تتقاطع الخطوط .) تلك كلماته ، كتبها إذ تأمل رسائلي بعمق فرسمت بعض ملامحي له .
حينها رد عليه حرصي على تلك المراسلات بما يلي :
و لأن معظم ما أعرف رأيته خلال نافذة العلم الحديث ، فتحها المولى لكافر يعرض عليه الإيمان في كل ذرة تسبح بحمد ربها .
هذا ما رأيته عبر تلك النافذة :
ذرات تقترب من بعضها فتأخذ واحدة من أخرى الكتروناً واعية تدرك حاجتها للأخذ ، تمنحها أخرى عن رضا و حسن تقدير لما ينفعها بالعطاء ، عندها تنشأ بينهما قوة عجيبة تربطهما فلا تفرقهما تلك الحرارة التي تذيب الصخور !
و أنه حين تتشارك ذرتان متكافئتان فإن القوة التي بينهما تقل عن تلك التي خلقها المنح و الأخذ !
أما الذرات التي تملك قوة و سرعة تتجرأ بهما على الإقتراب أكثر بحيث يخترق جسيم عمق نواة الأخرى ، فإن منابع الطاقة تتفجر شلالاً من نواة متناهية الصغر تفنى في التفاعل ! يأتي انسان نابه فيطوق تلك الطاقة فتصبح كهرباء تملأ مدينة نوراً و أكثر . و أننا إذ نجد النور نجد كل شيء ، ينثر عطاياه في الأنحاء.
أترى العلاقات الإنسانية تختلف ؟ في المخ تلك الحنايا تمتلىء خوفاً بزعم الحرص . و حين يأتيني الجديد فإنني أكتفي بقياسه على القديم مع أنه يستحق ملفاً جديداً يسجل أفعاله و يحاكم بها ، أظنه كسل عقلي أكثر منه حرص و حذر !
(أو لعله بصيرة بما سيكون ، أيام مضت شكلت مسلكاً مغايراً لما أردته و أوقفت تدفق رسائله !)
*******************

المفكرة
24-02-2010, 06:48 PM
أعاين فنجان القهوة الذي أمامي فترفضه معدتي التي لا يتفق مزاجها مع الأحماض . لكن عبير القهوة الطيب يدفعها رشفة إثر أخرى داخلي ، تغيير مرحب به عن الجوع الذي طال يوماً يقترب من صلاة العصر.
نحو سيارتي يلفت التوتر انتباه أعصابي أنني أعود للبيت مع مئات الألوف من باصات المدارس من ضاحية مصر الجديدة العريقة على شارع واحد باتجاه القاهرة الجديدة . لكنني لا أتوقع أي تعطيل فلطالما انحاز طريقي تجاه السرعة و حملني بأمان إلى بيتي .
تتوقف حركة الشارع تماماً ، تعانق الدقائق قريباتها. السيارة مطفأة و الإنتظار يطول ثم تتراكم السيارات و يغلق الطريق تماماً . تتساءل أمي ما الذي يسده ، أتراها بعض السيارات المعطلة؟ و لا حتى تلك تسد الشارع على هذا النحو ، الشارع به أربع حارات متجاورة ، يمر بمسار كوبري جديد يتم بناؤه ، يحتل العمال حالياً مساحة واسعة من الشارع ليقوموا بأعمال الإنشاء.
حركة مرور رهيبة تمر عبر مسار ضيق ، تصل فتحة القمع ، تندفع عبره فتتوقف كلها .
يعتمل فنجان القهوة في النفس ، فأطفىء السيارة , أدير مفتاح جهاز mp3 و أستمع لجزء من سورة البقرة و سورة آل عمران ، ينحل عقدة الطريق قرب نهايتها ، ساعة اكتظت باختناق المرور . فأنطلق في طريقي، أطالع الكوبري و أنا أمر بمحاذاته ، بقي ستة شهور على الأقل على ولادته ، ربما أكثر ، العمر المساوي لإمتداد الإنسداد المروري في الشارع الموازي له.
تستقر الخبرة في نفسي عميقاً ، تقنعني أن مسارات الحياة المسدودة تمتص الطاقة و الوقت و عافية جهاز التنفس ، ثمناً باهظاً لا أظنني أود دفعه .
(العنوان رفض التغيير بعد أن أملى القطعة السابقة ، هي بعض فضل فنجان القهوة ذاك على أي حال.)

المفكرة
26-02-2010, 07:47 PM
أخبرني شباب معهم شهادات جامعية أنهم ما أنصتوا للعلم إلا قليلاً وأن الشهادة مجرد مظهر اجتماعي و مفتاح باب وظيفة مضمونة الدخل ،
ثم كذّ ب الواقع أوهامهم . منحهم وظائف بسيطة لا تتطلب شهادة أوتعليم و لا تفتح باباً للرقي المادي و الإجتماعي . من أصاب نجاحاًفي الحياة هم أولئك الذي كانوا أكثر تركيزاً ، اتخذوا هدفاً محدد المعالم و عملوا تجاهه ثم أصابوه .

المجتمع بحاجة للتعليم حين يمتزج بعقل المتعلم فيصبغ ملكاته أما تلك الشهادة الفارغة من محتواها فإنها لم تجد ِِ يوماً

المفكرة
28-02-2010, 03:09 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري
*********************
حالياً تتهاوى بعض أجزاء السفينة تحت ثقل الماء الذي يغمرها ، يتخطف الغرق الناس بعيداً عن أمان اليابسة ، يشتت الخوف الفكر ، يضع خططاً خرقاء للنجاة .
قبل أن يمضي أحدهم لأبعد من ذلك ، لينظر مدى مسؤليته عن الخرق الحاصل في السفينة!

المفكرة
28-02-2010, 05:50 PM
(إنَّ الذينَ آمنُوا وعمِلوا الصالحاتِ سيجْعلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً .) سورة مريم الآية 96
أحب تلك الأحداث التي تداهم غفلتي بينما يملأ ضباب الشك النفس ، تعشو الرؤية ، تأتي بشارة فتمنحني أملاً يضيء لي طريقاً ، أمضي عدة خطوات .
لا أدري أتطيب لكم أشياء كهذه ؟
كنت في شرفة منزلي لا أرى لشدة ضباب الظن و القلق ، أسأل نفسي كيف أدبر هذا و ذاك ؟
و إذا بكلمات تقطع صمت الصحراء و تلقى في مسمعي قول الله تعالى (إنَّ الذينَ آمنُوا وعمِلوا الصالحاتِ سيجْعلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً .)
يدخل السرور النفس فأعزم عقدة خطة كنت أنقضها قبل لحظات !
(هذا إمام المسجد فتح مكبر الصوت خطأ أثناء الصلاة فانطلقت منه الآية ثم أطفأه في اللحظة التالية امتثالاً للأمر العام بالصلاة بلا مكبر صوت.)
****************************

المفكرة
01-03-2010, 05:44 PM
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ فاطر 29

سورة الإسراء بعضاً مما حفظت من كتاب ربي ، الوقت و ضعف الذاكرة استنزفا ملفاتها في النفس تركاني بدونها .
في إحدى الأمسيات ، ناولني الوقت رضا ، فتحت به كتاب ربي ، و قرأت السورة مجدداً يختمها قول رب العالمين:
﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ اَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ اَيّاً ما تَدْعُوا فَلَهُ الْاَسْماءُ الْحُسْنى وَ لاتَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لاتُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبيلاً وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبيراً﴾ الاسراء: 110 _ 111
هناءة و إستغناء عن العالمين غمرا النفس و أنا أؤدي ما تلى من عمل ، غسل الصحون رضا ، و كذلك مسح الأرضية، تستقبل نفسي أحاديث البشر في ملف الرضا .
يناولني الليل فراغاً ، أشغله بذكر ثواب قراءة القرآن هدية رب القرآن أخبرنا بها رسوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
(منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول : الم حَرفٌ ، وَلكِن : أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ ، ومِيَمٌ حرْفٌ ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
أتساءل إن كان ثواب القراءة عالياً ، كيف يكون ثواب العمل ؟ إذاً تصلح أمور الحياة .
قبيل النوم أفتش عن أثر السورة التي مرت بنفسي :
لا أجد الكثير فأستقصي جيداً :
بل كثير ، يداي على غير عادتهما أمسكتا الأعمال بعناية حفظاً و أدتا بإحسان فنال عملي من التوفيق نصيباً.

المفكرة
03-03-2010, 11:11 PM
(و ما أوتيتم من العلمِ إلا قليلاً ) سورة الإسراء ، الآية 85
في الصف الأول الإعدادي أتابع شرح المدرسة لتكون جزىء الهيدروجين بالرابطة التساهمية .
تمتلك ذرة الهيدروجين الكتروناً واحداً ، لكن الإستقرار لا ينتابها إلا إذا احتوت الكترونين . تنفذ الذرة خطة جميلة و سلسة لتحقيق مرادها فتشارك ذرة هيدروجين أخرى . يكتمل فلك كل منهما بالكترونين و لسرعة دوران الإلكترونين في الفلك فإنهما ينتميان للذرتين . خطة ناجحة تحقق استقرار كلتا الذرتين .
يبدو على ملامح طالبة نبيهة التعجب ، لا لم تفهم كيف تشارك ذرة بحاجة لإلكترون أختها فيما تملك .
إذاً دعي ذرة الأكسجين توضح لك كيف تتحد مع أخرى لتكوين جزىء ، تشارك كلاً أختها بزوج من الإلكترونات يوضع في فلك بينهما بحيث تمتلكه الذرتان . خطة سليمة تحقق الهدوء و الإستقرار لكليهما .
تصر الطالبة أنها لا تفهم كيف تشارك ذرة ينقصها الكترونين أخرى ، لا غير مقتنعة !
تصر المدرسة أن الحقيقة العلمية تخبرنا أن ذرتي نيتروجين تتشاركان 3 أزواج من الإلكترونات توضع فيما بينهما في متناول كل منهما . الراحة لكلتا الذرتين .
يراوغ الإقتناع الطالبة ، لا يحل في ضيافة عقلها ، بينما تود المدرسة لو تقنع الطالبة بما لا تقدر على إستيعابه !
يا لها من بداية لعلم الكيمياء ، يلقيها المؤلف في مسامع طلاب الصف الأول الإعدادي ، يخبرهم بما أثبتته تجارب و أبحاث احتاجت من العلماء أعماراً كي تستقر و لازلنا لا نفهم منها إلا قليلاً .

المفكرة
04-03-2010, 05:16 PM
ليان تحب الجوافة ، ذاك ما مر ببالي و أنا ألحظ أقفاص الجوافة الشهية عند الفكهاني . أشتريها لأن ليان تفرح بالجوافة و تفضلها على أنواع الفاكهة الأخرى .
تفوح رائحة الجوافة في السيارة و تزداد قوة في المطبخ . يدعوني الشذى لتناولها . لا أنا لا أحب الجوافة ، لا أدري لماذا . نادرة المرات التي أكل فيها عمري فاكهة من أي نوع . علاقة شهيتي بالطعام مضطربة ، يكره كلاهما الآخر ، أما سوء المزاج فحكاية يومي ، علل بعضها فوق بعض ، ما لها من خريطة في علم و لا دليل على المخرج منها إلا بحول الله و قوته .
في المطبخ أنوي تجهيز فنجان قهوة يساعدني على استقبال يوم حافل يمتد من شروق الشمس إلى العصر فتغمر رائحة الجوافة أعصاب الشم ، تمتد يدي دون كامل وعيي فتتناول واحدة و تغسلها و تدسها في حقيبتي بعيداً عن إدراكي.
في المدرسة تعلن الجوافة عن وجودها برائحتها المميزة ، فيمتد شيء مني يتناولها و يحتويها في عملية مضغ تفكك جزئيات الطعم و الرائحة و تظهر قوتها مضاعفة . حقاً شهية ، يستحضر عقلي نقاء الأرض التي أنبتت فأشكر خالق الخلق على ما أنعم به . يوزع جهاز الهضم الغنيمة على الخلايا فتمتلىء الأوردة رضا و المزاج لطفاً ، منطقي قويم و فعلي سداد ، تنساب الحياة تجاهي فيسحب عقلي إستقالة وهمية تركتها البارحة على مكتب الناظرة تنتظر توقيعها.

المفكرة
11-03-2010, 09:45 PM
أرفع رأسي بعيداً عن أكوام الكراسات تستلقي على مكتبي بانتظار الفحص و التأكد من صواب الإجابة و أنصت لمدرسة تتحدث ، تخبر زميلاتها أنها قررت أن تحيي مع الطالبات سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم. هذا الأسبوع طلبت من الفتيات المحافظة على سنة الضحى.
يعجبني الحديث يصب في نفسي إلهاماً ، لم لا ننفذ أمراً مماثلاً في حجرة المدرسات ؟ نشد أزر تلك المدرسة و نعضده.
أريد أصل الحديث الذي يذكر سنة الضحى ، لا أجده عند من حولي ، إذاًُ إلى النت ، هذه أيضاً لا تستقبلها الحواسب حالياً .
إذاً إلى حجرة مدرسات اللغة العربية و الدين، هناك يفتحن أمامي كتابين أستقي منهما الحديثين التاليين فأنسخهما على ورقة صغيرة .
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، و تعين الرجل على دابته فتحمله عليها ، أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، و الكلمة الطيبة صدقة و بكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة و تميط الأذى عن الطريق صدقة.) متفق عليه
عن الرسول صلى الله عليه و سلم
(في الإنسان 360 مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفصل صدقة.
قالوا فمن يطيق ذلك يا رسول الله ؟
قال النخامة في المسجد يدفنها أو الشيء ينحيه عن الطريق ، فإن لم يقدر فركعتا الضحى تجزىء عنه.) رواه أحمد و أبو داود
يدور النقاش حول الحديثين ، أذكر لمن حولي خبراً عن باحث أمريكي يجد عضلة في أسفل الظهر متشعبة الأربطة ، تمسك أطرافها بالعامود الفقاري. عضلة تقوى بالثني و إنحناء الجسم فتحافظ على سلامة العامود الفقاري بطريقة لم يفهمها بعد . و ينصح الجراحين الذين يجرون جراحات أسفل الظهر بالحفاظ عليها حفاظاً على سلامة الظهر.
أذكر أيضاً اخصائي للعلاج الطبيعي يعالج آلام الظهر بمساعدة المريض على ثني الظهر في أوضاع مطابقة للركوع و السجود وأنه إذ يفعل يتحسن الألم و تتحسن قدرة الجسم فيفقد العجز و يكتسب الحركة و المرونة.
و الحديث يخبرنا عن جسم ينثني حفاظاً على مفاصله ، ينثني ليرفع النخامة من المسجد أو يميط الأذى أو ينثني أثناء الركوع و السجود وأنه إذ يفعل ذلك ابتغاء ثواب رب العالمين يحتسب له المولى ذلك صدقة.
أقول عن علم قديم كان يحبذ الراحة لمن لديهم آلام الظهر و علم جديد يدعو للحركة بمقدار ، مسار يقطعه العلم بحثاً عن الحقيقة فيقترب مما لدينا من أصول أخبر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم.
عودة إلى حجرة مدرسات العلوم ، أنسخ الحديثين على السبورة بخط واضح.
تستوقف الأحاديث المدرسات فيقرأن و يسألن عن المعنى و المراد .
فكرة أخرى تسعى إلي حثيثاً : أكتب الحديثين على الحاسب تحت عنوان : لنحيي سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
حان أوان نشرهما بين الطالبات في الفصول. عمل أستهل به قائمة أعمالي يوم الأحد المقبل بإذن الله.

المفكرة
12-03-2010, 11:15 PM
تتجول كاميرا التلفاز في الحرم النبوي الشريف ، تصّور أنحائه يصاحبها صوت يتلو حديث صلح الحديبية من صحيح البخاري .
مشهد في صحراء حيث رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبه في مسيرهم إلى بيت الله الحرام بقصد العمرة.
تقف ناقة الرسول صلى الله عليه و سلم فيفهم الرسول الإشارة و ينزل في ذلك الموضع ، يعلم أن المهمة تغيرت من العمرة للمصالحة . يقول صلى الله عليه و سلم : (لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)
ترسل قريش سهيل بن عمرو لمفاوضة الرسول صلى الله عليه و سلم على الصلح ، ثم يتفقان على إرساء الصلح في كتاب .
يبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم الكتاب ‏بسم الله الرحمن الرحيم ‏
يـُعرض سهيل عن اسم الله الرحمن و يبدأ الكتاب باسمك اللهم.
يقبلْ رسول الله بينما سحب الغضب تنفث سمها في الأنحاء.
ثم يعترض سهيل على ذكر صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الكتاب قائلاً : اكتب ‏ ‏محمد بن عبدالله
(قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏والله إني لرسول الله وإنكذبتموني اكتب‏ ‏محمد بن عبد الله
‏فقال له النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم: ‏على أن تخلوا بيننا وبين ‏ ‏البيت ‏ ‏فنطوف به
فقال ‏ ‏سهيل: ‏ ‏والله لا تتحدث ‏ ‏العرب ‏ ‏أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك منالعام المقبل فكتب .
فقال ‏ ‏سهيل :‏ ‏وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان علىدينك إلا رددته إلينا
قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقدجاء مسلما ؟
فبينما هم كذلك إذ دخل ‏ ‏أبو جندل بن سهيل بن عمرو ‏ ‏يرسف فيقيوده وقد خرج من أسفل ‏ ‏مكة ‏ ‏حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين
فقال ‏‏سهيل ‏ ‏هذا يا ‏ ‏محمد ‏ ‏أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي )
فلم يزل سهيل يتفاوض حتى حصل على ما يريد.
(قال ‏ ‏أبو جندل ‏ ‏أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألاترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله )
‏(قال عمر بنالخطاب فأتيت نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت ألست نبي اللهحقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطيالدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري
فلما فرغ منقضية الكتاب قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأصحابه قوموافانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات )
يدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أم سلمة فتشير عليه أن يحلق و ينحر فيتبعه الناس و بالفعل هذا ما كان ، قاموا فنحروا و حلقوا لبعضهم بينما الغضب ينوي خطف بعضهم بأيدي بعض !

و لأنه لا غالب لأمر الله ، يكوّن المهاجرون الجدد عصابة تهاجم تجارة قريش فتكثر فيها الخسائر حتى تتنازل قريش عن شرطها الظالم و تقبل بانضمام مسلمي مكة للرسول صلى الله عليه و سلم.
حكاية يتدرج فيها تاريخ بيت الله الحرام من مرحلة ، موضع الثقل فيها تحت اقدام المشركين .. يتزحزح عاماً تلو الآخر تجاه الإيمان يقر في الأرض ، فيقر فيها الفلاح .
يندثر ذكر المشركين أما الرسول النبيل الذي أنكروا رسالته فلم يروعه ذلك و مضى في أمر الله بالصلح .. فهذا مسجده في الدنيا عامر بذكر الله و بمن لا يحصى من الأتباع و المحبين ، تدور حياتهم حول أمر الله و شرعه الذي بلـّغنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم . يجمعهم مسجده عظيم البنيان في صلاة للمولى يعلنون فيها شهادتهم لله بالوحدانية و لنبيه بالرسالة .
أما الآخرة فمقامه مقام الشفاعة ، المقام المحمود الذي وعده به ربه.
اللهم آت سيدنا محمداً الوسيلة و الفضيلة و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته.
يبعث حديث التاريخ دموع النفس يـُنبـِت به الصلاة على خير خلق الله و آله و صحبه أجمعين عدد ما خلق الله في السماوات و الأرض و ما بينهما إلى يوم الدين.
**************************************

ما بين الأقواس نص الحديث الذي نقله لنا البخاري ، الباقي مما استوحيته منه

المفكرة
13-03-2010, 02:24 PM
قطة أم دكتورة؟
تجلس ليان على مقعد فيحتويها تماماً ، تلك التي تجاوزت السنتين بعدة أشهر ، تموء كما القطط ، و تهز رأساً به قطتين اسم يقال لتصفيفة شعرها حيث الشعر يفرق من منتصف الرأس و يجمع في شريطتين على جانبي الرأس و ليان لها قطتين بنيتين بهما تمويجة جميلة ، تهزهما قليلاً ثم تموء ثانية .
تسألها جدتها متبسمة لماذا تموئين ؟
تجيب أنها قطة .
على السجادة تتحرك على أربع مثل القطط و تمضي لأبعد فتلعق الحائط و الباب. أمنعها عن ما يضرها و أحملها ، أمسد شعرها و أضعها على المقعد مرة أخرى فتموء مجدداً :
أنا قطة.
تلك الحالة القططية تلبستها منذ فترة حين شاهدت معي فيديو عن قطيطات صغيرة تلعب فأعجبها حالها ، حينها قررت أنها قطة و أنها تريد صحبة قطة حقيقية ، لكن الحال في البيت عندنا يغني عن حديقة حيوان كاملة. لن تزيد نساء البيت أعباءهن برعاية حيوان أياً ما كان.
اليوم ليان تلعب بالأستاذ سعيد ، دمية على هيئة طفل رضيع يرتدي منامة ليان التي صغرت عليها ، اقترح والدها سعيداً اسماً له ثم أضيف له في موضع ما لقب الأستاذ !
الأستاذ سعودة (اسم الدلع يعني) مريض اليوم و ليان وجدت سماعة الطبيب التي تخص والدي رحمة الله عليه بأحد أدراجه . أحضرتها و وضعتها حول عنقها و أقبلت على الأستاذ سعودة ، قططها المفككة أطلقت عنان شعرها فاختفت بعض معالم وجهها الصغير بين تموجات الشعر البني.
تقف ليان بجوار سعودة النائم على المقعد و الذي يقارب حجمه حجم ليان . تعبث بالسماعة محاولة الكشف عليه . تشارك جدتها في اللعبة و تقترح على ليان أن تكون دكتورة تعالج الأستاذ سعودة!
تشعر ليان بالحرج مما قالته جدتها:
ترفع أنفها و تضم شفتيها و تقطب جبينها قليلاً قائلة:
تيتا بطّـلي ، أنا مش دكتورة.
الجدة: إذاً حين تكبرين يا ليان تصيرين دكتورة بإذن الله .
لا يعجبها الكلام أيضاً!
ليان: ليان لما تكبر حتبقى قطة! مياو مياو
تلك خطة ليان لمستقبلها!

المفكرة
14-03-2010, 07:31 PM
سمعتُ مواءها منذ لحظات فتركت شغلي و فتحت بابي أستطلع الأمر ، سربتّها أمها لعندي كي يذاكر إخوتها فقد أصابت الجدية بعطب تجاه اللعب و الأنس!
ملاحظة : التسريب هو ما يقال للتخلص من قطة المنزل المشاكسة .

المفكرة
14-03-2010, 07:32 PM
لتصحيح الكراسات موقع بارز من عمل المدرسة ، تسجل الطالبة الدرس و تتأكد المدرسة من صواب التسجيل ثم يثبت توقيعي صواب التصويب.
أما النقاش حول كيف نثبت أن المدرسة لم تخل بواجب التصحيح فأستغرق ساعة في اجتماع مدير المدرسة مع رؤساء الأقسام ، اجتماع استغرق ثلث يوم العمل.
ألمح مدرسة منكبة على تصحيح الكراسات فأخبرها أن تتركها على مكتبي قبل إعادتها للطالبات .
أراجع الكراسات و أملأ عدة نماذج بالخبر المهم : أصابت المدرسة فيما صوبت من كراسات ، نموذج إلى سجل المتعلم وآخر إلى سجل المعلم و غيره في تقرير المدرّسة الأسبوعي و الشهري . فهذا ما اتفقنا عليه عقب نقاش طويل بشأن محتويات سجلات رئيس القسم.
قبلاً كنت أخبرهم في أوراق أقل و حيز أصغر ، الآن ألفت انتباه أناس أكثر أن الواضح شديد الوضوح .
يغل عقلي خطوة يدي ، لا يأذن الذكاء بعقد ما حقه الإنسياب و السيولة، يزعم أن العمل الذي تنجزه خطوة لا تحسّـنه خطوتين و الزيادة التي لا يسوغها عقلي لا مكافأة عليها من رزق أو مكانة.
أطلت ، أعلم أنني أصبتكم بملل ، لأختصر إذاً ،
لا أجد أبلغ من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (اعطِ كل ذي حق حقه) في الهدف .
***************

المفكرة
16-03-2010, 10:58 PM
يتلامسانِ في شوقِ ، وفي ذروة الملامسة تشف أغلفة النفس ، تتهدم جبال الهموم .. ما أعظم جبينك حين يلامس الأرض في خضوع لرب العالمين.
ترك شيئاً مماثلا لما مضى رداً على شيء كتبته . نبّـه رده حس المنافسة في أعصابي ، و النفس التي وهبنيها تنبض بالمنافسة عبر طرق وعرة مجهولة بين دروب الكون الفسيحة.
إليكم ما أدركه عقلي:
سبحان ربي الأعلى:
ومضات الحياة في أعصابي توشك أن تتلفها ، تنسحب الحياة من العصب ، مخلفة شلل كئيب ،
لحظة ، استجمع بقايا إدراك ، تمس الجبهة الأرض ، تفيض من النفس : سبحان ربي الأعلى ، ما على الروح لو فاضت لبارئها في تلك اللحظة.
ينهض الكيان مجدداً و قد تلاشى معظم ما كان قبلاً!

المفكرة
19-03-2010, 08:40 AM
قلما انصت للتلفاز لكنني بالأمس شاهدت به طبيباً يحكي أن الأوزون الطبيعي يكثر في الجو قبيل شروق الشمس ، فقررت أن أتعرض له بعد صلاة الفجر .
في شرفة منزلي ، أمشي و أتم ورد التسبيح قبل أن تتيقظ العائلة بكل احتياجاتها.
بوادر ربيع قاهري بديع جعل الهواء منعشاً رقيقاً .
تفاجأني قطة مشمشية ترضع قطيطاتها الثلاثة عند عتبة بيتي بعد الفجر .
تسرع الأم بعيداً بينما تتحلى إحدى القطيطات بالشجاعة و تلزم مكانها . تجري أخرى في ذيل أمها بينما تتهيب الثالثة. أنهيت وردي و تمشيتي ثم تركت لهن المكان بينما قررن الإنسحاب منه .
بالنسبة للبعض ، قطة على شرفة منزل ليست أمراً يذكر ، بالنسبة لي ، ظهور أدق الحشرات على شرفة بيتي ، حدث يستحق الإحتفاء .
أما كل ما يتعلق بالأمومة فيشدني فأترك له كثير مما في يدي إلا التسبيح و الصلاة . و من أعرف من النساء على شاكلتي، لو رأين صورة طفل لتركن ما بأيديهن لأجل الصورة . أما الحقيقة فتستوعب منّـا أعماراً.
بارك الله جمعتكم.

المفكرة
19-03-2010, 08:57 AM
الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، خالقي ، أدعوك و أنت أعلم الناس بعوجي و قصري و ما أنا عليه ، إني ظلمت نفسي ظلماً لا أطمع معه في عفوك حتى تلقي منك خاطراً في النفس يذكرني أنك حرّمت اليأس من رحمتك . يستقر شعاع في النفس فتدعوك مجدداً :
إلهي ، رب العالمين ، رب النبي محمد صلواتك و سلامك عليه و آله الأطهار ، اللهم اجعل القرآن نور بصيرتي و ماء نفسي و حياة وجداني و منصرف أفعالي .
رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، اجعل لي من نور نبيك بصيرة و وحي يزين قولي و فعلي .
رب الصلاة و القرآن ، اجعل في نفسي فراغاً مما لا يعنيني ، أملأه قرآنا و صلاة و فهماً عنك و خفف به وزري الذي أنقض ظهري .
ألا يا رب هذا لي و لأهل بيتي و لمن سألني الدعاء من صالح المؤمنين .

المفكرة
23-03-2010, 10:40 PM
حين قررت مدرسة ترك العمل قبل عدة أسابيع من بدء الدراسة ، تساءلنا مطولاً من يحل محلها ، فملف الطلبات المقدمة للعمل بالتدريس فارغ.
يرشح لي مدير المدرسة مدرسة ذات خبرة فيسترعي انتباهي أمر مسجل في طلب العمل : مهارتها في تجويد القرآن و حصولها على إجازة في التجويد .
تذكر لي مواظبتها على دروس التجويد و الحفظ. أذكر لها أمر المقرأة اليومية التي أذن بها المدير في يوم العمل فيسرها الأمر.
تلتحق بالعمل فقد وفت الشروط المطلوبة له و تنتظم معنا في المقرأة. تباعد الجداول الدراسية بين البشر فينشغلون عن المقرأة بعد بدء الدراسة فتتوقف مقرأة حقها الإتصال .
و قد أذن صاحب العمل بمقرأة يومية و طالب بها مدرسات القرآن ، فقام قسم القرآن بدوره و نظّم الأمر في جدول يومي ، انتظم فيه القليل قراءة و حفظاً.
و قد حاولنا سابقاً أن تستمر القراءة خلال الدراسة و لو لربع حزب فلم نفلح ، دوماً هناك من تحاول ستر عجزها عن تعلم القراءة الجيدة بتضييع الوقت في المهاترات و الكلام . تنصرف الملائكة من المجلس ، لا يمد التوفيق أشرعته ، يرحل تجاه من هم أعلى همة و أكثر انضباط . لا وجود لهم في هذه النواحي.
أستبشر بحضور المدرسة الجديدة التي تواظب على دراسة التجويد و النطق السليم ، أبحر تجاه مقرأة يومية في العمل .
تستغل الحصص الشاغرة لمذاكرة التجويد. تنهمك في قراءة المصحف لعدة أسطر ثم تتذكر في أحداث حياتها ما يستحق المشاركة مع من تنصت و من لا تنصت. تنفصم عرى القراءة فلا تتصل.
أكتشف كيف تبحر بنا كلمة في غير موضعها بعيداً عن المراد، تتلاطم أمواج العسر و حين يحل الضباب يضيع الإتجاه ، تضطرب البوصلة . يتوقف الإبحار إلى قلب التيه فحيثما ولينا بعيداً عنه نبدو في وسطه تماماً!
يمضي الفصل الدراسي الأول في هذا الحال ثم يبحر الفصل الثاني نحو النظام بفضل جرعة الوزير: خذوا الكتاب بقوة ، يتعافى المصابون بانفلونزا التساهل.
أستند إلى صخرة المشقة ، فتناولني ثواباً بإذن المولى.
في حجرة اللغة العربية و الدين أناقش نشاطاً مشتركاً ، اسمع همهمات و أدرك أنه وقت المقرأة. أطوي النشاط و أنصت لهن يقرأن المصحف صفحة تلو أخرى و تصوب أعلمهن بالقراءة الأخطاء ، تقترب القراءة من الصواب و يتباعد اللحن. أود لو أتيت في قسمي فعلاً مماثلاً.
في اجتماع المدير مع رؤساء الأقسام ، تذكر كل منا أمراً جديداً اتخذته في قسمها أعان البشر قرب غايتهم فيفخر قسم اللغة العربية و الدين بالمقرأة المقامة في القسم اقتراباً من النطق السليم.
يتناول الرجل الفكرة و يطلب تعميمها في كل الأقسام و قد سبق له أن ألح على ذلك مراراً.
في اجتماع قسم العلوم أذكر للمدرسات أمر المقرأة فيسرهن الأمر ثم يتركن الموج يسري بالسفينة اتجاهها المعتاد.
أعزم الأمر و أرتب جدولاً به مواعيد يومية للقراءة و أعين تلك المدرسة القديرة تصوب أخطاءنا و تعيننا على حسن القراءة.
يقترب الزمن نحو المقرأة وهي لازالت تصب السخرية في آذان من حولها من أحداث يوم أغضى الطرف عما تريد و ناولها وضعاً محرجاً لم يرُق لها!
استحضر العزيمة صلابة الصخر تطرد الأهواء و الأمزجة ، يشير صمتي لإتجاه سفينتي ، أعين الوقت ، أزيح الذرائع ، أرتب المكان و أحضر المصاحف ، أضع خطوطاً تحت التفاصيل و استخدم يداي في رسم معالم المقرأة.
في بحر القراءة ، تلتقط أذنها المدربة اللحن فتنهره برفق و تزيحه فيظهر حسن النطق بالقرآن من حناجرنا على مدى ساعة. تضيء نوراً تشعُ إجادة ، حقاً لا عزة لإبنة الإسلام بغير قرآن ربها. أقوم لها بالرضى : أحسنتِ ، أقبل رأسها و امنحها قطعة من الشيكولاتة.
*****************************

المفكرة
24-03-2010, 04:27 PM
قراصنة البحر الكاريبي كتاب أقرأه حالياً لجمهور من نفرين: ابني أختي ، الكبير في الحادية عشر من عمره ، يزيد عن أخيه الأصغر بأربع سنوات.
قصة بناها مؤلف من لبنات مخطوط الفيلم المصور الذي أنتجته والت ديزني من عدة سنين بنفس الإسم. و قد شاهدت الفيلم مسبقاً في ليلة تيبست عضلاتي فيها حد الشقاء ، فناولني بضع ابتسامات و الكثير من الدهشة. حينها لفتت انتباه الصبيين إليه فشاهداه دون أن يفهما منه الكثير ، كلاهما لا يحسن قراءة شريط الترجمة ، فقط يعنيهما الإقتتال و المبارزات السارية بين أبطاله، لكن الفيلم به أكثر من ذلك حيث حدث يفضي لما بعده ، سبب و نتيجة ، عقدة يتابعها الأبطال حتى تنحل و كل قد نال جزاء أفعاله ، أليس هذا مغزى التعليم أياً ما كان صنف العلم الذي تغذي به النشىء؟
من معرض الكتاب يشتري الكبير أجزاء الفيلم في ثلاث كتب و يلقي في حجري أول الأجزاء.
يجلس ثلاثتنا على سجادة صغيرة في وسط الحجرة نتناول مخفوق الحليب مع العسل الشهي و نمضغ التمر الطيب ، أقرأ لهما فينصتان ، و لأن لغة الكتاب هي الإنجليزية التي لا يحسنها أياً منهما و لأن القوم هناك يحسنون استخدام لغتهم تلك في خطاب عقول الشباب فلا يقتطعون من قواعدها بزعم التيسير ، كان علي أن اضطلع بالترجمة الفورية.
لا تفي العامية بالغرض ، أزيح ركامها فقد أتلفت قصة قوية و أتجه إلى فصحى ميسرة تأخذ بأفق العامية ، تستسيغها ذائقتهما .
تتسع الأعين بفعل الإثارة و تتقافز منهما الضحكات كلما صب المعنى في عقولهما فهم الأحداث و متعة المغامرة، حيث لا عقبات تصرف الأبطال عن مبتغاهم.
تكتسب روايتي للأحداث بهاء مناظر للغة الأصل التي كتب الكتاب بها ، كان مذاقها جيد.
********************

المفكرة
24-03-2010, 04:29 PM
ظهري يدمر عمري ، يقترح الألم زيارة طبيب عظام .
أنوي أخذ الأمر بجدية بعد الفراغ من صلاة المغرب..
حقاً لا أدري كيف يختفي الوجع في حنايا الصلاة ، لكنه ما حصل ... أؤجل زيارة الطبيب لوقت آخر.
لكن الوجع يتجدد كل حين ...
لذلك تتجدد الصلاة.
********************

المفكرة
24-03-2010, 04:32 PM
(ابقي على اتصال و أعذري تقصيري )
كتبتُها على استحياء ، مؤكد سيقطع تكاسلي علاقتي بالبشر.

(لن أدعك و شأنك و لن أكل و لن أمل باذن الله من الاطمئنان عليك.دمت بكل الود و الحب..
لا تحرمينا الدعاء). طالعني ردها في مجلد رسائلي.
بريق أمل يشع من ثنايا الجسد الفاني دعوة تتجدد لرب العالمين :
ربنا أفرغ علينا صبراً و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه. اللهم آمين.
**********************

المفكرة
24-03-2010, 09:35 PM
حي على الصلاة ، تصل عقلي دعوة المؤذن لصلاة العصر و أنا أصب الماء المغلي في كوب الشاي. سأشربه بينما أطالع نهاية المسلسل الأجنبي ، ينتهي بعد عدة دقائق يخبرنا فيها المحقق كيف استنبط أمر القاتل بالدليل المعملي و العقلي .. ثم أقوم لصلاة العصر.
يتطاير الماء المغلي من الغلاية و يحط على ثيابي ، من فضل الله أن الماء يبرد قبل أن يصيبني!
أترك ما بيداي و أتجه للمصلى ، يمر ببالي أن أغير ثيابي المبتلة ،
لا ، قال حي على الصلاة ، أي جزء من ذلك لم تفهمي؟

المفكرة
24-03-2010, 11:18 PM
فيم أكتب تالياً؟
تهمس الصلاة في صدري فهماً راقياً ، تخيلي كم من الحسنات في حي على الصلاة بأمزجة متنوعة و مذاقات مختلفة!
الكسل يوحي بالقعود.
حالياً يتنازعان..
**********************
تذكرة لمجهد تنسيه أعباء الحياة التزود بماء الصلاة الذي جعل الله منه كل شيء حي.
أتساءل مجدداً عن مدى كلماتي ؟ على من تقع و كيف تؤثر في البشر؟
يسول لي القلق أن أمحو ما كتبت قبل الضغط على زر أضف رد ، فأنهره ، أسئلة فضول لا خير في إجابتها.
**********************
ينادي فجر اليوم للصلاة فيجيبه الجسد على ثقل ، أصلي و أنام مجدداً أما نداء العمل ، لا لن أجيبه ، لا أبالي .
فقط ذاك الذي يذكرني في آخر لحظة بما هو مهم ، ابني أختي ، علي إيصالهما للمدرسة و إحضارهما منها اليوم . أسرع إلى المطبخ ، فأخفق اللبن و العسل انتظاراً لطرقاتهما على بابي ،
ألقي عليهما سؤالاً عابراً بينما يشربان اللبن : هل صليتما الفجر؟
انتظر أن تهمل إجابتاهما السؤال ، أو أن يؤلف الكذب لحن نشاز لا يسيغه عقلي.
لكن اليوم مختلف ، لقي سؤالي محط إحترامهما و قاما فصليا.
**********************
الظهر إذ أذن ، وجدني أتساءل لماذا لا يقطع البشر هموم الدنيا بحد الصلاة ؟ كيف اختفت في ****يب الدنيا فجثم الهم على الصدور إلا قليلاً ممن رحم ربي؟
في المصلى ، تنتظم عدة مدرسات لصلاة الجماعة فانضم إليهن و أكمل الفرض بالسنن فتكتمل في النفس لحظة هناء.
أنظر لساعتي ، حان وقت فسحة الصلاة الذي تنتظم فيه طالبات الصف الأول الإعدادي لصلاة الظهر جماعة.
أصعد للدور الثالث ، حيث جو اللعب يثير الفوضى ، ما اعتادته الفتيات ، لا ينتظمن في الصف و لا يطعن مدرسة القرآن ، أما ختم الصلاة فيحل التنطيط و الحديث المتسارع محله ثم الخلاف على دخول الفصول لإستكمال الدراسة.
كثيراً ما يضيع الخشوع حق الصلاة ، يخفت ذكر الله .
اليوم ناولتني العزيمة يداً نظمت بها صلاة الفتيات على خير حال . أشرت لهن بعد التسليم أن يختمن الصلاة، فأكملن التسبيح و التحميد و التكبير في خشوع. انتهى الذكر و السكينة في الأنحاء .
أبتسم لهن واحدة تلو أخرى : تقبل الله ، و أناولهن قطع الحلوى ، تأخذ أجرأهن كيس الحلوى و تقتسمه مع زميلاتها و هن يسرعن للفصول. أناول مدرسة القرآن قطعة حلوى و ابتسم لها ، أرطب جوا يختنق بالزحام و الضيق و الزهق قرب نهاية اليوم الدراسي.
في حجرة المدرسات أزيح الشعث و أعزم عقدة المقرأة فنقرأ عدة صفحات من سورة البقرة. أداوي بها زحام يعرقل خطوات البشر عودة للبيوت.
تُـنسي الكراسات مدرسة صلاة الظهر فيذكرها القرآن ، تؤديها قبيل الإنصراف تجاه العصر.
في طريقي للبيت، تطمع نفسي في حسنات كثيرة جزاء تذكير البشر بالصلاة ، خير بدأته دعوة للصلاة في الليلة الماضية!

المفكرة
28-03-2010, 06:53 PM
شدّد مدير المدرسة الأسبوع الماضي على المتابعة الأسبوعية لتصويب الكراسات ، لابد من التأكد أن الإجابة القويمة في حوزة كل طالب استعداداً للتقويم الشهري.
أمر ليس بعسير من وجهة نظر المدير ، ما على رئيس القسم سوى إحضار قائمة بأسماء الطلاب و التأكد أن كل كراسة مصححة بشكل منهجي ، و أن الدروس مدونة بتواريخ معينة ، سؤالاً و إجابة.
لماذا أمر الرجال يسر لا تعرقله تلك الحواشي التي تعترض طريقي؟
تلك السيطرة التي يلقون بها أوامرهم في ثقة على ناصية وقتي توحي لي بضخامة حجمهم إلى حجمي الضئيل!
طيب ، ليكن .
عودة إلى ساحة العمل لتنفيذ الخطة المطلوبة ، أحصل على قوائم بأسماء الطالبات و أصمم ورقة للمتابعة بالشكل المطلوب و أكتبها على الحاسب و من ثم للطابعة ، أجمع الكراسات كي أقوم بتنفيذ المهمة المطلوبة فيصدني الكثير:
في كل كراسة رسالة من صاحبتها : أنا مميزة فلا تتجاهلي وجودي لأنك قررت أن الأمور كمالها ما هو متناول يدك يا مدرستي مهما يكن حالي!
و هناك من تستعين بالكتاب الخارجي للمذاكرة ، لماذا إذاً عناء الكتابة؟
و من تغيب لأجل البطولات الرياضية ، الزمن الحالي له متطلباته و تراكم ما مضى ليس أحد مسؤلياته!
و تلك التي لا تحب المدرسة ، تغيب لشتى الأعذار فيجد أحدهم من الطب لها عذراً للبقاء في المنزل ، هناك حيث برنامج دراسي لا يتوافق مع ذاك المدرسي و إن كان يصب في مجرى الإمتحان في النهاية .
أما المدرسات فحدث و لاحرج ، لا يملأ عمل الكراسات الميكانيكي عقولهن ، يشغلهن الحديث عن أبنائهن. تركن أبناءهن في المدرسة و أحضرن القلق على مستقبل الأبناء إلى العمل!
و هناك من المدرسات من تسرّي عن نفسها بالمزاح و لابد أن تشارك المرح من حولها!
ثم إن الوقت لم يكفِ لتسجيل أسماء صاحبات الكراسات المتقنة . و إذ تعود الكراسات للطالبات ، تغيب الكراسة الناقصة في غياهب الكراسات الكاملة ، يلتحف البعض بالبعض ، تشابهت من أفلحت مع من لم تفعل.
و كلما اتفقنا أن نوجه رسالة تحذير لمن لم تكمل دروسها من الطالبات ، ظهرت من المدرسات من تلتمس من الأعذار ألوانا كي تنقض الإتفاق.
المدرسة التي تصحح الكراسات كيفما اتفق ، لن تتابع الطالبات كما اتفقنا ، أقوى المطروح في سوق الأعذار هذه الأيام هو عدم إغضاب الطالبات و إثارة إستيائهن بذكر الكراسة المنقوصة.
عذر تلتحف به بعض المدرسات تخففاً من أعباء التصحيح المملة و التفاتاً لما هو أكثر إثارة و ربح : حلم الغنى بتدريس الثانوية العامة . أمر يلتهم الوقت المخصص لتحضير دروس الفصول الإعدادية بشكل أكفأ ، يتململ منه البعض رغم أنه عملها الذي أحضرها صباحاً لهذا المكان.
أما المشاعر و الحديث عنها فهي صلب كل المواضيع يستقطع من الوقت نصيباً وافراً و حين يحضر العمل يجد من الوقت فتات ، يطعمه على استحياء فيأتي العمل هزيلاً لا يسمن و لا يغني من جوع!
هذا فقط بعض ما يغل يدي و هي تسجل وجود خلل في الكراسات من ناحية بعض الطالبات و خللاً مماثلاً في متابعتهن من جانب مدرساتهن.
خللاً يعكس فرجة في العلاقة بين البشر جعل لهم خالقهم ملكات مختلفة فوحّد تعليم اشتراكي بينهم بطريقة مخلة ، آخى بينهم الإسلام و جعلهم عدول لكنه أمر بفرز ملكاتهم المختلفة كي يسلك كل منهم طريقه الخاص.
النظام المتهالك يعطيهم جميعاً جرعة غير مشبعة من علوم محددة ، تعمى أعين الجميع عما عداها. أقله لا يلتفتون للمتغيرات الجديدة .
ليس أقله تعليم خاص يبني اقتصاده من مال أولياء الأمور، وفق ميزانية مشفرة حيث الشفافية أخفى الأشياء ، وحدها البلاطة تعرف كل الأسرار.
و لأن راتب المدرس حقاً من جيب ولي أمر الطالب فقد أشبه الأمر التجارة حيث زبون يدفع مقابل خدمة يتسلمها لذلك يحق له أن يوجه دفة الأمور كما يرى.
و لأن البشر يحشرون الكرامة في كل خلاف فقد أسر لي الجميع ، طلبة و مدرسون و أولياء أمور أن المال أساس مشاكل المدارس الخاصة ، إليكم مثال : ولي الأمر الذي يتذرع بالشد مع أبنائه لتربيتهم ، يطالب المدرسات باستخدام الشدة معهم إذ يصيرون طلاباً و ذلك الذي يحل مشاكل أبناءه بالمال إذ تظهر في البيت ، يطالب المدرسة بالتشجيع المادي و المكافآت المالية ، إذ تهبط الروح المعنوية و روح الإنجاز عند أبنائه.
ذاك الذي اعتاد أن يربي بالحرمان يود لو نحرم أبناءه مما يمتعهم و هناك كل ألوان التربية في البيوت و كل اقتراحات التربية من أولياء الأمور.
و لعل بعض الحق في ما يقولون ، لكن ما يجعل حساباتهم إلى الخلل أقرب هو طبيعة النظام المغلق الذي يمثله التعليم. و النظام المغلق كما تعلمون يمتص الطاقة التي تزوده بها، تضيع بين جنباته بلا أثر !
لماذا يشغلني ما سبق؟ يكفي أن أؤدي متابعة غاية في السطحية و أن أستل نفسي منها كما الشعرة من العجين.
- لأنني في بوتقة الخلاف أُصهر فيها كل يوم .
بين أنحاء ذاتي ، حين أصير إليها وحدها ، أسألها لم أذنت للخلل بالدخول؟
طاقة من حولي تشد الحبل تجاه وجودهم و تسوقني في طريقهم فلا يسعني سوى التنحي حتى لا تهترىء يداي و أنا أشد في اتجاه مغاير.
- تفسير سطحي ، غير مقبول ممن اعتادت أن تصنع التغيير.
- قولي إذاً أنك اكتفيتِ .
- لا لم أكتفِ

المفكرة
29-03-2010, 10:57 PM
يؤذن الظهر و أنا أمام شباك تجديد ترخيص السيارة في إدارة مرور القاهرة ، و قد قاربت مقدمة الصف ، أمامي رجل واحد بعد أن طال انتظاري زمناً و أنا أملأ إستمارات متنوعة ، في مكان يعج بالزحام . ينادي الآذان البشر أن اقطعوا من أمر دنياكم النزر اليسير كيما يبارك لكم فيها. لا يجيبه كثير ، يتشبث البشر بمواضعهم أمام الشباك. فالخروج من الصف لا يضمن الرجوع إليه و الداخلون أضعاف الخارجين من وحدة المرور و الموظفون شارفوا على الإنصراف من أشغالهم .
دقائق معدودة يفحص فيها الموظف ملف من يسبقني في الصف و يستلمه منه ثم يباشر ملفي ، أمر لن يستغرق خمس دقائق على الأكثر.
يشغل بالي أمر الصلاة فأنا لا أعرف المنطقة و لم ألمح فيها مسجد ، كل ما عاينته كان مصلى صغير في وحدة المرور يسع عدة رجال و وحدة المرور يدخلها عدة رجال كل دقيقة.
لحظات ، يتناول الموظف الملف ثم أنزل بحثاً عن مكان للصلاة .
تتباطىء الحياة ، تنسحب من الأحياء ، لا يصيب التوفيق أيديهم أو ما بها! يستغرق الرجل دهراً و هو يطالع الملف الذي يسبقني ، يقلب عدة أوراق عدة مرات ثم يقلبها ثانية ، يسقط منه القلم ، يبحث عن غيره، يغزوه العطش فيذهب بحثاً عن ماء ، يعتمل الألم في ظهره فلا يناوله حركة أو سكينة. لا يوافقنا الزمن على تأجيل الصلاة فيؤجل أشغالنا . أنادي مالك الملك : ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ، ربنا و تقبل دعاء.
يرفع الرجل رأسه من بين الأوراق و يشير إلي: أنت تعالي .
ينزاح البشر الذين يتزاحمون حوله ، يستلم أوراقي و يفحصها ،
- التفتي جيداً لما أقول و اذهبي أكمليه.
أشكر له فضله و ألتفت للساعة فإذا هي قد تجاوزت الواحدة و الربع ظهراً، سأحضر الأوراق المطلوبة بعد أن أصلي الظهر .
أدخل المصلى فأجده فارغاً ، أصلي ، تستأنف الحياة حركتها ، بسرعة فائقة أصعد و استكمل أوراقي و قد انزاح الزحام إلا قليلا ، الملف المكتمل أمام الموظف . يتناوله مني .. دقائق و تكون الرخصة الجديدة بحوزتي.

المفكرة
31-03-2010, 05:10 PM
حين دعاني المنبه للقيام للعمل صباحاً، لم أجبه ، أيظنني جننت كي أتيقظ في السابعة ، أواجه عالماً مستعداً للحياة بينما عضلاتي يصيبها التيبس بعجز مرير؟
وحده قدر من الإلتزام لم أعد أدري ما منبعه أيقظني على نكهة فنجان قهوة تمنيني به النفس ، مزاجها عسل و لبن على نار هادئة ، مذاقها سيبدد بعض الألم.
الوضوء و الذكر لا حياة في نفسي بدونهما ، أسرع إليهما فيسكبان اليقظة في أعصابي ، أعقد النية على الخروج.
أما الصلاة التي تفك عقد الشيطان من النفس، فهذه بالذات أغواني الشيطان بتأجيلها حتى أعد باقي ما يلزمني لقضاء يوم طويل بعيداً عن أمان البيت.
أنوي إشعال النار فتثقل في النفس فكرة يداي ممسكتان بشعلة النار ، القهوة الساخنة تنسكب على جلدي لا في الفنجان. أما الخلاط فهذا عوضاً عن تركيبه في الموتور و تشغيله سينكسر و يتشظى آلاف القطع تنغرز بعضها في عيني دهر ، أقطع الوسوسة بغسل إناء القهوة فتداهمني الوساوس عن صحون متسخة تتراكم و أنا أغسلها زمناً لا يفنى ، أتناول مفاتيح السيارة فتثور في النفس ذكريات لا تنتهي يقطع فيها كل مار في الطريق طريقي غير مبال بوجودي يرسلني تجاه الهلاك ثم يمضي في طريقه .
كفى ، يباغتني بعض الوعي ، أكبّر و أحرم في صلاة ركعتين للمولى ، تنزاح الوساوس السابقة يكتسي العالم حجمه الحقيقي ، ملك للذي خلقه ، لم يعد مخيفاً.
كائناً ما كان ، بسيط ما هو مطلوب مني ، سوف أؤديه ثم عودة للبيت بإذن الله الواحد الأحد ، تأكيداً لا تعليقاً .
لم يكن أيسر من ذلك.

المفكرة
31-03-2010, 09:00 PM
استثمار
تتباطىء الدقائق تجاه الثانية و الربع ، ثلث ساعة ثم يؤذن لنا في الإنصراف من العمل و التحرك لبيوتنا.
يقترب مؤشر طاقتي من الصفر ، لا شيء يمر بذهني يملأ الدقائق المتبقية. لفرط التعب أزيح من عقلي كل شغل فهو غير قابل للتنفيذ حالياً .
النظام بدأ يندحر أمام جموع المدرسين و الطلاب إذ بدأت تنفك عنهم صفة الوظيفة و طلب العلم ، عادوا بشراً متنافرين في طريقهم للإنعتاق من نير العمل.
أجمع بقايا وعي و ألملم ذاتي تجاه المصلى. أتذكر عدة ركعات ، سنن اعتدت أن أصليها ، شغلني عنها العمل هذه الأيام. يغل خطوتي كلمات كثيرة أخبرتني بها مدرسة فاضلة عن إفناء الذات في عمل لا يبدو أن أحداً يهتم به حالياً.
في المصلى أعقد النية و أصلي ركعتين ، يعلو مؤشر الهمة درجة فألحقهما بأختين. أستخير المولى في صلاة ركعتين أخرتين ، فتكتمل الركعات عشرة مع دق جرس الإنصراف.
ضوء أخضر يوقف الآخرين و يأذن لي بالمرور . أمد خطى السرعة رغم الزحام يعج في أنحاء المكان فلا يعطلني أحد.
يترك لي الجميع المدى فأنطلق ، لا شيء يتباطىء الآن!
يستقبلني البيت ثلث ساعة قبل الموعد الذي اعتاد وصولي.

المفكرة
31-03-2010, 09:29 PM
مياو مياو أم عو عو؟
هذه المرة إذ عدت من عملي رأيت ليان الصغيرة و كفها الصغير في كف جدتها تمشيان سوياً .
أنزل إلى الأرض على أربع و أداعبها قائلة : أنا قطة ، مياو مياو
بلا تردد ، تردد صغيرتي النبيهة: عو عو ، تمد صوتها كي يبدو مخيفاً و تقطب جبينها كيما تقلد الثعلب المكار الذي يرهب الحيوانات في قصص الجدة!

المفكرة
02-04-2010, 11:57 PM
الخلاف بين المدرسات و طلابهن على أشده اليوم فنهاية الأسبوع تجمع الثارات التي لم يحكم فيها شيخ القبيلة و تقسمها بين المتناحرين بالعدل ، ضرباً و شجاراً و زهقاً .
أما الساحة التي اعتادت الفتيات انتظار آبائهن فيها بعد انتهاء اليوم الدراسي فقد تغير نظامها و صار روادها طلاب المرحلة الإبتدائية من البنين. كمية الإزعاج الذي يمر به الأولاد في الدقائق التي تسبق انطلاقهم للبيت يعادل كم الضجيج الذي مر بهم طوال اليوم!
أمام مدرسة أبناء أختي ، أرى منظراً مشابهاً لما مر خلال عقلي في مدرستي. لكن الدقائق العشرة التي تفصل المكانين كانت كافية لوضع خطة ما.
الآن إذ يحط الولدين ركابهما في سيارتي ، و انطلق بهما عودة للبيت ، أشغلهما بمسابقة :
الذي يحزر منكما أين أمكما الآن ، له مني خمس جنيهات!
يعمل ذهن الكبير بسرعة فيقول : ذهبت تجدد رخصة سيارتها ، دقيقة ثم يتردد و يلقي في مسمعي باختيار ثاني ربما هي في السوق التجاري فليان طلبت منها أن تتنزه فيه البارحة فوعدتها بالذهاب اليوم.
أو هي في السوق تشتري احتياجات البيت .
إجابة الصغير الساذجة قرينة الأكبر: أقول ما قال يوسف!
إذ تجافى عن عقله منطق الأمور ، لم يجد إجابة سؤالي، عقل يلقي أحكاماً في أي اتجاه و لا عليه إن لم تصب هدفاً. ذاك ما تعوده مدارس اليوم الطلاب. المعلومات المفرومة في عبوات صغيرة مجردة من معناها و سلسلة الأحداث إذ تتفكك ، يضيع السياق. و لا عليه إن لم يحفظ فأسئلة الإمتحان توحي بالإجابة و كثيراً ما لا يفهم الطالب التلميح !
أقترح أن يعيد النظر فيما قال ، و أن يتمهل قليلاً قبل أن يجيب ليتوج نجاحه بالجائزة.
أخبره عن الحدس ، ما هو و كيف يعمل و كيف ينفع صاحبه و يرزق به خيراً عميماً.
ثم أعيد السؤال و أسأله أن يستحضر الروية قبل الإجابة.
أساعد أفكاره للوصول لصواب الإجابة ، أسأله في صوت يوحي أنه مخطىء : لماذا تظن أن أمك تجدد الرخصة؟
- لأنك جددتِ رخصتكِ ، تبادر الأمر لذهني سريعاً.
يعيد النظر فيسألني كم مدة رخصة السيارة
- تمتد ثلاثة سنين .
- متى جددت أمي رخصة السيارة ؟
- العام الماضي .
يستبعد خياره السابق و يلغيه.
استمر في تفنيد إجاباته : كثيراً ما تطلب ليان الذهاب لمركز التسوق كي تلعب في قسم خاص بالألعاب فيقال لها غداً إن أذن الله كي تهدأ و تكف عن البكاء .
الآن يلغي الإختيار الثاني فقد فهم أنه لا يكون.
الصغير يوافق أخاه مرة أخرى.
الآن وصولاً للإختيار الثالث:
- اشترت أمي ما يلزم البيت من طعام البارحة لذلك فإنها لن تذهب للسوق اليوم.
إذاً من المتوقع أن تكون في البيت تجهز طعام الغذاء كعادة معظم الأيام في هذه الساعة.
أما الصغير فيقترح حلمه المثالي لهذا الوقت : أن تكون أمه مع ليان في الحديقة يلعبان بالأرجوحة .
في البيت ، يجريان بسرعة ، يتحققان من وجود السيارة في الموقف و غياب البشر عن الحديقة و الأرجوحة.
أجل هو السجن المؤبد الإنفرادي : المطبخ ، عفواً ليس انفرادياً فهو يعج بالبصل و الخضار و خيرات المولى ..الخ.
بالطبع قبض مني الخمس جنيهات فوراً.

المفكرة
03-04-2010, 11:46 AM
حلمان في ليلتين متتاليتين ، أمر جديد على عقلي الذي نسي الأحلام منذ زمن . الأول طرده العقل أضغاث أحلام.
الثاني ، أدرك فيه عقلي كيان والدي رحمة الله عليه . و أدرك رسالة منه ، ينتظرني كي يقطع لي تأشيرة. لكنني جائعة في انتظار طاه غير منظور يملأ طبقي الفارغ. انتظر الطعام و ينتظرني والدي!

المفكرة
03-04-2010, 12:51 PM
أضع إمضائي على دفاتر الدرجات فتطالعني درجات تعطيها الوزارة للطالبات باسم نشاط غير واضح المعالم، مسكّن لألم المستقبل.
ثم تمنحها المدرسات للطالبات لنشاط لا تمسكه الأيدي. المعايير غير واضحة المعالم أول طريق ضياع الحقوق في غياهب التيه.
حتى الآن تبدو لي معالم الأمور باهتة بلا وضوح ، صعوداً على أول درجات التيه.

المفكرة
03-04-2010, 01:05 PM
مستاءة هي ممن لا تبذل جهدها من الطالبات ثم تنتظر درجات جيدة ، تقول الزميلة العزيزة: المال الذي يدفعه والدها ثمناً لمصاريف المدرسة لا يشمل بند درجات مميزة!
- أضف المال لأي تركيبة و انظر كيف يحول التفاعل مسار الأمور.
لذلك رفض فقهاء الإسلام العظام على مدى التاريخ أن يسوقهم أحد برباط المال في أي اتجاه ، و جعلوا قبلتهم وجه الله الكريم.

المفكرة
03-04-2010, 05:31 PM
ربما
حين تنتابني الحاجات فإنني أسجلها في قائمة ورقية و حين تتراكم بحيث لا يصير هناك مندوحة عن الخروج فإنني أخرج لأقضيها مجتمعة. الكثير من المتاجر الصغيرة في الحي مغلق رغم أن الساعة تقترب من الثانية عشر ظهراً.
أجد أجد مفتوحاً فأدلف إليه كي أصنع نسخة من مفتاح. أسأله متى يفتح المحل الذي يجاورك ؟
- ربما بعد ساعة. ركود الشغل لا يشجع على إطالة ساعات التشغيل ، أقله لا يفتح المحل بلا زبائن.
- يصيب الركود الكثير من الأعمال هذه الأيام ، لكنني لست متأكدة إن كان الحل إنقاص ساعات العمل أو زيادتها.
**********************

المرتب الثابت لا يقبض على ناصية أسعار تتقافز طول الوقت. أحتاج بعض الإستقرار لأحسب بدقة أكبر.
أمر لم يحدث على مدى عمر طويل و لا ننتظر التغيير قريباً.
لابد من القفز من واقع لا يحكمه الحساب إلى بعد جديد ، تختفي فيه حاجات اليوم التي لا تلزم من قائمة المشتروات. لم يضبط ذلك الحساب بعد.
يصيبني الخلل بفزع فينقذني (إلى قدرٍ معلومٍ) المرسلات 22
*********************

المفكرة
03-04-2010, 05:33 PM
حديث المحاضر اليوم عن التنمية البشرية.
يقدم الرجل نفسه و يشرح علمه و يقنعنا أنه سيساعدنا كي نزيد إنتاجنا بتهيئة النفس لتجاوز العقبات و المصدات. يعلن عن ورشة تدريب تمتد لإسبوعين مقابل مبلغاً من المال.
حديثه ممتع و مفيد ، مؤكد ، لكن تكاليف المعيشة في إسبوعين تكتسح راتبي فلا يبقى منه ما يكفي تكاليف الدورة!
*********************

لا أحد يخلو من الموهبة ، على كل منكم أن يتحسس موهبته و يتجه إليها ، ينميها ثم يحصد كسبها المبارك. هكذا ألح علينا المحاضر.
يتدلى ذهني في بئر مواهبي فيدهشه قلة الماء. يهبط لعمق أكبر فيلمح قطعة حجر صغيرة على القاع ، يتناولها و يفركها ، فتسفر عن ذهب التنظيم . أول درجات الرقي في سلم الإجادة. يلمح غير بعيد من الأول بصيرة تضيء طريقاً تمضي فيه الخطى.
*********************

الأستاذة ام فيصل
03-04-2010, 09:28 PM
حلمان في ليلتين متتاليتين ، أمر جديد على عقلي الذي نسي الأحلام منذ زمن . الأول طرده العقل أضغاث أحلام.
الثاني ، أدرك فيه عقلي كيان والدي رحمة الله عليه . و أدرك رسالة منه ، ينتظرني كي يقطع لي تأشيرة. لكنني جائعة في انتظار طاه غير منظور يملأ طبقي الفارغ. انتظر الطعام و ينتظرني والدي!



رائعه يامفكره كما عهدناك
اتمنى ان تعثري على طباخك الماهر ويملئ حياتك بطبخاته الممتعه
وتلتق مع والدك بجنة الفردوس بعد عمر طويل
تقبلي تحياتي

little witch
03-04-2010, 10:18 PM
بجد اسلوبك تحفة ما شاء الله

المفكرة
04-04-2010, 08:19 PM
إلى الجميلتين : ذات النغم الرقيق و الساحرة اللطيفة ، شكراً جزيلاً ، تقديري للكلمات المبهجة ، زادت من قيمة المتصفح.
http://i168.photobucket.com/albums/u167/clarielita/flowers.jpg

المفكرة
04-04-2010, 08:21 PM
_ أحبك .
الحدس و البصيرة تسجل في كل عصب رسالة مستعجلة : كاذب .
_ من أصدّق؟
_ متى كذبنا عليك و متى صدق في مقاله حتى تمر كلمته بأعصابك فتستقر بها ؟
لا تتعاطفي مع دموع المحبين حين تتكشف لهم نهاية الخداع فالحياة تخبرني أن لا ضحايا ، إلا من اختاروا هذا الوضع .
قررت إذاً أن لا أكون ضحية البراءة العاطفية من الفهم و الإتزان النفسي .

MOHAMED SAMIR1
07-04-2010, 11:18 PM
ربما اشتقت الي العبر

الي حيث اجد الامثال والحكم ..

اشتقت الي كلمات .. هي بالفعل ليست مجرد كلمات

بل انها تصل في معظم الاحيان الي قلبي قبل عقلي
وتنال من كياني ونفسي سريعا ..

تمنياتي ان تكوني بخير حال ..

وتحياتي الي عقل ادرك من اين تأكل الكتف !!!

اجمل التحيه

في امان الله

المفكرة
08-04-2010, 07:04 PM
هنيهة و يؤذن للعصر ، أناقش مع النفس جدول أعمال : أفضل الأعمال : خياطة إسدالات للصلاة ، سيصيبني من ذلك بركة . أسمو لأعلى، بل الأفضل تعليم الآخرين الصلاة و حثهم عليها ، أليس هذا ما حكمت به الآية التاسعة عشر من سورة التوبة؟
(أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَيَسْتَوُونَ عِندَ اللّه و اللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
بالطبع نصح البشر بشأن الصلاة أهم و أولى بالبركة على قلة شغله من خياطة الإسدال.
تعتري نفسي لحظة إفاقة: تلفك الأوهام في خدر تجاه سبات طويل ، بحاجة للإنعاش في جو قرآني نقي كي تفيقي في عالم الحقيقة.
الآية شعاع نور يوحي بأن تأدية الصلاة التي هي تحقيق الإيمان في خشوع أولى من كل ما دونها أياً ما كانت أهميته أو كيفما بدا لكِ .
يدعو المؤذن لقطع حبال الدنيا و وصل حبل الحياة بالصلاة.
حتى الآن تضيع بعض لحظات الصلاة في جنبات الوساوس و طيات النسيان . تنساب في أعصابي نغمة لمنشد يمدح رسول الله صلى الله عليه و سلم ، تتلاشى النغمة تاركة أثر رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنبات النفس ، كأنه قبالة نفسي ، تغشى النفس سكينة ، تأخذ سنة بأفق أخت لها ثم صلاة الجماعة بقدر من الحسن . أصابني التوفيق بحسن هذه المرة ، و القادمة؟؟!

المفكرة
08-04-2010, 07:06 PM
ربما اشتقت الي العبر

الي حيث اجد الامثال والحكم ..

اشتقت الي كلمات .. هي بالفعل ليست مجرد كلمات

بل انها تصل في معظم الاحيان الي قلبي قبل عقلي
وتنال من كياني ونفسي سريعا ..

تمنياتي ان تكوني بخير حال ..

وتحياتي الي عقل ادرك من اين تأكل الكتف !!!

اجمل التحيه

في امان الله



وفقك الله لما يحب و يرضى.
ربي زدنا علما

المفكرة
09-04-2010, 10:06 PM
شولاكاتة(كما تنطقها ليان)
ليان لها تقاليد اجتماعية بعراقة قدرتها على صعود السلم و نزوله ، أمر يتجاوز سنتان بأشهر، في بيتها تخبر أمها أنها ذاهبة لزيارة جدتها في رفقة دميتها فتغير ثيابها و تلبس حذاءها و تجمع شعرها في قطتين و تجد لها مرافقاً من الكبار يتأكد من سلامة وصولها لبيت جدتها في الطابق السفلي. هناك ستتذكر لعبة أو قطعة حلوى نسيتها و قد تعتريها الذاكرة بعد دقائق أو ساعات فتطلب من جدتها التي هي أمي أن ترافقها صعوداً إلى بيتها لإحضاره و النزول مسرعة و قد تدعوها جدتها لطعام فتتناول بعضه و تسكب البعض على ثيابها فتذهب لبيتها لتغييره حيث مرافق لأعلى و آخر نزولاً و قد تنوي أن تدخل بيت الجدة فتتذكر أرجوحة الحديقة فتجيب نداءها حيث من يرافقها في اتجاه مختلف و يتأكد من أنها اكتفت من الأرجحة و عادت إلى بيت(؟) بأمان!
عادات و تقاليد ثابتة تستغرق يوماً أو بعض يوم بحسب ما تقرر الصغيرة فجدولها مزدحم باللعب. و قد تجلس في الحديقة مع جدتها فترى أمها متجهة للخارج فتستوقفها كي تذهب معها، بالطبع لابد من تغيير الثياب و تسريح الشعر من جديد و أحياناً تلح عليها أمها بالخروج فترفض ، تشغلها لعبة/حكاية/طعام ....الخ.
و قد تتساءلون لماذا نعاملها بهذا اللين فيُسمح لمزاجها بتشكيل حركات الكبار ؟
السبب أن ليان حكاية ، و عائلتنا تهوى الحكايات و لو أننا لما صدر لنا الأمر كنا أديناه على نحو ما أمرنا لارتحنا و أرحنا ، لكن على الحكاية أن تضيف للقصة فصل أو فصول و ليان أحد الفصول الحلوة.
اليوم قررت ليان أن أرافقها في تنقلاتها بين بيت جدتها و بيت أمها و بين الغذاء و الحلوى و بين اللعب و التعلم.
تتذكر كيس الحلوى الذي أخبأه في خزانتي أصل به ما انقطع من حبل المودة بين الأجيال المتعاقبة في منزلنا .
يبدو التصميم في عينيها و تلك الأشياء التي لا أجيد قراءتها حتى تحبك ليان خطتها :
- عايزة شولاكاتة أخبيها في جيبي و لن أتناولها إلا بعد الغذاء.
- تيتا لن توافق على أكل الشيكولاتة قبل الغذاء.
- لن أخبر تيتا أن معي شولاكاتة.
تصدر من التعهدات ما يقنعني أن أستجيب لطلبها فتضعها في جيبها بعيداً عن عينيها على مقربة من عقلها.
تشير إلى فيها أن اصمتي و تتسلل مفاجأة جدتها ثم ترفع صوت المرح :
- مفاجأة ، تيتا معي شولاكاتة. و تريها القطعة.
يزعج الأمر أمي فلو أكلتها لأفسد ذلك شهيتها .
لكنها تؤكد للجميع في براءة و صدق أنها لن تأكل الحلوى.
تعد أمي الغذاء لنا جميعاً . تتناول ليان ملعقتين ثم تعلن أنها لا تحب البطاطس . تفتح أمي الثلاجة و تقترح كل ما هو موجود مما تحبه ليان و لكن عينيها تكشفان خطوط خطتها النبيهة . لا شيء من هذا يرضيها.
تخرج قطعة الشيكولاتة الصغيرة الملفوفة بورقة لامعة مبرومة . تفتح يداها الحلوى بصبر و خلسة شديدة فهي تنوي أكلها و تبدأ في برمها فتحاً و غلقاً بانتظار أن نأذن لها بأكلها و أمي تصر أن تأكل الطفلة طعامها أولاً ، لكنها ليان عقدت النية ، تزيل غلافها و تضعها في يدها و تنتظر ، بالطبع لا أوافق ، لا يمكن. تنظر إلي ثم إلى الأرض .
- ليان أنت وعدتِ.
لابد أن تتنازل إحدانا .
-حسناً كليها.
- سآكل الغذاء عند ماما.
أمسك يدها و هي تمضغ الشيكولاتة و نخرج من باب البيت صعوداً على أول درجات السلم.
- الجنينة الأول ، أتمرجح و بعدين أطلع عند ماما.

المفكرة
09-04-2010, 11:15 PM
اللطيف الخبير
- انتظري عشر دقائق و سينادي الموظف في ذلك الشباك اسمك و يمنحك العقد موثق و مختوم.
و الدقائق هنا بلا حساب و لا الساعات . و الزمن هنا لا يروي الحياة و لا هي تكتحل برؤيته يمضي. أما الشارع تجاه الثانية ظهراً فهو الآخر يدس السيارات فتتراكم على كل رقاع الشارع تدخل إليه و لا تنصرف عنه إلا بدفع ضريبة زمنية باهظة غرامة الخروج في ساعة اندفاع المواطنين.
تمر خمس دقائق طويلة في النفس تنحت فيها زهقاً راسخاً .. أكسر المنحوتة ، كفى لن أنتظر أكثر فقد ضاعت ثلاث ساعات في جنبات المكان بين ركام الورق.
أقف في ركن و أرفع يداي للطيف الخبير جامع الناس ليوم لا ريب فيه : اجمع علي ضالتي الآن بلا انتظار.
العقد المطلوب و يسر الطريق و أرشدني سواء السبيل.
فوراً ينادي الموظف اسمي و يمنحني العقد . أما المواصلات فيتجه زحامها بعيداً عن طريقي، توصلني السلامة حتى البيت.

الأستاذة ام فيصل
10-04-2010, 05:49 PM
شولاكاتة(كما تنطقها ليان)
ليان لها تقاليد اجتماعية بعراقة قدرتها على صعود السلم و نزوله ، أمر يتجاوز سنتان بأشهر، في بيتها تخبر أمها أنها ذاهبة لزيارة جدتها في رفقة دميتها فتغير ثيابها و تلبس حذاءها و تجمع شعرها في قطتين و تجد لها مرافقاً من الكبار يتأكد من سلامة وصولها لبيت جدتها في الطابق السفلي. هناك ستتذكر لعبة أو قطعة حلوى نسيتها و قد تعتريها الذاكرة بعد دقائق أو ساعات فتطلب من جدتها التي هي أمي أن ترافقها صعوداً إلى بيتها لإحضاره و النزول مسرعة و قد تدعوها جدتها لطعام فتتناول بعضه و تسكب البعض على ثيابها فتذهب لبيتها لتغييره حيث مرافق لأعلى و آخر نزولاً و قد تنوي أن تدخل بيت الجدة فتتذكر أرجوحة الحديقة فتجيب نداءها حيث من يرافقها في اتجاه مختلف و يتأكد من أنها اكتفت من الأرجحة و عادت إلى بيت(؟) بأمان!
عادات و تقاليد ثابتة تستغرق يوماً أو بعض يوم بحسب ما تقرر الصغيرة فجدولها مزدحم باللعب. و قد تجلس في الحديقة مع جدتها فترى أمها متجهة للخارج فتستوقفها كي تذهب معها، بالطبع لابد من تغيير الثياب و تسريح الشعر من جديد و أحياناً تلح عليها أمها بالخروج فترفض ، تشغلها لعبة/حكاية/طعام ....الخ.
و قد تتساءلون لماذا نعاملها بهذا اللين فيُسمح لمزاجها بتشكيل حركات الكبار ؟
السبب أن ليان حكاية ، و عائلتنا تهوى الحكايات و لو أننا لما صدر لنا الأمر كنا أديناه على نحو ما أمرنا لارتحنا و أرحنا ، لكن على الحكاية أن تضيف للقصة فصل أو فصول و ليان أحد الفصول الحلوة.
اليوم قررت ليان أن أرافقها في تنقلاتها بين بيت جدتها و بيت أمها و بين الغذاء و الحلوى و بين اللعب و التعلم.
تتذكر كيس الحلوى الذي أخبأه في خزانتي أصل به ما انقطع من حبل المودة بين الأجيال المتعاقبة في منزلنا .
يبدو التصميم في عينيها و تلك الأشياء التي لا أجيد قراءتها حتى تحبك ليان خطتها :
- عايزة شولاكاتة أخبيها في جيبي و لن أتناولها إلا بعد الغذاء.
- تيتا لن توافق على أكل الشيكولاتة قبل الغذاء.
- لن أخبر تيتا أن معي شولاكاتة.
تصدر من التعهدات ما يقنعني أن أستجيب لطلبها فتضعها في جيبها بعيداً عن عينيها على مقربة من عقلها.
تشير إلى فيها أن اصمتي و تتسلل مفاجأة جدتها ثم ترفع صوت المرح :
- مفاجأة ، تيتا معي شولاكاتة. و تريها القطعة.
يزعج الأمر أمي فلو أكلتها لأفسد ذلك شهيتها .
لكنها تؤكد للجميع في براءة و صدق أنها لن تأكل الحلوى.
تعد أمي الغذاء لنا جميعاً . تتناول ليان ملعقتين ثم تعلن أنها لا تحب البطاطس . تفتح أمي الثلاجة و تقترح كل ما هو موجود مما تحبه ليان و لكن عينيها تكشفان خطوط خطتها النبيهة . لا شيء من هذا يرضيها.
تخرج قطعة الشيكولاتة الصغيرة الملفوفة بورقة لامعة مبرومة . تفتح يداها الحلوى بصبر و خلسة شديدة فهي تنوي أكلها و تبدأ في برمها فتحاً و غلقاً بانتظار أن نأذن لها بأكلها و أمي تصر أن تأكل الطفلة طعامها أولاً ، لكنها ليان عقدت النية ، تزيل غلافها و تضعها في يدها و تنتظر ، بالطبع لا أوافق ، لا يمكن. تنظر إلي ثم إلى الأرض .
- ليان أنت وعدتِ.
لابد أن تتنازل إحدانا .
-حسناً كليها.
- سآكل الغذاء عند ماما.
أمسك يدها و هي تمضغ الشيكولاتة و نخرج من باب البيت صعوداً على أول درجات السلم.
- الجنينة الأول ، أتمرجح و بعدين أطلع عند ماما.

بالرغم من براءة الاطفال الا ان لهم اسلوبهم الخاص لفرض انفسهم على الكبار
ربنا يخليهم ويحفظهم
تسلم ايديك جميله

الأستاذة ام فيصل
10-04-2010, 05:56 PM
اللطيف الخبير
- انتظري عشر دقائق و سينادي الموظف في ذلك الشباك اسمك و يمنحك العقد موثق و مختوم.
و الدقائق هنا بلا حساب و لا الساعات . و الزمن هنا لا يروي الحياة و لا هي تكتحل برؤيته يمضي. أما الشارع تجاه الثانية ظهراً فهو الآخر يدس السيارات فتتراكم على كل رقاع الشارع تدخل إليه و لا تنصرف عنه إلا بدفع ضريبة زمنية باهظة غرامة الخروج في ساعة اندفاع المواطنين.
تمر خمس دقائق طويلة في النفس تنحت فيها زهقاً راسخاً .. أكسر المنحوتة ، كفى لن أنتظر أكثر فقد ضاعت ثلاث ساعات في جنبات المكان بين ركام الورق.
أقف في ركن و أرفع يداي للطيف الخبير جامع الناس ليوم لا ريب فيه : اجمع علي ضالتي الآن بلا انتظار.
العقد المطلوب و يسر الطريق و أرشدني سواء السبيل.
فوراً ينادي الموظف اسمي و يمنحني العقد . أما المواصلات فيتجه زحامها بعيداً عن طريقي، توصلني السلامة حتى البيت.

5 دقائق=3 ساعات
متى يحترم عالمنا العربي الزمن؟
مع الاسف الوقت غير ثمين في عالمنا العربي
فكره رائعه طرحتيها باسلوب جميل كعادتك بورك فيك تقبلي تحياني

المفكرة
13-04-2010, 06:06 PM
شرارة ترفع درجة حرارة النفس فتختلط مكوناتها بالنسب السليمة، تفاعل يؤدي لعمل يرفع قدرك في الدنيا أو مسار يقود خطاك إلى رضا الله في الآخرة. أو يمزج أمر الدنيا و الآخرة في نفس بديعة المعالم و الملكات.
و حلم يراودك بين ثنايا النفس الخفية بين بعض الأعصاب يختفي ثم يظهر لكنه على نحو ما يوجّه خطواتك و حين ترى ما تمنيته جسماً تمسكه يداك ، عندها يتراءى لك الحلم فتعلم أنه غذى إدراكك و أكمل الناقص من خطواتك و نشر جناح الأمل عندما نال التخاذل من قدميك.
لا أدري ما حلم كل منكم و ما الذي يشعل شرارة التفاعل في نفوسكم فتنهج هذا النهج أو ذاك؟
أما مدربة التنمية البشرية التي ألقت محاضرة اليوم فإنها أخبرتنا بما وضعها على هذا النهج ، معسكر حضرته المدربة في انجلترا حيث الشباب يتدربون على مهارات الإتصال و التفاهم و يكتسبون ثقة في قدرتهم على فهم الآخر و التفاهم معه.
تلك الشرارة أطلقت حلم المدربة فحلمت بمعسكر مماثل يجمع أبناء العرب يتحاورون بنسق مماثل لإبن الغرب فيحالفهم الإبداع و الإنجاز و التفاهم.
من الواضح أنها أنجزت حلمها فأصبحت مدربة للتنمية البشرية .
بقي أن يتحول الجزء الخاص منه بالشباب إلى واقع ، حين يعانق الشباب لغتهم فيتحقق التفاهم بينهم. و يعانقون صلاة الجماعة فيتحقق التواصل بينهم، رضا الله يشملهم فتصيب رميتهم هدف خير أمة أخرجت للناس.
*******************

المفكرة
13-04-2010, 06:09 PM
5 دقائق=3 ساعات
متى يحترم عالمنا العربي الزمن؟
مع الاسف الوقت غير ثمين في عالمنا العربي
فكره رائعه طرحتيها باسلوب جميل كعادتك بورك فيك تقبلي تحياني


نظام إداري قديم جداً يسجل كل شيء على الورق في دفاتر و إذ استحدثوا الكمبيوتر صار يسجلها في الدفاتر القديمة مع الكمبيوتر ، أظنهم زادوا الطين بلة.
اللهم ارفع غضبك و مقتك عنا.
شكراً لحلاوة الرد ، و بارك الله وقتك .

المفكرة
13-04-2010, 06:20 PM
يضخّم الميكروفون صوت المحاضر فيطغى على نبضات أعصابي . حماس مدرب التنمية البشرية في إلقائه للمحاضرة يطغى على نفسي الضعيفة فتنكمش أمامه.
يتعطل الميكروفون فجأة ، فيضطر الرجل للمحاضرة بصوته الجهوري الذي يصلني حيث نهاية القاعة. حجم صوته الحقيقي يعيد للمحاضرة توازنها فيفتح لها باب النفس.
هذا طبعاً لمن يعنيه أن يكون مؤثراً لا محاضراً فقط.
*******************
ألقى جمله بفوران فسجلتها بسرعة قبل أن يصيبها النسيان بعطب يجعلها غير صالحة للإستعمال ، حينها قررت ترصيص تلك الجمل في جنبات عقلي ألقي عليها ثقل سلوكي.
إليكم التعبيرات المتوهجة:
تضعك المعرفة في صفوف الحكماء
يضعك العمل في صفوف الناجحين
يضعك التفاهم في صفوف السعداء
تكتبها أصابعي حفاظاً عليها في حاسبي بينما يتأمل عقلي الألفاظ و يشرح المعاني قبل أن يعطيها موافقته النهائية.
و البشر أفراد في معظم أحوالهم لا يكونون صفوفاً إلا في مناسبات تلزم تجمعهم و حينها أيضاً يكونون أفراداً يثبتون ذواتهم لأقرانهم حيث المنافسة تشحذ العضلات و الأعصاب و تسجل (أنا هنا) ، كل بطريقته.
أما ردائي المعرفة و الحكمة الواسعان فيشتملان من الخير و الشر ما شئت.
العمل و النجاح .. أجل ، أكثر الناس اجتهاداً أكثرهم إشفاقاً على أنفسهم مما يحيق بهم يودون لو يرفعون عن أنفسهم سخرة النجاح.
و تلك المراوِغة السعادة ، اقبضْ على لحظة منها ترفرف ثم حنطها و دبسها في أعصاب الذاكرة و انظر إليها كلما أشقاك العمل و اشتقت للسعادة!
بدون هدف و اتجاه تفقد المعاني تعريفاتها المحكمة.
*************************
- ما موضوع محاضرة التنمية البشرية اليوم؟
- الفاعلية الشخصية و أنماط الشخصيات.
يتحدث أستاذ للتنمية البشرية ذو باع طويل في التدريب بينما تغشى ذاكرتي حال سماعي له مقالات قرأتها لمدرب أمريكي يشرح مواضيع مماثلة و يستخدم عين الأسس . على الفور تعقد المقارنة محكمتها للرجلين و الحضارتين.
الأجنبي يرسي فوق تلك القواعد ألوان متنوعة من مواد البناء : التاريخ و الثقافة و الفكر و النماذج الفردية، تبهرك ناطحة السحاب تلك كيما يبني الأجنبي حولها المحلات التجارية و النوادي و مراكز متنوعة للأنشطة البشرية و يملؤها شغلاً و نشاطاً .
مثل تنوع و عمق حضارة الأجنبي كمثل تنوع أفكار ابنه و تفكيره و علومه . أم أن خبر الجملة السابقة هو المبتدأ ، و مبتدؤها هو الخبر؟
*************************

المفكرة
13-04-2010, 08:29 PM
تركيز بحجم النانو
أمد أصبعي لأشغل المذياع كي استمع للقرآن ، تمر بالنفس : بكل حرف حسنة. جائزة ثمينة لو كثفت تركيزي كل نانو ثانية.
فعلياً وعيي بحجم الشظايا ، يتقطع أكثر مما يتصل . جل مشاكله التفات لما لا يعنيه ، ولد يسقي الزرع ، لمحته من شباك المنزل للحظة .. فاتتني كلمات مما يتلى ، ألوم نفسي فتمتلىء الذاكرة بالذكريات ، ظهرت من فراغ الشتات ، ثم منظر آخر يملأ الوعي ، في الحقيقة شتات الإدراك يصيب هناءة البال في مقتل.
أحتاج جرعة دواء ناجع لهذا الشقاء.
- يقترح الإدراك ملعقة من غض البصر عما لا يعنيني كائناً ما كان. ما شأني بما في الشارع؟ لا شأن والله.
أضم إليّ نظري بعيداً عما حولي فأسترد وعيي المرتهن عند كل عابر سبيل . أدرك حرفاً و الذي يليه و أفهم شيئاً ، عسى أن أنال بالإنصات حسنة بإذن الذي خلقها و وعدنا بها.
***************

المفكرة
13-04-2010, 09:02 PM
كيف تتصرف حين تعجزك المشاكل فلا تجد داخلك حلا؟
بعض النساء ينفسن عن أنفسهن بالتسوق ، بعضهن يملأن المطبخ تقليباً و تقطيعاً و خفقاً.
السوق كما يبدو لعقلي ، أكبر مكان لل****يب ، جميع ما لا يحتاجه الناس ، ألقوه في المحال و طلبوا له مقابلاً ممن عنده استعداد أن يدفع . لا أحب التسوق إلا قليلاً. أما الطهي فيخلصك من كل المواد النافعة في الطعام لو أنت منحته بعض الحرارة و الوقت.
أنا أفضل التخلص من ال****يب ، أقوم لخزانة ثياب فأرتبها و أستخلص منها ما لم يعد يستخدم ثم إلى كيس ثم إلى دار الأيتام المجاورة.
اليوم وجدت نسخة قديمة من ملزمة للعلوم لا حاجة لي فيها. أعطيتها لزميلة ، عسى أن تفيد ابنتها في تعلم تلك المادة. أشعر برياح الإنجاز تهب من ناحية الفراغ الذي يملأ الأدراج.
****************
حكومة يراها عقيمة ، أعطته تموين من الأرز بثمن رخيص ، ما لا يتوافر للكثير من البشر ، لكنه له حق في رقبة مؤسسة لا ترى أو تسمع .
و لأن الرقيب لا ينام و لأن السوس لا يفرق بين أرز التموين و غيره فقد قرر أن يغزو شكارات أرز التموين تلك .
و لأن جهد بشري يمتد عدة أيام من الغسيل و التنقية و التجفيف في الشمس لم يستطع طرد السوس من وطنه الجديد ، فإنه قرر أن يعطيه لمحتاج و لأن الصدقة تجر أختها ، علقت نفسه في مصيدة الصدقة.
تتكرر الصدقة بأرز التموين شهرياً.
حالياً تلم الصدقة الفرقاء.
******************
واسعة و تتسع
هذا ما ألقاه الضيق في نفسي إذ كاد يخنقها.
حقاً لا يمكن أن يكون ذلك صوت الضيق.
ثم من أين تتسع ، إذا كان يضيقها عليّ على هذا النحو؟
لا عليك ، احذفيه من ذاكرة أفكارك.
******************

المفكرة
14-04-2010, 04:29 PM
حلم

أعرف الربان و أعرف إلى ما ترمز تلك السفينة.

في سفينة أنا ، ألمح ربانها يقودها.

و ألمح من أوحى لي بهذا الحلم.

يهيج البحر .

أتيقظ مبتهجة و أفسر هيجان البحر في الحلم أنه طاقة.

حلم قديم محفوظ في ورقة بدفتر . تمتد يدي تقطع الورقة خلاصا مما بها .. أتأمل كلمات الحلم مجدداً .

ربان السفينة كان المراقب العام لمنتدى ثم اختلف البشر و تدابروا ثم لم تعد الألياف الضوئية تورد ذكره عبر شبكة النت .

تلك حقيقة الحلم إذاً.
**********************

المفكرة
14-04-2010, 04:41 PM
تنثر بعض الصدقة في كف القدر فتحمله لها إلى أرض خير ، و هناك تهطل الصدقة فتروي الزرع ، يتضاعف أضعافاً مباركة ، تجني البركة الثواب و ترده لها أضعافاً .
اليوم اختارتها القرعة للخروج للعمرة التي تنظمها المدرسة مكافأة للعاملين فيها. ثم يطلب منها المدير أن تختار أخرى للعمرة ضمن القرعة فتفعل!
********************

المفكرة
14-04-2010, 04:49 PM
(و نَحْنُ أقْرَبُ إليْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ) سورة قاف ، الآية 16
- وقّـعي هنا.
لهجتها الآمرة تضع القلم في يدي فأبدأ بتسجيل اسمي حيثما أشارت .
عقلي مشغول بقراءة ما في الورقة قبل أن تسحبها بنفس السرعة التي عرضتها بها.
أتوقف بعد كتابة حرفين و أذكر لها أنني لم أستكمل ورق تعييني و لا ينبغي أن أوقع الأوراق الرسمية التي تعرض على التوجيه .
تسحب الورقة من يدي ، تتوقف قليلاً ثم تأمرني بمسح الحرفين بخفية حتى لا يلفت الخطأ نظر التوجيه.
تنصرف و أنا أحمد الله عز و جل أنني لم أوقع تلك الورقة.
لعلكم تتساءلون ما فيها؟
أمر رفد لطالبة في الصف الثاني الثانوي. لا لم أود أن يؤثر توقيعي على مستقبلها على أي نحو، المولى عز و جل حكم بيننا فيما اختلفنا فيه ثم عفى الزمن عما سلف. لم يعد يجمعنا الخلاف أو يفرقنا الود. فقط فراغ يملأه الكثير من الهواء و مواد البناء المختلفة ، أود أن تبقى الأمور على هذا النحو.
*****************

المفكرة
15-04-2010, 08:58 PM
قبلة
في المصلى ورقة ملصقة تشير أن القبلة مائلة بدرجة 45 على الخط العامودي الذي اعتدنا الصلاة إليه.
يعقد الضيق إدراكي و تؤازره الدهشة لخطأ كهذا استمر عامين و نصف عمر عملي في هذه المدرسة.
أتساءل من وضع الورقة ، فيقال لي تلك طبيبة المدرسة الجديدة إذ دخلت المصلى أخبرتنا بالخطأ لأنها تصلي في بيتها و في الجامع القريبين من المدرسة في اتجاه مغاير.الحيرة تخلط الأمور .
في أحد طوابق المدرسة أقابل شيخاً يعمل بها منذ سنين فيؤكد صواب ما أخبرت به الطبيبة و خطأ ما كنا نفعله.
الورقة تختفي مجدداً و الطبيبة لم تعد تظهر في المصلى . تدير الحيرة إتجاه القبلة يساراً و اعتدالاً لمدة إسبوعين ، حيث كل من أنصتت لرأي تتبعه.
اليوم أتأكد من الشيخ مجدداً فيعين زاوية 45 درجة مع العامودي.
إذ يؤذن للظهر ، أحضر شريطاً أزرقاً لاصقاً و ألصقه في صفوف متتابعة على السجاد حتى تتضح القبلة للجميع.
لا يخطىء أحد إتجاه القبلة بعد تعليمها بوضوح.
********************************

المفكرة
15-04-2010, 09:09 PM
صينية بقلاوة بالمكسرات
لا يرتب عقله الكلمات قبل أن تخرج من أحباله الصوتية و لا يعنيه أن تكون إجابته صوابا أو خطأ . فقدرته على اللجاج و الجدل أصابت مدرسيه بيأس ، هم أيضاً يعطونه أي إجابة تخلصهم منه. يصنع من هذا الباطل سلماً للمزيد من الأوهام ينسجها حول أمه عن مدى رضا المدرسين عنه!
تقع كلماته على عقلي المنهجي صوت نشاز. و حين أواجهه بخطأ إجاباته لأسئلة الإمتحان، يسألني : ما صواب الإجابة؟
أخبره بها فينظر إلى ما كتب و يخبرني أن ما قلتـُه لا يختلف عما سطرتهُ أناملهُ !
تعقد الدهشة لساني فأتركه و أنا مغضبة خشية أن يهطل عليه من غضبي وابل أليم!
لطالما رفض عقله جرعات العلم التي غذيته بها في حصة العلوم ، قاومني جهله كثيراً ، لكن امتحان الشهادة الإعدادية قادم و سيوضع على المحك و يتساوى مع أقرانه أمام مصحح لا يرى على أوراق الإمتحانات أسماء. بل يقارن الإجابات التي على الورق بنموذج للإجابات الصائبة و يقدر الدرجات وفقه.
أمه صديقتي ، كم أعياها أمره. لا صلاة و لا درس ، وحدهم الإنترنت و ألعاب الكمبيوتر من يحظون بثقته. ما لا يصلح زاداً لمستقبل.
يصلني قلق أمه عليه عبر الهاتف : لا لم ينجح في امتحانات الشهور السابقة ، تخشى أن تتكرر النتيجة السيئة في امتحان الشهادة الإعدادية. ألا يمكن أن تساعديه ، يجلس جوارك يحل امتحانات قديمة و تصوبين له أخطاءه استعداداً للإمتحان الحقيقي؟
يروعني أن أرهن عقلي عدة ساعات عند من هو أقل مني حكمة و أكثر جدلاً. لكن الإمتحان بعد عدة أيام ، على أحد يفهم ما يُحضره الإمتحان أن يذاكر معه.
أوافق ، و نتفق على موعد محدد.
الهواء يعانق البرودة بلا أمل في دفء.
في المطبخ أسكب الزبد السائح على البقلاوة و احشوها بالمكسرات . يغمر المطبخ الدفء جراء إشعال النار في الفرن.
الرائحة الجذابة و اللون الذهبي إذ تنضج البقلاوة، أغمرها بقطر العسل و أجهز معها كوباً ساخناً من اللبن المحلى بالعسل و الممتزج بالقهوة.
و إذ يحين موعد المذاكرة ، أحضر صينية عليها بعض قطع البقلاوة و القهوة. استهل العمل فتجذبه الرائحة الشهية فآذن له بالأكل أثناء الشغل. يؤدي المغرب و العشاء جماعة في المصلى . و تنتهي الساعات الثلاثة و قد تعرف عقله على جرعة طيبة من أسئلة العلوم و استوعب ما كان ينقصه .
نتيجة صينية البقلاوة : سبعة عشر درجة من عشرين.
****************************

المفكرة
16-04-2010, 10:32 AM
استعرض كتاب اللغة الإنجليزية الثقيل الذي يدرسه تلميذ الصف الرابع الإبتدائي . كتاب من منهج أمريكي تلقمه مدرسة محلية لتلاميذها.
تشكو الأم معاناة ابنها من صعوبة هذا المنهج .
- لا لا يقدر على استيعابه ، لكن والده يصر أن يحفظ الإبن ذلك المنهج توخياً لمستقبل ناجح.
أقلب القصة فإذا بها عن طفلة من طائفة الهنود الحمر الذين اندثروا عند غزو الأوربييين بلادهم إلا قليلا ممن تاه في محيط الحياة المعاصرة.
تروي الطفلة أحداث زيارتها لجدها ، و إحياء التقاليد العريقة من صيد السمك بالسنارة و الرقص بدق الأرجل بالأرض!
أجل ، هو سبيل للنجاح في الإنقراض من كوكب الحضارة!
************************
عند بائع كتب قديمة ، نجد سلسلة كتب بيتر و جين لتعليم اللغة الإنجليزية للناشئين. تلك التي علمتنا اللغة الأجنبية إذ كنا صغاراً. بيتر و جين أخوان ، يمارسان أنشطتهما اليومية . تعبر اللغة و الصورة عن تلك الأحداث.
تشتري أختي الكتب . في البيت تناولني أحدها كي أقرأ لأبنائها ليتعلما اللغة الأجنبية.
أحسن القوم استخدام لغتهم جسراً تمر عبره حضارتهم و أخلاقهم وقواعد السلوك المقبول في المجتمع تجاه الجيل الناشيء.
هذا ما يمر ببالي في أول صفحتين. لكن الصفحة الثالثة تحضر صور الأطفال بين السادسة و العاشرة سناً في ثياب السباحة بنين و بنات في بركة سباحة مشتركة. هنا أتوقف و أغير مسار الرواية فأتجاوز عن هذا الفصل لما بعده.
لا أدري إن كنا قد وعينا أن العسل يقطر سماً حين تجرعناه رغماً عنا و نحن صغار.
لا لم يكن التغيير من السفور للحجاب سهلاً أبداً. كادت البيوت تتهدم على سكانها وقتها.
************************

المفكرة
16-04-2010, 10:14 PM
اجتمعت أفضل عقول المجتمع القرشي ليخططوا للتخلص من غريمهم. و لأنهم عزموا الشر فقد كان الشيطان على قائمة المدعوين و أضاف مشاركة قيمة.
خلاصة الإجتماع : أربعون سيف في أربعين يد تضرب الرسول صلى الله عليه و سلم ضربة واحدة فيتفرق دمه في القبائل و ينال كل قبيلة من هذا الإثم وبال عظيم يبقى سيفاً مسلطاً عليها إلى يوم الدين.
و لأن الشيطان حليفهم ، فإنه يسول لهم أن خطتهم خلاص من عدو و صلاح لأمر قريش!
يصوب الحق المسار ، يلقي النوم على حاملي سيوف الشر ، و يخرج الرسول صلى الله عليه و سلم من بينهم آمناً ، و يرحم القبائل من وبال كاد يصيبها لو أفلحت خطة رؤسائها المحنكين.

المفكرة
17-04-2010, 03:22 PM
خمسون فتى هم طلاب الصف الثاني الإعدادي الذين حشِـدوا لصلاة الظهر حسب برنامج اليوم الدراسي في ممر أمام حجرة المدرسات التي أقطن فيها.
الدقائق التي تسبق تكبيرة الإحرام تشهد من الفوضى و الشغب ما لا تطيقه أعصابي ، تدفعني و كراستي و قلمي خارج الحجرة بحثاً عن ملاذ آمن.
في أحد قاعات الدرس الفارغة ألقي عصا الترحال. أستأنف تركيزي كي أنجز عملي.
تلفت السبورة انتباهي لدرس مضى ألقِـي في تلك القاعة. مدون على السبورة: أعرب جملة : (إن المجتمع الإسلامي المتحضر الداعي لإعلاء شأن الإسلام ...)
- يسد العقل مسار النبضات العصبية فلا أدرك باقي الجملة.
- لا يهم . اسم إن مفقود ، بالتأكيد خبرها معدوم.

المفكرة
17-04-2010, 04:01 PM
لو توقفتِ عن الدوران حول محور الآخر و درت حول محوركِ ، لأكتمل غزلك نسجاً و ارتدى الآخرون حسن صنيعك.
- أتفتح تلك الـ(لو) عمل الشيطان؟!
- لازلت لا أفقه ..
- دعي التردد و اعزميها إذاً.
- قوتي يسخر منها الضعف!
- ذاك الشعور بالضعف وسوسة شيطان لاغير.

المفكرة
17-04-2010, 11:45 PM
- هذه رابع عينة أحضرها من مكونات الشامبو. كلها فشلت.
- لابد أن نغيّـر الطريقة أو المقادير للحصول على شامبو . النشاط غداً بإذن الله و على جهودنا أن تكلل بالنجاح.
- جربنا عدة مقادير فلم ننجح ، ينقص الوصفة أمر لا نعرفه.
- لدي بعض الأشغال ، سأعود إليك بعد قليل.
حوار دار بيني و بين محضرة المعمل أثناء تركيبنا للشامبو من بعض المواد الأولية استعداداً لنشاط تمارسه الفتيات غداً . لم نجد تركيبة ملائمة بعد.
أمُـر بالمعمل بعد قليل فتريني المحضرة عينة ناجحة تتجانس مكوناتها و تعطي رغوة مثل المنتج التجاري. أسألها ماذا غيرتِ ، المقادير؟
تجيبني بالنفي . لم يصلح التقليب اليدوي فاستعرتُ خلاط الطعام من حجرة الإقتصاد المنزلي و ضربتُ المكونات به فامتزجت و نجحنا.
الآن أطمأن على نجاح النشاط العلمي بإذن الله.
أتذكر تلك الأداة التي اعتدنا أن نقلب بها المزيج في المعمل ، قطعة معدنية توضع في قلب المحلول و يوضع على طبق يولد مجال مغناطيسي متحرك ، تحرك القطعة في قلب المحلول فيقلب المحلول حتى تذوب مكوناته. تتذكر كلتانا أدوات معامل المدارس القديمة التي كانت تعين المحضر و المدرس على أداء التجارب. في الواقع معملنا الحديث المثالي جداً وفق مواصفات الجودة شبه خالي ينقصه كل الأدوات الأساسية التي تجعل العلوم مادة تطبيقية عملية!
أثناء صعودي من المعمل إلى حجرة المدرسات يأخذني الفكر إلى البيت حيث ماكينة الخياطة المتعطلة. و قد أعادت أسعار الثياب الجاهزة المرتفعة علاقتي بتلك الماكينة . أبدأ العمل بها فتوقف الشغل قطعة معدنية تالفة بها ، هي عين القطعة التي أصلحتها من قبل عند توكيل الماكينة بثمن مرتفع لأجدها تالفة من جديد بعد حياكة عدة غرز.
أضغط فرامل كل مشاريع الخياطة التي مارستها في ذهني و أشطب أيضاً مشروع شراء قطعة قماش من محل الأقمشة .
ترى كم زبونة امتنعت عن شراء القماش من هذا المحل لأن ماكينتها تالفة بلا أمل في إصلاحها؟
ملاحظة : يغير صاحب محل الأقمشة نشاطه التجاري إلى بيع الملابس الجاهزة (نصفها صيني) و يضع باقي الأقمشة في مخزن مظلم.
*********

المفكرة
18-04-2010, 09:20 PM
ينساب الضحك من حجرة المدرسات ، أنس أصاب العمل بعطب كأنهن في حجرة جلوس أحد بيوتهن و قد فرغن من كل شغل ، يتجاذبن أطراف الحديث و يضحكن ثم يضحكن مجدداً. الفراغ يفني الوقت
و أطراف اليوم تتفلت.
تدخل مشرفة الحجرة حاملة ورقة ، تعلقها على الحائط. يتواردن عليها لقراءتها و إذا بها نعي والد زميلة من قسم آخر .
يفرق ذكر الموت الجموع الهادرة.

المفكرة
18-04-2010, 09:35 PM
رائحة الموت الكئيبة تحوم حول المكان تؤذي الأحياء

المفكرة
18-04-2010, 09:38 PM
ملاحظة في موضعها:
حين يخلو جيبي من النقود ، لا تزورني الحاجات!
*******************


اعطيها فتدعو لي دعوة طالما تاقت إليها نفسي:
أن أكون أول من تعطي و أن أستغني عن عطاء الناس. أختم دعاءها بآمين قوية من جنبات نفسي.
حالياً الأمر كذلك.

*******************

المفكرة
18-04-2010, 11:20 PM
سمكري السيارات أصلح لي كشط بسيط في مقدمة السيارة و كسر في زجاج مصباحها الأمامي مقابل مئات الجنيهات ثم إنه لم يحسن عمله و احتاجت السيارة للصيانة مرة أخرى ، المهندس الذي نظم عمل الصنايعية أخذ عشر أضعاف ذاك الذي أصلحها بيده حيثما اتفق.
لكن نصيب الأسد ذهب لصانعها الكوري الذي قبض عشرات الآلاف مقابل صناعتها و معها أمّـن عملاً لابنه و مالاً و طعاماً.

المفكرة
18-04-2010, 11:21 PM
يتلاشى الجانب الفني و التقني من العلوم ، يذهب أدراج إعلاء طالب لا يفقه كثيراً فيُخْفض له الحاجز كي يعبره بدون أن يتعثر بعقبة التعلم!

المفكرة
19-04-2010, 09:46 PM
· أفتح خزائن عقلي . أفتش مواهبي بحثاً عن زينة أستقبل بها القادمين. أنتقي فرشاة اللغة و ألون بها الأفكار، ثم أشكل بتلك التركيبة الكلام.

*****************

· أعرض بضائعي للعابرين. يمر بها من يستحسنها . يقف و يقلبها طويلاً ، ينقضها .. يتركها مشعثة و يمضي في سبيله. يضايقني أن أرتبها ثانية استعداداً لعرض جديد. يواسيني شيء ما ، يخبرني أن عابر السبيل ذاك لم يتركني خالي الوفاض.

الأستاذة ام فيصل
20-04-2010, 12:08 AM
·أفتح خزائن عقلي . أفتش مواهبي بحثاً عن زينة أستقبل بها القادمين. أنتقي فرشاة اللغة و ألون بها الأفكار، ثم أشكل بتلك التركيبة الكلام.

*****************

·أعرض بضائعي للعابرين. يمر بها من يستحسنها . يقف و يقلبها طويلاً ، ينقضها .. يتركها مشعثة و يمضي في سبيله. يضايقني أن أرتبها ثانية استعداداً لعرض جديد. يواسيني شيء ما ، يخبرني أن عابر السبيل ذاك لم يتركني خالي الوفاض.

عزيزتي المفكره
العقل زينة المرء
والبضاعه الجيده قله من الناس من يعرف قيمتها
واسواقنا مع الاسف ملئت بالبضاعه المزيفه الرخيصه
حافظي على بضاعتك اكيد سوف يمر عليها من يقيمها
لك ودي واعتزازي اختي المفكره

المفكرة
20-04-2010, 09:14 PM
حي على الصلاة
الزكاة دقت باب بيت أختي منذ عدة أيام تستأذن في الخروج من مال محبوس في بنك. لكن طفل أختي الصغير و بعد المواصلات يعطلان الزكاة.
حدثني أختي في أمر الزكاة فأوقظ حديثها حياة الذكريات داخلي حيث زكاة أهل البيت تمر عبر يدي للجمعية الخيرية ثم يد أهل الحاجات .
نتفق أن أمر بها فنؤدي المهمة سوياً في اليوم التالي.
توقظني شمس ترتفع من الشرق واضحة جلية ، تاهت مني صلاة الفجر حاضرة في خضم النوم.
عوالم لا تـُعد لا تمنحني سرها إذ تضيع مني صلاة الفجر حاضرة . يعاندني الفلاح مطولاً أما دفع الزكاة فبيني و بينها حجاب كثيف.
و لأن خالقي جعل الليل و النهار خلفة لمن أراد ان يذكر أو أراد شكوراً فإنه إذ أذن اليوم بصلاة الفجر حاضرة ، فإن أمر الزكاة آل لليسر . خرجت على يدي على أحسن حال بإذن الله.

المفكرة
20-04-2010, 09:16 PM
عزيزتي المفكره
العقل زينة المرء
والبضاعه الجيده قله من الناس من يعرف قيمتها
واسواقنا مع الاسف ملئت بالبضاعه المزيفه الرخيصه
حافظي على بضاعتك اكيد سوف يمر عليها من يقيمها
لك ودي واعتزازي اختي المفكره


أختي الجميلة بارك الله كلماتك الطيبة ، تحيتي و تقديري.
أحاول يا جميلة قدر الإمكان بإذن الله.

المفكرة
23-04-2010, 10:39 PM
خطأ .. أم صواب؟
هناك عوامل لا يلتقط بسببها جوالي رسالة ينبغي أن تتراص خطواتي التالية وفقا لها و هناك خط القدر يعيد ترتيب امتحان جديد لنا .
كان أحد الأيام التي يتضح فيها لعقلي حكمة المولى في ترتيب أحداث اليوم على هذا النحو ، لكن فهم مغزى الأحداث وصلني بعد عدة ساعات بالضبط كما وصلتني رسالتها متأخرة عدة ساعات. رسالة تخبرني بمرضها و غيابها عن العمل.
و لأن رسالتها لم تصلني ، فإنني افترضت خطأ أنها في الفصل بينما كانت نائمة في فراش المرض.
و حين نبهتني المشرفة إلى غيابها ، سارعت لإحضار كتاب على عجل كي أقرأ منه بضع كلمات في طريقي للفصل فلم أجد واحداً .
و لم أجد قلم سبورة أيضاً . لم أجد سوى صفحة بها ملخص للنقاط الرئيسية في الدرس.
في الفصل تتوالى المفاجآت. لم تحضر مسؤولة الوسائل التعليمية ، لن نحظى بالفيديو الذي يعرض مبادىء علم الفلك للطالبات . كما أن امتحان الرياضيات يلحقهن بعد ساعة و شعورهن بصعوبته جعلهن يحاولن التسلل إلى كتب الرياضيات للحصول على معلومات اللحظة الأخيرة.
تجتمع عوامل الفشل في طريق انتباه تلميذاتي ، فأزيحها قسراً وأخلق لعقلي و معرفتي مكاناً يفرض ذاته على إدراكهن و أشرح بعض مبادىء الفلك. أخبرهن عن مجرة من ملايين ملايين النجوم في فلك سابحة تسبح بحمد ربها.
يوقفني سؤال:
- لماذا هذا الإتساع؟
و لأنني لم أتوقع السؤال و لأن من كتبَ المنهج لم يذكر خالق الكون فإن عقلي يرتجل التالي، أخبرها عن خالق الخلق خلق كوناً و أوجد نسل آدم به. و أن ابن الطموح اخترع من الأدوات ما يريه أشياء و يحسب له أشياء كأنه يراها و يتوقع بناء على سلسلة عقلية ما يكون مما لا يراه او يحسبه.
مجرة بهذا الإتساع و كون به من المجرات الكثير ، له خالق أعظم منه وأكبر.
رسالة بثها لخلقه انظروا إلى فعلي و مدى قدرتي ، استندوا إلي و لا تتكلوا على غيري.
(يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث ، أصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.)

المفكرة
24-04-2010, 10:26 PM
تغيير
- بحثتُ طويلاً حتى وجدتها .
هكذا استهلت رئيسة قسم اللغة الإنجليزية كلامها ثم وزعت على كل مدرسة من طاقمها و أنا منهن ميدالية بلاستيكية وردية اللون بها رسم ولد و بنت لهما طابع غربي و عليها عبارة (أصدقاء للأبد) باللغة الإنجليزية.
كان ذلك في آخر اجتماع لنا سوياً قبل بدء إجازة الصيف و تفرق المدرسات لحال بيوتهن. لعل أشهر الصيف تجمعنا مجدداً أو تفرقنا للأبد.
و قد نشرت تلك الرئيسة جناح صداقة و مودة على مدرسات قسم اللغة الإنجليزية. خلال العام الدراسي جمعتنا أمور متعددة غير تدريس اللغة الإنجليزية للفصول الإبتدائية ، أيام عمل طويلة و مصالح مشتركة و طعام و شراب و أفراح و أحزان و الآن تفرقنا الإجازة و قد أرادت أن تربطنا بتلك الهدية الصغيرة.
و المطلوب منا أمر هين: فقط نخبر الصبيان بما في الكتب ثم نطالبهم بكتابته ثانية و حين يكتبوه نصفق لهم طويلاً أحسنتم ، ما أروعكم!
لكن الصبيان تمردوا طويلاً على النظام ، مما زرع المرارة في المكان. تلقي الأطراف المتنافرة الإتهامات على شتى الأطراف ، غضب و نفور ، قطيعة و خصام ، مراكز قوى ، فعلياً لم تهنأ إحدانا بوظيفة مشاكلها لا تنتهي و الإستقرار أبعد الأشياء عن جو العمل.
أضع مفاتيحي في تلك الميدالية و ألتحف بتلك الصداقة عمراً طويلاً تتفرق فيه كل الأطراف في مدارس عدة و بلدان مختلفة . حالياً لا يصلنا سوى تاريخ مهترىء في ذاكرة مفككة و ميدالية مفاتيح بلاستيكية.
حاولت طويلاً أن أغيرها فلم أجرؤ. صارت الميدالية قديمة و انقطعت صلتي بصاحبتها و بذاك المكان. لكن عقلي المغلق رفض التغيير.
أ تمر بكم أوضاع كتلك ؟ تكررون فيها أفعالاً لا تنفعكم بتاتاً ، و تلك الأشياء التي لا تلزم لكنها تصر على البقاء في الإدراك و أمام العين و في متناول اليد..؟!
و تلك الحالة التي تغلق التفكير في موضع من تاريخ حياتي ، لا أود تركها و لا أقدر على تغييرها؟!
أهو اعتزاز بما كان ، أم هي آثام تحيك في الصدور لم يأذن المولى بمحوها؟
عقلي مقتنع بسوء حالي و بضرورة تغييره ، لكنه يضطرب كلما حاولت تحويل صور العقل الجديدة لأفعال!
أتشبث بكل العلل و الأسباب كي لا أفعل !
تمر بي سنين طويلة تمحو إحتلال الأجنبي لعقلي و تمحو من نفسي أطنان مرض و تزيح من ضعف عزيمتي حملاً. و سنين أخر تعيد لثقتي حقها في الحياة على ما أنا عليه . أرتدي ثوب العربية و أوشيه بقدر من العافية العقلية و الجسمانية ، ثم تعبر سنين أخرى يطهرُ فيها المولى من الذنوب ما يشاء ثم يمر زمن يجلب أشياء و يمحو أخر ...
****************
تقع الميدالية ذات حادثة و يعيبها شرخ فأقرر تغييرها بواحدة ذات مظهر طيب فقد أذاقني المولى من نعمته الكثير. تناديني واحدة في واجهة محل. ميدالية من زجاج شفاف يزينها خط عربي أنيق بعبارة (هذا من فضل ربي) فأجيب نداءها.
أضع فيها مفاتيحي و أقبض عليها بقوة و أحمد المولى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ثم أتنفس الصعداء .
****************

المفكرة
27-04-2010, 04:31 PM
تتمايل الإسورة الذهبية مع حركة معصمها يمنة و يسرة بينما تسري كلماتها عبر الأثير. تمتزج الحركة بالصوت في عقلي فيخنق تأثير الصورة المركبة أحبالي الصوتية.
أزيح الركام و أعبىء كلماتي بذخيرة ذاكرة متماسكة و منطق عقلي قويم و أشحنها بالثقة.
تتلاشى نبرة التعالي من ردودها التالية.

المفكرة
27-04-2010, 08:39 PM
في مطالعة للكتاب المدرسي يداهمني سؤال:
- كيف يكون العرض جميلاً فيحوز ذائقة الطالب؟
تداهمني إجابة:
- عنوان يذكر الأمر الرئيسي في الدرس
تمهد المقدمة للدرس و تصله بالمعلومات السابقة.
و لكل حكاية عناصر تغزل مجرى الأحداث في تسلسل يظهر خطة عامة. ثم تكون الخاتمة تهيئة للدرس التالي.
تلفت الأسئلة نظر الطالب إلى ما يستذكره.

المفكرة
27-04-2010, 08:43 PM
قمة جبل الجليد هو ما يظهر مني للناس ، المخبوء أضعاف ذلك. يا لك من واهمة، الحرارة حولك تذيب جليد العالم أجمع!

المفكرة
27-04-2010, 09:03 PM
تبهر كلماتها أنفاس عقلي فيسجل إعجابه بها و يطوي كلماتها بحرص في الذاكرة.
إذ أصير إلى نفسي مجدداً ، أسترجع كلماتها و أمضغها جيداً فلا أسيغها ، ألقيها في سلة المحذوفات.
بدا الكلام طيباً إذ اقترن بنبرة صوت تفيض ثقة و صورة إمرأة تجلس مرتاحة في تبرجها ، أمامها فنجان نسكافيه عليه نقوش غربية .

المفكرة
27-04-2010, 09:28 PM
لحظة إفاقة
- هواء .
هكذا وصف ذلك الرجل الناجح إنجازاته.
- كما الهواء ، بل لاشيء!
و لطالما أثارت إنجازاته خيال الدنيا في ذهني ، يداعب خيال النجاح ملكات نفسي .. أحاول فيطولني الفشل، فيترك في النفس أثر سؤال:
ما سر نجاحه؟
لكنه اليوم يخبرني حقيقة شعوره:
- حجم الدنيا الحقيقي أخف من جناح بعوضة.

MOHAMED SAMIR1
28-04-2010, 05:56 AM
قمة جبل الجليد هو ما يظهر مني للناس ، المخبوء أضعاف ذلك. يا لك من واهمة، الحرارة حولك تذيب جليد العالم أجمع!


كم هو جميل هذا التعبير ..

تفكرت فيه كثيرا وابتسمت ...

بالفعل ربما الحرارة حولنا تذيب جليد العالم اجمع ...

ويُغني كلٌ علي ليلاه ..

ولك ايها القاريء الحق في التفكر والتخيل والابداع !!

.....................

متابع . قاريء ، متفكر دائم في صفحاتك ..

لكي مني كل التحيه .،

في امان الله

المفكرة
28-04-2010, 05:17 PM
لا يصلح مطلقاً ، مهما زدت كفاءة عملي أجدني أقل من الأجنبي بمراحل ، مئة قرن لا تكفي كي ألحق به و أنا لست كسولة و لا خاملة و لكن الخطأ أكبر من قدرتي و إدراكي .
يتجول عقلي في بانوراما التعليم يسأل أين الخطأ. فيجد إجابة:
أصغر الأخطاء و أكبرها تفكك سلسلة المعلومات ، الحلقات المفقودة لا يتضح منها نسق المعلومات و لا صورة الحياة العامة في عقل النشء.
و التغيير أضخم من قدرة واحد على القيام به بمفرده . ما ينبغي لملايين أن يرفعوه سوياً ، لا يصح أن يُـطلب من واحد أن يرفعه وحده و لو كان برتبة وزير.

المفكرة
28-04-2010, 05:21 PM
كم هو جميل هذا التعبير ..

تفكرت فيه كثيرا وابتسمت ...

بالفعل ربما الحرارة حولنا تذيب جليد العالم اجمع ...

ويُغني كلٌ علي ليلاه ..

ولك ايها القاريء الحق في التفكر والتخيل والابداع !!

.....................

متابع . قاريء ، متفكر دائم في صفحاتك ..

لكي مني كل التحيه .،

في امان الله



وفقك الله لما يحب و يرضى.
اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت ، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

المفكرة
28-04-2010, 06:26 PM
جبل الجليد الذي يكمن داخلي .. محاولة للإختباء من حر الصيف الذي يداهمني!

كلنا يزعم أنه يدخر من القوة ما ينفع في يوم الشدة ، ينفي عقلي هذا الإدعاء :
حيز الوهم في عقول البعض أكبر من حيز الفعل

الشاعر/محمد علي
29-04-2010, 01:19 AM
جبل الجليد الذي يكمن داخلي .. محاولة للإختباء من حر الصيف الذي يداهمني!

كلنا يزعم أنه يدخر من القوة ما ينفع في يوم الشدة ، ينفي عقلي هذا الإدعاء :
حيز الوهم في عقول البعض أكبر من حيز الفعل


\\
حيز الوهم أكبر من حيز الفعل

ولكن يا أخت ما أجمل الوهم الذى يخرجنا من قسوة الفعل والفهم

الأستاذة ام فيصل
29-04-2010, 01:39 AM
جبل الجليد الذي يكمن داخلي .. محاولة للإختباء من حر الصيف الذي يداهمني!

كلنا يزعم أنه يدخر من القوة ما ينفع في يوم الشدة ، ينفي عقلي هذا الإدعاء :
حيز الوهم في عقول البعض أكبر من حيز الفعل
جبل الجليد الذي يكمن داخلي .. محاولة للإختباء من حر الصيف الذي يداهمني!
الله عليك يارائعه ايه الابداع كم هي رائعه هذه الصوره وهذا التعبير والله بحق انت مفكره
خلينا نعيش على الاوهام لان الحقيقه مره على الاقل نتغلب عليها باوهامنا
دمت ودام فكرك وقلمك
تحياتي

المفكرة
29-04-2010, 06:14 PM
تشير إلي الصفحة الفارغة : إملئيني حياة.
ماذا أكتب ؟
يرد ببالي ما يملأ صفحات ، أسجله و أنشره على الملأ. أخبىء في طيات الكلام تسبيح بحمد خالقي العظيم .
****************
تشير إلي الصفحة الفارغة : تعالي نكتب.
ماذا؟
ما أكثر ما سمعت من حكايات هذا النهار.
لا ، لن أكتب ما أشاء ...
يعي إدراكي القدر، أتـركه يخط بيداي ما يشاء على الصفحة الفارغة.
ماذا عن صفحة الحياة؟!
****************

المفكرة
29-04-2010, 06:24 PM
جبل الجليد الذي يكمن داخلي .. محاولة للإختباء من حر الصيف الذي يداهمني!
الله عليك يارائعه ايه الابداع كم هي رائعه هذه الصوره وهذا التعبير والله بحق انت مفكره
خلينا نعيش على الاوهام لان الحقيقه مره على الاقل نتغلب عليها باوهامنا
دمت ودام فكرك وقلمك
تحياتي



أختي الجميلة نغم
لطالما عانيت و أنا أتقلب على مخدة الأوهام ، يقلق راحتي أشواكها ، كم أتلف من عمري حلقات.
لو وعى كل منا حجم قدرته الحقيقية ، لحاول تنمية ما يقدر عليه بدلاً من أن يحلم بحياة مثالية.
لحظات ضباب ثم نفيق على وهم الغلب الذي يدور في فلك الحياة و ندور نحن فيه.
دمت في ود و نعمة من الباري.
تصبحون على خير و مودة و بصيرة.

المفكرة
01-05-2010, 08:47 PM
- إتصال . أود لو أرى هذا الفيلم الأمريكي مرة أخرى ، أثر في وجداني بعمق.
هذا ما تبادر لذهني ليلة الجمعة. في الحقيقة ساعات الليل تحيرني ، أسأل ما حقها ؟ بما أشغلها ؟ لا أعرف لهذا السؤال إجابة.
أسترجع أحداث الفيلم المذهلة، حيث جودي فوستر عالمة فلك تدعى إيلي تنصت باهتمام لموجات التليسكوبات الراديوية التي تسجل إشارات و نبضات تتلقاها من غياهب الفضاء.
تتلقى إشارة تفسرها بأنها اتصال من كيانات مدركة تحاول الإتصال بأهل الأرض.
يتزايد الإتصال و يزداد وعياً و يخبر عن تعليمات يتبعها البشر فينشئون بها مركبة فضاء ذات تركيبة هندسية فريدة ، ثم تستقل إيلي تلك المركبة في رحلة إلى قلب المجرة.
أضاءة مبهرة و صوت عميق و ألم يعتصر عضلات وجه الممثلة أثناء رحلتها ، ثم تصل إلى شاطىء جميل في موضع من مركز المجرة و ترى والدها المتوفى فيخبرها أنه كائن فضائي تمثل كما والدها ليقدر على التواصل معها.
يخبرها كائن الفضاء أن البشر في أول خطواتهم للتواصل مع الفضاء و يختم لقاءه معها برسالة مودة تملأ فراغ الوجود.
اللقطة التالية يخبرنا فيها مراقبو الرحلة على الأرض أن الرحلة لم تتم و أن الآلة تعطلت و أن إيلي لم تسافر لأي مكان بالنسبة لمن راقبوا رحلتها بينما تصر أنها أمضت ثمانية عشر ساعة في الفضاء.
تحقق لجنة من مجلس الشيوخ في الأمر للتأكد من أن المركبة و الرحلة ليست خدعة و ينتهي الفيلم بقبول شهادة العالمة و منحها المزيد من المال للإتصال بالعالم الخارجي!
مشاهد الكون تخلب الألباب ، و الآلة التي بنيت للوصول لمركز المجرة مهيبة و ضخمة. أما المشهد الذي شمل لقاء إيلي مع الكائن الغريب الذي تقمص شخصية والدها فبديع و حساس، و الأحاسيس التي رسمها وجه الممثلة غنية.
يجب أن أطالع الفيلم ثانية فقد أثر في نفسي عند مشاهدته أول مرة تأثيراً بليغاً.
*********************
لحظة نشاط توحي بالصلاة ، أصلي ما شاء الله وأقرأ سورة الكهف خلال الصلاة . تنشط نفسي فأملأ قائمة طويلة بطلبات كثيرة أطلبها من خالق الكون. تمر الصلاة على آلام نفسي و همومها فتمحوها بانسيابية و خفة، الهواء أثقل كثيراً من هذا الذي يصيبني إذ أصلي فأعي شيئاً.
يغلبني النوم و حين أتيقظ نهار الجمعة أفتش عن الفيلم في يو تيوب. فأجد منه مشهد الرحلة المميز.
لا يبهرني الفيلم هذه المرة. السذاجة تلون وجه الممثلة و الألم المفتعل في عينيها لا يقنعني. الإتصال برب الأرباب أيسر من ذلك ، لماذا بددوا مليارات الدولارات في بناء صرح ليطلعوا على الفضاء ثم لم يصلوا لشيء؟ يملأهم شك حيال كل شيء!
كون عظيم موضع ابن آدم فيه الإتصال بربه في الصلاة ، يصلح بها حاله .
ذكر خالق عظيم باسمائه الحسني يفيض على إدراكي ما يحيطني بآثار رحمته. الإتصال بالخالق في الصلاة يضعني في مرتبة أعلى من تلك التي تتعذب تجاه مجهول و أعلى من بشرية تشقى سياحة في كون عجيب لا يدركون منه سوى الشك و ظلمات الجهل.
ثلاثة دقائق من الفهم و الإدراك تكفي كي أقطع اتصالي بالفيلم و النت و ترسلني أصلي مجدداً.

المفكرة
02-05-2010, 09:42 PM
يداهمني النوم قبيل صلاة الظهر فيستولي على حصة كبيرة من وعيي. يقطع العمل الذي بين يدي و يسول لي أخذ إذن من عملي و التنازل عن كامل وعيي للنوم.
(الصلاة خير من النوم)
أصلي عدة سنن ، فتطرد النوم حتى حين. قضيت مهام اليوم بفضل الله.

المفكرة
06-05-2010, 11:00 AM
إذا جاعوا ونّوا و إذا شبعوا غنّوا. مثل لجدتي رحمها الله ، تردده أمي كثيراً و تعني به أن الصغار يبكون عند الجوع و يغني الشبع أجمل الألحان على حناجرهم.
جائعة جائعة ، أريد المزيد من السلطة. أخذت ليان الصغيرة تردد و هي تجلس بجوار جدتها في المساء .
لم يشبعها طبق السلطة الذي التهمته. و لم يرضِِِ ِ طبق السلطة الثاني شهيتها.
إذاً إلى المطبخ لتحضير العشاء:
- أنا ، أنا ، سأطهو معك. قالت ليان
في المطبخ ، تجلس الصغيرة على طاولة مرتفعة ، تسامرني و أنا أقلي البيض البلدي في زيت الزيتون و أسخن عدة أرغفة .
أملأ الأطباق بطعام ، رائحته تفتح الشهية ثم أحمل الصغيرة و أضعها على أحد مقاعد الحديقة بجوار جدتها . نتناول طعام العشاء و نتسامر .
يسري الطعام الطيب في الأجسام و الدفء في النفوس فيملأها انشراحاً ، ينطق أجمل عبارات الحمد و الشكر و التقدير لنعمة المولى.

المفكرة
06-05-2010, 06:22 PM
(الشمس مصدر الضوء و الطاقة.)
تبدو الجملة السابقة باهتة. أعدّلها باستبدال المبتدأ و الخبر بفعل و فاعل:
(تصدر الطاقة عن شمس تتلمظ ، تشع طاقة ضوء و حرارة دفء.)
هكذا تدب الحيوية في الكلمات.

المفكرة
06-05-2010, 06:27 PM
- أعصابي مدججة بألم يمحو الفكر.
أخبرتـُه بما أشعر، فجاء رده غريباً:
- بل تبدين في أحسن حال. واصلي العمل، فإنه سلوى عن المرض.
تلهب كلماته يأس أفكار داخلية: لا يعنيه أمرك ، فقط يهمه أن لا ينقطع خيط العمل.
أتذكر الذي خلقـني ، يحيي الأمل شيئاً ما في النفس : هو أعلم بما خلق ، وضع عن المريض الحرج.

المفكرة
06-05-2010, 06:31 PM
بداية تسلك فرعين
(الوهن ماء شراييني و الضعف نسيج كياني هذه الأيام )
يا لها من جملة ، كتابتها تـُجمد ما بقى من نسيج حياتي.

(الوهن ماء شراييني و الضعف نسيج كياني هذه الأيام.)
كلام لا يصح قوله و لو شعرتِ به . احذفي الجملة فيزول بعض أثرها.

المفكرة
10-05-2010, 05:25 PM
ما رأيكم؟
تستفزني الأسئلة العميقة، توحي لي أن صاحبها يحاول الهروب من عمل هام مثل غسيل الصحون أو كي الثياب أو النوم مبكراً.
و قد أصابتني تلك الأسئلة بسهم البارحة حين تجاهلت الصحون المتراكمة على سطح طاولة المطبخ و الثياب المطوية في الدولاب و الساعة التي أشارت للواحدة فرحت أفتش النت عن كلمات تستفزني لأكتب شيئاً ما ينسيني ما ينبغي فعله.
و لأن من يفتش عن شيء يجده ، فقد وجدت تساؤلاً ذو وقع عميق :

هل حقاً تُقفرُ أرواحنا حين يرحلُ الأصدقاء؟
أم أن الأصدقاءَ يرحلون حين تُقفرُ أرواحنا؟

هكذا كتب الليل مستخدماً لوحة مفاتيحي : (زخات المطر في صحراء مقفرة تستقبله الأرض مرحبة ببشائر الحياة و هو على ندرته ممكن. أن تحظى بصديق تكون معه على سجيتك فلا يستخدم معرفته بك كي يطيح بك و يستحوذ على مكانك، لا أدري إن كان هذا أمر ممكن ، ما أعرفه عن البشر التنافس و الخلاف، وحده الإيمان يهذب النفوس و يلم الشمل.
لا لست متشائمة ، بل أبحث عن تلك الفرص التي تصلح أن أضع عليها أقدامي وصولاً لدرجة أعلى مما أنا عليه ، أنظر إليهم ، يعجبهم المكان في الأسفل ،أتردد لحظات، تكاد تزل قدمي ، أعدل وقفتي ثم أمد النفس لأعلى، بعد قليل يفصلنا البون فلا يصل أحدنا للماضي يسأله أين موضع الآخر!)

المفكرة
10-05-2010, 07:31 PM
على باب المعرض الفني استقبلتني مرحبة و طلبت مني أن أكتب في السجل ما يصف شعوري تجاه ما رأيت.
أستعرض كلمات الإعجاب و الدهشة التي يحتويها سجل الزائرين فتهولني فخامة الإعجاب ، تتردد أناملي فأناولها قواعد الكتابة : فقط ما أشعر به حقاً و غفل عنه غيري.
يكتب القلم:
(بين المعروضات نسيت المشاغل و التفت إلى ما ألقيه عادة فيلتقطه إحساس الفنانة العالي و تجد له استعمالاً أفضل من الإهمال ثم ترسم به حياة الجمال بأوجه متدفقة.
جمال أنساني المشاغل و الهموم زمناً فشكراً لك.
في حفظ البارىء المصور.)
تناولت مني السجل ثم قرأت كلماتي. انسابت في ابتسامتها الرقيقة مودة التواصل، أجل وصلها إحساسي.

المفكرة
12-05-2010, 09:43 PM
حكاية قبل النوم
الحكاية هذه المرة من ليان التي تشبعت بحكايات جدتها عن الأميرة و الملك.
أترك قلمي يرسم معالم منطقية لأرض الحكايات عند ابنة ثلاث سنوات:
كان الملك يبحث عن الأميرة فدخل بيت البنت الصغيرة و سألها عن الأميرة ، لكنها لم تعرف شيئاً.
هنا تنسى القصة الأميرة و يتلاشى الملك من إدراكها و تبقى البنت الصغيرة و حاجاتها الصغيرة ، و بيتها و ما فيه ينسجون الخيال بوقت نصف ساعة استنفذت طاقة الصغيرة و نقلتها لمأوى أحلام الحكايات.
تصبحون في خير و نعمة الخالق العظيم.

المفكرة
15-05-2010, 06:36 AM
طموح
ليان تكبر و إستخدامها ليديها الصغيرتين يزداد كفاءة . هذه المرة تصر على حمل فنجانين كبيرين . أعرض عليها المساعدة في المهمة الثقيلة فيزيد تشبثها بهما ، أتراجع و أكتفي بالمشي بجوارها ، أدعو ربي أن يمدني بذلك الإدراك العالي الذي ينقذ الأشياء حين تنوي التعثر قبل أن يكتمل سقوطها فيمنع الأذى عن الجميع.
في المطبخ ترفع ذراعيها الصغيرين و تضع حملها الثقيل على طاولة أكبر إرتفاعاً من قامتها!
أصفق لها طويلاً و أحمد المولى على السلامة.

المفكرة
19-05-2010, 09:41 AM
شربة عسل
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار وأنهى أمتي عن الكي." رواه البخاري
*********************
مفاصلي تئز ألماً يرسلني أنام كثيراً ، عالمي استغنى عني و مضى و شأنه دون أن يتمنى لي الشفاء العاجل ، عافت نفسي الحياة و لم يقبلني الموت بعد ، أشقى على شفا حفرة من عذاب ، أوشك أن أتردى فيها ثم تنقذني بعض رحمات رب العالمين. الحال كما هو على مر السنين و الأحداث و الأطباء.
شريط مصور يوضح ما الحجامة طالعته منذ سنين و عندها أجرت لي طبيبة عدة حجامات على مدى أعوام ، الشقاء انصرف عني لكن الوجع يعاودني كل حين ينغص كل لحظة.
أما العسل فلم يستهويني مطلقاً . شربة الماء تؤذي معدتي و الطعام قليله و كثيره يؤذيني جداً لذلك فإن شيئاً ما تحتويه معدتي لم يلفت انتباهي حتى طال المرض كل عزيز عندي . عندها ألحت شربة العسل في الدخول حيز تجربة الجسم.
أسأل طبيبتي عن شربة العسل ما تكون .
_ أذيبي ملعقتين من العسل في نصف كوب ماء و تناوليها صباحاً على الريق.
أضع الكلام على رف في عقلي ثم أسأل كل عابر سبيل على النت عن شربة العسل ، ما تركيزها ، ما كمية العسل التي تذاب في الماء كي تحقق الشفاء المرغوب؟
لا جواب ، لا يعرفون عن تركيزها شيئاً. في الواقع قلما جرب أحد شيئاً بطريقة علمية منظمة حيث تركيز موحد و كمية مختصة بكل مرض ، تجارب البشر غير منظمة كي يمكن الإستفادة منها مجدداً.
تذكرني بقرة بني إسرائيل أن أقبل الأمر كما صدر ثم أفكر في كيفية تنفيذه فأولئك الذين شـَددوا ، شُـدد عليهم ،
شربة عسل بهذا اللفظ غير محددة التركيز ، اصنعي منها ما يناسب حالك.
الحديث الشريف رسالة رب العالمين بلفظ الرسول صلى الله عليه و سلم. نقله لنا الصحابة ثم تثبت البخاري من الرواة و تركه لنا خالي من كل شبهة. من خلق الخلق أعلم بما يصلحهم ، أتلقى الحديث عندها بالقبول و التسليم.
العقبة الأخيرة في طريق التنفيذ تسأل : أقصرٌ هذا الحديث على الأطباء ؟ وحدهم من يجدون فيه وسيلة شفاء؟
قوله تعالى : (و ما أرسـلناك إلا كافــة للناس بشـيراً و نذيراً و لكن أكثر الناس لا يعلمون) سـبأ : 28 يكسر حقوق الملكية الفكرية لفئة دون أخرى و يوزعه على العالمين. عندها أتناول لفظ (شربة عسل) من الحديث الشريف و أقلبها على كل وجه أفهمه كيما أجد ما ينفعني.
و لقد اعتدت أن أتيقظ و الألم يعتقل وعيي رهينة لديه بلا أمل في استعادته . يشد الحديث عزيمتي فأشرب كوباً من الشاي الخفيف و أحليه بالعسل، أسترد من القوة ما يكفي صلاة الفجر ، ساعة و تستعيد ذراعي الأيسر القدرة على الحركة بما يكفي للذهاب لعملي، ثلاث ساعات ثم يعاودني التعب مجدداً ، خلال اليوم أتناول 3 إلى 5 أكواب من الشاي المحلى بالعسل كي أقوم بأنشطة اليوم الأساسية ، الصلاة ، الوقوف ، الجلوس ، التفكير ، الإرادة ، التحفيز و إختيار ما ليس دانياً جداً فبوسع يدي أن تطول شيئاً أكثر إرتفاعاً و تضعه في متناول نفسي.
لا يكفي ، الحديث يقول شفاء و حالي الآن طيب ، لكنه ليس بشفاء ، لا قوة فيه .
أقلب (شربة عسل) على كل الأوجه ، أخلطه بالماء البارد تارة و الدافىء تارة أخرى ، الفرق ليس كبير ، أزيد العسل فلا تقبله نفسي .
شيء ما يخبرني أن شربة العسل بالضبط كما يوحي اللفظ عسل ذائب في سائل .
إشارة ما ترسلني أبحث عن مرض الإسقربوط الذي يصيب مفاصل المريض بمر الشكوى و التي يزيلها عصير البرتقال الغني بفيتامين سي. البرتقال بالذات ما لا أطعمه مطلقاً و معه أفراد عائلته من الفواكه الحمضية.
أذيب العسل في عصير البرتقال فأنتفع بالعصير على أحسن حال و تزول من شكواي أحمال و أثقال ، ما يكفي كي أصلي طويلا ,أصلي كثيراً و أصلي بطيب نفس و صلاح جسم.
تلك حكاية ثلاثة أشهر أستخدم العسل ذائباً في عدة سوائل فأنتفع بالمادة الغذائية على هذا النحو بعد أن كان جسمي يلفظها خارجه غير عابىء بفائدتها.
عقلي لازال يصر أن دوائي في شربة العسل تلك رغم أن ألم المفاصل الذي اشتد مؤخراً أرسلني عبر بوابة الحياة ، أفتش العوالم العابرة عن مكان فلم يستضفني منها واحد ، أعادتني جميعها إلى كوكب الأرض مرة أخرى .
أفكر مجدداً في شربة العسل ، لم أحسن الإستفادة من الحديث بعد ، يمر عقلي بغذاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أطهر البشر عقلاً و جسماً و نفساً و أكثرهم إنجازاً . أطالع أحداث يومه ، تمر الأشهر دون أن تشعل في بيوته ناراً لطهي طعام ، لا لم يأبه بالطعام المطهو كل يوم كما يحدث في بيتي ، وجد غايته في التمر و الماء و اللبن ، ذلك أساس طعامه.
لكن جسمي يلفظ اللبن و كل مشتقاته ، يخطر اللبن في ذهني مسلسلاً بالخوف و الضيق.
يهديني مزيد فكر أن أخلط اللبن بالكثير من العسل ، فيكون ذلك طعام العشاء ، تكفي عدة دقائق كي تجعلني أشعر بالحيوية بما يكفي كي أصلي أحد عشر ركعة بعد العشاء و أجلس ساعة أخرى أطالع كتاباً.
في الصباح منحني اللبن الممزوج بالعسل مزيد حيوية ، فقضيت تسع ساعات أتجول بين مصالحي دون إرهاق يذكر أو طعام آخر. أكافىء يدي بخاتم فضي فيحمله إصبعي طوال اليوم بلا شقاء يذكر، أول مرة منذ ثلاثين عاماً!

المفكرة
19-05-2010, 07:34 PM
حي على الصلاة عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته

المصلى هذه الأيام تحتله المشرفات ، وجدن فيه ملاذاً آمناً من أوامر رئيساتهن و مطعماً و منتدى نسائياً ظريفاً ، لكنه على هذا النحو لا يصلح للصلاة .
أما المدرسات فقد انتهت أشغالهن ببقاء الطلاب في بيوتهم استعداداً للإمتحان فانقلبت حجرة المدرسات منتدى أكثر ظرفاً ، لا ينقطع عنه الضحك و الحديث ، تشحن كل منهن قلقها و غضبها في كلمات و تصوبها على من حولها لعلها تصيب بطلقاتها الفارغة إعجابهن! لا موضع للصلاة في تلك الحجرة ، هكذا وسوس الضعف في النفس.
و حين تخفت الصلاة يضيع ذكر الرحمن و يحضر الإهمال ، ترافقه المشاكل و الخلافات ثم يقع الأذى على بعد كلمات ، تتشعث الصداقة ، تنفصم عرى العمل . في الواقع ، التفاعل المسلسل الذي يبدأ بضياع الذكر لا يقف عند حد .
لا يحيا العمل بغير جو به وفرة من الهدوء و الإحترام و عندها يفيض من الوقت شيئاً أصلي فيه سنن الظهر و الظهر لوقته و أسبح المولى.
لكن الجيل الحالي يشد البساط نحوه فتتهاوى قيم إعتدناها قديماً ، أنصح لهن فيقع نصحي على من يرونني نجمة بينها و بينهم سنين ضوئية لا تنتهي !
و لأن الأمور لا تصلح على هذا النحو لأن طاقتي المادية أقل مما يملك شبابهن ، فإن التواجد مع معظمهن صار غير مقبول .
لكن قيادة السيارة إليّ حالياً ، ما لا أتركه حتى يـبلغ المشوار أجله.
و ما لا أوفق إليه بذاتي فإنني أفتش عمن يعينني فيه . هذه المرة استحضرت إرادتي قوة الصلاة كي تخلصني من هذا الغثاء ، قوة تؤثر فيهن فيتركن لي المقود بلا نزاع. و محرك إذ يعمل تدور العجلة تجاه الحركة و الصلاح. في الصلاة أدعو مولاي : ربي اجعلني مقيم الصلاة و من ذريتي ربنا و تقبل دعاء.
يلف الهدوء المكان ، تستأذن بعضهن في العودة لبيوتهن فيؤذن لهن مع تمنيات السلامة لهن فيها.
********

المفكرة
20-05-2010, 06:40 PM
لا يعقل ، غلاء الأسعار يأكل المال أكلاً.
الدولار خمسة أضعاف الجنيه المصري و لا يربح بإستثماره أما الجنيه المصري فيتراجع ثمنه أمام تضخم الأسعار و تتناقص أرباحه في شركات الإستثمار و البورصة و البنوك.
الوظيفة مرتبها لا يزيد طردياً مع زيادة الأسعار .
يمد عقلي خط العلاقة البيانية بين الأسعار و ما أكسبه شهرياً و ما ادخره فيتجلى لي كيف تكتسح الأسعار المال بسرعة فلكية ، يبدو الإحتفاظ بالجنيه المصري و الدولار رهان على خاسرين . و الحال راكد معرفة عشرين سنة.
ننجرف نحو السبع العجاف مجدداً.
في الصاغة ، أسأل عن سعر جنيه الذهب فيخبرني تاجر أنه ازداد مئتي جنيه عما اشتريته به منذ ثلاثة أشهر تقريباً! يطلعني على فاتورة اشترى بها رجل أعمال جنيه الذهب في رمضان الماضي (أي قرابة عام) بأكثر قليلاً من ألف جنيه. سعر جنيه الذهب هذه الأيام آل إلى 1540 جنيه مصري. يربح الذهبي خمسين بالمئة من قيمته بلا خسارة.
إذاً لأخبركم :
تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه على أصله (ذهب) إلا قليلاً مما تأكلون.

smsma81
20-05-2010, 09:12 PM
جميل حقا ما تكتبين.فانا اتابعك منذ ايام .ولكن لكثره انشغالي .بعدت ثم عدت للمتابعه وكلما قرات تمنيت ان لا تكفي عن الكتابه .وتظلين انت في الكتابه وانا في الاستماع .نعم .اشعر اني اسمعك وانا اقرأ فانت تذكريني باسلوب شخصيه عزيزه الي قلبي لطالما اشتقت اليها .فقط اكملي ولا تتوقفي .

http://www.ar-tr.com/vb/uploaded/11720_1187677710.gif
http://www.ar-tr.com/vb/uploaded/11720_1187675630.gif

المفكرة
21-05-2010, 03:09 PM
جميل حقا ما تكتبين.فانا اتابعك منذ ايام .ولكن لكثره انشغالي .بعدت ثم عدت للمتابعه وكلما قرات تمنيت ان لا تكفي عن الكتابه .وتظلين انت في الكتابه وانا في الاستماع .نعم .اشعر اني اسمعك وانا اقرأ فانت تذكريني باسلوب شخصيه عزيزه الي قلبي لطالما اشتقت اليها .فقط اكملي ولا تتوقفي .

http://www.ar-tr.com/vb/uploaded/11720_1187677710.gif




أكرمك الله ، أنت و من تحبين

http://imgtn1.ask.com/ts?t=10651340672652606382&pid=23296&ppid=12

smsma81
21-05-2010, 09:56 PM
اين البقيه .................................................. ...............
انا انتظر
http://i9.glitter-graphics.org/pub/1438/1438189vqsqdpzbh2.gif

smsma81
21-05-2010, 10:01 PM
http://67.228.10.40/pub/2366/2366908pjqfcgz9ie.gif


انت جربت جميع السوائل بالعسل إذا جربي عسير الموز باللبن مع العسل صباحا وادعيلي
انا عن نفسي بفطر الاول يعني بشحن ويعدين ده حاجه تانيه .
خليكي انت في العصير بس

المفكرة
23-05-2010, 06:10 PM
اين البقيه .................................................. ...............
انا انتظر
http://i9.glitter-graphics.org/pub/1438/1438189vqsqdpzbh2.gif

المهمة المستحيلة
آخر أيام الإجازة ، منذ الغد تنسل تلك الوديعة الطيبة من أحشائي و تتركني مع تلك المتنمرة ، تحاسب بالكلمة و تجازي المحسن بالإحسان و تعاقب المسيء إن استطاعت.
كيف أقضي آخر لحظات مع نفسي الغالية أودعها ، أستودعها الله ؟
كتاب جميل أعيد قراءته فلا قبل لي بقراءة جديد ، بل هناك الكثير من المشتروات لم تقض َ و كل تلك المشاوير و الزيارات ، عزمت فلم أمض ِ فيما عزمت ، أجلس إلى ورقة صغيرة أخطط ، أهم بالنية ، لا تكتمل .... يقطعها رنين جرس ، تلك أختي ، أيمكن أن تترك لي الولدين بينما تمضي في حاجاتها ؟
لا أتردد ، بالطبع . و لم لا ، هذا قدري منذ الصغر ، يتركون الصغار في رعايتي و يمضون ، ثم يعودون آخر اليوم فيجدون الأمور على أحسن حال ، بل أكثر ، اشتقت لهم ، رجوته أن يحضرهم، أتوشح رداء الأمومة في وجودهم يتلون بالصداقة و اللعب ، يزخرفه المرح ، شيء من فرح و سعادة تحضر إذ يتواجدون ، تترك المكان إذ يغادرون.
حان موعد صلاة الظهر ، و حضر الشيطان ، ربنا يستر ، يا كريم سندك ، أكبر الولدين في الثامنة من عمره و للشيطان في نفسه حظ تصعب معه المجاهدة ، أما الصغير فلازال في الخامسة ، لين العريكة ، ابن أمه ، أحياناً إذ أحمله يتخذ وضع الرضاعة ، يعجبه الحضن الدافيء ، لم تفطمه المشقات بعد.
توضأت و توضأ معي مصطفى الصغير ، أما يوسف و هو المقصود بهذه الدعوة فلا حياة لمن تنادي ، حسناً أشحذ سلاحي و استعد للمعركة ، أكيل المديح للصغير دون الكبير ، ما أروعك يا صغيري ، كم أنت مميز ، مكانك في قلبي يزداد يوماً بعد يوم ، يا بطلي المفضل ، روح الحياة و سكـّرها ... الكلام لك كي تسمعي يا جارة .
امتلأت عينا يوسف جدية و قرر أن يراقبنا إذ نصلي ، يعطينا درجات و يحكم بيننا في مسابقة "من الأكثر اتقاناً للصلاة" ، حسناً نحن نتحرك نحو الهدف ، سنصل بإذنه ....
لكن صغيري صغير ، و عقله يطلب منه أن يتصرف تصرفات عجيبة أثناء الصلاة فتراه يلتفت يمنة و يسرة و يخرج منها ليعود إليها و قد ينام قليلاً على الأرض عوضاً عن السجود ، أما ركوعه فهو الأغرب ، إذ يمد كفاه يمس بهما قدماه فيثني جسماً غضاً لم يقيده المرض أو العجز .
اليوم غير مسموح بكل ذلك اللعب ، فالمراقب العام حاسم و لا يتسامح في غلطة ، ربنا يستر، فقد يقلب هذا إلى شجار لا تحمد عقباه ....
أسلم في التشهد على عباد الله الصالحين ثم أسلم على من حولي من كيانات ، ثم ألتفت إلى قائدي المبجل ،
_ أتحسبون تلك صلاة ، سأريكم كيف تكون الصلاة كأحسن ما يكون .
(الحمد لله وقع في حبلي ، اصطدته ، أشجع صيادة رأيتموها ، خضت في وحل الصبيان هذا للركب)
الآن نجلس نتعلم من قائدنا الملهم ، طفل له عقل مدير ، يعطي أوامر ، لا يقبل منها شيئاً ، يلقيها في وجهي ، يصفعني بها ، حدة طبع ، لكنه لا يستعصي علي بإذنه ، عندي مفاتيح كثيرة .
منافسة إذاً و أنا الحكم ، طبعاً يوسف عاقل و متزن و عقله لا يحركه في تصرفات غريبة . لكن الصغير صغير ، يجب مراعاة فروق التوقيت ، كما أنه ودود و سريع الإستجابة ، الأول في كل شيء منذ زمن بعيد ، كما أنه مستقل ، و يجيد ارتداء ثيابه بنفسه !
و إذ لمس الصغير تقدم الكبير، سبق بخطوة ، سأل : هذه الصلاة التي أديناها ، ما رقمها ؟
قلت : اثنان ، فوراً وجدته يصلي الفجر .
الآن حان موعد إعلان الحكم (ربنا يستر) فما أقوله الآن قد يتسبب في أزمة دولية تستلزم تحكيم أجنبي و هلما جرا ، و أنا لا أرص كلمات كي أسلي قارىء ، بل هو لب الحق ، ما يحصل كما يحصل على الأرض مأوى البشر .
الأول هو يوسف لأنه صلى باتقان ، لكن مصطفى هو الأول أيضاً لأنه صلى قبل يوسف كما أنه صلى الفجر بعد الظهر .
الآن الأكبر يدخل المنافسة على واسع ، قام فصلى الفجر . آه وقعت في مأزق ! هات حلاً يا ربي الحليم . ما سأقوله قد يجر علينا النكد لساعة مثلاً و قد تعقبه أعمال انتقامية تؤدي لتخريب أجهزة و قطيعة بين الأسرتين ، و بالطبع سأكون أول من يتم إلغائه من قائمة الأقارب ، ناولني حكمة يا حكيم .
احضر يا جدل و ناولني لساناً لنصف ساعة : ثلاثين دقيقة ، و أنت يا قلب و أنت يا رعاية لكما موقعكما من الإعراب فأفصحا .
نطقت الحكيمة ، انظروا نور وجهها : يوسف الأول في اتقان الصلاة بينما مصطفى الأول على مرتبة سرعة الاستجابة ، لكل حكم معايير جمة ، و لكل مسابقة مستويات عمرية متنوعة، حسناً مرت هذه بسلام ، له الحمد ، طبعاً أعلن يوسف أن خالتو تأتي في المكانة الأخيرة! مكافأة كل منهما 100 جنيه زيادة عند بدء لعبة بنك الحظ .
الصبيان الجشع في بشر ، و عوضاً عن اللعب بنقود حقيقية ، وقعا بسببها في متاعب خطيرة ، اخترع لنا شخص نابه بنك الحظ ، نمتلك العالم بأوراق مزيفة (العالم الحقيقي لا يختلف عن ذلك البتة) ، ساعة و أنا في هذا العته ، احكم بينهما فأنفذ أحكاماً يجدان منها ألف مخرج ، نزلا على حكمي بصعوبة ، فألزمت كليهما بدفع ما عليه للآخر .
يوشك الصغير على الإفلاس بينما الكبير يحكم نصف العالم ، رأسمالي مخضرم ، يشتري و يبني ، ثم وقع المحظور ، أدار النرد فوقعت قسمته في بلد لأخيه به سوق ، أيدفع له 300 جنيه ؟ لا لن يفعل ، بل يفسد اللعبة كلها يبعثر كل شيء يهدد بالأذى (تهديد ينفذ ، كم أتلف مما غلى ثمنه عن عمد انتقاماً ممن لم يطاوعه فيما يريد) .
أحطته بذراعي ، احتويته ، لأمنعه من إيذاء أخيه الأصغر و حينها سيعاقب في بدنه ، أمر لا تطيقه أعصابي ، أن تمسه شعرة حزن ، أحجز عنه المشاكل ، يصمم أن يواقعها .
لا بأس بغضبه ، أعرف أنه لا يقدر عليه ، جزء من كيان الذكور ، أتحمله إذ أكون قربهم ، وراثة مؤكد ، كما أنه صغير لم يحكم نفسه بعد .
قلت لصغيري ، لنلعب وحدنا دونه ، لكن الكبير مصمم على المضي في هذا الطريق ، لا لن يهدأ ، بل لن يتوقف حتى يدمر اللعبة ثم بعدها سينظر فيما يستحق التدمير ، يسحق به أعصابنا كي نعترف أننا أخطأنا في حقه .
أرتب اللعبة ، أعيدها لصندوقها ، بينما الجدل على أشده ، لابد أن ينتزع اعترافاً مني أنني من أخطأت . لا أعرف لماذا ، لكن هذا زر الخطر و الإنذار في كياني ، يضغطه أحدهم فيستفز مني رداً لم أحب أن يخرج ، لكن أعصابي اليوم هادئة ، أوفرها للغد .
أقول له : لو انتظرت لوجدت لك مصرفاً . فهذا دأبي للحفاظ على ماء وجه كليهما مع دفع الغرامات و المخالفات دون أن أطرد العدالة من المكان ، للأسف فقد كنت على وشك إعلانه فائزاً و ملك العالم ، لكنه تسرع ، لازال يجادل ، لكن فورة غضبه تهدأ .
يغادرني الصبر ، يخبرني و هو مولي : أنت بحاجة لمن أقوى مني ، أرسل لك الأخ قدر ، يمسك الزمام منذ الآن ، دق جرس ، من يا ترى ، لنتسابق نحوه ، المنقذ اللذيذ ، لبن و قشطة و زبادي طبيعي ، النجدة وصلت .
دعوا عنكم اللعب ، كلمة السر : أرز بلبن ، أضع القدر على النار و أقلب ، أطهو بينما يوسف يعد بتناول طعام أعرض عنه منذ الصباح ، يعرض عنه أياماً حتى يهزل جسمه و يسوء مزاجه ، بينما مصطفى أكل أكله و أكل أخيه و خبأنا باقي الطعام منه لأنه على حد تعبيره عندما يشوف اللحمة ينط عليها نط ! الكبير يعد بتناول الطعام ، فينكث في وعده ، شهية مختلطة قليلاً ، مضخمة بالنكد و الشعور بالقرف من المعتاد .
يوسف يختفي في فراغ بين الخزائن العلوية يأكل الزبادي. بينما أقلب اللبن على النار و مصطفى يناقش أمور الحياة و الشغل (المدرسة) و الإقتصاد و غيره ، وجهة نظر الصغير ، أنقلها لكم على لساني هي الآتي : لا بأس بالصغار ، قلوبهم خضراء ، و هم يحسنون فيم يوكل إليهم، لكن من فضلكم ، أفسحوا لهم المزيد من المجال للحركة ، و رجاء حار لا تنهروهم بصوت عالي، فهم يخافون من ذلك جدا ً ، (و الله حتى أنا يفزعني الصوت العالي و لو كان في تلفزيون) أختم على ذلك الإعلان ، أصدق على البيان الرسمي .
أمر آخر يقلقه ، فمدرسته تنهر الأولاد بشدة فيخيفه صوتها العالي و يستوحش منها رغم أن الكلام غير موجه إليه ،لم تحل شكوى أختي للمدير أي أمر ، قلت : لو أظهرت لها حباً يا صغير فستتحمل مدرستك مناوشات الصبيان بصدر رحب ، أعرف قلب النساء الأخضر تجاه الأطفال ، اقتنع بطلي الصغير و اقترح أن نرسم لها كارت به قلب و عبارات حب ، أضاء وجهه السرور ، و هو المطلوب و للمولى الحمد.
رحلت سورة الغضب عن الكبير إذ سكن الطعام في معدته ،أيمكن أن نعيد اللعبة مرة أخرى؟ مرفوض تماماً فهذا عقاب فركشة اللعبة بسخف ، إذاً لنلعب لعبة أخرى ..... حسناً الشطرنج، لعبة مناسبة له فهو يعرفها دون أخيه ، فرصته في الفوز مضمونة !
المسرح الجديد فوق رف في المطبخ ، بينهما رقعة الشطرنج ، و مصطفى يتصرف في لعبة العقل كأحد أفلام الأكشن ، على وجه التحديد (Power Rangers) التي يعشقها و يتوه به الخيال
فلا يعرف أي شخصياتها يكون ، يرتفع الجندي الأبيض ثم يلطم الملك الأسود بينما صيحة Power Rangers تتردد في الأرجاء فتهوي نصف قطع اللعبة ،
_ يا خالتووو ... الحقي ! تصلني الإستغاثة فأترك التقليب كي أنجد المستغيث .
_ لا يا فتافيت السكر ، حركة الجندي على هذا النحو . رويداً فهو صغير ، أول مرة يرى هذه اللعبة، لكنه يتعلمها والله ، ألم أقل لكم كم يبدع الصغار !
فوز الكبير ساحق و لله الحمد ، فهذا طعامه ، تزهق روحه بدونه ، لكن النتيجة لصالح الصغير في مسابقة الطعام : يوسف نصف طبق من الأرز باللبن و مصطفى طبقين كاملين (هذا غير طبقي أرز بالخضار و طبقي سلطة و نصف اللحم في الطبق و علبتي زبادي في الغداء منذ أقل من ساعة!)
و إذ شبعا ، حان وقت الصوصوة ( غناء العصافير ) ، أمي تفرض حظر التجول في الشقة فهي تنوي استضافة أشخاص مهمين و قد انتهى الجميع من أعمال النظافة ، و لن يقلب لها أحد نظام البيت ، و منعاً للمشاكل حبستهما في حجرتي ، و شغلتهما بحل مسابقات المجلات ، استقطع مكاناً بينهما ، أكاد انعصر ، احتلا كل المكان و تركا لي فتفوتة (تلك أصغر وحدة لقياس الحجم ، يستخدمها مصطفى)، كلما خطر ببالي شاغل ، فهممت ، بدّدت أصواتهما كل نية و محت كل عزيمة ، يتسلقان كتفي و حجري صعوداً وهبوطاً بحثاً عن شيء و أخيه و لاشيء و ابن عمه ، جرس الباب يدق معلناً انتهاء المهمة ، بعد أن صلينا المغرب في جماعة و له الحمد عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته .
الآن وقت العقل ، أخفف الإثارة، فللكبار قوانين أخرى ، يغمرنا القادمون بفيض حلوى لذيذة جاتوه يذوب في الفم ، فأصعد بنصيب وافر لأخي و أختي فسكناهما فوقنا .
رحبت بي زوجة أخي بطبق من فطائر ساخنة شهية محشوة بالأطايب ، جبن نابلسي من نابلس الجميلة و السبانخ و الزعتر الطازج من أرض الفداء ، و تناولت مني الجاتوه ، اشتهيتها ، لذيذة والله ، و إذ دخلت عند أختي أعطيها الجاتوه ، استولى الأولاد على الفطائر و الجاتوه ، بالهناء و الشفاء .

المفكرة
23-05-2010, 06:13 PM
http://67.228.10.40/pub/2366/2366908pjqfcgz9ie.gif


انت جربت جميع السوائل بالعسل إذا جربي عصير الموز باللبن مع العسل صباحا وادعيلي
انا عن نفسي بفطر الاول يعني بشحن ويعدين ده حاجه تانيه .
خليكي انت في العصير بس

إن شاء الله و شكراً للنصيحة الغالية يا سمسمة

المفكرة
23-05-2010, 06:29 PM
\\
حيز الوهم أكبر من حيز الفعل

ولكن يا أخت ما أجمل الوهم الذى يخرجنا من قسوة الفعل والفهم

ضباب الوهم يلف كياني و النفس تنتفخ بالباطل الذي يملأها ، ثم إلى هاوية سحيقة ، أهوي طويلاً في رعب مقيت ، كادت رأسي تتهشم على صخرة الوهم ، النزيف الحاد يفرق بين الجسد و الروح ، يكاد ينجح ، تمر رحمة من رب العالمين بالنفس و تسكب بلسم الحق على الجرح ، بعض من شفاء يصيب النفس فتتعافى ، في ظل وارف أراجع الإساءة التي كادت تودي بي فأعي شيئاً .
التغيير أقرب الأشياء للإرادة المتيقظة التي تحول صور العقل حقيقة تلمسها الأيدي ثم تحمد خالق الخلق على نعمه.
دمت بخير ، في حفظ الله.