اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-12-2011, 12:53 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي صوتان جاهليان

صوتان جاهليان

الصوت الأول ـ
لا فض فوه ـ انطلق سابقا لاحتفال مصر بمئوية أديبها العالمي نجيب محفوظ بأيام قليلة‏,‏ وكان سببا في الإساءة الي صاحبه باعتباره سهما ارتد الي صدره وأصابه هو شخصيا في مقتل‏,
قبل أن يحقق شيئا مما استهدفه بين الناس. لقد وصف صاحبنا أدب نجيب محفوظ بال*****ة, والدعوة الي الرذيلة والدعارة, وكل مايحويه معجمه الشريف من ألفاظ البذاءة والسوقية والانحطاط, فكشف عن جهله الفاضح, وجرمه الفادح نتيجة لأنه لا يقرأ. وإن قرأ فهو لا يفهم في التعامل مع الأعمال الأدبية, وبخاصة في إبداع من هو تاج لمصر وللعربية في القرن العشرين وماتلاه, وصاحب المنزلة التي لم تتحقق لأديب مصري أو عربي من قبل, ولا أظنها تتكرر قبل زمان طويل.
هذا الصوت وصفته بالجاهلية, وليس بمجرد الجهل, لأن العصر الجاهلي الذي سبق العصر الاسلامي لم يكن مجرد زمان للجهل بمعني الطيش والنزق والعدوان. فبين الجاهليين شعراء عظام وحكماء كبار وأصحاب بلاغة وفصاحة وبيان, لكن الجهل أطلق عليهم لأنهم كانوا عونا للشر والبغي والعدوان, وإثارة الفتن وإشعال نار الحروب والاستماتة في أخذ الثأر. وهو المعني الذي أشار إليه الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم في استعماله للفعل جهل مقرونا بحرف الجر علي حين قال:
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ولو وضعنا بدلا من الفعل جهل الفعل اعتدي لاتضح المعني وظهر المقصود.
هذا الصوت الأول الناعق كالغراب, الذميم كأنه صوت بومة, يعيدنا الي بقايا كائنات من العصر الجاهلي لاتزال تعشش في أوكارها وتأوي إلي جحورها بيننا, وتنتهز كل فرصة سانحة لنفث سمومها التي هي في جوهرها سموم تخلف, وإعدام معرفة, وفقدان للعلم والتعليم, واستسلام للجهالة والخرافة.
الصوت الجاهلي الثاني ـ
لا فض فوه هو الآخر ـ طلع علينا منذ أيام داعيا مؤيديه والملتفين من حوله لخوض حرب لردع العلمانيين( كما ردعنا المغول والصليبيين). هكذا قال في كلام نشرته صحيفة الأهرام.
هذه هي حدود فهمه للعلمانية والعلمانيين, وللأسف هو فهم كثيرين غيره يتحدثون عن العلمانية باعتبارها كفرا وشركا وإلحادا. ويبدو أنهم لم يستمعوا الي حديث الزعيم التركي المسلم أردوغان حين تعجب من خلط الناس في مصر بين أمور واضحة ومستقرة, ولا تستدعي هذا التخبط. وبكلمات بسيطة واضحة راح الرجل يقول عن نفسه: أنا مسلم متدين حين يتعلق الأمر بي في شئوني الخاصة وعلاقاتي ومعاملاتي ورعايتي لمصالحي, وأنا علماني حين يتعلق الأمر باحترامي لسيادة القانون والدستور وعلاقتي بالدولة, فأوضح بهذه الكلمات التي لا يختلف في فهمها اثنان أنه مسلم وانه علماني معا, وأن الجمع بينهما أمر طبيعي, لأنه هو الواقع الصحيح. فهو يعرف للدين مكانه ومكانته باعتباره مسلما صحيح الإيمان, كما يعرف للعلم أو العلمانية مكانه باعتباره متمسكا بالقانون والدستور. والأمر هنا يذكرنا بالهجمة الشرسة السابقة التي قادها أمثال صاحب هذا الصوت حين نعتوا الماركسيين بالكفار والملاحدة, وكان زعيم حزب التجمع خالد محيي الدين أمام عيونهم مثالا واضحا للرجل الكامل الايمان الصحيح الاسلام, وهو في الوقت نفسه يساري ماركسي في نظرته الي أمور المجتمع والاقتصاد, دون أن يري في ذلك تعارضا. لكن أصحاب النظر الزائغ والبصيرة المنحرفة هم الذين يعمدون دائما الي إشاعة هذا الخلط في الأمور, وليتهم يدركون أن بين العلمانيين في مصر ـ وهم لا يعدون ولا يحصون ـ من هم أعمق إسلاما وأقوي إيمانا وأفضل وعيا دينيا من هؤلاء الغلاة المتعصبين الجاهلين الذين يسيئون الي صورة الاسلام بأكثر مما يسيء إليه أعداؤه الحقيقيون, لأنهم بكل بساطة, وبكل أسي, لم يفهموه حق فهمه, ولم يجسدوا قيمه ومثله وحقيقته في حياتهم وفي سلوكهم وعلاقاتهم, فأصبحوا ـ وهم في هذه الجاهلية ـ دعاة فتنة وتفرقة وعنصرية, وشياطين خراب وفساد, ورموز طيش ونزق وعدوان. ولم يعرفوا أن علماني في اللغة العربية معناها المنشغل بأمور العالم من حوله, والكلمة مصدر صناعي من كلمة علم بمعني العالم, ولا علاقة لها ـ في الثقافة العربية ـ بما يملأ قلوبهم وعقولهم من مرض وظلامية.
لكني سألتمس لأمثال صاحبي هذين الصوتين بعض العذر, فقد عاشت مصر طوال ستين عاما من الحكم العسكري, دون تعليم حقيقي, وكان نظامها التعليمي ينهار سنة بعد سنة, منحدرا الي الدرك الأسفل, الذي تخرجت فيه أمثال هذه الأصوات التي تنعق كالبوم. ولو أن حكامنا من العسكر عنوا وإهتموا باقامة تعليم حقيقي ووعي حقيقي وتنوير حقيقي, لما كان بيننا اليوم من يشيع قيم الجاهلية ويدعو إليها جهارا, كهذين اللذين تجرأ أولهما علي أدب نجيب محفوظ ـ مفخرة مصر الأدبية في عالمها العربي وبين الأمم كافة ـ وتجرأ ثانيهما أكثر فدعا الي ردع العلمانيين ـ نخبة مصر وثروتها من أصحاب العقول والضمائر ـ كما ردعنا المغول والصليبيين!

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:04 PM.