الحقيقة أنى ارى ان موقف د/ البرادعى يؤكد أنه رجل سياسة من الطراز الاول ، فهو لا يسير مع الموجة من اجل كسب تأييد الناخبين كما فعل البعض من المرشحين للرئاسة ، و لكنه طالب المجلس العسكرى بتوضيح الحقائق حتى يكون رأيه مبنى على علم ، هل هذا موقف سئ ، و هل المطلوب أن يكيل الشتائم الى اسرائيل ويدعو الى الذهاب الى اسرائيل والقائها فى البحر ، هل هذا هو كل مايرضينا ، دون معرفة أو دراية بتفاصيل ماحدث .
عجبا لهذا الزمان الذى أصبح فيه الصوت العالى والسب والشتم دون معرفة الحقائق هو الموقف الذى يطالب به الناس المرشحون للرئاسة ، أما صوت العقل الرزين والمطالبة بمعرفة الحقائق قبل ابداء الرأى ، أصبح هو الرأى الخطأ .
من المقبول أن يقوم الشعب المصرى بمظاهرات احتجاجا على ماحدث ، شريطة أن تكون مظاهرات سلمية لاتخريب فيها ولاتعدى على القانون ، و من المقبول أيضا ان يطالب السياسيين المجلس العسكرى بإعلان الحقائق كاملة ومطالبة اسرائيل بعمل تحقيق فورى فيما حدث ويكون تحقيقا مشتركا بين مصر واسرائيل حتى نكون مطلعين على سير التحقيقات ، ثم بعدها يبدأ السياسيين والشعب كله فى مطالبة المجلس العسكرى والحكومة باتخاذ الاجراءات الدبلوماسية اللازمة التى تحفظ لمصر كرامتها ، والتى تحفظ لنا حق الشهداء مع الوعيد بأن لمصر حق حماية أراضيها وجنودها بالقوة المسلحة ان لم ترتدع اسرائيل وان لم نستطيع الحصول على حقنا بالطرق الدبلوماسية ووفقا للقانون الدولى