زوجة واحدة لا تكفى ..,,

[أحمـدنجـم]

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً أطلب من الجميع بنات وشباب أن يتسع صدورهم لكلامي وأن تتسع مداركهم لما سأقوله وأن يتفهموه جيداً في النقاط التي سأعرضها عليكم ..
1. لقد سبقتني المشرفة الفاضلة في عرض هذا الموضوع الذي كنت أنوي طرحه في موضوعي (البيوت أسرار)
2. قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أن يكون لهم الخيرة إذا قضى الله ورسوله أمراً" ،فأنا ضد التحدث عن موضوع تعدد الزوجات هل هو مباح أو محرم أو مشكلة من المشكلات لأن هذا الموضوع هناك شريعة سماوية تحكمه وقضت فيه وكلنا وجب علينا الالتزام بها أما الجدل فيكون في تفريعاتها وليس في أصولها فالأصل في تعدد الزوجات أنه شرع الله عز وجل ولم يحرمه ولكنه هدم به العديد من صور الزواج الباطلة التي كانت موجودة في العصر الجاهلي كزواج العشار وغير ذلك من صور الزواج المحرمة .. فالإسلام أحل تعدد الزوجات بل وجعله أصلاً في ذاته حيث قال عز وجل في سورة النساء "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا" .. فالإفراد في الزواج ليس قاعدة ولكنه استثناء مشروط بالخوف من الظلم أو من عدم القدرة على إعالة العائلتين أو الثلاث أو الأربع .. وكما نعلم أخوتي أن حرف الشرط (إن) يفيد القلة والشك ولذلك قال تعالى "فإن خفتم" أي قليلاً ما يحدث هذا الخوف من عدم العدل ..
3. نظرية الإبريق والكوب : نظرية تحدث عنها كثير من المفكرين الذين قالوا أن مثل الإبريق والكوب كمثل الرجل والمرأة فطبيعة الرجل الفسيولوجية والسيكولوجية جعلته كالإبريق الذي يمكن أن يفرغ محتوياته من رعاية واهتمام وسكن ومودة ومحبة ورحمة في أكثر من كوب أما المرأة فهي كالكوب يكفيها إبريق واحد ليصب فيها اهتماماته ورعايته وإحاطته فهو يغنيها عن غيرها فإن احتاجت المرأة أكثر من رجل في حياتها فلنعلم أنها في حالة انتكاسة للفطرة التي فطرت عليها .. بعكس الرجل ..
4. الأضرار النفسية التي يسببها الزواج الثاني للزوجة الأولى .. موضوع هام وجدير بالاهتمام ولتعلموا جميعكم أن الزوج الذي يقدم على الزواج الثاني يجب أن يكون مستقيماً أولاً في زواجه الأول سعيداً فيه فليس الزواج الثاني إصلاح لأخطاء الزواج الأول فهل سنة الظهر التي نصليها بعد الظهر إصلاح لأخطائنا في صلاة الظهر ..؟ فلن يستقيم الزواج الثاني إذا لم يكن الزواج الأول ناجحاً .. ولذلك الأضرار النفسية التي ستقع على المرأة في تلك الحالة ستكون وقتية عابرة ناتجة من حبها في التملك فقط أو كما يقلن (أنا زي الفريك محبش شريك) (امشي في خرجته ولا امشي في دخلته) ، ولو راعى أحد تلك الأضرار النفسية لكان الأجدر برسولنا صلى الله عليه وسلم أن يراعي نفسية عائشة الحبيبة لقلبة المقربة بنت أحب الرجال إلى قلبه والتي تزوج بعدها سبع زيجات ، ألم تغضب عائشة رضي الله عنها ألم تضربها الغيرة ألم تتألم ؟ بلى تألمت وغارت وغضبت ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الزوج الحكيم الرحيم .. استطاع أن يداوي الأمر بالعدل في المعاملة والإنفاق والحقوق من حق الفراش وحق النفقة وحق المكوث في البيت وغير ذلك فضرب لنا نموذجاً فريداً يجعلنا نحب تعدد الزوجات رجالاً ونساء.
5. ولكن الأصل كما قلت أن يكون الزوج ملتزماً بأمور دينه عادلاً في تعاملاته يتمتع بقدر كبير من الذكاء الاجتماعي الذي يجعله قادراً على العدل ولو كانت إحداهن الأقرب إلى قلبه فهذا ليس حراماً فهذا الخوف المقصود في قوله تعالى "ولن تستطيعوا أن نعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة " ومعنى هذه الآية أن حب الرجل لمرأة أكثر من الأخرى قد يؤثر على معاملته لها أو على حقها الفطري الطبيعي فيه كزوج فهنا يحدث الحرام ويقع الرجل في المحظور ، فمباح للرجل أن يحب واحدة أكثر من الأخرى ولكن لا ينعكس ذلك على المعاملة أبداً
6. أنا أرى ما يأتي : على الرجال الميسوري الحال الذين لا يرغبون في تعدد الزوجات ويذهبون سنوياً لأداء حج أو عمرة أو ما شابه ذلك من أعمال الخير أن يعينوا الشباب على الزواج ولكن يجعلوا تلك المعونة في سبيل الله أي يعملون أولاً على إصلاح الشاب دينياً ثم مساعدته على الزواج من الزوجة الطيبة الصالحة .. فهذا خير من الحج والعمرة إن أدى الرجل الفريضة ..
7. وأنا أرى : أن المشكلة الأضخم ليست في العنوسة في البنات ولكن المشكلة الأكبر والأضخم هي الأرامل والمطلقات واليتامى الذين معهن .. ولتعلموا أن حاجة الأرملة والمطلقة للعفة والحصن أكثر من حاجة البنت البكر وهذه حقيقة علمية لا تقبل الجدل وهنا أناشد الرجال الميسورين بما يأتي .. يجب عليكم الآن تعدد الزوجات في مجتمع كثرت فيه الفتن أكفل أيتاماً وعف امرأة أرملة أو مطلقة ، ساعد شاباً على الزواج وتكون بذلك قد عففت الشاب والفتاة .. إذا أقدمت على الزواج فابتعد عن البكر ودع البكر لشاب تكون هي أول فرحته ويكون هو أول فرحتها ولتعينهما على ذلك أما أنت إن أردت أن تساهم في تلك العفة الشرعية فعليك بالبحث عن الثيبات من مطلقات وأرامل
8. نداء أخير إلى الفتيات .. أيتها الفتيات إذا جاءكن من ترضون دينه وخلقه فاقبلوه زوجاً واعلموا أن الخير فيه وفي ذريته واعلمي ان الفقر مع الإيمان ليس عيباً لأن المؤمن مكافح لن يستسلم لفقر وستعملين معه على تحسين الأوضاع دائماً ..

تلك كلمات أبثها إليكم وأنا متزوج وعندي ثلاث أبناء وقد ناقشت زوجتي مراراً في تلك القضايا و أصبحت مقتنعة تمام الاقتناع بما شرعه الله عز وجل وما لا يرفضه عقل ولا منطق ولا ظروف نحياها ولا فتن أصبحت محدقة بنا وبشبابنا وبنسائنا ادعو معي وأمنوا اللهم أعف شباب المسلمين وبنات المسلمين ونساء المسلمين اللهم اجعل بيننا المودة والرحمة والسكن وانزع من قلوبنا الضغينة والكراهية والأنانية آمين يا رب العالمين ..