|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() الله الواحد في علاك ، نرجو رحمتك و نخشى عذابك . يشوب صوت أمي التوتر ، تغطي سماعة الهاتف بيدها ثم تضيف : تلك زوجة عم أبيك ؟ انتشر سرطان العظام في جسده . _ أ لأبي عم ؟ أجل تذكرته ، كان والدي يزوره وحده على فترات متباعدة فعمه هذا يسكن في الجيزة بعيداً عن بيتنا ، في الحقيقة لو حاولت الذهاب إليه فسأضل الطريق إلى بيته و أسرته ! تواصل أمي الحديث في الهاتف مع زوجته . يستحضر عقلي ما يعرفه عن هذا المرض ، سرعة انتشاره و تغلغله . تكلف علاج والد صديقتي آلاف الجنيهات شهرياً ، بينما جسده يفقد الحيوية جراء علاج مكلف و مبالغ فيه و لا يفرق بين الخلايا السرطانية و الخلايا السليمة . علاج بسوء المرض . أتوقف عن التفكير ... يتساءل عقلي مجدداً : ما المطلوب عمله في حالته ؟ ........ تتولى أمي إبلاغ أهل البيت . تحمل الهواتف رسائل القلق و المواساة للرجل و لأهله و يحاولون معرفة ما يحتاجه . أما هو فيؤكد للجميع أنه بخير حال ، و أنه لا يحتاج شيئاً أكثر مما عنده . تجتمع أخواتي فتقرر كل واحدة منهن أن تدفع مبلغاً من المال يساعده على تجاوز تلك الأزمة . يمتلىء الظرف و تُـدفع إلى مهمة إيصال الظرف له . و لأنني لا أقدر على ذلك فإنني أستعين بواسطة عمي ليقوم بالمهمة عني . أزور عمي ، أدفع إليه حملي و أطلب منه إيصال المبلغ للمريض ، يأخذنا الحديث إلى بعد آخر فنتفق أن أمر به بعد صلاة الجمعة و نذهب للمريض زائرين . أتولى القيادة وصولاً إلى المستشفى . هناك أقابل قريبي البعيد يبتسم مطمئناً على فراش المرض ، ينتظر دوره لإجراء أشعة تلزم الطبيب كي يقرر إن يجرى له عملية تعين كليته على العمل ، أم أن السرطان أثقلها و من الأفضل تركه و شأنه . يلقي القلق في مسمعي سؤالاً فأنصت : لم لا يصيب السرطان رضا قريبي بعطب ؟ يؤذن لصلاة العصر فيتلفت حوله إلى من يعينه على الوضوء و الصلاة يدعو من حوله لإقامتها و لطالما أمّ المصلين تطوعاً عمراً مديداً في الجامع . ملاحظة : تقرر الأشعة أن المرض انتشر في جسده و أن الجراحة لن تصلح مرضاً فيعود إلى بيته، يتلقى علاجه هناك و يقيم الصلاة في الجامع المجاور كما اعتاد . |
العلامات المرجعية |
|
|