|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدين – الفكر الدينى – الفكر الانسانى ساحاول أن أوضح وجهة نظرى الشخصية فى هذه العبارات الثالثة ، و بالطبع هى غير ملزمة لأحد و غير منقوله من أحد ، و ما دفعنى الى ذلك هو كثرة اللغط الدائر فى بعض المنتديات وفى النقاش المصرى العام حول هذه الموضوعات
أولا : الدين : الدين هو فى المقام الأول قضية ايمانية ، قبل أن تكون قضية عقلية ، بمعنى أن الأصل فى الدين هو التسليم بصدق النصوص الدينية ، فاما أن تقبل هذه النصوص كلية ، فتصبح متدينا ومنتميا لهذا الدين ، و إما أن ترفضها كلية ، و بذلك تصبح كافرا أو رافضا لهذا الدين و غير منتميا له ، و لكن لا يحق لك التصديق ببعضه ورفض البعض الآخر . النصوص الدينية فى الاسلام : ( 1 ) القرآن : t 1- القرآن هو كلام الله الموحى به الى رسوله عن طريق الروح الأمين ، 2- فآيات القرآن لها قدسية عند المسلمين فهى غير قابلة للتتغيير أو التبديل أو الحذف، فلا يجوز أن ياتى مسلم ليقترح مثلا حذف آية من القرآن أو تبديلها ، فليس لك الا أحد أمرين فقط اما أن تؤمن بأن القرآن كلام الله ، و بذلك يكون الله أنعم عليك بنعمة الاسلام ، أو أن تكفر به أو ترفضه كليا ، و بذلك تكون خارج عن الاسلام ، فلا وسط بينهما . ( 2 ) السنة النبوية الصحيحة : 1- نعتبر السنة النبوية من أقوال و أفعال ، هى المصدر الثانى للشريعة الاسلامية ، 2- و لكننا لا نساوى بأى حال بينها و بين القرآن ، فجميع المسلمون يؤمنون أن القرآن هو دين الله و هو كلام الله ، أما السنة النبوية فهى أفعال و أقوال رسول الله ، 3- و لذلك اتجه علماء الدين فى العصور الأولى الى التحقيق والتدقيق فى ما نسب الى رسول الله من اقوال أو أفعال فأوجدوا بعض المعايير لذلك منها ( السند و المتن ) ، فكان يقبل من الأقوال المتواترة من رسول الله ماسنده صحيح غير مشكوك فيه ، و تقبل الأقوال التى تتفق مع متن القرآن الكريم فلا بد ألا يوجد أى تعارض بين الأقوال المنسوبة الى رسول الله وبين القرآن . 4- و لقد أسس علماء المسلمين علما اسمه ( علم الحديث ) و هو العلم الذى يبحث فيما وصل الينا من السنة و التحقق الدائم من صدقها و صحة نسبها الى الرسول الكريم ، 5- و مازال علماء الحديث يمارسون هذا العمل الى الآن ، فنحن لا نكتفى بما أورده القدماء فقط ، بل ينقح علماؤنا الكتب القديمة للتأكد من صحتها و من علماء الحديث المعاصرين المشهود لهم بالعلم الدكتور أحمد عمر هاشم والذى يرجع له الفضل فى العديد من الاسهامات فى تنقية سنة الرسول من بعض الأحاديث التى ألبست عليه . ثانيا : الفكر الدينى : 1- أحيانا يحدث خلطا شديدا بين الدين والفكر الدينى ، و لكنى أريد أن أؤكد أن الفارق بينهم كبير ، 2- فقد اتفقنا أن الدين هو الرسالة الموجهة من الله الى عباده فهى كلام الله . و هى نصوص ثابتة لا تتغير أو تتبدل . 3- أما الفكر الدينى فشئ آخر ، هو اجتهادات علماء هذا الدين لفهم نصوصه وآياته ، فهو فى النهاية كلام بشرى ليس له أى تقديس الا مايتوافق مع كلام الله ، 4- و لذلك نجد أن علماء المسلمين يفرقون دائما بين الاصول والفروع ، فالأصول مايؤخذ من الدين ( النصوص ) مباشرة ولا تجد أى خلاف بين الفقهاء فيها و هو ما أصبح المحدثون يسمونه ( مبادئ الشريعة الاسلامية ) ، 5- أما الفروع و هو الفقه فهو اجتهادات علماء المسلمين فى كيفية تطبيق النصوص على الواقع ، و هذا بالطبع يوجد فيه الكثير من الاختلافات ولا مشكلة أبدا فى ذلك ، بل قد يختلف من دولة الى أخرى ومن عصر الى عصر ، وقد يختلف الفقهاء فى العصر الواحد وفى الدولة الواحدة فيما بينهم . و هو ما أصبح يسمى حاليا ( الشريعة الاسلامية ) 6- و لا يجب بأى حال من الأحوال أن نعطى الفكر الدينى أى قداسة دينية ، أو نساوى بينه وبين الدين ( النصوص ) فهو ليس كلام الله ولكنه سيظل دائما هو اجتهادات العلماء فى فهم النصوص وكيفية تطبيقها على الواقع ثالثا : الفكر الانسانى : ( المذاهب الفكرية والفلسفية ) 1- الفكر الانسانى هو اجتهادات انسانية و محاولات لفهم الواقع والحياة وفقا لما حبانا الله به من عقل ، و محاولة صياغتها فى مذاهب فلسفية وفكرية ، مثل الوجودية والبراجماتية والوضعية المنطقية ( و هذه مذاهب فلسفية ) و منها العلمانية والليبرالية والماركسية ( و هى مذاهب سياسية واجتماعية ) و قد تتداخل المذاهب مع بعضها ، 2- و هو بما أنه فكر انسانى عقلى فهو غير منقاد الى عقيدة معينة أو دين معين . أحيانا يكون الدين من أحد عواملها كما أن البيئة التى يعيش فيها الشخص والعصر الذى يعيش فيه من مكوناتها أيضا ، فكما يقال الانسان وليد عصره وبيئته . 3- أتعجب كثيرا من الذين يهاجمون الفكر الانسانى بشتى صوره ، بحجة أنه نتاج من دول كافرة لا تدين بديننا ، فنقول لهم أننا لا نقرا هذه المذاهب على اعتبار أنها دين بديلا عن اسلامنا ، فهى ليست نصوص مقدسة ولكنه فكر انسانى يمكننى الاطلاع عليه و أن آخذ منه مالا يتعارض مع عقيدتى وثوابتى ، و أترك منه مالايفيدنى ومالايصلح للتطبيق عندى . 4- و يكون تعجبى اكثر اذا كانوا من يعترضون على هذا الفكر من المسلمين ، لأنه لايوجد أى نص من القرآن والسنة ينهانا عن الاطلاع على الثقافات الأخرى والاستفادة منها ، بل العكس هو الصحيح فآيات القرآن و سنة نبينا تحثنا على الاقبال على الثقافات الأخرى و تبادل المعرفة معهم ، فلقد خلقنا الله أمما وشعوبا لنتعارف سويا ، و كيف يكون التعارف بيننا الا بتبادل الثقافات ، و كما يخبرنا رسولنا الكريم بأن الحكمة ضالة المؤمن ، فيجب أن نبحث عنها أيا كانت . 5- ان الفكر الانسانى هو فى النهاية نتاج بشرى ليس له تقديس من أى نوع ، يمكننا أن نبدل فيه ونغير وفقا لثقافتنا نحن و اضافاتنا اليه والى الثقافة الانسانية عامة . 6- يحزننى كثيرا ان ارى بعض التعقيبات التى يقول ( نحن لسنا فى حاجة الى هذه التيارات وكفانا بالاسلام بديلا ) و أقول لهم هذه مغالطة كبيرة لأن اسلامك يطالبك بأن تتطلع على هذه الثقافات وتتواصل مع شعوبها ، كما يحثك على أن تبحث عن المعرفة أيا كانت ، فان كنت مسلم صحيح الاسلام فيجب أن تعتبر ذلك تكليفا من رب العزة لك هدانا الله واياكم الى مافيه خير الدين والدنيا |
العلامات المرجعية |
|
|