|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قصة طالب علم سأحكى لكم قصة من واقع حياتنا ، ويعانى منها الكثير منا ، فبحكم عملى كمعلم وظيفتى الأساسية أن أقوم بتعليم الطلاب مقررات محددة ، مع ملاحظة اننا نحن المعلمون ندرك تمام الإدراك أن الهدف الأساسى من تدريس المقررات ليس فقط أن يحفظ الطالب المقررات ، ولكنا جميعا نحاول أن نساهم فى توسيع مدارك طلابنا ، وأن نعدهم الى القدرة على استيعاب علوم العصر و ثقافته ، وأن يكون مواطنا صالحا ليساهم فى الإرتقاء بمجتمعنا . ولكن صادفت الكثير من الطلاب ، الذين لا يعيرون الكتب المدرسية أى اهتمام ، ويهتمون فقط بالكتب الخارجية والملخصات . وحين تناقشهم وتحاول جاهدا اقناعهم بأن الكتاب المدرسى هو الكتاب الاصلى ، هو ما يجب أن تدرسه وتحاول فهمه ، فهو ليس مجرد شروح ،و أن الهدف منه ليس فقط أن تحفظه ، ولكن تعمد واضع المادة فى منهجه أن يحثك على الفهم والاستيعاب والتفكير ، تكون دائما الاجابة أنه لا أستطيع فهم الكتاب المدرسى ، ولذلك يفضل دائما أن يذاكر من الكتاب الخارجى ، والى الآن لا اعتراض لى كمعلم على ذلك ، فقد يكون الكتاب الخارجى له بعض الفوائد فى توضيح بعض المعانى التى لا يدركها الطالب وحده ، ولكن المشكلة أن هؤلاء الطلاب يستيعنون دائما بكتب تعتمد على طريقة الشرح القديمة وهى الحفظ و فقط ، ومهما حاولنا أن نوضح لهم أن حتى الكتب الخارجية فيها ما تطور مع وسائل العصر فأصبح يقدم شروحه بحيث يتوافق مع المنهج الأصلى فى مساعدة الطلاب على التفكير والمعرفة ، حتى تزداد مداركه ،ولكن لا فائدة من ذلك ، لم نستطع أن نوجهم الى أن الأصل واحد ، ولكن الشروح متنوعة ، فلا تنسى بنى الكتاب الأصلى ( الكتاب المدرسى ) ، واستعن دائما بالشروح الحديثة التى تتوافق مع عصرنا و تحقق الهدف المنشود . وفى النهاية المشكلة فى ظل نظام التعليم أن الكل ناجح والكل يحصل على درجات عالية ، حتى أننا أصبحنا نجد طالب حصل على أكثر من 100 % ، هذا صحيح . و لكن من المهم أن ندرك دائما أنه ليس معنى أنه حصل على الدرجة النهائية ، أنه استفاد من المنهج ، فالمعيار لمدى تحصيله لا يختلف عليه انسان ، معلم أو غير معلم ، أن المعيار هو هل ما درسته سواء إعتمدت على الكتاب المدرسى أو إعتمدت الملخصات القديمة أو الشروح الحديثة ، المعيار دائما هو ، هل أنت الآن قادر على استيعاب العصر الذى تعيش فيه ، هل أنت الآن قادر على استيعاب ثقافته ، اذا كانت إجابتك نعم أنا بحمد الله قادر على ذلك ، اذن أنت استفدت تماما مما درسته ، و ستكون بذلك فخر لوطنك ، أما اذا كانت اجابتك لا لم أستفد ولا يعنينى أن أفهم العصر الذى أعيش ولا تعنينى ثقافته ، ولكن المهم أن أنجح وكفى ، اذن اعلم أنك على خطأ ،وأنك مخالف لكل المواثيق والقرارات التى تحاول وزارة التربية والتعليم بل وتحاول الدولة بكل أجهزتها و المجتمع بكامله أن يحققه . إعلم بنى أن الطالب المجتهد هو الذى لا يقتصر على نوعية معينة من الأسئلة أو نوعية معينة من الإجابات ، فلابد أن يكون لعقلك نصيب مما تدرسه ، ولا تخشى الوقوع فى الخطأ فالكل يتعلم من أخطائه . وأخيرا أقدم عزائى للمصريين جميعا على هذ االحادث الأليم الذى أدمى قلوبنا جميعا ، والأمل كل الأمل فى طلابنا . و جزاكم الله خيرا
|
العلامات المرجعية |
|
|