|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#20
|
||||
|
||||
![]() أولاً: عبادتها: تأثَّرت عائشة رضي الله عنها كثيرًا بعبادة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم وهديه فيها؛ لأنَّا كانت ألصق الناَّس به صلَّ الله عليه وسلم، وأكثرهم اطِّلاعًا على عبادته الخاصة به عليه الصلاة والسلام، ونقلت عائشة رضي الله عنها للناس -في الأحاديث الكثيرة التي رُويت عنها- صورة كاملة لعباداته صلَّ الله عليه وسلم. ومن أعجب ما جرى بينها وبين النَّبي صلَّ الله عليه وسلم في هذا الشأن، ما جاء في خبر ابن عمير قال: ((أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، قال: فسكتت، ثمَّ قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: يا عائشة، ذرينيأتعبَّد الليلة لربِّي. قلت: والله إنِّي لأحُبُّ قربك، وأُحبُّ ما سرَّك. قالت: فقام فتطهَّر، ثمَّ قام يصلِّ، قالت: فلم يزل يبكي حتى بَلَّ حجره، قالت: ثمَّ بكى، فلم يزل يبكي حتى بلَّ لحيته، قالت: ثمَّ بكى، فلم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض، فجاء بلال يُؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، لمَ تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟، لقد نزلت عليَّ الليلة آية،ويل لمن قرأها ولم يتفكَّر فيها؛ ﴿إِنَّ فِ خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأرضِ)الآية كلَّها. فكان لمثل هذا الموقف وغيره أثر كبير على حالها مع الله تعالى، فكانت كثيرة العبادة، قوَّامة، دائمة التهجد . ويحكي القاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق، عن عمَّته عائشة أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها طول القنوت، فقد قال رحمه الله: (كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أُسلِّم عليها، فغدوت يومًا، فإذا هي قائمة تسبِّح وتقرأ(فَمَنَّ ٱلَّلُه عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ) وتدعو وتبكي، وتُردِّدها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السُّوق لحاجتي، ثمَّ رجعت، فإذا هي قائمة كما هي تصلِّى وتبكي. ويقول عبد الله بن أبى موسى: (أرسلني مُدْرِكٌ -أو ابن مدركٍ- إلى عائشة أسألها عن أشياء، قال: فأتيتها، فإذا هي تصلِّ الضُّحى، فقلت: أقعد حتى تفرغ، فقالوا: هيهات) . أي: انتظارك سيطول؛ لأنَّها تطيل الصلاة من ركوعٍ وسجود وقيام. وكانت تهتمُّ بصلاة التراويح اهتمامًا بالغًا، فإذا جاء رمضان تأمر مولاها ذَكوان، فيؤمُّها من المصحف. وقالت تصف قيامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام)))، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء، فلا يمرُّ بآية فيها استبشار إلا دعا ورغَّب، ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ)). وكانت تقتدي به وهي في حجرتها، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَهَّ قال: ((لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي ب(الصلاة جامعة)، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جُلِّ عن الشمس، فقالت عائشة: ما ركعت ركوعًا قطُّ، ولا سجدت سجودًا قطُّ كان أطول منه)). وكانت تداوم على نوافل الطاعات، اقتداء بالنبي صلَّ الله عليه وسلم، وتروي عنه صلَّ الله عليه وسلم قوله: ((إنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله ما دُووِم عليه، وإن قلَّ. وتقول: وكان آل محمد صلَّ الله عليه وسلم إذا عملوا عملً أثبتوه)). وكانت إذا نامت عن شيء من وِردها قضته، يدلُّ على ذلك أنَّ القاسم بن محمد دخل عليها قبل صلاة الفجر، وهي تصلِّ، قال لها:(ما هذه الصلاة؟ قالت: نمت عن جزئي الليلة، فلم أكن لأدعه). كما كانت تنصح بالمداومة على الطاعات، وخاصة قيام الليل، فعن عبد الله بن قيس قال: قالت لي عائشة: ((لا تدع قيام الليل؛ فإنَّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كَسِل صلَّ قاعدًا)). وكانت رضي الله عنها صوَّامة، تكثر من الصيام، فعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: (أنَّ عائشة زوج النبَّي صلَّ الله عليه وسلم كانت تصوم الدهر، ولا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطرٍ)، وفي رواية: (أنَّ عائشة كانت تسرد الصوم). بل كانت لا تدع الصيام حتى في الأيام شديدة الحر، وذات مرة دخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر يوم عرفة، وهي صائمة يُرَشُّ عليها الماء. فقال لها عبد الرحمن: أفطري. فقالت: أُفطر، وقد سمعت رسول الله يقول: إنَّ صوم يوم عرفة يكفِّر العام الَّذي قبله؟. وكانت تصوم في السفر، فعن ابن أبي مليكة، قال: (صحبت عائشة في السفر، فما أفطرت حتى دخلت مكة). وعن القاسم، قال: (قد رأيت عائشة تصوم في السفر: حتى أذْلَقَها السموم ). آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 22-11-2013 الساعة 12:03 AM |
العلامات المرجعية |
|
|