|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() منزلتها عند النَّبي صلَّى الله عليه وسلم كان لعائشة رضي الله عنها مكانة خاصة في قلب النَّبي صلَّ الله عليه وسلم؛ وذلك لأنَّا كانت ابنة صاحبه الأكبر أبي بكر الصِّدِّيق، وكانت أيضًا أحبَّ زوجاته إليه. وقد كان صلَّ الله عليه وسلم يظهر حبَّه لعائشة رضي الله عنها، ولا يخفيه، حتى أنَّ عمرو بن العاص رضي الله عنه، سأله فقال: ((أيُّ النَّاس أحبُّ إليك؟ قال: عائشة. قال: مِن الرجال؟ قال: أبوها)). وهذا الحديث فيه منقبة ظاهرة لأُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي أنَّا كانت أحبَّ النَّاس إلى النَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم. فعمرو بن العاص رضي الله عنه، يلقي السؤال بين يدي النَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم: مَن أحبُّ النَّاس إليك؟ فيُكسى هذا العموم في كلمة (الناس) كسوة الخصوصية في قلب النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، فيجيب: عائشة. وكم في هذا التخصيص من دلالة على منزلة أُمِّنا عند نبينا أبي القاسم صلَّ الله عليه وسلم! وكم في مبادرته بالجواب قبل البحث عن المقصود بالناس هنا، من إشارة إلى حبِّه لها صلَّ الله عليه وسلم، وكأنَّ لفظة الحبِّ إذا انصرفت، فإنما هي المقصودة رضي الله عنها! فلما قال له: فمِن الرجال؟ لم يغادر الجواب البيان الأول، فعبَّ عن الصِّدِّيق رضي الله عنه، تعبيرًا يصله بأُمِّنا الصِّدِّيقة، فقال: أبوها، ولم يقل: أبو بكر. فكأنَّ في أطواء شهادته بالحبِّ لأبي بكر شهادةً أخرى لأُمِّنا بالحبِّ، وكان في التعبير عن صِدِّيق الأمة بصفته أبًا لعائشة، وليس باسمه، ما فيه من الروعة البيانية عن منزلة أُمِّنا رضي الله عنها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء! وكان النَّبي صلَّ الله عليه وسلم يعلن هذا الحبَّ الشديد لأُمِّنا عائشة، كما قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي رحمه الله: (وأحبَّها حبًّا شديدًا كان يتظاهر به) .وبلغ من حبِّه لها وخوفه عليها أنَّه كان يأمرها أن تسترقي من العين، فعن عائشة قالت: ((كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين)). وكان صلَّ الله عليه وسلم يفسح لها المجال للَّعِب، ولم يحرمها من هذه المتعة، بل إنَّه كان يفرح بلعبها، ويضحك حتى تُرى نواجذه، فعنها رضي الله عنها قالت: ((كنت ألعب بالبنات عند النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، وكان لي صواحب يَلعبنَ معي، فكان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إذا دخل يتقمَّعْنَ منه، فيُسَّربهنَّإليَّ فيلعبنَ معي)).وكان صلَّ الله عليه وسلم دائمً يحبُّ أن يُدخل الفرح والبهجة على قلبها، فيحملها على عاتقه؛ لتشاهد الحبشة وهم يلعبون، فعنها قالت: ((والله، لقد رأيت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بحرابهم، في مسجد رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، يسترني بردائه، لكي أنظر إلى لعبهم، ثمَّ يقوم من أجلي، حتى أكون أنا التي أنصرف . ولا يكون إطلالها على هذا المشهد الطريف، إلا وهي مسندة رأسها على كتف النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، ما بين أذنه وعاتقه، وهي تطيل الوقوف، لا استزادة من النظر، بل إظهارًا لمكانتها عند النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، فتقول أُمُّنا: ((فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: حسبك، فقلت: يا رسول الله، لا تعجل، فقام لي، ثمَّ قال: حسبك. فقلت: لا تعجل يارسول الله. قالت: وما بي حبُّ النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه)).
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 08-11-2013 الساعة 12:18 AM |
العلامات المرجعية |
|
|