|
#1
|
|||
|
|||
![]() الزنا الكبيرة العاشرة : الزنا و بعضه أكبر من بعض قال الله تعالى : " ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا " و قال الله تعالى : " و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً * إلا من تاب " . و قال الله تعالى : " الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " . قال العلماء : هذا عذاب الزانية و الزاني في الدنيا إذا كانا عزبين غير متزوجين فإن كانا متزوجين أو قد تزوجا و لو مرة في العمر فإنهما يرجمان بالحجارة إلى أن يموتا . كذلك ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه و سلم : " فإن لم يستوف القصاص منهما في الدنيا و ماتا من غير توبة فإنهما يعذبان في النار بسياط من نار " . كما ورد أن الزبور مكتوباً : إن الزناة معلقون بفروجهم في النار يضربون عليها بسياط من حديد ، فإذا استغاث من الضرب نادته الزبانية أين كان هذا الصوت و أنت تضحك و تفرح و تمرح و لا تراقب الله تعالى و لا تستحي منه ؟ ! و ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : " لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن ، و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن ، و لا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم حين ينتهبها و هو مؤمن " . و قال صلى الله عليه و سلم : " إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كاظلة على رأسه ثم إذا أقلع رجع إليه الإيمان " . و قال صلى الله عليه و سلم : " من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه " و الحديث النبوي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم ، شيخ زان و ملك كذاب و عائل مستكبر " . و " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، أي الذنب أعظم عند الله تعالى ؟ قال : أن تجعل لله نداً و هو خلقك فقلت : إن ذلك لعظيم ، ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك . قلت ثم أي ؟ قال أن تزني بحليلة جارك " ـ يعني زوجة جارك ـ فأنزل الله عز و جل تصديق ذلك : " و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً * إلا من تاب " . فانظر رحمك الله كيف قرنا الزنا بزوجة الجار بالشرك بالله و قتل النفس التي حرم الله عز و جل إلا بالحق ، و هذا الحديث مخرج في الصحيحين . و في صحيح البخاري في حديث منام النبي صلى الله عليه و سلم الذي رواه سمرة بن جندب ، و فيه أنه صلى الله عليه و سلم جاءه جبريل و ميكائيل قال : فانطلقنا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق و أسفله واسع ، فيه لغط و أصوات . قال : فاطلعنا فيه فإذا رجال و نساء عراة ، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ـ أي صاحوا من شدة حره ـ فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الزناة و الزواني ـ يعني من الرجال و النساء فهذا عذابهم إلى يوم القيامة . نسأل الله العفو و العافية . و عن عطاء في تفسير قول الله تعالى عن جهنم " لها سبعة أبواب " : قال : أشد تلك الأبواب غماً و حراً و كرباً و أنتنها ريحاً للزناة الذين ارتكبوا الزنى بعد العلم و عن مكحول الدمشقي قال : يجد أهل النار رائحة منتنة فيقولون ما وجدنا أنتن من هذه الرائحة ، فيقال لهم هذه ريح فروج الزناة . و قال ابن زيد أحد أئمة التفسير : إنه ليؤذي أهل النار ريح فروج الزناة . و في العشر الآيات التي كتبها الله لموسى عليه السلام : و لا تسرق و لا تزن فأحجب عنك وجهي ، فإذا كان الخطاب لنبيه موسى عليه السلام فكيف بغيره ؟! "و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أن إبليس يبث جنوده في الأرض و يقول لهم : أيكم أضل مسلماً ألبسته التاج على رأسه ، فأعظمهم فتنة أقربهم إليه منزلة فيجيء إليه أحدهم فيقول له : لم أزل بفلان حتى طلق امرأته ، فيقول : ما صنعت شيئاً سوف يتزوج غيرها ، ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى ألقيت بينه و بين أخيه العداوة ، فيقول ما صنعت شيئاً سوف يصالحه ، ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى زنى ، فيقول إبليس . نعم فيدنيه منه و يضع التاج على رأسه ، نعوذ بالله من شرور الشيطان و جنوده " . " و عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء ، فإذا زنى العبد نزع الله منه سربال الإيمان ، فإن تاب رده عليه ، و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : يا معشر المسلمين اتقوا الزنا فإن فيه ست خصال ، ثلاث في الدنيا و ثلاث في الآخرة ، فأما التي في الدنيا : فذهاب بهاء الوجه و قصر العمر و دوام الفقر و أما التي في الآخرة فسخط الله تبارك و تعالى و سوء الحساب و العذاب بالنار " . و عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : " من مات مصراً على شرب الخمر سقاه الله تعالى من نهر الغوطة و هو نهر يجري في النار من فروج المومسات " يعني الزانيات ، يجري من فروحهن قيح و صديد في النار ، ثم يسقى ذلك لمن مات مصراً على شرب الخمر . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في فرج رسول الله لا يحل له ، و قال أيضاً عليه الصلاة و السلام : في جهنم واد فيه حيات كل حية ثخن رقبة البعير تلسع تارك الصلاة فيغلي سمها في جسمه سبعين سنة ثم يتهرى لحمه . و إن في جهنم وادياً اسمه جب الحزن فيه حيات و عقارب كل عقرب بقدر البغل لها سبعون شوكة في كل شوكة راوية سم ، ثم تضرب الزاني و تفرغ سمها في جسمه يجد مرارة وجعها ألف سنة ، ثم يتهرى لحمه و يسيل من فرجه القيح و الصديد " . وورد أيضاً : أن من زنى بامرأة كانت متزوجة كان عليها و عليه في القبر نصف عذاب هذه الأمة ، فإذا كان يوم القيامة يحكم الله سبحانه و تعالى زوجها في حسناته هذا إن كان بغير علمه ، فإن علم و سكت حرم الله عليه الجنة لأن الله تعالى كتب على باب الجنة أنت حرام على الديوث . و هو الذي يعلم بالفاحشة في أهله و يسكت و لا يغار . و ورد أيضاً أن من وضع يده على امرأة لا تحل له بشهوة جاء يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه ، فإن قبلها قرضت شفتاه في النار ، فإن زنى بها نطقت فخذه و شهدت عليه يوم القيامة ، و قالت : أنا للحرام ركبت ، فينظر الله تعالى إليه بغضب ، فيقع لحم وجهه فيكابر ، و يقول : ما فعلت فيشهد عليه لسانه فيقول : أنا بما لا يحل نطقت ، و تقول يداه : أنا للحرام تناولت ، و تقول عيناه أنا للحرام نظرت ، و تقول رجلاه : أنا لما لا يحل مشيت ، و يقول فرجه : أنا فعلت ، و يقول الحافظ من الملائكة : و أنا سمعت ، و يقول الآخر : و أنا كتبت و يقول الله تعالى : و أنا اطلعت و سترت . ثم يقول الله تعالى : يا ملائكتي خذوه و من عذابي أذيقوه ، فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني ، و تصديق ذلك في كتاب الله عز و جل : " يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون " . و أعظم الزنا الزنا بالأم و الأخت و امرأة الأب و بالمحارم و قد صحح الحاكم : من وقع على ذات محرم فاقتلوه ، و عن البراء أن خاله بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رجل عرس بامرأة أبيه أن يقتله و يخمس ماله . فنسأل الله المنان بفضله أن يغفر لنا ذنوبنا إنه جواد كريم . |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|