لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
يا للحل العجيب! في محاولة منهم لتنظيم المرور قاموا بسد أحد شارعين تنساب فيهما حركة المركبات و اكتفوا بواحد يسلكه الجميع من أوله لآخره مثل طابور الصباح ثم ضيقوا نهايته بحاجز بحيث تمر السيارات واحدة تلو الأخرى خروجاً لسعة الشارع العام!
في غير وقت الزحام ، تنساب السيارة عبر هذا الشارع في دقيقة واحدة ، ليس طويلاً أو ضيقاً . لكن فعلهم هذا جعل السيارات تتجمع فيه فلا أصل آخره قبل ربع ساعة!
المشكلة ليست ضياع الوقت فقط و لو أن تدمير ربع ساعة من عمري على هذا النحو يغضبني جداً ، قبلاً كان في الشارعين متسع أما الآن فإن التنافس بين السيارات و الباصات على أشده بالطبع يعطل بعضهم حركة بعض.
كان ذلك كله يملأ عقلي و أنا أشغل السيارة ، و أتمنى أن أصل البيت بأي قدر من الأمان و السرعة.
في الحقيقة لست أذكر كم توقفت كي أقطع أول عشرة أمتار ، مؤكد توقفت طويلاً فقد كان مكدساً لكنني أذكر تلك اللحظة التي فاض فيها الكيل ثم أن نفسي فاضت ب :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أردد الكلمات فتتلاشى السيارات التي حولي إلى حد كبير ، أستعيد إدراكي مع نهاية الدعوة لأجد نفسي في نهاية الشارع و قد تجاوزت الحاجز تاركة جموعاً غفيرة من المركبات تهدر خلفي!