شهادات المستشرقين البريطانيين المنصفين
للنبي صلى الله عليه وسلم (3)
د. أنور محمود زناتي
11- روبرتسون سمث:
"من حسن الحظِّ الوحيد في التاريخ أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أتى بكتابٍ هو آية في البلاغة، دستور للشرائع والصلاة والدين في آنٍ واحد"؛ (أنساب العرب وزواج الجاهلية).
12- برنادرشو B.Show:
"إن العالم أحوجُ ما يكون إلى رجلٍ في تفكيرِ محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضعَ الاحترام والإجلال؛ فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالدًا خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجالَه الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا)".
ويقول: "لقد درستُ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- باعتبارِه رجلاً مدهشًا، فرأيتُه بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، وأوروبا بدأتْ في العصر الراهن تفهم عقيدة التوحيد، وربما ذهبتْ إلى أبعد من ذلك؛ فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حلِّ مشكلاتِها بطريقة تجلب السلام والسعادة! فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي".
"إن رجال الدين في القرون الوسطى - ونتيجةً للجهل أو التعصُّب - قد رسموا لدين محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنَّني اطَّلعت على أمرِ هذا الرجل؛ فوجدتُه أعجوبةً خارقةً، وتوصَّلت إلى أنه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أن يسمَّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنه لو تولَّى أمر العالم اليوم؛ لوفِّق في حلِّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها"؛ (محمد).
13- توماس كارلايل Th. Carlyle:
"إن الذين يزعمون أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- نشَر دعوته بالسيف، لا يتصوَّرون ما يقولون؛ فقد كانتْ دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- دعوةَ رجلٍ واحدٍ أمام قومٍ مُجمِعين على تكذيبه، وليس أعجب من صورة رجل واحد يحمل السيف ليقنع به كل منكريه!".
"لقد أصبح من أكبر العارِ على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يُصغِي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدًا خدَّاع مزور.
وآن لنا أن نُحَارِب ما يشاع من مثلِ هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالتِ السراج المنير مدَّة اثني عشر قرنًا لنحوِ مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا".
ويقول: "أمَّا الرجل الكبير خاصة، فإني أقول عنه يقينًا: إنه من المحال أن يكون كاذبًا، فإني أرى الصدق أساسه وأساس كل ما به من فضل ومَحمدة".
"مثل هذا الرجل هو ما نسمِّيه رجلاً أصيلاً، صافِي الجوهر، كريم العنصر؛ فهو رسول مبعوث من الأبدية الإلهية برسالة إلينا".
"وعلى ذلك فلسنا نعدُّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هذا قطُّ رجلاً كاذبًا متصنعًا يتذرع بالحِيَل أو يطمح إلى درجة ملك أو سلطان، وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح".
"كلاَّ، ما محمد - صلى الله عليه وسلم - بالكاذب ولا الملفِّق، وإنما هو قطعة من الحياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالَم أجمع".
"وقد رأيناه طول حياته رجلاً راسخَ المبدأ، صارمَ العزم، بعيدَ الهم، كريمًا رؤوفًا، تقيًّا فاضلاً حرًّا، رجلاً شديد الجد مخلصًا".
"وما كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أخا شهواتٍ، برغم ما اتُّهم به ظلمًا وعدوانًا، لقد كان زاهدًا متقشفًا في مسكنه ومأكله ومشربه، وسائر أموره وأحواله".
"وإني لأحب محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لبراءة طبعه من الرياء والتصنع"؛ (الأبطال).