من عدم الحكمة الحيدة في الكلام ، حيث يأخذك من تناقشه بعيداً عن فحوى الكلام ، فليس الكلام حول علماء الأزهر ولا منهج علمائه، فالكلام عن فشل قيادات الأزهر ،( وهذا أقل مايقال فيها ) فلا ينكر عاقل دور الأنظمة السابقة في تدمير الأزهر بسلب اختصاصاته بدءا من تعيين شيخ الأزهر ، وكونه موظف يذعن بالولاء لمن عينه ، حتى تمرر الدولة العبث بمناهجه وتفريغها من مضمونها كوسيلة ناعمة للقضاء على الأزهر ، مرورا بكون شيخ الأزهر الأخير كان لاعبا سياسيا ، حيث كان عضواً للمكتب السياسي بلجنة سياسات الحزب الوطني ، وقد أختير خصيصا لاتمام هذه المهمة ، وقد قالها الشيخ طنطاوي رحمه الله حيث قال ( أنا آخر شيوخ الأزهر ) فكان رغم ضعفه ، لكنه يدرك حجم المؤامرة على الأزهر عالميا ومحلياً ، حيث كان مطلوبا وبقوة بعد أحداث سبتمبر التي افتعلتها أمريكا ، كان مطلوبا تجفيف المؤسسات الدينية والقضاء عليها بجميع البلدان الإسلامية ، وقد أغلقوا المئات من المنظمات الإسلامية والجمعيات والكليات والمعاهد حول العالم ، وبالطبع الأزهر التاريخ كان صعباً الغاؤه بجرة قلم ، فكان المطلوب العبث في مناهجه ، وتعيين شيخ ( ليس شيخاً) بل عضو بالحزب الوطني للإجهاز عليه ، حتى جاء الفرج بقيام الثورة ، فتوقف تنفيذ المخطط أو بالأحري ، تباطأ تنفيذه ، وإلا فمن عهد إليه بالقيام بهذا الدور مازال قابعاً على كرسي مشيخته ، في تحد سافر للثورة وللدماء التي أريقت من أجل التغيير ، وكلنا يرى ما يحدث من الشيخ المبجل من تآمر على الثورة ، وانحياز كامل للتيار العلماني والليبرالي في مواجهة التيارات الإسلامية ، وهو يحقق بهذا الموقف أمورا :
1- الحفاظ على كرسي المشيخة لغلاة التصوف ، وعدم السماح للتيار العلمي المخلص لدينه بالوصول لهذا الكرسي فقد كان آخرهم الشيخ العالم جاد الحق فقد أتعب السلطات آنذاك ، وكان يحمل عزة الأزهر ، وفخر الإسلام ، فلا يراد بوجود فقيه عالم متبحر على كرسي المشيخة ، بل صوفي قبوري أو فسلفي اشراقي .
2- تنفيذ ارادة امريكا بالقضاء على المؤسسات التي تفرغ الإرهاب ( يقصدون الإسلام ) بزعمهم .وهذا واضح جدا في قرارات مؤسسة راند الأمريكية .
3- تحييد دور الأزهر السياسي وتأثيره في الشعوب وتوجيه دفة السياسة لصالح هوية الشعوب
وهكذا نرى انتفاضة كل الغيوريين على دينهم لأسلمة الدستور الذي يحارب العلمانيين لعلمنة ، وللأسف قيادة الأزهر متآمرة ، منحازة للعلمانيين بالكامل .
أما عن حط الأخ أزهراوي من قدر الأعضاء ووصفهم بالجهل بالشريعة ،وأخذ يغرب ويشرق في تبريره، فهذا غير مقبول ، فهناك الكثير من المتخصصين في الشريعة وعلى قدر كبير من العلم أخي الفاضل
فضلاً عن حطه من قدر العلماء الذين نشاهدهم على شاشات الفضائيات ، فياأخي جلهم أفاضل علماء متبحرين ، وبعضهم عليه ملاحظات ( وكل يؤخذ ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ) بما فيهم الأزهر وغيره ، أما التعميم فخطأ شرعي .
* أما بالنسبة للجنة كبار العلماء قيست على مقاس شيخ الأزهر ، ووضعت بعض البهارات مثل الشيخ الراوي وغيره لذر الرماد في العيون ، لكن أغلبيتها رجال الطيب ، وبالطبع الأراء بالأغلبية .
وكان الأجدى قبل تشكيلها أن يتقدم شيخ الأزهر باستقالته ثم تجرى انتخابات داخل الأزهر بين من يستوفون الشروط من كبار العلماء لاختيار هذه اللجنة ، والتي بدورها يختار شيخ للأزهر من بينها ، وأعتقد أن الشيخ الطيب كان أمره آنذاك الخروج خارج السباق ، لأن الأزهر ممتلئ بالعلماء والأساتذة وكبار الفقهاء الجهابذة في الفقه ، وأنا ضد كون شيخ الأزهر ليس فقيهاً