اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2008, 11:10 PM
الصورة الرمزية y/m
y/m y/m غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 819
معدل تقييم المستوى: 18
y/m is on a distinguished road
افتراضي

كما قلت ها هى رسالة ابن لأبيه

رسالة فى ليلة التنفيذ



والحبلُ والجلادُ ينتظراني
أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني

مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ
هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ

وأُحِسُّ أنَّ ظـلامَها أكفاني
لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها

هـذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني
سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في

والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني
الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ

في بِضْـعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ
وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي

دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني
والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ

إلاَّ أخيراً لـذَّةَ الإيمـانِ
قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ

عَبَثَتْ بِهِـنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ
والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ

يرنو إليَّ بمقلتيْ شيــطانِ
مـا بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها

وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ
مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ

ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني
أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ

لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ
هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي

ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ
لكنَّهُ إِنْ نـامَ عَنِّي لَحظةً

لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني
فلَـرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً

يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني
أوْ عادَ-مَنْ يدري- إلى أولادِهِ

معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ
وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها

في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ
قَدْ طـالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً

ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ
فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً

كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني
نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو

بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟
وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي

مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟
أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى

غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟
ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما

ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ
هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً

سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ
وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِـهِ

مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني
وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ

شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ
وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ

بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ
هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ

أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ ِللطُّغْيانِ
وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ

سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ
أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ

قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني
وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ

وَدَمُ الشَّـهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ
دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ

لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ
حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا

بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ
ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا

أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ
إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى

سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّـوفانِ
وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ

أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ
فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً

أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟
أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي

مُتآمِراً أَمْ هَـادِمَ الأَوْثـانِ؟
أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا

كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني
كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي

غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني
لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً

إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ
أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا

يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني
فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي

وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ
أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى

يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ
وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ

تَجْـري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ
وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَـرَّةً

سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ
وَأتـى يَدُقُّ- كما تَعَوَّدَ- بابَنا

في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ
وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً

صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ
لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما

وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ
نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً

بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ
أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى

في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ
أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً

قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ
إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ

قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ
فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا

تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ
وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى

أَلَمَاً تُوارِيهِ عَـنِ الجِيرانِ
وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها

لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ
فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني

وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ
مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها

لم يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ
أَبُنَيَّ: إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً

بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني
فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ

يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني
كـانَتْ لهـا أُمْنِيَةً رَيَّـانَةً

سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ
وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ

بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ
هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي

بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ
لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ

مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ
فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي

قُدْسِيَّةِ الأَحْـكامِ والمِيزانِ
وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:54 PM.