لماذا فقدت الأحكام نكهتها ؟!

[حمدى حسام]

لماذا فقدت الأحكام نكهتها ؟!

شريف سعيد الجمعة 22-05-2015 23:34
http://elwatannews.com/news/details/735502



لماذا لم يبتهج المصريون بخبر إحالة أوراق مرسي ورفاقه إلى المفتي ؟! قبل وقت قريب رغب الناس في رؤية جثامين قيادات الجماعة تتدلى من المشانق بالميادين !! لماذا لم تحتفِ مواقع التواصل الاجتماعي بخبر تنفيذ حكم الإعدام في المدانين بعملية "عرب شركس" ؟! مستخدمو الصفحات الإلكترونية هم أنفسهم من نشروا بكثافة المواد المصورة لتلك الجريمة مطالبين بالقصاص !! أي مراقب للمشهد المصري قد يتساءل : ماذا طرأ على المزاج العام ؟!

الـ "يوتيوب" ذاكرة العصر .. لا شك في هروب مرسي ورفاقه من سجن وادي النطرون , ومن يطالع أوراق القضية سيدرك الضحايا الذين سقطوا , وسيعرف لماذا أحيلت الأوراق إلى المفتي , لكن ماذا عن المقاطع المصورة الكثيرة لفتح باقي السجون والتي يعترف فيها بعض الهاربين لأفراد من الجيش - بعد القبض عليهم وربطهم - بأن الداخلية هي من فتحت الأبواب وأطلقت سراحهم ؟!

الناس تتساءل بدهشة .. من أطلق النار على اللواء "محمد البطران" في سجن "القطا" ؟! إلى ماذا انتهى قضاة التحقيق في تلك القضية ؟! لماذا سيف العدالة في مصر لا يُسلط إلا على رقبة الإرهابي أو الفقير أو من ارتبط اسمه على نحو مباشر بثورة يناير ؟! السؤال الأصعب : هل من الضروري كي تنهض الدولة وتحيا مصر أن نقتنع بأن الإخوان هم فتحوا كل السجون فوق سطح هذا الكوكب ؟!

في الحلوق مُر البراءات .. بدءا من *** المتظاهرين مرورا بموقعة الجمل وصولا إلى اللوحات المعدنية وتصدير الغاز , اللهم إلا قضية "قصور الرئاسة" التي وقف وراءها المُقدم الشريف "معتصم فتحي" , المفاجأة كانت في أنه تقدم للنائب العام ببلاغ قال فيه إنه فوجىء قبل نظر القضية أمام المحكمة من صدور قرار تعسفي بنقله من هيئة الرقابة الإدارية إلى وزارة الصناعة بعد خدمة 15 عاماً !!

ثم فقدت الأحكام نكهتها .. وسط كل هذا الكم من البراءات لرجال مبارك المُدانين في الوجدان الشعبي , كان من الطبيعي أن يفقد منطوق أي حكم صادر ضد قيادات الجماعة - تدريجيا مع الوقت - هيبته في الأذن ووقعه في النفس !! الأخطر على الإطلاق هو أن أحكاماً عادلة صارت قاب قوسين أو أدنى من إثارة تعاطف مكتوم مع هؤلاء !! هذا لمن لا يعلم قد يوارب باباً من الجحيم !!

في النهاية كنت على يقين من أن تلك الحالة من التغير في المزاج العام , حتما سيدرك الرئيس خطورتها وسيحاول بحكمته لملمة المصريين في مواجهة ما يحيق بهم , فلا دولة تنتصر في معركة تخوضها بجبهة مفككة إلى هذا الحد في الداخل , وانكشاف استراتيجي في الخارج , وسط كل هذا وقبل أن أنتهي من كتابة هذه السطور جاءني الهاتف برسالة نصية لخبر عاجل : الزند يؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس وزيرا للعدل !!