|
#1
|
||||
|
||||
![]() ( الوقفة الثانية عشر : الدعاء مع البلاء ثلاث ..)
{ قال ابن القيم – رحمه الله –} في كتابه / الجواب الكافي . والدعاء من أنفع الأدوية , وهو عدو البلاء , يدافعه ويعالجه , ويمنع نزوله , ويرفعه , أو يخففه إذا نزل , وهو سلاح المؤمن , كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( " الدعاء سلاح المؤمن , وعماد الدين , ونور السموات والأرض ") . وله مع البلاء ثلاث مقامات : { أحدها} : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . { الثاني} : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء , فيصاب العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً . { الثالث} : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه . وقد روى الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها , قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( " لا يغني حذر من قدر , والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل , وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ") . وفيه أيضاً من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( " الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل , فعليكم عباد الله بالدعاء ") . وفيه أيضاً من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( " لا يرد القدر إلا الدعاء , ولا يزيد في العمر إلا البر , وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ") . يا رب .. كيف أدعوك وأنا عاصٍ .. وكيف لا أدعوك وأنت كريم . ( الوقفة الثالثة عشر : الاستغفار .. أمان من العذاب ) يا أسفي على من يُستغفَر له فوق السماء وهو غافل عن الاستغفار لنفسه , والتوبة إلى الله .. كيف لا ؟؟؟ وقد قال الله جلت عظمته :{ " الَّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَمَنْ حَولَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِهِمْ وَيُؤمِنُونَ بِهِ وَيَستَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَّحمَةً وَعِلماً فَاغْفِر لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلهُمْ جَنَّاتِ عَدنٍ التِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ أبَائِهِمْ وَأَزوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّتِهِمْ أِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَومَئِذٍ فَقَدْ رَحِمتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ " }. غافر آية 7-9 وقال تعالى : { " وَالمَلآئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِ أَلاَ إِنَّ اللهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ "} الشورى آية 5 { (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ))} قال أبو موسى – رحمه الله – قد كان فيكم أمانان . قوله تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم . وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " الأنفال آية 33 أحسبه قال : أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى لسبيله , وأما الاستغفار فهو كائن بينكم إلى يوم القيامة . تاريخ بغداد _ للخطيب البغدادي . |
#2
|
||||
|
||||
![]() ( الوقفة الرابعة عشر : من وصايا السلف : )
قال رجل لسفيان الثوري : أوصني ؟ قال : اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها وللآخرة بقدر بقائك فيها , والسلام . وقال يحيى بن معاذ : لست آمركم بترك الدنيا , آمركم بترك الذنوب . ترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة , وأنتم إلى إقامة الفريضة أحوج منكم إلى الحسنات والفضائل . قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – في شرح المنتقى : إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هذا الدعاء . ( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر , والعزيمة على الرشد , وأسألك حسن عبادتك , وشكر نعمتك , وأسألك قلباً سليماً , ولساناً صادقاً , وأسألك من خير ما تعلم , وأعوذ بك من شر ما تعلم , واستغفرك مما تعلم , وأنت علام الغيوب ) . ( الوقفة الخامسة عشر : وداعاً .. قرب الرحيل : ) بكى سفيان الثوري – رحمه الله – ليلة إلى الصباح , فلما أصبح قيل له : أكل هذا خوفاً من الذنوب ؟ فأخذ تبنة من الأرض وقال : الذنوب أهون من هذه وإنما أبكي من سوء الخاتمة . وهذا من أعظم الفقه : أن يخاف الرجل أن تخدعه ذنوبه عند الموت , فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى . الجواب الكافي .. لأبن القيم الجوزية من قصيدة للإمام أبي القاسم الزمخشري – رحمه الله- : { قرب الرحيل إلى ديار الآخرة ... فاجعل إلهي خير عمري أخره وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره فأنا المسكين الذي أيامه ... ولت بأوزار غدت متواتره فلئن رحمت فأنت أكرم راحم ... فبحار جودك يا ألهي زاخره} |
#3
|
||||
|
||||
![]() وقفة مع النفس عَلَى بَابِ رَبِّي طَرَقْتُ خَفِيفًا --- وَإِذْ بَابُ رَبِّي مَلاَذٌ مُبَاحْ فَتَحْتُ وَلَجْتُ وَفِي النُّوْرِ أَمْشِي --- وَعَيْنٌ تَرَانِي وَلَيْلٌ يُزَاحْ فَخِلْتُ بِأَنِّي بَلَغْتُ مُرَادِي --- وَإِذْ بِظَلاَمٍ يُغَطِّي البَرَاحْ فَذُو النُّونِ نُجِّيَ مِنْ جَوْفِ حُوْتٍ --- وَفِي الْجَوْفِ كَانَ ظَلاَمٌ صُرَاحْ فَلَم يَطْعَمِ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ سُحْقًا --- كَمَا كَانَ يَفْعَلُ كُلَّ اصْطِبَاحْ أَيَا مُنْقِذًا قَوْمَ نُوْحٍ بِفَيْضٍ --- وَفِي الْغَيْضِ كَانَ الْهُدَى وَالسَّمَاحْ وَتُفْدِي الصَّبيَّ بِكَبْشٍ حَنِيذٍ --- فَسِكِّينُ يَأْبَى وَجِبْرِيلُ صَاحْ بِكُلِّ الصِّفَاتِ دَعَوْتُكَ رَبِّي --- تُزِيحُ الظَّلاَمَ بِنُورِ الْفَلاَحْ رَجَوْتُكَ رَبِّي بِأَلاَّ تَكِلْنِي --- بِلاَ رَدْعِ نَفْسٍ وَكَبْحِ جِمَاحْ أَرَاهَا إِلَى السَّهْلِ تُدْنِي نَدَاهَا --- وَتَعْبَسُ لَوْ أَمْرُهَا يُسْتَبَاحْ وَفِيهَا الطُّفُولَةُُ مِنْ غَيْرِ وَعْيٍ --- فَلاَ الطِّفْلُ بَاحَ، وَلاَ الطَّيْرُ نَاحْ دَعَوْتُكَ يَا رَبِّ أَنِّي مَرِيضٌ --- بِدَاءٍ جَهُولٍ عَنِيدِ الرَّوَاحْ وَلَيْتَ وَصَلْتُ لِضَوْءٍ يُعِينُ --- فَلاَ اللَّيْلُ وَلَّى، وَلاَّ الْفَجْرُ لاَحْ وَأَنْتَ الطَّبِيبُ تُدَاوِي الْعَلِيلَ --- وَتَمْلِكُ بُرْءًا لِكُلِّ الْجِرَاحْ وَأَنْتَ الْمُؤَدِّبُ فِي كُلِّ حَالٍ --- عَلَيْكَ اتِّكَالِي وَمِنْكَ الصَّلاَحْ |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|