#30
|
|||
|
|||
![]() القاضي السوء الكبيرة الحادية و الثلاثون : القاضي السوء
قال الله تعالى : " و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " . و قال الله تعالى : " و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " . و قال الله تعالى : " و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " . روى الحاكم بإسناده و في صحيحه " عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لا يقبل الله صلاة إمام حكم بغير ما أنزل الله " . و صحح الحاكم أيضاً من " حديث بريدة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : القضاة ثلاثة : قاض في الجنة و قاضيان في النار ، قاض عرف الحق فقضى به فهو في الحنة ، و قاض عرف الحق فجار متعمداً فهو في النار ، و قاض قضى بغير علم فهو في النار . قالوا فما ذنب الذي يجهل ؟ قال : ذنبه أن لا يكون قاضياً حتى يعلم " . و " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من جعل قاضياً فقد ذبح من غير سكين " . و قال الفضيل بن عياض رحمه الله ، ينبغي للقاضي أن يكون يوماً في القضاء و يوماً في البكاء على نفسه . و قال محمد بن واسع رحمه الله : أول من يدعى يوم القيامة إلى الحساب القضاة . و " عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يود أنه لم يقض بين اثنين في تمرة " . و " عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن القاضي ليزل في زلقة في جهنم أبعد من عدن " . و " عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ليس من وال و لا قاض إلا يؤتى به يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز و جل على الصراط ثم تنشر سريرته فتقرأ على رؤوس الخلائق ، فإن كان عدلاً نجاه الله بعدله ، و إن كان غير ذلك انتفض به ذلك الجسر انتفاضاً ، فصار بين كل عضو من أعضائه مسيرة كذا و كذا ، ثم ينخرق به الجسر إلى جهنم " . و قال مكحول : لو خيرت بين القضاء و بين ضرب عنقي لاخترت ضرب عتقي على القضاء و قال أيوب السختياني :إني وجدت أعلم الناس أشدهم هرباً منه . و قيل للثوري : إن شريحاً قد استقضي ، فقال : أي رجل قد أفسدوه ! و دعا مالك بن المنذر محمد بن واسع ليجعله على قضاء البصرة فأبى ، فعاوده و قال : لتجلسن ، و إلا جلدتك . فقال : إن تفعل فإنك سلطان ، و إن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة ! و قال وهب بن منبه : إذا هم الحاكم بالجور أو عمل به أدخل الله النقص على أهل مملكته حتى في الأسواق و الأرزاق و الزرع و الضرع شيء ، و إذا هم بالخير أو العدل أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك . و كتب عامل من عمال حمص إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه : أما بعد فإن مدينة حمص قد تهدمت و احتاجت إلى اصلاح . فكتب إليه عمر : حصنها بالعدل و نق طرقها من الجور ، و السلام . قال : و يحرم على القاضي أن يحكم و هو غضبان و إذا اجتمع في القاضي قلة علم و سوء قصد و أخلاق زعرة و قلة ورع فقد تم خسرانه و وجب عليه أن يعزل نفسه ، و يبادر بالخلاص . فنسأل الله العفو و العافية و التوفيق لما يحب و يرضى ، إنه جواد كريم . موعظة : يا من عمره كلما زاد نقص ، يا من يأمن ملك الموت و قد اقتص يا مائلاً إلى الدنيا هل سلمت من النقص ؟ يا مفرطاً في عمره هل بادرت الفرص ؟ يا من إذا ارتقى في منهاج الهدى ثم لاج له الهوى نكص ، من لك يوم الحشر عند نشر القصص . عجباً لنفس أمست بالليل هاجعة ، و نسيت أهوال يوم الواقعة ، و لأن تقرعها المواعظ فتصغي لها سامعة ، ثم تعود الزواجر عنها ضائعة و النفوس غدت في كرم الكريم طامعة ، ليست له في حال من الأحوال طائعة ، و الأقدام سعت في الهوى في طرق شاسعة ، بعد أن وضحت من الهدى سبل واسعة ، و الهمم شرعت في مشارع الهوى متنازعه ، لم تكن موعظة العقول لها نافعة ، و قلوب تضمر التوبة إذا فزعت بزواجر رادعه ، ثم تعود إلى ما لا يحل مراراً متتابعة . |
العلامات المرجعية |
|
|