أولا بالنسبة لعدم جواز عمل المرأة ، الا تذكر معى أخى الحبيب ما قلته لك سابقا من ان السيدة خديجة رضى الله عنها تعتبر أول سيدة أعمال فى الاسلام ، وقد كانت تقابل التجار وتعقد معهم الصفقات ، والا تذكر السيدة رفيدة أول ممرضة فى الاسلام ، فكانت تنزل مع الرسول فى غزواته وتطبب الرجال ، ونساء أخريات كانوا يتواجدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و مع الصحابة اثناء الغزوات لتحميس المسلمبن على الجهاد فى سبيل الله ، والسيدة أسماء التى كانت تقطع مسافة بين بيتها وبين غار حراء لكى تذهب بالماء والطعام ، فلم يكلف الرسول رجلا ليقوم بهذا العمل ،
اما عن اختلاط المرأة بالرجل ، فأنا لم أقل أنى مع اختلاط المرأة بالرجل ، ولم استخدم كلمة اختلاط بل قلت لك سابقا أنى ارفضها لانها تعطى مفهوما نرفضه جميعا ، اما اذا كنت تقصد تعامل المرأة مع الرجل ، فليس عندى أدل ولا أبلغ من أن الحج وهو ركن من اركان الاسلام لم يدعونا الله فيه الى اعتزال المرأة عن الرجل ، و تخصيص اماكن للمرأة واماكن لرجل ، ولكن يتواجد الاثنان سويا ، فمن اين أتيت أنت باعتزال المرأة عن الرجل
أما كلمة احتشام ، فايضا أجبتك سابقا أنى لم أقل أنها وردت فى القرأن ، ولكن كونها لم تأتى فى القرآن هذا لا يعنى أنهت خارجة عن الاسلام ، لان معيار الكلمات ليس كونها وردت فى القرآن ام لا ، ولكن معيارها أن تكون كلمة طيبة أم كلمة خبيثة ، فاذا كنت ترى أن الاحتشام كلمة بذيئة فلا تأخذ بها ،
الأمر الثانى استاذى الفاضل ، أنا لم ألزمك أن تأخذ برأيى وتترك أراء العلماء ، فأنا لم أدعى لنفسى هذا القدر ، ولكن أعبر عما اقتنع به أنا ، وقد استخدم الامام الشعراوى كلمة الاحتشام كثيرا جد فى شروحه ، بل وقلت لك سابقا أن فكرة السلام شوبنج سنتر ، والازياء المحتشمة للمرأة المسلمة قد ظهرت كنتيجة ، لآراء الامام الشعراوى بأنه حث المرأة المسلمة فى عصرنا على الاحتشام فى الملبس ، ويمكنك الرجوع الى شروحه
واخيرا أخى الحبيب انت تخلط الامور ، فأنت بأسئلتك هذا تريد أن تصورنى وكأنى أفتى فى الاسلام ، رغم أنى اعارض وبشده هذا المنطق فى التفكير ، فهجومى منصب على الذين يتحدثون باسم الدين ، فيسمحون لأنفسهم أن يحللوا وان يحرموا وفقا لمنظورهم ، ولكنى ادعو الى الحوار الحر ، فليس كل ما ننقاشه يرد الى الدين ، فهناك أمور دينية يكون الحديث فيها لرجال الدين ، وهناك امور دنيوية نتحدث فيها من منظور دنيوى وفقا للمنطق والعقل ووفقا للواقع والعلم ,
|